رواية بعد الرحيل شمس وسالم كاملة جميع الفصول

رواية بعد الرحيل شمس وسالم للكاتبة ميمي عوالي هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية بعد الرحيل، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية بعد الرحيل شمس وسالم كاملة جميع الفصول

رواية بعد الرحيل من الفصل الاول للاخير بقلم ميمي عوالي

فى فيلا كبيرة راقية فى منطقة من المناطق الجديدة ، كانت شمس واقفة فى المطبخ بتاعها بتحضر لولادها حاجتهم اللى هياخدوها معاهم مدرستهم
كانت بتشتغل زى الالة ، كانت عينها بس اللى مركزة مع ايدها و هى بتجهز الحاجة ، لكن دماغها و تفكيرها كانوا فى مكان تانى خالص
انتبهت على صوت لولى بنتها اللى عمرها خمستاشر سنة و هى بتقول لها : مامى الباص شكله وصل ، ردى على الانتركم
شمس رفعت سماعة الانتركم و قالت : ايوة يا عم مطاوع .. طب تمام ، ثوانى و الولاد هينزلوا
التفتت لولادها و قالت : ياللا يا اولاد ، كل واحد ياخد حاجتة عشان ماتتأخروش ، الباص وصل .. و ماتنسوش .. زى ما اتفقنا
لولى و اخوها يوسف و اللى عمره سبعتاشر سنة ، سلموا على مامتهم و اخدوا حاجتهم و خرجوا من باب الفيلا بعد ما يوسف قال لها : ماشى يا ماما ، بس ياريت ماتتأخريش علينا
شمس : ماتقلقش يا حبيبى .. مش هتأخر
شمس فضلت واقفة قدام الباب تراقبهم لحد ما ركبوا الباص ، و قبل ماتدخل ندهت على مطاوع البواب و قالت له : ياترى الحاجة كلها وصلت يا عم مطاوع
مطاوع : ايوة يا بنتى ، و الناس مستنية منى تليفون عشان تيجى تشتغل على طول
شمس : ماشى ، عاوزاك تكلمهم ييجوا ، عاوزاهم هنا فى ظرف ساعة زمن ، بس لو وصلوا قبل ما البية يخرج خليهم عندك على مايمشى ، مش عاوزاه يلمحهم ، مش ناقصة مشاكل خالص دلوقتى
مطاوع : حاضر يا بنتى ماتقلقيش
شمس رجعت على المطبخ نضفت مطرح ولادها و عملت قهوة و فضلت قاعدة فى المطبخ عشان تشربها و هى واضح عليها التفكير العميق لحد ماحست باللى واقف يراقبها فى هدوء شديد
التفتت بهدوء لقت سالم جوزها واقف بيبصلها باستغراب ، فدورت وشها وقالت بهدوء : تحب اعمل لك قهوة
سالم : لا .. بس احب اتكلم معاكى شوية
شمس من غير ماتبص له : اتكلم .. سمعاك
سالم : هنتكلم هنا
شمس : هو المكان هيفرق معاك فى ايه
سالم : هيفرق كتير يا شمس ، تعالى نقعد فى الليفنج
شمس قامت و حطت من ايدها فنجان القهوة و راحت ناحية برة و قالت : اتفضل
خرجوا فعلا و فعدوا فى الليفنج و شمس قعدت منتظرة اللى هيقوله ، و بعد فترة صمت سالم قال :
انتى عارفة ان المشروع اللى انا داخله جديد خلاص على وشك انه يبتدى ، و انى هفضل فترة مش قليلة وجودى معاكم ممكن يبقى قليل خلالها
شمس : ااه عارفة
سالم : طب انا عاوزك تحضريلى شنطة صغيرة لانى احتمال اسافر خلال ايام
شمس : و ياترى عاوزنى احطلك فيها ايه
سالم : يعتى لو امكن بدلتين و مستلزماتهم و انتى شوفى ممكن احتاج ايه تانى ، انا بحاول اخلى مدير المشتريات هو اللى يسافر ، بس شكله كده مش هيقدر ، فلو سافرت يا دوب يومين تلاتة اتعاقد على باقى المكن الجديد و ارجع على طول
شمس بسخرية : و عاوز روب و اللا هتجيبه جديد
سالم بصلها باستغراب و قال بتردد : لاا .. مش محتاجه
شمس وقفت و قالت : تمام .. محتاج منى حاجة تانية
سالم : لا .. تمام كده .. متشكر ، و ياريت تفهمى الولاد موضوع سفرى ده بالراحة عشان ما يزعلوش و فهميهم ان انشغالى عنهم الفترة دى هيبقى غصب عنى على ما اخلص التوسعات اللى بعملها فى المصنع
شمس بجمود : ماتقلقش .. مش هيزعلوا
سالم بتردد : و اكيد انتى كمان مش هتبقى زعلانة ، انتى عارفة الشغل و متاعبه
شمس بابتسامة سخرية : ااه طبعا عارفة .. الله يكون فى العون
سالم باستغراب و هو بيقرب منها: هو انتى مالك يا حبيبتى …
لسه سالم هيكمل كلامه سمع موبايله و بص فيه و رد بارتباك و هو بيبص لشمس و قال : ايوة
نهى ردت عليه بعصبية و غضب و قالت : لما انت قررت تغير باب الشقة مش المفروض كنت تقوللى يا سالم و تعرفنى بدل مانا مرمية فى الشارع بالشكل ده
سالم بدهشة : باب ايه ده اللى انا غيرته
نهى بقلة صبر : باب الشقة الجديدة اللى بنوضبها عشان ننقل فيها ، هيبقى انهى باب يعنى يا سالم
سالم : بس انا ماغيرتش حاجة
نهى : يعنى ايه ماغيرتش حاجة ، اومال العفاريت اللى غيروه ، تعالى حالا عشان تشوف اللي بيحصل ، انا و العمال واقفين فى الشارع
سالم : طيب طيب انا جاي حالا
و التفت لشمس و قال : معلش يا حبيبتى .. نبقى نكمل كلامنا بعدين
و خرج بسرعة ركب عربيته ، فشمس ندهت على مطاوع و قالت : فين الناس يا عم مطاوع
مطاوع : جم يا بنتى و عندى فى الاوضة زى مافهمتينى
شمس : ماشى يا عم مطاوع خليهم يبتدوا شغل حالا ، و فهمهم انهم يخلصوا باقصى سرعة .. ساعة زمن و يبقى كله تمام
سالم وصل عند نهى لقاها واقفة ساندة بصهرها على عربيتها و هى بتهز رجلها بزهق و اول ما شافته اتعدلت و قالت له بضيق : ساعة و ربع على ماتيجى يا سالم و انا مفهماك انى واقفة فى الشارع مع العمال
سالم باعتذار : مانتى عارفة ياحبيبتى .. المسافة من القاهرة الجديدة لحد هنا فى زايد بتاخد وقت كبير جدا ، ده انا كنت طاير مش سايق
نهى : قصره .. تعالى شوف ايه حكاية الباب ده ، انا خايفة لا يكون صاحب العمارة بيلعب بينا
سالم و هو رايح ناحية مدخل العمارة : اكيد فى سوء تفاهم
نهى : طب كلمته ؟
سالم : لا ، قلت اشوف الحكاية بنفسى الاول و افهم
نهى بزهق : و هو كلامى مش كفاية ، هضحك عليك انا مثلا و اللا ايه انا مش فاهمة
سالم بطولة بال : حبيبتى ما اقصدش ، انا بس قلت اشوف ، يمكن تكونى بس ماعرفتيش تفتحى الباب و اللا حاجة
نهى بغضب : قلتلك الباب كله متغير .. انت ليه مش عاوز تصدق
سالم كان وصل قدام باب الشقة مع اخر كلمة نطقتها نهى ، و اتفاجئ ان باب الشقة فعلا متغير بالكامل ، و ان الباب الحالى مش اى باب ، ده باب مصفح كمان ، يعنى حتى لو حب يكسره مش هيعرف ، كانوا سايبين الباب من يومين بس خشب عادى على مايخلصوا شغل و بعدين يغيروه ، لكن فجأة كده يتغير بالشكل ده
و لما الصدمة بانت على وشه ، نهى قالت بتريقة : ماتمد ايدك و تفتح الباب اللى ماعرفتش افتحه
سالم و هو لسه تحت تأثير الصدمة : انهى باب ، ده مش بابنا اصلا ، هو احنا دخلنا عمارة غلط و اللا ايه
نهى بقلة صبر : يعنى هبقى انا و انت غلطانين يا سالم ، اخلص و كلم صاحب العمارة الزفت ده و اعرف لنا منه ايه الحكاية و اللا هى نصباية من الاول و اللا ايه .. انا عاوزة افهم حالا اللى بيحصل
سالم و هو بيطلع التليفون من جيبه : هو البواب فين .. انا مش شايفه
نهى : و لا انا كمان شفته من ساعة ماجيت
الحاج بدر صاحب العمارة رد على سالم و قال : السلام عليكم
سالم : و عليكم السلام يا حاج بدر .. انا سالم السعيد
الحاج بدر : ايوة يا ابنى انا عارف ، ازيك يا استاذ سالم .. خير
سالم : خير انت يا حاج ، احنا جينا النهاردة لقينا باب الشقة متغير و مش عارفين ندخل
الحاج بدر : ايوة يا ابنى ، طب و انا فى ايدى ايه اعمله
سالم بحدة : اومال مين اللى فى ايده يا حاج ، و ازاى الباب يتغير من غير ما اعرف و لا حد ياخد موافقتى
الحاج بدر : و الله دى حاجة تخص صاحب العمارة و صاحب الشقة ماتخصنيش انا ابدا
سالم بغضب : ايه الكلام الفارغ ده ، طب ما انت صاحب العمارة و انا صاحب الشقة
الحاج بدر : الكلام ده كان لحد كام يوم فاتوا ، لكن دلوقتى الشقة و العمارة كلها باسم مدام شمس
سالم بذهول : مدام شمس مين
الحاج بدر : مدام شمس العراقى
سالم : شمس مراتى .. طب ازاى
الحاج بدر : مدام شمس جاتلى و اتفقت معايا على انها تشترى العمارة بالكامل و عرضت عليا مبلغ محترم مايترفضش ، و كان معاها كمان عقد متسجل فى الشهر العقارى ببيع الشقة منك ليها بموجب توكيل عام رسمى منك ، و بناء عليه من حقها قانونا انها تعمل فى الشقة مابدالها و تغير اللى هى عاوزة تغيره حتى لو ماكانتش اشترت منى باقى العمارة
سالم سند ضهره على الحيطة وراه و فضل ينزل بجسمه لحد ماقعد على الارض و نزل التليفون من على ودنه من غير حتى ما يكمل كلامه مع الحاج بدر تحت نظرات نهى اللى ماليها الفضول و الاستنكار ، و اللى لما لقته ساكت و مابيتكلمش قالت له بحنق : يعنى ايه الكلام ده فهمنى ، انت عامل لمراتك توكيل عام
سالم : انا ازاى كنت ناسى الحكاية دى
نهى : و ازاى تعمل حاجة زى دى
سالم : السؤال هى عرفت ازاى و من امتى ، و قدرت تعمل كل ده لوحدها ازاى
نهى : انت لسه هتقعد تسأل.. قوم الحق مالك لا تكون عملت كده كمان مع كل حاجة و انت نايم فى العسل و مش دريان
سالم بذهول : انتى عاوزانى اروحلها
نهى باستنكار : عاوزاك تقوم تروح تشوف الشركة و المصنع و البنك ، تشوف باقى املاكك يا سالم ، مش يمكن حطت ايدها على كل حاجة و ترميك فى الشارع و تبقى فاهمة انها كده بتادبك عشان اتجوزتنى عليها
سالم فضل شوية فى مكانه ماتحركش لحد مانهى صرخت فيه و قالت : ماتقوم تتحرك ، و يكون فى معلومك انت ملزم تجيبلى كل حاجتى اللى حطيتها فى الشقة
سالم بتوهان : طب انا اعمل ايه دلوقتى
نهى و هى بتشده عشان ينزلوا : لازم تروح للمحامى فورا و تشوفه هيقول لك ايه
سالم : المحامى ده بتاعنا احنا الاتنين
نهى بضيق : نفسى اعرف انت كنت حاططها معاك فى كل حاجة ليه ، ليه كنت مسلماها دقنك بالشكل ده
ياللا اتحرك معايا ، انا هاجى معاك عند المحامى
سالم كلم المحامى و راح له مع نهى ، و اول ما دخلوا .. سالم بص للمحامى و قال له : انت عندك فكرة عن اللى شمس عملته يا استاذ شوقى
شوقى بهدوء : اتفضل استريح يا استاذ سالم
نهى بحدة : خلصنا يا متر و رد على السؤال بسرعة
شوقى بص باستهزاء لنهى و قال لسالم : مش تعرفنا الاول يا استاذ سالم مين الهانم
نهى بغضب : مايخصكش انا مين و رد على السؤال من غير رغى كتير
شوقى : ماتعودتش اناقش امور الموكلين بتوعى قدام حد غريب
نهى بحدة : انا مش غريبة .. انا مراته
شوقى : علاقتك بالاستاذ سالم ماتخصنيش يا هانم ، انا اللى يخصنى علاقتك بالموكلة بتاعتى
سالم بزهق : انا مش فاهم حاجة ، انت تقصد ايه
شوقى : اقصد انى حاليا المحامى الخاص بشمس هانم و مش المفروض انى اتناقش مع اى حد فى اى حاجة تخصها
سالم : بس انت المحامى بتاعى انا كمان
شوقى : مش صحيح .. انا محامى الشركة و المصنع
سالم : و الشركة و المصنع دول ملكى
شوقى : كانوا .. لحد اسبوع فات
سالم بذهول : انت بتقول ايه
شوقى : بقول لحضرتك اللى حصل ، حضرتك بعت نصيبك فى الشركة لشمس هانم
سالم : انا مابيعتش حاجة
شوقى : شمس هانم باعت لنفسها بموجب التوكيل اللى معاها
سالم بصدمة : انا مش قادر اصدق اللى حصل ده ابدا
شوقى بهدوء : شمس هانم اتصرفت طبقا للقانون و كل إجراءاتها سليمة مليون المية ، و طبعا حضرتك ليك مطلق الحرية فى التصرف اللى هتتصرفه مادام هتتصرف برضة طبقا للقانون
سالم راح ناحية الباب و هو بيقول : ماشى .. انا ليا تصرف تانى معاكم
شوقى باستدراك : على فكرة .. شمس هانم لغت التوكيل اللى كانت عاملاهولك .. و السكرتارية عندك استلموا الاخطار من تلت ايام ، بس انت اللى ماكنتش بتروح الشركة و عشان كده ماحدش بلغك
سالم التقت بحدة لشوقى و قال له : خليك فاكر انى مش هفوتهالك لا انت و لا المدام اللى مشغلاك
شوقى بنفس الهدوء : و بخصوص المدام ، اتحدد جلسة عشان قضية الخلع بعد اسبوعين
سالم رجع قرب منه من تانى و قال له بترصد : سمعنى كده تانى قلت ايه ، قضية خلع بتاعة مين بالظبط
شوقى : قضية خلع رفعتها مدام شمس على حضرتك
سالم بغضب : هى كمان وصلت لكده .. ماشى ، بس الكلام ده مش هيحصل ابدا ، ده على جث/تى ان انا و هى نفترق عن بعض
سالم خرج من عند شوقى و هو مش شايف قدامه من كتر الغضب و راح على عربيته و نهى بتجرى وراه و بتقول له : فهمنى ناوى على ايه
سالم بحدة : مش عارف يا نهى .. مش عارف ، و مش قادر افكر
نهى : خد بالك ان شكلها بيقول انها مخططة لكل حاجة من بدرى ، يعنى برضة عارفة بجوازنا من فترة
سالم بضيق : يعنى اعمل ايه ، اسيبها ، دى كده بتهد كل حاجة بيننا
نهى : لا طبعا ماتسيبهاش ، بس بالعقل
سالم بفضول : تقصدى ايه
نهى : يوسف و لولى
سالم باستغراب : الولاد مالهم بالحكاية دى
نهى : ده هم اصل الحكاية ، انت تاخدهم و تفهم شمس انها مش هتشوفهم غير لما ترجع عن اللى هى بتفكر فيه ده كله ، و اكيد هى مش هتقدر تبعد عن ولادها
سالم : بس ممكن تبلغ عنى
نهى : هتبلغ تقول ايه .. هتفضح روحها و تعرف الكل اللى حصل ، ما اعتقدش انها من النوع اللى ممكن يعلن ان جوزها اتجوز عليها ، احنا نطلع دلوقتى على المدرسة بتاعة الولاد ناخدهم و نشوف حتة ماتقدرش توصل لهم فيها ، و نخليهم فيها على مانشوف هنعمل معاها ايه
سالم بتردد : ايوة .. بس الولاد ممكن نفسيتهم …
نهى قاطعته بحدة و قالت : نفسيتهم مش هتتعب من يومين تلاتة ، و بعدين اشمعنى امهم ماخافتش على نفسيتهم و هى بتخطط و بتعمل كل ده
سالم : طب بس هوديهم فين
نهى بتفكير : هاتهم عندنا ، ماما و نورا هيقابلوهم كويس و هيتعاملوا معاهم حلو جدا
سالم : الولاد مش صغيرين يا نهى و ممكن يعترضوا على الكلام ده
نهى بتفكير : يبقى نلحق نكسبهم فى صفنا و نعرفهم اللى حصل ، و ساعتها هم من نفسهم هيبقوا عاوزين الدنيا ترجع زى ما كانت
بعد نص ساعة كان سالم و نهى واقفين بذهول فى مكتب مدير مدرسة الولاد بعد ما قاللهم ان ملفات الولاد يعتبروا اتوقفوا فى المدرسة من اسبوعين بحالهم و ان ولاده حاليا يعتبروا خلاص مابقوش على قوة المدرسة
سالم : ازاى ده يحصل من غير ماتبلغونى
مدير المدرسة : حضرتك من يوم ولادك ما دخلوا المدرسة واحنا عمرنا ما اتعاملنا معاك و دايما فى كل تعاملاتنا كانت مدام شمس هى اللى بتبقى موجودة ، و هى جت من اكتر من اسبوعين و طلبت انها تاخد شهادات مختومة و موثقة بالمراحل التعليمية اللى الولاد فيها عشان تقدموا لهم فى الكويت لانكم مسافرين برة مصر
نهى بضيق : معقول الكلام ده .. دى درست و خططت و دبرت لكل حاجة ، ماسابتش اى حاجة للظروف
سالم خرج بسرعة من عند مدير المدرس و نهى بتجرى وراه و اول ما ركبوا العربية ساق زى المجنون و نهى بتقول له بتوجس : انت ناوى على ايه و رايح على فين دلوقتى
سالم بحدة : ناوى اوقفها عند حدها قبل ماتتجنن و تعمل حاجة تانى ، لو فاكرة انى هسيبها هى و الولاد بالسهولة دى تبقى بتحلم
نهى : هتروحلها البيت
سالم : ايوة طبعا
نهى بفضول : و انا .. هاجى معاك
سالم : خلاص اللعب شكله بقى على المكشوف ، و اكيد هى عرفت بجوازنا و عشان كده عملت اللى عملته ، فاكرة انها كده بتربينى ، بس انا مش هسكت
اول ما وصلوا عند الفيلا ، اتفاجئ ان كمان الفيلا اتركبلها بوابة جديدة مصفحة ، و البوابة مقفولة و البواب مش موجود ، قعد يضرب كلاكسات كتير ، لكن لا حياة لمن ينادى ، نزل من العربية و قعد يخبط على البوابة بع/نف و هو بينده على مطاوع ، لكن برضة مافيش فايدة
وقف بغيظ و هو بياخد نفسه بالعافية و مش عارف يفكر لحد ما اتفاجئ ببواب الفيلا اللى قصادهم بينده عليه و بيقول له : حمدالله على السلامة يا سالم بية
سالم التفت له بانتباه و قال له : انت ماشفتش مطاوع
البواب : مشيوا كلهم من قيمة ساعة و سابوا معايا شنط لحضرتك ، و مطاوع وصانى اديهالك اول ما توصل
سالم اتصدم ، لكن مارضيش يبين قدام البواب فقال له : هى فين الشنط دى
البواب : ثوانى هجيبها لحضرتك
البواب راح على الفيلا اللى بيحرسها و رجع بعد دقيقتين و معاه شنطتين سفر كبار سالم اول ما شافهم خلاه يحطهم فى شنطة العربية ، و رجع هو كمان ركب مكانه
فنهى قالت له : هى ازاى قدرت تعمل كل ده فى الوقت القصير ده ، واضح انها مرتبة كل حاجة من فترة و اكيد كمان فى حد معاها و بيساعدها
سالم و هو بيكلم نفسه : عرفت من مين ، و امتى
نهى : هو ده كل اللى هامك ، و هو كل واحد بيتجوز على مراته ، تقوم مراته تستولى على كل ماله بالشكل ده ، انت لازم تكلمها
سالم بتهكم : و فكرك يعنى بعد كل اللى عملته ده انها ممكن ترد عليا
نهى : على الاقل تحاول و تعمل حاجة ، ماتقعدش كده
سالم فضل قاعد شوية و هو ساند راسه على الدريكسيون ، و بعدين اتعدل و طلع تليفونه و اتصل على شمس اللى زى ماتكون كانت مستنية مكالمته فردت عليه من تانى رنة و قالت بهدوء : خير يا سالم ، لقيت الشنط بتاعتك ناقصة حاجة
سالم بغيظ : انتى ايه البرود اللى انتى بتتكلمى بيه ده ، و لا اكنك عاملة عاملة سودة زى دى
شمس : عملة ايه اللى عملتها ، انا ما عملتش حاجة اكتر من انى رجعت كل حاجة زى ماكانت
سالم بغضب : انت هتستهبلى يا شمس ، انتى بعد اللى انتى عملتيه ده كله فى شقة زايد و الشركة و المصنع بدون اى وجه حق و كمان بتنقلى الولاد من مدرستهم من غير ماتبلغينى و لا حتى تاخدى رأيى ، و فى الاخر تقولى ماعملتيش حاجة
شمس : هى المدام الجديدة جنبك و اللا ايه و عاوز تفضل معيشها و معيش روحك فى الوهم و مصدق الكدبة اللى كدبتها .. فوق يا سالم
الشركة و المصنع دول بتوعى انا ، ورثى من ابويا الله يرحمه ، ابويا اللى صمم يجوزنا لبعض و قاللى ابن خالتك اولى بيكى من الغريب ، ابن خالتك هيصونك و يصون مالك
و اول ما بابا مات ، جه ابن خالتى و قالى منظرى قدام الموظفين و العمال ، ماينفعش ابقى قدامهم جوز الست و خليتنى دخلتك شريك معايا
شمس كملت بحدة : بس انت بقى نسيت نفسك و فكرت روحك صاحب الليلة دى كلها بجد ، انا سيبتك تعيش الدور السنين اللى فاتت دى كلها و انا بقول يابت سيبيه يحس بنفسه مش مشكلة ، لو ده اللى هيخليه ينسى عقدة النقص اللى عنده خلاص
لكن وصلت بيك الوقاحة انك تتجوز بفلوسى ، و رايح كمان تاخدلها شقة بتلاتة مليون جنية من مالى و مال ولادى
عاوز تتجوز حقك ، مش هقدر اعترض على شرع ربنا ، لكن انا كمان رجعت حقى و مالى و ان كان على تعبك وشقاك السنين اللى فاتت زى ما بتقول ، فتحمد ربنا انى سيبتلك الفلوس اللى فى الحساب الشخصى ، و اللى لو كنت قعدت تشتغل عمرك كله ماكنتش قدرت تجمع نصهم ، بس انا هطلع كريمة و هسيبهملك مكافأة نهاية الخدمة
سالم بتهكم : يااااه ، ده كرم اخلاق عالى اوى ، و ياترى بقى ناوية تعملى ايه تانى يا شمس هانم
شمس بغموض : سيب الايام هى اللى تفصل بيننا .. و ااه ، هتلاقى فى شنطك مفتاح شقة خالتى الله يرحمها ، يمكن تحتاجها .. سلام
شمس قفلت الخط مع سالم اللى كان بياكل فى روحه من كتر الغضب ، و شغل العربية و طلع بيها فنهى قالت له : هتروح على فين ، هتروح معايا ، و اللا هتروح على شقة مامتك
سالم : و ايه اللى يخلينى اروح شقة امى ، ماخلاص بقى كله على المكشوف ، هروح معاكى طبعا
فى الوقت ده كانت شمس مع ولادها و مطاوع البواب فى طريقهم لمرسى مطروح فى عربية شيراز صاحبتها ، الولاد كانوا نايمين ، و مطاوع ساند رأسه على شباك العربية و لاهى روحه بالطريق ، و شمس كانت باصة على ولادها بزعل و هى بتتاكد انهم ماسمعوهاش و هى بتتكلم مع ابوهم فشيراز قالت لها : لسه المشوار طويل يا شمس ، ماينفعش تسلمى روحك للزعل من دلوقتى
شمس بتنهيدة : انا زعلانة على الولاد يا شيراز ، خايفة عليهم اوى
شيراز : ولادك جامدين يا شمس ، و عاجبنى جدا موقفهم ، خصوصا لولى ، انا ماكنتش متوقعة ابدا انها ممكن تثور الثورة دى على سالم
شمس : لولى من كتر تعلقها و حبها لابوها ، اكتر واحدة اتوجعت لما عرفت انه اتجوز ، لولى حاسة ان زى ما يكون ابوها اتجوز عليها هى مش عليا ، دى كانت بتغير عليه منى ، ما بالك بقى اما تعرف انه اتجوز اكتر انسانة كانت بتتعامل معاها بالعافية
شمس باستدراك : تصدقى انها كانت دايما تقولى ماتسمحيش للست دى انها تقعد مع بابى كتير ، ماتخلى بابى يمشى الست دى و يجيب حد تانى مكانها
و اما كنت اقوللها : بابى متمسك بيها معاه و بيقول انها احسن حد فى المجال بتاعها ، كانت تقوللى مابحبهاش .. ملزقة و مش بستريحلها
اتاريها كانت بتغير عليه منها و انا اللى ماكنتش فاهمة ، و ماهديتش غير بعد ما سابت الشغل
شيراز : بس انا حاسة ان يوسف زى مايكون بيفكر فى حاجة
شمس : مش عارفة يا شيراز ، بس اعتقد ان هم الاتنين قلقانين من المدرسة الجديدة و البيت الجديد ، احنا عاملين زى الشجرة اللى انخلعت من جدورها
شيراز : ماتقلقيش من حاجة ، انا معاكى و مش هسيبك لحد ما كل حاجة تبقى تمام 
شمس : مش عارفة يا شيراز ، بس اعتقد ان هم الاتنين قلقانين من المدرسة الجديدة و البيت الجديد ، احنا عاملين زى الشجرة اللى انخلعت من جدورها
شيراز : ماتقلقيش من حاجة ، انا معاكى و مش هسيبك لحد ما كل حاجة تبقى تمام
بعد كام ساعة .. كانت شمس واقفة مع شيراز و يوسف و لولى فى قلب فيلا صغيرة على البحر فى مرسى مطروح ، الفيلا كانت مفروشة و مترتبة ، و كانوا كلهم بيتجولوا فيها و بيتفرجوا عليها
شيراز : انا شايفة انها لطيفة و مساحتها معقولة
شمس بصت لولادها و قالت : ايه رايكم يا اولاد
يوسف باهمال : مش فارقة يا ماما ، شوفى انتى عاوزة ايه
شمس : احنا هنعيش هنا فترة مش قليلة ابدا ، و عشان كده لازم يبقى البيت عاجبكم
لولى بزعل : عمر مافى حاجة هتعجبنا زى بيتنا يا مامى ، و عشان كده زى ما يوسف قال .. مش فارقة
شمس بصت لشيراز باحباط و قالت : خلاص يا شيراز .. مش فارقة زى ما الولاد قالوا
شيراز : طب ياللا .. اطلعوا على فوق و شوفوا كل واحد هياخد انهى اوضة عشان تاخدوا شنطكم تفضوها ، هنا هنعتمد على نفسنا كام يوم كده على ماندبر كل حاجة ، و ااه .. طبعا الاوضة الكبيرة بتاعة مامى لانى لازقالكم شوية اليومين دول
شمس : لو سمحت يا عم مطاوع تساعد الولاد يطلعوا الشنط على فوق
مطاوع : حاضر يا بنتى
بعد ما طلعوا على فوق شمس قالت بحزن : الولاد نفسيتهم وحشة اوى با شيراز
شيراز : طبيعى ان ده يحصل ، ماتستهونيش باللى حصل و تأثيره على نفسيتهم
شمس : كان نفسى اقدر ابعدهم عن كل ده
شيراز : للاسف ماكانش ينفع ، و اديكى شفتى اول حاجة عملها انه راح المدرسة للولاد ، يعنى اول مافكر فكر فى انه يتواصل معاهم و الله اعلم كان ناوى على ايه
شمس : انا مش عارفة ان كان اللى حصل ده صح و اللا غلط
شيراز : انتى خدتى حق اكتر من حقك ؟! ، انتى قلتيلى ان كل ده مال باباكى الله يرحمه
شمس : اقسملك ان المال كله مالى يا شيراز ، بس انا بتكلم على التصرف نفسه ، انى وقفت قدامه و وقفته عند حده
شيراز بفضول : كان ممكن تقبلى بالوضع ده .. ان واحدة تانية تشاركك فيه
شمس بتهكم : انا و سالم عايشين بطريقة غريبة بقالنا حوالى خمس سنين دلوقتى ، شوية نبقى ولا العرسان الجداد ، حنية و ضحك و لعب و حب ، و شوية كنت بحسه على طول سرحان و مشغول
شيراز باستغراب : انا اول مرة اسمع منك الكلام ده ، طب و انتى ليه سكتتى الفترة دى كلها
سمس بتنهيدة : فى الاول كنت بحاول افهم ماله ، فيه ايه مغيره ، و كنت بسأل روحى لو كنت عملت حاجة ضايقته ، و لما كنت بغلب و مش بلاقى اجابة كنت بسأله
شيراز : و كان بيقول لك ايه
شمس : فى الاول كان بيقوللى عادى .. مافيش .. مشاكل الشغل .. ارهاق مش عارف ايه
و بعدين بقى الصمت هو الرد المعتاد فى كل مرة بعد كده ، لحد مانا كمان اتعلمت اسكت ، لما كنا بنوصل لحالة الغربة و اللى كان اخرها الفترة دى .. كان كلامنا مع بعض مش اكتر من روتين يومى لزوم مشيان الدنيا
صباح الخير .. تصبحو على خير .. كل سنة و انتم طيبين .. اهلا .. ازيكم
لدرجة انه لما جه الصبح يتكلم معايا بقيت حاسة انه بيشد الكلام شد عشان يطلع منى ، ماكنتش قادرة حتى انى اتفاعل معاه و ارد عليه عادى ، و هو كمان تحسيه على طول زى ما يكون تايه و مش عارف هو عاوز ايه ، لدرجة ان لو حد شافه و شاف الفيديو اللى وصلنى لا يمكن يصدق ابدا انهم لنفس الشخص
شيراز : فى دى عندك حق ، انا لحد دلوقتى مش قادرة اصدق ان سالم هو اللى كان متحزم و بيرقص فى الفيديو ، طب حتى فين بريستيجه و وقاره ، ده عدى الاربعين سنة ، و ابنه ماشاء الله بقى طوله
شمس : سيبك من السن و من الرقص ، ياما رجالة بتعمل و هى وسط اصحابها لكن يوصل بيه المجون انه يسكر و يعمل كده فى كبارية ، من امتى بيروح الاماكن دى ، من امتى بقى يستهون بحدود ربنا بالشكل ده
الضحك و الهزار اللى كان بيضحكه مع الهانم اللى كانت معاه و هم سكرانين .. ولاده بقالهم شهرين بيشحتوه و مابيلاقوهوش يا شيراز
طب حتى يعدل مابيننا و بينها ، بيسهر و يسكر و يضحك و يفرفش معاها هى و بس ، و احنا لينا المشغوليات و بس
شيراز بفضول : طب لو كان عدل بينكم .. كنتى هتسكتى
شمس بتنهيدة : بصراحة مش عارفة ، لما شفت الفيديو و التاريخ بتاعه اللى كان يعتبر وقتها كنا شبه مابنشفهوش بحجة الارض اللى ضمها للمصنع و المبانى اللى كان بيبنيها ، صعب عليا نفسى و صعب عليا الولاد ، و لما عرفت بالفلوس اللى عمال يبعزق فيها يمين و شمال اتجننت
شيراز : انتى غلطتى من البداية لما سلمتيه كل حاجة
شمس : بعد ما بابا الله يرحمه ما مات ، قعد فترة رافض ينزل الشغل و قاللى وقتها انه بيدور على شغل برة ، و لما سالته عن السبب .. كان رده انه وقت ما بابا كان عايش ، كان مدير المصنع و الشركة ، و مدير اعمال بابا ، لكن بعد موت بابا اصبح قدام العمال مش اكتر من جوز الست
و قعد يلمح من بعيد انه لو كان معاه فلوس كفاية كان شاركنى و اهو يبقى على الاقل هو و مراته شركا و هو اللى بيدير الشغل
وقتها قلت له خلاص اعتبر نفسك شريك ، و عرضت عليه انى ادخله معايا شريك ، و وعدنى وقتها انه اول ما يقدر يكون مبلغ يوازى نص تمن الشركة و المصنع هيحطهملى فى حسابى الشخصى
شيراز : و ياترى وفى بوعده
شمس : ابدا ، حتى انا كمان نسيت ، و لانى ماكنتش حاطة فى اعتبارى ان ده يحصل ابدا ، بس اما عرفت انه سحب الملايين اللى سحبها دى من حساب المصنع الاصلى عشان يتجوز بيها عليا ماقدرتش اسكت
شيراز بامتعاض هادى : دايما المسلمات دى هى اللى واخدنا فى سكة غلط
شمس : انا ماظلمتوش يا شيراز ، انا استرديت حقى و لو على تعبه السنين اللى فاتت على حد تعبيره ، فأنا سيبتله فلوسه اللى فى الحساب الشخصى رغم انى كنت اقدر اسحبهم هم كمان
عند سالم .. كان وصل مع نهى لشقتهم و اللى ساكن معاهم فيها عنايات مامة نهى ، و نورا اختها الصغيرة و اللى بتدرس فى كلية الاداب
اول ما دخلوا عنايات بصتلهم باستغراب و قالت : ايه يا اولاد مالكم .. حصل حاجة و اللا ايه
نهى بامتعاض : بعدين يا ماما ، انا مش طايقة روحى ، انا هدخل اخد شاور على ماتحضرى الغدا
نهى خلصت كلامها و سابتهم و دخلت على اوصتها ، فعنايات راحت قعدت جنب سالم و حطت أيدها على رجله وقالت : مالك يا حبيبى ، انتو متخانقين مع بعض و اللا ايه
سالم : ابدا ، بس حصل مشكلة كده فى الشقة الجديدة
عنايات : خير .. و بعدين كل مشكلة و ليها حل ، ماتعملوش فى روحكم كده
نهى كانت راجعة على الحمام و سمعت كلامهم فقالت بحدة : هو لما يتنصب علينا و الشقة تروح مننا تبقى مشكلة و ليها حل ، ماخلاص عليه العوض
عنايات ضر/بت على صدرها بخضة و قالت : اتنصب عليكم ، ليه كفى الله الشر .. ايه اللى حصل
نهى بسخرية : ابدا .. اللى حصل ان ضرتى عرفت بجوازنا و قررت تض/رب كرسى فى الكلوب و حطت ايدها على كل حاجة
نورا بدهشة : طب و هى هتحط ايدها على شقتكم ازاى .. انا مش فاهمة
نهى بغضب و هى بتبص لسالم باتهام : اقوللك ازاى ، ما هو سعادة البية عامل لها توكيل عام رسمى و مسلمها دقنه ، راحت هى مستولية على كل حاجة و بايعاهم لروحها حتى المصنع و الشركة ، و البية اللى قدامك ده بقى على باب الله
سالم بغيظ : مش وقته الكلام ده يا نهى
نهى : اومال وقته امتى ان شاء الله ، ممكن افهم انت ليه ساكت كده ، ليه سايبها تستولى على شقاك و حالك و مالك و حتى عيالك اللى خدتهم و اختفت بيهم و ماحدش يعرفلهم طريق دول ، و انت اللى طالع عليك بعدين بعدين ، اموت و اعرف بعدين دى هتيجى امتى و هتعمل فيها ايه
عنايات بعتاب : مش كده يا بنتى بالراحة على جوزك شوية
نهى بحدة : يعنى هنبقى احنا الاتنين باردين بالشكل ده ، هى دى مش فلوسه و فلوس ابنه اللى جاى فى السكة
نورا : و فلوس مراته الاولانية و ولاده برضة يا نهى
نهى بغضب : الفلوس بتاعة سالم ، مش من خقها تستولى عليها كلها بالشكل ده .. دى سرقة و نصب علنى ، ده حتى مش عاوز يعمل فيها بلاغ يثبت فيها اللى عملته
عنايات بامتعاض : هيعمل بلاغ فى مراته ام ولاده .. يادى العيبة
نهى : انتى هتجنينينى انتى كمان .. بقولك خدت كل حاجة .. سابته على الحديدة
سالم وقف بحدة و قال بغضب : بس بقى ، قلت مش وقته الكلام ده .. انا هشوف هتصرف ازاى ، مالكيش انتى دعوة بالحكاية دى خالص
نهى وقفت قدامه و ربعت ايديها قدام صدرها و قالت بتحدى : طب ماشى يا سالم ، انا ماليش دعوة بالحكاية دى ، بس انا بقى عاوزة حاجتى اللى حطيتها فى الشقة ، متهيالى ده بقى يخصنى
سالم و هو رايح ناحية اوضته : حاضر يا نهى .. اكتبيلى فى ورقة كل الحاجات اللى تخصك هناك و انا هجيبهالك
نهى بحدة ممزوجة بالعياط و القهر : كل اللى هناك يخصنى يا سالم ، حتى الحيطان تخصنى ، انا بوضب فى الشقة دى من تلت شهور بحالهم ، ازاى عاوزنى بالبساطة دى اتنازل عنها ، ده انا قعدت انظم فى اوضة البيبى لوحدها شهرين و فرشتها بالكامل ، ازاى عاوزنى افرط فيها بسهولة كده ، لو انت هتتنازل عن حقك انا مش هتنازل عن حقى ، احنا متجوزين من خمس سنين و كنت موافقة على كل ظروفك ، وافقت افضل فى الضل ، وافقت تجيلى سر/قة ، وافقت ااجل الحمل ، يقوم تيجى وقت ماتفرج عنى و افرح زى باقى الناس تكممنى و تقولى اسكتى
عنايات قامت اخدت نهى فى حصنها و طبطبت عليها و قالت لها : بالراحة يا بنتى على نفسك عشان خاطر اللى فى بطنك ، و بالراحة على جوزك ، ماهو برضة اكيد مصدوم من اللى حصل ، لكن لما هتفعدوا و تهدوا اكيد هتلاقوا حل
نورا : لازم تقعد مع مراتك يا ابية سالم و تتفاهموا سوا بالراحة عشان توصلوا لحل
سالم بضيق : مش اما اعرف هى فين الاول
نورا : طب ما كلمتش حد من ولادك
سالم بزعل : مش هقدر اتكلم مع حد فيهم دلوقتى ، اكيد زعلانين منى و واخدين على خاطرهم ، مش هقدر اواجه حد فيهم دلوقتى
نهى طلعت من حضن عنايات و بصت له بزعل و قالت : ماكانش ده كلامك يوم ما طلبتنى للجواز ، اما قلتلى ده حقى ، و ماحدش يقدر ينكره عليا ، انا بس مش عاوز حد من الولاد يعرف دلوقتى عشان لسه صغيرين ، لكن لما يكبروا هيفهموا من نفسهم لانهم شايفين حياتى مع امهم شكلها ايه
ايه اللى غير كلامك دلوقتى ، ولادك مابقوش صغيرين ، و اكيد فاهمين و اللا انت كنت بتضحك عليا وقتها
سالم سابها و اخد الشنط بتاعته و نزل من تانى بعد ما قال لها : انا محتاج اهدى اعصابى عشان اعرف هعمل ايه ، و بالشكل ده لا انا و لا انتى اعصابنا هتهدى ، انا راجع شقة والدتى و لو احتاجتى حاجة ابقى كلمينى
بعد ما سالم نزل ، نهى قعدت تعيط بانهيار ، فعنايات قالت لها : بتعيطى ليه دلوقتى
نهى : سابنى و مشى يا ماما من غير حتى ما يقوللى هو ناوى على ايه
نورا : هو انتى يا بنتى ماشفتيش روحك بتتكلمى معاه ازاى
نهى : هو المفروض اعمل ايه يعنى ، اقف اتفرج و انا عمرى و حق ابنى بيتسرق
نورا : انتى ليه مسمياها سرقة
نهى : اومال اسميها ايه ان شاء الله
نورا : انتقام ، كرامة ، ماهى برضة لما الست تتفاجئ ان جوزها متجوز عليها لازم يبقى لها رد فعل ، لكن اكيد لما تهدى و يتصافوا الوصع هيتغير
نهى برهبة : تقصدى ايه بيتصافوا دى
نورا : انهم يعنى يتصالحوا مع بعض
نهى ببهوت : دى كانت تبقى مصيبة
عنايات : ليه يابنتى بس بعد الشر
نهى : مش يمكن تشرط عليه انه يطلقنى عشان ترجع له
نورا : وارد طبعا
نهى بصت لمامتها بقلق و قالت : يعنى سالم ممكن يطلقنى يا ماما ، ممكن يرمينى بعد ده كله لمجرد انها تصالحه و ترجع له
عنايات بقلة حيلة : الله اعلم يا بنتى ، اهو اللى كنت خايفة منه السنين دى كلها حصل ، و الله اعلم هترسى على ايه
نهى بعياط : طب اعمل ايه يا ماما
عنايات : تبقى جنب جوزك و تسنديه ، و تفهميه انه اهم عندك من كل حاجة ، مش تقعدى تبكتيه و تنكدى عليه بزيادة ، ماحدش يا بنتى يعمل كده ابدا ، انتى بتحبى جوزك و اللا لا
نهى : هو انا لو ماكنتش بحبه كنت رضيت انى اعيش فى الضلمة السنين دى كلها
نورا بانتباه : هو صحيح ، ماعرفتوش هى عرفت ازاى
نهى بانتباه : لا
عنايات : بكرة نعرف ، يا خير بفلوس بكرة يبقى ببلاش ، المهم انتى دلوقتى .. قومى ياللا خدى الشاور اللى كنتى هتاخديه على ما احضر الغدا ، و تفكرى تصالحى جوزك ازاى
نهى : انا اللى هصالحه
عنايات بحزم : ايوة انتى ، و اسمعى .. من يوم ماصممتى على جوازتك دى و انا محذراكى من اليوم اللى ضرتك هتعرف فيه ، و ان ساعتها الدنيا هتتقلب على دماغك ، بس انتى اللى صممتى و قلتى انكم بتحبوا بعض و مش هتتنازلوا عن بعض ، ايه بقى اللى غير رايك
نهى : انا ماغيرتش رايى
عنايات : عمايلك و كلامك و اسلوبك بيقولول انك مش متحملة اللى حصل
نهى : يا ماما انتى مستهونة ان الشقة اللى بوضب فيها بقالى تلت شهور تتسرق منى فى غمضة عين
عنايات بتنهيدة : لا يا حبيبتى مش مستهونة ابدا ، بس الحمدلله انك مش قاعدة فى الشارع ، ما دى برضة شقتك و باسمك ، و سالم كتر خيره سايبنى انا و اختك عايشين معاكى السنين دى كلها
نهى بتعب : انا مش عارفة يا ماما انا حاسة ان دماغى هتتفرتك
عنايات : طب قومى اعملى اللى قلتلك عليه ، و ان شاء الله تبات نار تصبح رماد
سالم راح على شقة والدته اللى مقفولة بقالها سنين ، التراب تقريبا خافى معالم كل حاجة ، راح فتح كل الشبابيك و البلكونات و وقف يتلفت حوالين نفسه مش عارف يعمل ايه ، لحد ما سحب كرسى من كراسى السفرة نفض التراب اللى عليه و اخده و راح قعد فى البلكونة
بقى يتفرج على الناس شوية و الطريق شوية ، لكن فى الاخر دماغه ودته لحد شمس و قعد يفتكر حياتهم مع بعض
شمس كانت بنت خالته الوحيدة ، و اللى كانوا يعتبروا متربيين سوا من صغرهم
ابوه مات قبل ما يخلص الجامعة ، و جوز خالته اخده يشتغل معاه فى شركته و مصنعه و مع الوقت خلاه دراعه اليمين ، لحد ما خالته ماتت ، و ابتدى جوز خالته هو كمان يحس بقرب اجله ، و كان خايف على شمس من بعده ، و اتفاجئ بيه بيعرض عليه انه يتجوز شمس
يومها الدنيا ماكانتش سايعاه من الفرحة ، شمس كانت بالنسبة له زى الحلم البعيد ، كانت رقيقة و هادية و جميلة ، و كان بيحبها من غير مايعترف لنفسه بالحب ده لانه كان خايف ان حبه ليها يتفسر على انه طمع فى ثروتها
لكن مع عرض جوز خالته .. ماقدرش يخبى فرحته بالعرض ده و لا قدر يخبى حبه ليها
اول ما اتجوزوا ، كان حاسس انها بعيدة عنه ، او انها مش بتحبه نفس حبه ليها ، لكن صمم انه يخليها تحبه زى ما بيحبها ، و فضل يعافر لحد ما وصل لهدفه و ابتدى يحس فعلا بحبها ليه
كان وقتها طاير من الفرح و السعادة ، و خصوصا وقت ما عرف بخبر حملها فى يوسف ابنهم
لكن اتفاجئوا بموت والد شمس و اللى اثر جدا على نفسية شمس لمدة مش قليلة
ابتدى فى الوقت ده يسمع همس الموظفين و العمال عن اللى باضت له فى القفص ، و ان جوز الست خلاص حط ايده على ياغمة مراته و ان ماحدش بقى قده
وقتها فكر فعلا انه يشوف شغل تانى برة ، لكن اتفاجئ بشمس بتعرض عليه انها تبيع له نص نصيبها فى الميراث عشان يبقى شريكها و يبقى بيشتغل فى ملكه
وقتها من فرحته بعرضها اللى حسسه انها فعلا بتحبه و باقية عليه وعدها انه هيسددلها تمن اللى باعيتهوله ، و وقتها عملوا توكيلات عامة رسمية لبعض تحسبا لاى ظروف ، و عملوا حساب مشترك للشغل غير الحسابات الخاصة ، و اللى كان عامل حسابه انه كل مايجمع مبلغ كويس فى حسابه من مرتبه ، هيحوله على حساب شمس كجزء من تمن نصيبها اللى باعتهوله ، بس بعد كده حول حسابه الشخصي لحساب مشترك بينه و بينها ، و شال بقى موضوع التمن ده من دماغه على اساس ان الحساب كله اصلا يعتبر معاها
نسى 😏
من كتر ما اتعود يتعامل مع كل حاجة انها ملكه .. نسى فعلا ان كل حاجة من الاساس ملك شمس لوحدها ، نسى انه مديون لها بثروة مش قليله و المفروض يسدها
شمس اتهمتة انه طمع فيها ، بس هو ماطمعش ، هو نسى 🥴 .. طبعا ده رأيه هو ، و ما يهمناش فى حاجة 😏😒
عاشوا مع بعض سنين فى منتهى السعادة ، و يوم عن يوم حبه ليها بيكبر و حبها ليه بيحتويه ، و ربنا كرمهم بعد يوسف بلولى اللى بيعشقها بعد العشق عشق ، كانوا من اسعد الناس لحد ما شاف نهى 😏
نهى اتقدمت عشان تشتغل فى المصنع ، مهندسة ميكانيكا ، و اتقبلت ، و اتعينت ، و فى يوم كان سالم بيمر على العنابر اتفاجئ ببنت جميلة طالعة من تحت ماكينة و هى لابسة الافرول و الشحم مبهدلها من كل حتة ، و اول ما طلعت .. طلبت من العامل انه يشغل الماكينة ، و اول ما اشتغلت قعدت تتنطط من الفرحة و هى بتقول بمرح لرئيسها : ادينى صلحتها يا بشمهندس و اشتغلت .. الماكينة طلعت قمااااش
سالم حس وقتها انه اتخطف ، لقاها بتتعامل بطفولة و خفة دم مع كل اللى حواليها ، حس انه محتاجها ترجعه لعمر فاته من غير مايحس بيه
طول فترة مراهقته و شبابه و هو مقضيه فى الشغل ، ليه ماحسش بعمره اللى ضاع غير وقت ماشافها ، ليه حس انه نفسه يتنطط معاها و يصرخ و يضحك و يهزر زيها ، ليه فجأة حس انه محتاج يرجع الاوقات دى ، بس محتاج يرجعها معاها .. معاها هى و بس
حبها حب مختلف عن حبه لشمس ، حبه لشمس كان فى وجدانه ، حب اتطبع عليه و اتوشم جواه من سنين ، لكن حبه لنهى كان حب زى الزلزال اللى جه فجأة هز كيانه كله ، بس ما انتهاش و لا خلص ، حبه لنهى فضل جواه مزعزع كيانه و وجدانه
حاول كتير يفسر احساسه بنهى على انه اى حاجة تانية غير انها حب ، بس ما لاقاش ، فضل كتير يحارب روحه و يحاول يبعد عنها بس ماقدرش ، ماقدرش يعمل غير انه يروح كل يوم المصنع و يتكلم معاها باى حجة زى المراهقين
و كان فى غاية السعادة وقت ماباح لها بحبه و اكتشف ان هى كمان عاشقاه ، و سعادته زادت لما وافقته على جوازهم ، و وقفت جنبه قصاد مامتها لما رفضت ان جوازهم يبقى معلن بس لعيلتها ، و اعلنت خوفها على مستقبل بنتها اللى متجوزة على ضرة
لكن سالم بسط كل المشاكل ، و سهل كل الامور ، و جاب لنهى شقة تسكنها بصحبة مامتها و اختها لان بما ان جوازهم يعتبر فى السر ، فمش هيبات معاها ، و كان وجود امها و اختها معاها هو الامان من وجهة نظره
ماحكالهاش عن علاقته بشمس ، ماحكاش ان اصل الثروة دى كلها بتاعة والد شمس ، هى ما سألتش ، و هو ما قالش
كدبة كبرت من غير ما حد يكدبها ، بلونة اتنفخت و كبرت و هو ساهى و مش دريان لحد ما انف/جرت فجأة فى وشه من غير ما ينتبه لها
لكن طول الخمس سنين و هو بيحب الاتنين ، بيحب كل واحدة منهم بطريقة مختلفة عن التانية
بيحب شمس الهادية العاقلة الرقيقة ، بنت خالته و ام ولاده .. عشرة عمره اللى وقفت معاه طول السنين دى
و بيحب نهى اللى رجعتله حاجات كتير كان ناسيها لدرجة انه اعتقد انه ماكانش من حقه يعيشها و لا يحسها
شمس اتهمته انه سرق فلوسها و صرفها على جوازته التانية ، بس هو ماعملش كده لانه بكل بساطة نسى ان الفلوس من الاساس مش فلوسه ، او اعتبر ان مجهوده السنين اللى فاتت دى كلها تخليه شريك فعلى مش مجرد منظر ، و مابقاش قادر يفهم مين فيهم الصح .. هو و اللا شمس 
عند شمس .. شيراز صممت ان شمس تطلع اوضتها تاخد شاور و تستريح شوية من الطريق على ما الاكل اللى طلبوه يوصل
شمس فعلا طلعت على اوضتها و عملت زى ما شيراز قالت لها ، كانت حاسة انها محتاجة تفصل دماغها شوية عن التفكير
اخدت شاور و خرجت فعدت على طرف السرير و هى بتتفرج على الاوضة ، شوية و قامت فتحت البلكونة و دخلت وقفت تتفرج على المنظر
البلكونة بتاعتها كانت بتطل على جنينة صغيرة ، لكن كانت سامعة صوت البحر ، و لما بصت لقت انها شايفة البحر من على بعد ، سرحت مع شكل البحر و صوته ، و افتكرت الاوقات اللى كانت بتقضيها مع سالم و ولادها على البحر فى الشالية بتاعهم فى السخنة ، افتكرت ضحكهم و لعبهم ، افتكرت غيرة لولى على سالم من امها ، و لما كان سالم يعاكس شمس من ورا لولى عشان ماتزعلش ،
و هنا افتكرت اخر مرة راحوا مع بعض هناك .. وقتها حست ان فى حد تانى غيرهم دخل الشالية ، كل حاجة كانت مطرحها بالظبط ، لكن فضل الاحساس جواها ما اتغيرش لحد ما رجعوا القاهرة ،
و هنا شمس بقى جواها احساس بياكد انه كان بياخد مراته التانية هناك
امتى .. ده السؤال اللى شمس سألته لروحها و هى بتحاول تعرف امتى سالم اتجوز عليها ، سالم عمره مابات برة البيت ليلة واحدة ، ااه اوقات كان بيتأخر ، بس مش التأخير اللى كان يخليها تشك فيه ابدا
مشاغل الشركة و المصنع كانوا دايما بيدوله العذر لو اتأخر فى مرة على غير العادة
اوقات كتير كانت بتحس بشروده و سكاته ، بس لما كانت بتسأله عن السبب و يقول لها انه الشغل ، كانت بتقتنع فورا و مابتحاولش تسال بزيادة عشان ماتضايقهوش
رجعت بذاكرتها لسنين ورا ، اول ما اتجوزوا ، لما كان سالم بيحاول بكل الطرق انه يكسب قلبها ، كان بيتمنى لها الرضا ترضى ، لو كان يطول يجيب لها نجوم السما كان جابهالها
حاول كتير و صبر عليها اكتر لحد ماكسب قلبها ، افتكرت يوم ما اعترفتله انه سكن قلبها ، يومها كان قلبه هيقف من كتر الفرح ، بقى هاين عليه يلمس السما بايده
و افتكرت يوم ما عرف بخبر حملها ، لما قال لها بالحرف الواحد .. يوم ما ماملكت قلبك كان اقصى طموحى وسعادتى انك تفضلى فى حضنى العمر كله .. ماجاش فى بالى ابدا انى ممكن اوصل لمرحلة اعلى من السعادة ، ان يبقى عندى حتة منك دى كانت بالنسبة لى خيال عمره ماجه على بالى انه يتحقق
شمس مسحت دموعها اللى نزلت على وشها بعن/ف من غير ماتحس لدرجة ان خدها انجرح من الخاتم بتاعها ، كانت حاسة اكنها بتحاسب سالم على خيانته ليها
شيراز دخلت عليها فى الوقت ده و لاحظت وشها المجروح فقالت لها : ايه اللى عمل كده فى وشك ، و كمان بتعيطى ، ليه يا شمس ، مش قلنا نهدى شوية
شمس دخلت من البلكونة و قعدت على السرير و هى بتقول : مش قادرة يا شيراز .. ماحدش حاسس بالنار اللى جوايا ، انا جوايا الف سؤال و سؤال مش ههدى قبل ما اعرف اجابتهم
شيراز : و اجابات اسئلتك كلها عند سالم ، و انتى رفضتى انك تتكلمى معاه اما قلتلك لازم تواجهيه ، يبقى بالشكل ده هتفضل النار اللى جواكى دى قايدة الى مالا نهاية
شمس بتعب : عاوزانى اعمل ايه
شيراز : تهدى و تفكرى و تحددى هدفك
شمس : حاسة انى تايهة يا شيراز … تايهة من غيره
شيراز : ممكن تسامحيه
شمس بحزم : لأ
شيراز : يبقى الاقتراح المقابل انك تتنازلى عنه و تبعدى
شمس خدت نفس عميق و هى بتدلك وشها بتعب و بعدين قالت : المشكلة ان الحلين اصعب من بعض
شيراز : انا عارفة انك بتحبى سالم ، و الحقيقة اللى لا انا و لا غيرى يقدر ينكرها ان عمرى ماشفت ليكى فى عين سالم غير العشق
شمس بسخرية : ااه .. بيعشقني فاتجوز عليا مش كده
شيراز : انا قلتلك انى مستغربة الحدوتة من البداية ، و لولا انى اتأكدت بنفسى .. كنت قلت حد بيحاول يوقع بينكم
شمس : طب حاولى تنصحينى ، لو مكانى كنتى عملتى ايه
شيراز بتلقائية شديدة : كنت قت/لته
شمس بصت لها بذهول فشيراز قالت بمرح : مانتى عارفانى لازم افش غلى ، انا مابعرفش اسيطر على اعصابى زيك
شمس : طب غير الحل ده ، كان ممكن تعملى ايه تانى غير كده
شيراز بتفكير : سيبك منى انا ، انا تصرفاتى كلها و ردود افعالى ميئوس منها ، هوبلس كيس يعنى ، انما فى حالات كتير حصل لها زيك كده و كانت ردود افعالهم مختلفة
شمس : زى ايه
شيراز : اللى عملت هبلة و فضلت عايشة كانها ماتعرفش حاجة بحجة انها ماتديلوش مبرر انه بما انها عرفت بقى يقدر يعيش حياته مع التانية عادى
و اللى قومت الدنيا و رجعت بيت اهلها و طلبت الطلاق
و اللى زعلت شوية وبعد كده رضيت بالأمر الواقع
و اللى عملت مقارنة بينها و بين الزوجة التانية عسان تشوف ايه اللى فيها زيادة عنها عشان يبصلها و حاولت تصلح من روحها عشان يرجع يحن لها
و فى اللى خيرته مابينها و بين العروسة الجديدة
شمس باستغراب : خيرته
شيراز : ايوة خيرته ، بتبقى شايفة انه بيرد لها كرامتها لما بيطلق التانية و يفضل معاها هى
شمس : بس لو طلقها هستفاد ايه
شيراز : انه رجع لك من تانى لوحدك
شمس : طب و هى ذنبها ايه يطلقها
شيراز بذهول : ذنبها انها بصت لراجل متجوز ، هى كانت يعنى الرجالة اللى مش متجوزين خلصوا
شمس : بس هى ماكتفتهوش و اتجوزته غصب عنه يا شيراز ، ده اتجوزها بمزاجه و كل ارادته
شيراز : كان لازم ترفض لما تعرف انه متجوز
شمس : مش يمكن خبى عنها انه متجوز
شيراز : الله اعلم ، بس جوزك من السهل ان اى حد يعرف حالته الاجتماعية ، و بعدين انتى قلتيلى انها كانت بتشتغل معاه فترة ، يعنى المفروض انها عارفة حالته الاجتماعية كويس
شمس بشرود حزين : مش يمكن حبته .. و حبها
شيراز : انا مش فاهماكى ، انتى بتحاولى تدورى لها على مبرر ليه
شمس : لان الزوجة التانية مش دايما بتبقى غلطة الست خطافة الرجالة يا شيراز ، اوقات كتير بتبقى ضحية زيها زى الزوجة الاولى بالظبط
شيراز : و انتى شايفة ان الست اللى سالم اتجوزها دى ضحية
شمس بتنهيدة : مش عارفة يا شيراز ، صدقينى مش عارفة ، بس بحاول افهم كل الاحتمالات و استعد لها
شيراز : انتى فى حاجة معينة فى دماغك
شمس : ماتعرفيش ان كان حاول يكلم حد من الولاد و اللا لا
شيراز : لحد دلوقتى لا ماحاولش ، و الحقيقة مستغرباه جدا
شمس : ماتستغربيش ، هو بس تلاقيه مكسوف من مواجهتهم
شيراز : برضة مارديتيش على سؤالى : ايه اللى فى دماغك يا شمس ، بما انى معاكى فى كل خطوة فلازم على الاقل ابقى فاهمة انتى ناوية على ايه
شمس : هبيع الشركة و المصنع
شيراز بشهقة عالية : تبقى اتجننتى ، ازاى تفكرى فى حاجة زى دى ، دول راس مالك بالكامل
شمس : انا ناوية اسيب مصر كلها بعد ما قضية الخلع تنتهى
شيراز : ازاى الكلام ده ، طب و الولاد ، انتى ناسية انهم ماينفعش يسافروا من غير موافقته
شمس : مش ناسية ، بس ماتنسيش ان الولاد عندهم الباسبورات الامريكى
شيراز : و هو ينفع
شمس : الحقيقة لسه مش عارفة ، هسال المحامى
شيراز : حتى لو كان يا شمس ، انتى شايفة ان هو ده الحل من وجهة نظرك .. طب هتستفيدى ايه
شمس : مش قادرة ابقى موجودة معاه على نفس الارض يا شيراز
شيراز : انا عذراكى ، بس مش من حقك تحرميه من ولاده
شمس : انا ماحرمتوش ، و مامنعتش عنه الولاد ، هم اللى اخدوا قرارهم بنفسهم ، انا ما اجبرتهمش على حاجة
شيراز : و ياترى ناقشتيهم فى قرارك ده كمان
شمس بتنهيدة : لأ .. لسه ، بس ما اعتقدش ان رايهم هيفرق كتير
شيراز : لا ياشمس .. انتى غلطانة ، دى هتفرق كتير اوى ، احنا هنا على نفس الارض ، كام ساعة و يقدروا فى اى لحظة يشوفوا ابوهم و يشوفهم ، لكن لما تاخديهم و تسيبوا البلد خالص ، تبقى بتمنعيهم من اى تواصل ممكن يفكروا انهم يعملوه
الولاد دلوقتى غضبانين من ابوهم زيك بالظبط ، بس هم غضبهم مختلف ، و اكيد هيهدى اسرع منك ، ماتحطيش فى بالك ان غضبهم ده ابدى ، لان هييجى الوقت اللى هيسامحوه و هيشتاقوله كمان
بلاش لما ده يحصل .. تخليهم يخبوا عليكى ده بتصرفاتك ، اتكلمى معاهم و خدى رايهم .. بس بلاش دلوقتى ، ادى نفسك و اديهم فرصة انكم تهدوا شوية و تستوعبوا اللى حصل و تستوعبوا بعدكم عنه
احنا كمان لسه مانعرفش ان كان الولاد هيقدروا يندمجوا فى مدرستهم الجديدة و اللا لا ، و لا هيقدروا يكونوا صداقات جديدة و اللا لا .. اديهم فرصة يفهموا و يستوعبوا التغييرات دى كلها
شمس : حاضر يا شيراز .. هديهم فرصة
شيراز : و انتى كمان ادى نفسك فرصة
شمس بصت لها بعدم فهم ، فشيراز كملت كلامها و قالت : من شوية كنتى بتحاولى تلاقى عذر لمراته التانية ، هل لو لقيتى عذر لسالم نفسه .. هتسامحيه ، و قبل ماتردى ، انا عاوزاكى انتى تتناقشى مع نفسك مش معايا ، و انا هسيبك و هروح اخد شاور انا كمان و ابص على الولاد لو محتاجبن حاجة
عند نهى .. كانت نايمة فى سريرها و هى دموعها مغرقة وشها ، من وقت ما سالم نزل و هى حابسة روحها فى اوضتها و ماسكة موبايلها فى ايدها و مستنياه يكلمها
مش متخيلة انها هانت عليه لاول مرة من يوم جوازهم اللى مر عليه اكتر من خمس سنين .. انه يسيبها و يمشى و هو شايفها منهارة و زعلانة بالشكل ده ، فتحت موبايلها عشان تتاكد انه ماكلمهاش ، الموبايل اتفتح على خلفية فيها اوضة نوم اطفال جميلة جدا ، و دى الاوضة الوحيدة اللى كانت اتفرشت بالكامل فى الشقة الجديدة اللى اخدتها شمس ، و كانت حاطة صورتها خلفية لتليفونها و اللى اول ما شافتها انهارت من جديد
ماحدش قادر يستوعب وجعها ، ماحدش قادر يفهم ان زعلها اكبر بكتير من مجرد خسارة شقة
ماحدش حاسس ان انهيارها ده خوف لدرجة الرعب ، خوف من سالم يروح من بين ايديها
سالم زعل و غضب من اللى حصل صحيح ، لكن حست ان صدمته كانت اكبر من اى غضب ، حسته اتهز من جواه لما عرف ان مراته الاولانية عرفت بجوازهم
حست انه ماكانس مستعد ابدا لحاجة زى دى ، حست ان الخوف ملا قلبه و روحه حتى و هو بيحاول يخبيه الا انها شافت الخوف ده فى عينبه
كان نفسها تساله عن سبب خوفه ده ، كانت عاوزة تعرف ان كان خوفه ده من مراته و اللا من ولاده و اللا من المواجهة اللى ممكن تحصل
امها حذرتها كتير من اليوم ده ، و قالت لها ان اى راجل لما بيتخير بين بيته اللى فيه مراته ام ولاده و بيته التانى ، على طول بيختار بيته الاولانى لانه لا يمكن يفرط فى ولاده
كانت دايما ترد على امها بثقة و تقول لها سالم بيحبنى و لا يمكن يفرط فيا ابدا
لكن فجأة .. لما احتاجت الثقة دى النهاردة مالقتهاش ، و لما دورت عليها فى عيون سالم ، تاهت زيادة وسط خوفه و قلقه اللى رعبها من اللى جاى
لما حاولت تقويه على شمس لما عرفت انها استولت على كل حاجة ، كانت بتحاول تزرع جواه غضب من شمس ، كانت بتحاول تشوف حاجة فى عينيه غير الخوف ، لكن ماعرفتش
فشلت فشل ذريع زود غضبها من خوفها و خوفه ، هى عارفة سبب خوفها ، لكن ايه سبب خوفه هو
خايف من مواجهة شمس و اللا من زعلها ، و اللا زعل ولاده
ياترى شمس ممكن تخيره مابينهم ، ياترى سالم ممكن يسيبها و يبعد عنها لمجرد ان شمس تسامحه
ياترى ممكن تجبره يطلقها لمجرد انها ترجع له املاكه
و عند النقطة دى فضل سؤال يلح عليها بهجوم شرس .. ليه كان عامل التوكيل ده لشمس ، ثقة و اللا حب
معقول يكون كان بيحبها الحب اللى يخليه يعمل كده ، طب لو كان بيحبها ، ازاى حبنى انا كمان ، انا متأكدة انه بيحبنى وبيعشقنى كمان ، كل كلامه و تصرفاته بيقولوا لى انه بيعشقنى .. يبقى ازاى
نهى قامت من مكانها فجأة و قررت انها تلبس و تروح لسالم ، بس بعد ما فتحت الدولاب عشان تاخد لبسها .. اكتشفت انها ماتعرفش مكان شقة مامته ، و انه عمره ماجاب لها سيرتها و لا وداها هناك
المكان الوحيد اللى يخصه و اخدها فيه كان شالية السخنة و كان يوم واحد و مليان قلق و توتر ، و ما اتكررش ابدا تانى بعدها
رجعت قعدت على سريرها باحباط بعد ماركزت انها ماتعرفش اى مكان يخص سالم غير المصنع اللى كانت بتشتغل فيه و لحد ما اتجوزوا و بس
ماتعرفش حتى مكان الشركة و لا عمرها راحت هناك ، و المصنع سالم صمم انها تسيب الشغل خالص قبل ما يتجوزوا
الوقت اللى كانوا بيتجمعوا فيه كان بيبقى قصير و مسروق من الدنيا كلها ، كان دايما يقول لها انه بيغسل نفسه و همومه معاها فى الكام ساعة دى ، و حتى لما كانت بتساله هموم ايه و تطلب منه يشاركها همومه ، كان بيرفض ، و كانت دايما اجابته اللى ماتغيرتش .. انا بسيب همومى على باب العمارة و انا طالع و برجع اخودها تانى و انا نازل .. خلينى معاكى من غير هموم
و عشان كده طول الوقت كانت حاطة فى اعتبارها ان المشاكل بينه و بين شمس مابتخلصش ، لاول مرة تنتبه انه عمره ماجابلها سيرتها ، عمره ماذكر تفاصيل حياتهم مع بعض ، حتى ولاده عرفت عنهم من صورهم اللى على موبايله ، المرة الوحيدة اللى جابلها سيرة ولاده كانت قبل الجواز .. قاللها انهم هيعذروه لما يكبروا لانهم شايفين حياته مع امهم شكلها ايه
طب لو كان فى مشاكل بينهم لدرجة ان الولاد واعيين لها .. كان هيعمل لها التوكيل ده .. اكيد لا
طب لو مافيش مابينهم مشاكل و عايشين متفاهمين .. اتجوزنى ليه ، عشان بيحبنى ؟! ، طب لو هو مابيحبهاش .. اتجوزها و عاش معاها كل السنين دى ليه
نهى كانت حاسة انها هتتجنن ، و فى لحظة مسكت تليفونها و اتصلت بسالم اللى رد عليها بصوت مليان ارهاق و قال : ايوة يا نهى
نهى : انت فين
سالم : فى شقة ماما
نهى و هى بتقاوم عياطها : ليه لوحدك
سالم : محتاج اصفى دماغى عشان اقدر افكر يا نهى ، و انتى مش مديانى فرصة انى اعمل كده و انا معاكى
نهى : بتفكر تاخد قرار .. و اللا بتفكر فى اللى حصل
سالم : كله مع بعضه
نهى بخوف : هتاخد قرار يا سالم
سالم من غير ما يفهم قصدها : قبل اى قرار .. لازم اقعد مع شمس الاول يا نهى
نهى بنبرة باين عليها العياط : يعنى لو شمس خيرتك هتختارها
سالم باستغراب : هتخيرنى فى ايه مش فاهم
نهى بصوت متحشرج بسبب العياط : انها ترجعلك حاجتك مقابل انك تطلقنى
سالم بذهول : ايه الجنان اللى انتى بتقوليه ده ، اطلقك ده ايه ، للدرجة دى مش واثقة فيا و لا فى حبى ليكى
نهى بانهيار : انا تعبانة يا سالم ، تعبانة و لوحدى
سالم : انتى مش لوحدك يا نهى ، انتى معاكى مامتك و اختك
نهى بضعف : بس انت مش معايا … حاسة انى تايهة ، و فى مية فكرة سودة جوة دماغى بيتخانقوا مع بعض
سالم ابتسم بحزن على تعبيرها و قال : و ياترى بيتخانقوا على ايه
نهى بوجع مسيطر على قلبها : على الطريقة اللى هتسيبنى بيها
سالم بحدة : انتى ليه متخيلة انى هسيبك
نهى : لان اكيد ده اول شرط هتشرطه عليك شمس عشان ترجعلك حاجتك
سالم بهمس : انتى مش فاهمة
نهى : طب ماتفهمنى ، انت عمرك مافهمتنى و لا شركتنى فى تفاصيلكم ، ما آنش الاوان انك تشركنى معاك يا سالم
سالم بتنهيدة طويلة : هشركك يا نهى .. حاضر ، بس ياريت تقدرى تفهمى
نهى : هتيجى
سالم : هاجى تحت العمارة تنزليلى و هنرجع على هنا .. محتاج افضل هنا شوية
نهى : طب ماتبعتلى اللوكيشن و انا اجيلك بدل ما تروح و تيجى و تتعب نفسك
سالم : انتى ناسية ان عربيتك مش معاكى
نهى بتذكر : يا خبر ابيض انا ناسية خالص انى سيبتها عند الشقة الجد…..
نهى سكتت و قطعت كلامها لما ذاكرتها رجعتلها اللى حصل ، و سالم فهم فقال لها باختصار : البسى على ما اجيلك ، و هنروح نجيبها قبل مانرجع على هنا
سالم عدى على نهى اخدها و راحوا جابوا العربية بتاعتها و بعدين راحوا على مطعم هادى يتعشوا سوا ، و بعد ما قعدوا نهى قالت : كنا خدنا اى حاجة خفيفة و نروح ناكل فى البيت ، احنا لسه مش عارفين الدنيا هترسى على ايه
سالم : الشقة بتاعة ماما مقفولة من سنين ، ريحة التراب فى كل حتة ، سيبتها للبواب و مراته و ولاده ينضفوها على ما نرجع لهم براحتنا
نهى هزت راسها بتفهم و سكتت فسالم حمحم بصوته و قال : انتى ايه اللى خلى فكرة الانفصال تسيطر على دماغك بالشكل ده
نهى بزعل : اللى بشوفه حواليا
سالم : و ايه بقى اللى بتشوفيه
نعى بتنهيدة : لما الزوجة الاولانية تعرف ان جوزها اتجوز عليها ، و تقلب الدنيا على دماغه و كل واحدة وقوتها بقى ، لحد ما تخلى جوزها يلف حوالين روحه ، و فى الاخر تشرط عليه انه لازم يطلق مراته التانية عشان ترجع من تانى ترضى عنه
و انت مراتك خدت كل اللى حيلتك يا سالم ، و خدت ولادك و اختفت بيهم ، يبقى اكيد خطوتها الجاية انها تساومك على طلاقى عشان ترجع لك و ترجعلك ولادك لحضنك من تانى ، ياترى بقى لما ده يحصل ، انت هيبقى رايك ايه .. هتتمسك بيا ، و اللا هتفضل انك تصلح الغلطة اللى غلطتها فى حقها
سالم كان بيسمعها و هو بيتخيل ان شمس قاعدة قدامه و بتسمع كلامهم فغمض عينيه و اتنهد بعمق و رجع بص لنهى و قال : عمر ماكان جوازى منك غلطة يا نهى ، و لازم تفهمى ان مهما حصل عمرى ما هتنازل عنك و لا عن ابنى اللى فى بطنك ، فبلاش جنان ، انا عاذرك بس عشان اللى حصل ، لكن انتى من نفسك لازم تبقى فاهمة ده ، و لازم تساندينى و تقفى جنبى
نهى : انا معاك و جنبك بس مش فاهمة
سالم : انا هفهمك و هحكيلك على علاقتى بشمس من البداية .. من الاول خالص
شمس تبقى بنت خالتى .. طول عمرها متربية تحت عينى ، حبيتها و هى لسه مافتحتش على الدنيا
نهى بذهول : حبيتها
سالم : عاوزك تسمعينى للاخر و تحاولى تسمعى كلامى و تفهميه كويس
نهى : حاضر .. هسمعك
سالم : المصنع و الشركة اساسا ملك والد شمس ، و انا اشتغلت معاه من ايام ماكنت لسه طالب ، ابويا لما مات .. امى الله يرحمها كانت خايفة عليا لا عيارى يفلت زى مابيقولوا ، فجوز خالتى عرض عليا انى اشتغل معاه .. و قد كان
يوم ورا يوم ابتدى وضعى يعلى و ثقة جوز خالتى فيا تكبر ، و ترقية ورا ترقية بقيت مدير مكتبه و المسئول عن كل كبيرة و صغيرة فى الشغل كله
و فى توقيت معين بعد وفاة خالتى الله يرحمها .. جوز خالتى طلب منى انى اتجوز شمس.. كان شايف انى امانها و حمايتها بعد موته ، ماكنتش مصدق نفسى ، انه بيطلب منى الحلم اللى ياما حلمته و كنت خايف اعبر عنه لا اتفهم غلط
ياما قررت قبلها انى افاتحه فى جوازى منها بس كنت باجى فى اخر لحظة لسانى بيتربط لانى كنت بخاف ان طلبى يتفسر انه طمع فيهم
ماحسيتش بنفسى وقتها غير وانا بترمى فى حضنه و ببكى زى العيال الصغيرين ، و اتفاجئت بيه بيقولى .. اوعى تفكر انى مش حاسس بحبك ليها و لا ترددك فى طلبها ، بس العمر يابنى مش هيصبر عليا كتير و انا عاوز اتطمن عليها
وصانى عليها كتير ، و تعبت اكتر عشان اكسب قلبها ، ايوة .. شمس كانت طول عمرها بتعاملنى على انى ابن خالتها و اخوها و بس
فضلت اكتر من سنة على ماقدرت اكسب قلبها ، و لما ده حصل حسيت انى ملكت الدنيا باللى فيها
ولما جوز خالتى مات ، ابتديت اسمع همس و لمز ما بين الموظفين و العمال ، انى بقيت جوز الست ، الكلمة كانت تقيلة اوى عليا ، و خدت قرار انى اسيب شغلى فى المصنع و الشركة بعد ما اعرف شمس تمشى امورها فيها ازاى ، و ادور على اى فرصة تانية ليا بعيد عنها
بس هى رفضت بشدة و عرضت عليا اشاركها بالنص فى كل حاجة و انى بكده هبقى بشتغل فى ملكى
فى الاول استتقلتها لكن بعد كده فرحت لانى حسيت انها بتحبنى و واثقة فيا ، و وعدتها انى ادفع لها تمن الجزء ده من اجرى اللى كنت بتقاضاه من وظيفتى
بس بعد السنين دى كلها .. اكتشفت انى نسيت ادفع لها تمن الجزء ده ، رغم انى فضلت احول مرتبى على حسابى فى البنك اللى خليته حساب نشترك مابينى و بينها ، مرتبى كان بيتحول اتوماتيك على الحساب ده ، و كنا بنصرف من حساب مشترك تانى بيننا كان بيتحول عليه الارباح السنوية
و طبعا عملتلى توكيل رسمى اقدر امشى بيه الشغل ، و فى المقابل انا كمان عملتلها توكيل رسمى برضة وقت ما دخلت المستشفى .. كنت عملت حادثة و رجلى فضلت فى الجبس حوالى شهر و نص ، وقتها شمس كانت بتنزل هى مكانى تتابع كل حاجة بنفسها و انا كنت معاها بتابعها بالتليفون
انا عشت مع شمس اجمل سنين عمرى و لحد النهاردة يا نهى .. عمرى ماشفت منها اى حاجة وحشة
نهى بذهول و خنقة : اومال ازاى قلت انك بتحبنى و ليه اتجوزتنى
…………………
انا عشت مع شمس اجمل سنين عمرى و لحد النهاردة يا نهى .. عمرى ماشفت منها اى حاجة وحشة
نهى بذهول و خنقة : اومال ازاى قلت انك بتحبنى و ليه اتجوزتنى
سالم : اتجوزتك لانى حبيتك
نهى : ازاى و انت بحبها
سالم : ما اعرفش ، كل اللى اعرفه انى بحبكم انتم الاتنين
بحب هدوء شمس و رقتها و عقلها ، بحب احتوائها للامور ، بحب ميزانها فى الحكم على الامور
نهى بتحفز : ميزانها ده اللى خلاها استولت على كل حاجة تخصك
سالم : مانا لسه قايل لك ان الحاجة من الاساس تخصها هى مش انا
نهى اتخنقت بالعياط و وقفت و قالت : خلاص .. يبقى تصلح الغلطة اللى غلطتها و ترجع لحياتك الجميلة من تانى ، حياتك اللى دخولى فيها بوظهالك
سالم نفخ بزهق و قال بحزم : اقعدى يا نهى و اسمعى كلامى للاخر ، انتى قلتى انك هتسمعينى
نهى : اعتقد انى سمعت المهم و اللى يوصلنا للحل الانسب
سالم بحدة خفيفة : قلتلك اقعدى ، بلاش تفرجى الناس علينا
نهى بصت حواليها بحذر و لقت ان الناس فعلا ابتدوا يبصوا عليهم ، فقعدت من تانى بس مابصيتلوش و هو كمل كلامه و قال : انا امتى قلت انى مابحبكيش ، او انى بحب شمس بس
نهى : ماحدش بيحب اتنين
سالم باصرار : بس انا بحبكم انتم الاتنين ، بحب شمس بكل ما فيها و بحبك بكل ما فيكى
نهى : حبيتنى ازاى و حبها مالى قلبك و كيانك للدرجة دى ، ثم على وصفك ليها ده .. انا اعتبر عكسها فى كل حاجة
سالم : و ده اللى حبيته فيكى .. حبيت جنانك و انطلاقك ، حبيت بساطتك و طموحك ، حبيت تصميمك على النجاح
حبيت طفولتك و احتفالك بكل نجاح بتحققيه حتى لو نجاحك ده فى انك تعرفى تربطى الكرافتة بتاعتى ، لحد النهاردة لما بتقفى تربطيهالى بتتنططى بمرح طفولى بياخد عقلى و قلبى
انتى ليه مش قادرة تصدقينى ، ليه مش مقتنعة انى ما اقدرش استغنى عنك لحظة واحدة ، لكن برصة ما اقدرش استغنى عن شمس و لا عن ولادى نص لحظة حتى
انتى قلبى و هى روحى و ما اقدرش اعيش من غير حد فيكم
نهى : طب ليه فهمتنى انك مش مبسوط معاها
سالم باستنكار : انا عمرى ما صدر منى اى كلمة ممكن تفهمى منها حاجة زى دى
نهى : و لما قلتلى ان ولادك لما يكبروا .. وقت مايعرفوا بجوازك منى مش هيعترضوا لانهم شايفين حياتك مع امهم شكلها ايه
سالم : انتى ليه فهمتى كلامى انى مش سعيد معاها ، انا كنت اقصد بكلامى انها سعيدة معايا و انى عمرى ما زعلتها فى يوم ، يعنى عمرى ماقصرت فى حقها
نهى بقت تنقل عينبها بين عينيه و هو بيتكلم و كانت مذهولة من صدقه الشديد و هو بيوصف حبه لكل واحدة فيهم ، لكن انتبهت له لما قال : نهى .. انا لما اتجوزتك كنتى عارفة انى متجوز ، و وافقتى على طلبى اللى كان ممكن اتجنن لو رفضتيه
نهى : تقصد ايه
سالم : اقصد ان معركتنا محسومة من زمان ، انا معركتى دلوقتى مع شمس و اللى محتاجلك معايا فيها
نهى : مش فاهمة 🙄 .. محتاجلى ازاى
سالم : انا عارف ان ممكن كلامى ده يبقى نوع من الجنان ، لكن انا واثق فى حبك ليا و ان سعادتى الكاملة تهمك
نهى : برضة مش فاهمة
سالم : عاوزك تدعمينى فى مشوارى مع شمس
نهى بعدم استيعاب : ادعمك ازاى يعنى .. برضة مش فاهمة
سالم : انا قلتلك على كل اللى جوايا رغم انى مش محتاج ابرهنلك على حبى ليكى ، لكن برضة حبيت اوضحلك الصورة الكاملة ، فانا دلوقتى قضيتى كلها مش معاكى ، قضيتى كلها مع شمس و محتاجلك تساندينى و تقفى جنبى لحد ما اقدر ارجعها لحضنى من تانى
نهى باستنكار : انت عاوزنى اساندك و ادعمك و انت بتجرى ورا ضرتى
سالم و هو بيمسح وشه بكفوفه بتعب : اظن انا ما اتجوزتش عليكى و لا خدعتك ، انا متجوزك و انتى عارفة من البداية ان ليكى ضرة ، انما شمس .. شمس هى اللى انا خدعتها و خنتها وقت ما اتجوزتك عليها
هنا دموع نهى جريت على وشها بغزارة و قالت بخنقة : بتعتبر جوازك منى خيانة ليها
سالم بص لنهى باشفاق و تعب فى نفس الوقت و قام وقف و قرب منها سحبها تحت جناحه و قال : تعالى معايا … البواب زمانه خلص الشقة ، احنا الاتنين لسه محتاجين نتكلم كلام كتير اوى ، بس برضة اليوم كان طويل علينا بما فيه الكفاية
نهى مشيت معاه و هى مش شايفة كويس بسبب دموعها اللى مغرقة وشها و عينيها ، بس اول ما وصلوا عند عربيتها .. مسحت وشها و قالت : معلش يا سالم .. اعتقد انى محتاجة اقعد مع روحى الاول ، و اراجع كل كلامك اللى قلته ده عشان بعد كده اقدر احدد انا عاوزة ايه بالظبط ، فانا هرجع البيت عند ماما و نورا و ….
سالم قاطعها و قال لها بحزم : لا يا نهى ، انتى هتيجى معايا
نهى بعياط : انا مش قادرة
سالم بنبرة استعطاف : و انا محتاجلك انتى و ابنى تبقوا معايا ، مش لازم لما تسيبونى لوحدى ، تتخلوا عنى كلكم مرة واحدة بالشكل ده
نهى باستنكار : انا عمرى ما اتخليت عنك
سالم بسخرية : مش يمكن لان ماحصلش قبل كده اللى يخلينى احتاجلك بالشكل ده ، كل مرة كنتى انتى اللى بتطلبى منى افضل معاكى وقت أطول بس ماكنتش بقدر و كنتى بتعذرينى ، بس كنت بحاول اعوضك باقصى مجهود عندى ، دلوقتى انا اللى بطلب منك تبقى معايا و ماتسيبينيش يانهى
نهى بصت له فى صمت و بعد شوية قالت : ماشى يا سالم ، انا جاية معاك ، و اتمنى انى ما الاقيكش انت اللى بتتخلى عنى بعد كده
سالم : ماحدش بيتخلى عن قلبه يا نهى ، انتى قلبى ، و لازم تبقى واثقة من كده جواكى ، ياللا .. اركبى و امشى ورايا بالراحة عشان مانتوهش من بعض
تانى يوم الصبح .. شيراز اخدت شمس و يوسف و لولى و وصلتهم لمدرستهم الجديدة اللى كانت رغم رقى مستواها الا انها تعتبر اقل من مدرستهم فى القاهرة ، و يوسف و لولى اتعاملوا ببرود شديد جدا مع الوضع ، و ده فى حد ذاته كان مخلى القلق مسيطر على شمس اللى قالت لشيراز اثناء رجوعهم : حالة الولاد قالقانى اوى يا شيراز ، السكات اللى مسيطر عليهم بزيادة ده مخوفنى عليهم
شيراز : انتى عاوزاهم يتكلموا يقولول ايه بس يا شمس
شمس : اى حاجة بس مايسكتوش بالشكل ده
شيراز : و هو مش كفاية اللى قالوه و عملوه فى القاهرة ، اعتقد انه كان كفاية اوى
شمس : نفسى اتكلم معاهم بس خايفة
شيراز : خايفة من ايه
شمس : خايفة يكونوا ابتدوا يتأقلموا على الوصع الجديد و كلامى معاهم يخليهم يتضايقوا من تانى
شيراز بامتعاض : بلاش هبل ، يتأقلموا ده ايه ، انتى عاوزاهم يتأقلموا فى يومين تلاتة ، التأقلم ده محتاج على الاقل شهرين تلاتة ، اتكلمى مع ولادك يا شمس و احتويهم ، لانى اعتقد ان هم اللى خايفين يتكلموا معاكى
شمس : خايفين منى
شيراز : عليكى يا شمس مش منك ، الولاد عارفين انتى بتحبى سالم اد ايه ، و عارفين صدمتك فى اللى حصل برضة كانت ازاى ، و اللى جاى مشوار كبير و لازم كلكم تبقوا متفقين عليه من البداية ، و ماينفعش ابدا تاخدى اى قرار بالنيابة عنهم ، سالم ده يبقى ابوهم و هيفضل طول عمره كده ، دى حاجة لا يمكن تتغير
بعد الولاد ما رجعوا من المدرسة و اتغدوا ، وقبل مايطلعوا اوضهم .. شمس قالت لهم : كنت عاوزة نتكلم مع بعض شوية
الولاد بصولها و فضلوا ساكتين مستنينها تكمل كلامها ، فقالت : انتوعارفين ان الوضع الجديد ده مفروض علينا كلنا ، و عشان كده .. احنا محتاجين نتفق مع بعض على اللى جاى
يوسف : وايه اللى جاى
شمس : ده اللى انا عاوزة اعرفه
بوسف : و حضرتك عاوزة تعرفيه مننا احنا
شمس : لا طبعا ما اقصدش كده ، انا اقصد اننا محتاجين نتناقش مع بعض لحد ما اعرف رايكم و نتفق مع بعض بحيث اننا كلنا نبقى عارفين اللى جاى و موافقين عليه
لولى بزعل : انتى هتطلقى من بابى
شمس : متهيالى ان دى خطوة اكيدة يا لولى ، انا ما اقدرش اعيش مع بابى تانى بعد اللى حصل
لولى : و لا انا كمان
شيراز : ايوة يا لولى ، بس انتى حبيبتى ماينفعش تتطلقى من بابى ، بابى هيفضل طول عمره بابى
لولى بحدة مخلوطة بدموعها : بس هو مش عاوزنا يا طنط ، و طالما هو مش عاوزنا فاحنا كمان مش عاوزينه
شيراز بصت لشمس و هى بتترجاها بعنيها انها تتكلم ، بس شمس ما اتكلمتش ، فشيراز قالت : بابى عمره ما قال انه مش عاوزكم يا لولى
لولى : و لما يروح يتجوز واحدة تانية يبقى عاوزنا ازاى ، ماخلاص ، بقى له بيت تانى و بكرة يبقى عنده ولاد تانيين ينسانا بيهم
شيراز بصت ليوسف و قالت : ساكت ليه يا يوسف
يوسف بهدوء : اعتقد ان ماما واخدة قرار و عاوزة موافقتنا عليه ، و انا مستنى اسمع القرار ده يبقى ايه
شمس : حبيبى انا لسه ما وصلتش لقرار ، بس فى فكرة معينة فى دماغى و عاوزة اخد رايكم فيها
يوسف : اتفضلى قولى احنا سامعينك
شمس بتردد و هى بتدور بعينيها مابين ولادها : لو انا قلتلكم نسافر امريكا نعيش هناك هتوافقوا
لولى و يوسف بصوا لبعض بصدمة و رجعوا بصوا لمامتهم من تانى بفضول ، فشمس كملت كلامها و قالت : انتو بتحبوا امريكا ، و لما بنروح نقضى اجازاتنا هناك مابتبقوش عايزين ترجعوا ، فلو قولت لكم تعالوا نعيش هناك على طول توافقوا 🙄
لولى : تقصدى اننا مانرجعش مصر ابدا
شمس : ايوة
يوسف : طب و لما حضرتك بتفكرى فى كده .. ليه جينا هنا ، و ليه قدمتى لنا فى مدرسة تانية و ليه
شمس قاطعته و قالت : لانى لسه ما اخدتش قرار ، و مستقبلكم اهم حاجة عندى حاليا ، و ما اقدرش اضيع عليكم السنة الدراسية من غير ما ابقى محددة انا هعمل ايه ، و ماتنسوش ان الحاجات دى بتحتاج وقت
لولى بشرود : بابى هيزعل لو عرف اننا سافرنا و سيبنا مصر
شيراز : اكيد طبعا ، ده هو دلوقتى زمانه هيتجنن اصلا و يعرف مكانكم
لولى وقفت و قالت بجمود : انا موافقة يا مامى
و سابتهم و طلعت على اوضتها ، فشمس بصت ليوسف و قالت له : و انت يا يوسف
يوسف : انا زعلان من بابا ، بس ما انكرش انى عاوز اتكلم معاه و اسمع منه
شمس بذهول : عاوز تسمع منه ايه
يوسف : على فكرة انا زعلان منه زيك و زى لولى و يمكن اكتر كمان ، بس فى حاجات عاوز افهمها منه
شمس : ايه فى اللى حصل مافهمتوش يا يوسف
يوسف : ماما انا مابقيتش صغير ، فى اسئلة كتير جدا فى دماغى و عاوز اعرف اجابتها منه هو
شمس : و لما ده رايك .. وافقت تيجى معايا ليه ، مافضلتش هناك ليه على مايجاوبك على كل اسئلتك دى
يوسف بغضب : لان ماينفعش اسيبك لوحدك بعد اللى حصل و انا شايفك موجوعة اد ايه ، و لانه هو كمان لازم يفهم ان اللى عمله مش سهل ، لكن انا اسف يا ماما ماتزعليش منى .. انا مش موافق ابدا على اللى عملتيه
شمس بصدمة : مش موافق
يوسف : ايوة مش موافق ، كان المفروض تتكلمى معاه و تواجهيه ، و تساليه ليه عمل كده ، بس لازم تسالى نفسك فى الاول سؤال مهم جدا .. ازاى انتى ماتعرفيش طول الوقت ده
و فى كل الاحوال مايبقاش ده رد الفعل و لا العقاب ، لو انتى شايفة انك رجعتى حقك من الشركة و المصنع بتوع جدو ، فبرضة كان لازم تفتكرى ان لولا تعب بابا السنين اللى فاتت دى ماكنتيش قدرتى تحافظى عليهم و لا تكبريهم و لا كنتى قدرتى توصليهم للمكانة دى و اللى انتى بعد كل التعب و المجهود اللى بابا عمله فيهم جاية انتى بكل سهولة كمان عاوزة تبيعيهم
قبل ما تاخدى راينا فى قراراتك ، ياريت تفكرى فيها من تانى .. بعد اذنكم
يوسف سابهم و راح ناحية الباب فشيراز قالت له بسرعة : رايح فين يا يوسف
يوسف : محتاج اتمشى فى الهوا شوية يا طنط
شيراز : طب هتعرف ترجع ، انت لسه ماحفظتش المكان
يوسف : ماتقلقيش يا طنط ، لو توهت هكلمكم
يوسف خرج تحت نظرات شمس المصدومة من كلامه ، و اول ما خرج قالت بعياط : عمرى ماكنت اتصور ان ده يكون راى ابنى فيا
شيراز : هو ما قالش حاجة يا شمس لكل ده
شمس : ده شايف ان انا اللى ظلمت ابوه
شيراز بتنهيدة : هو ما قالش كده ، بالعكس ، هو اول ما اتكلم قال انه زعلان عشانك و انه ماقدرش يسيبك لوحدك فى حالتك دى ، بس هو شايف ان رد فعلك كان مبالغ فيه
شمس بحدة : انا ما اخدتش غير حقى ، ماظلمتوش
شيراز : اسمعى يا شمس ، انا بعد ما سمعت وجهة نظر يوسف …
شمس : ايه ، انتى كمان شايفة انى ظلمته
شيراز : لا .. انا ما اقصدش كده ، انا اقصد انى طبعا اتعاطفت معاكى جدا لما حكيتيلى على اللى حصل بما انك صاحبتى الانتيم .. بس بعد ما سمعت راى يوسف و اللى ماسمعتوش غير دلوقتى حالا .. حسيت ان انتقامك يمكن ما كانش المفروض انه يوصل للدرجة دى ، و رجعت افتكرت اقتراحى ليكى اللى انتى رفضتيه وقتها بشدة لما طلبت منك تتكلمى مع سالم و تواجهيه باللى عرفتيه و تسمعى منه قبل ماتاخدى اى رد فعل
لسه شمس هترد سمعت موبايلها بيرن و لما بصت لقت ان سالم اللى بيتصل بيها ، فبقت عمالة تبص على الشاشة لحد ما الجرس وقف ، و لسه شيراز بتقول لها .. ليه ما رديتيش ، لقت الموبايل ابتدى يرن من تانى ، فضل يرن حوالى خمس مرات ورا بعض ، و فجأة شيراز لقت تليفونها هى اللى بيرن ، و بصت لقت سالم هو اللى بيتصل ، فقالت لشمس : ده سالم ، ارد عليه و اللا ايه
شمس : براحتك ، بس لو رديتى افتحى الاسبيكر
شيراز ردت و قالت : الو
سالم بلهفة : شيرااز .. انتى مع شمس و الولاد مش كده
و لما لقى شيراز سكتت رجع قال بالحاح : انا عارف انك لا يمكن تسيبيها لوحدها فى وقت زى ده ، ارجوكى يا شيراز ، انا بس عاوز اتطمن عليها هى و الولاد و اسمع صوتها
شيراز باستغراب : ماكانش ده كلامك اخر مرة كلمتها
سالم بتعب : انا مالخقتش اصلا اتكلم معاها .. ارجوكى يا شيراز طمنينى عليها .. هى كويسة
شيراز بتنهيده : ايوة يا سالم .. كويسة
سالم : شيراز .. انا بحب شمس .. فهميها انى اموت لو بعدت عنى
شيراز : الحقيقة يا سالم مش قادرة اصدقك بعد اللى حصل
سالم بحدة : ليه مش قادرة تصدقى ، عشان اتجوزت عليها ، ده ماينفيش ابدا حبى ليها و لا يقلل منه قيراط واحد
شيراز باستنكار : ده اللى هو ازاى يعنى مش فاهمة
سالم : بحبها ، و بحب مراتى التانية ، بحبهم هم الاتنين ، و ما اقدرش استغنى عن حد فيهم
شيراز بذهول : انا اعتقدت انك هتحاول تسيبك من جوازتك التانية دى و …
سالم بحزم : انا مش هسيب حد فيهم يا شيراز ، انا بحبهم هم الاتنين
شيراز باقرار : انت مجنون
سالم : يا ستى اعتبرينى مجنون ، بس قوليلها انى بحبها و ما اقدرش استغنى عنها ، و هى كمان بتحبنى ، احنا عشرة عمر و سنين ، و حبنا اتعجن باوقات و مواقف كتير عدت علينا مع بعض
انا متجوز نهى من خمس سنين دلوقتى ، اساليها امتى حست انى اهملتها او انشغلت عنها .. بالعكس ، وقتى كله كان ليها و ليوسف و لولى ، لو حد انظلم معايا تبقى نهى هى اللى اتظلمت ، نهى كانت بتشوفنى ساعتين فى اليوم ، عمرى ماقضيت معاها ليلة واحدة ، حتى يوم جوازنا ، و هى رضيت و عاشت معايا الوقت ده كله من غير اى اعتراض لانها هى كمان بتحبنى
صبرت على وضعها و عمرها ما اشتكت ابدا
هنا شمس قالت بغضب بعد ما خط/فت التليفون من ايد شيراز : مش يمكن عشان طمعانة فيك ، و كانت فاكرة ان تحت القبة شيخ و انك هتغرف و تديها .. زى ما جيبتلها العربية و الشقة الاولانية و كمان رايح تجيبلها شقة تانية بملايين ، و مش عاوزها تصبر ، طب ما هى لازم تصبر على ما تلم اللى هى عاوزاها
شمس بعد ما خلصت كلامها لقت سالم بيقول : وحشتينى .. بس رغم كل اللى قلتيه الا ان نهى مش كده يا شمس ، نهى بتحبنى ، وانا كمان بحبها ، و العربية اللى معاها باباها الله يرحمه هو اللى جايبهالها مش انا ابدا
شمس بصريخ : و لما انت بتحبها بتحاول تكلمنى ليه ، عاوز منى ايه انا مش فاهمة
سالم بقوة : عاوزك ، عاوز شمس مراتى و بنت خالتى .. عشرة عمرى و حبيبتى
شمس : مابقيتش حبيبتك ، و لا بقيت عارفاك ، مش انت الراجل اللى اتجوزته ، انا جوزى مابيسهرش فى كباريهات و يتحزم و يرقص مع اللى الرقاصات
سالم بصدمة : ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده ، انا ادخل كبارية و ارقص فيه كمان
شمس بسخرية : ايه ... ناوى تنكر ، الفيديو بتاعك عندى ، جالى مع صورة من قسيمة جوازك ، و اللى عليها صورتك و صورتها و بياناتكم كلها موجودة .. و الفيدو لسه عندى .. تحب ابعته لك
سالم : فيديو ايه و كلام فارغ ايه ، انا عمرى فى حياتى مادخلت مكان زى ده
شمس مسكت تليفونها بغضب و طلعت الفيديو و بعتتهوله على الواتس و هى بتقول : طب ادينى بعتتهولك عشان تبطل كدب و استفزاز ، و ابقى دور على كدبة تانية تقولها لولادك
قالت له كده و قفلت السكة فى وشه ، سالم جاله اشعار بوصول رسالة ، فتح تليفونه و لقى الفيديو اللى شمس بعتتهوله ، و اول ما الفيديو حمل و اشتغل ، انصدم من اللى شافه ، شاف روحه متحزم و بيرقص بلدى مع واحدة ست معظم جسمها كان عريان بس التصوير كله جايبها من ضهرها و كانوا وسط كبارية ، و وسط ناس مايعرفهمش و لا حتى يعرف الناس اللى بترقص معاه ، و انتبه على صوت نهى و هى واقفة وراه و بتقول له : مين اللى فى الفيديو ده
سالم بذهول : شمس باعتالى الفيديو ده على اساس ان انا مع الرقاصة دى و بنعمل كده ، الفيديو ده متركب
نهى : لأ .. الفيديو مش متركب و لا حاجة
سالم : يعنى ايه .. يعنى انا اللى واقف ارقص بالشكل ده و مع رقاصة كمان
نهى مسكت الموبايل من ايد سالم و رجعته عند جزء معين و قالت : مش انت ده اصلا .. بص كده ، هو شبهك صحيح بس مش انت ، و لو تلاحظ ان كل التصوير و هو بجنبه و ضهره ، لكن بص اللقطة دى بالذات اللى فيها ايديه و هو ماسك العصاية .. انت عمر ماكان فى وشم على ايدك ، اللى بيرقص فى وشم على ايده ، و مافيش و لا ثانية التصوير ظهر فيه وشك على بعضه
سالم مسك منها الموبايل من تانى و ركز على اللقطة اللى قالت عليها لقى ان كلامها فعلا مظبوط ، فقال : عندك حق ، بس تفتكرى مين اللى بعتلها الفيديو ده على انه يخصني ، و كمان بعتلها صورة من قسيمة جوازنا
نهى : انت عارف انى عمرى ما افكر انة اعمل كده
سالم : انتى مجنونة .. ازاى تفكرى انى ممكن اشك فيكى
نهى : ممكن عقلك يقول لك انى عملت كده عشان اكشف جوازنا قدامها
سالم : انا عارف انك لا يمكن تفكرى التفكير ده ، و كمان لو انتى .. هتبعتى القسيمة و خلاص ، لكن الفيديو ده .. ليه
نهى بتفكير : الفيديو ده عشان شمس تخاف على فلوسها منك ، مانت بالشكل ده ممكن تضيعهم على الكباريهات غير كمان انك اتجوزت عليها
سالم : معنى كده ان اللى عمل كده حد يعرف ان المصنع و الشركة كانوا بتوع والد شمس من الاساس
نهى : مين اللى يعرف الكلام ده
سالم : الناس القدام اللى فى المصنع و الشركة ، و المحامى
نهى : لازم و انت بتحصر الناس دى تعرف هدف كل واحد فيهم ممكن يكون ايه من الاساس
سالم بتفكير : و ايه وجه الاستفادة اللى ممكن اى حد يستفيدها من حركة زى دى
نهى باستغراب : مش عارفة يا سالم ، بس الحكاية دى كده مش راكبة على بعضها .. فى حاجة ورا الحكاية دى
سالم اتصل تانى على شيراز اللى اول ما ردت عليه قال لها : اللى فى الفيديو ده مش انا يا شيراز ، اللى بيرقص ده يمكن يكون شبهى لكن مش انا ، و كمان فى وشم على ايده ، انا عمرى ماكان عندى وشم على اى حتة فى جسمى
نهى اللى اتجوزتها من خمس سنين بس .. اول ماشافت الفيديو عرفت ان اللى فيه مايبقاش انا ، ياريت تعرفى يا شيراز انى برئ من اتهامها ده ، و ان فى حد بيحاول يوقع بيننا ، هديها يا شيراز ، انا عارف انها مصدومة و موجوعة ، بس فهميها انها مالهاش غيرى و انى بحبها و عمرى ما اقدر ابعد عنها
و لو على الشركة و المصنع .. حقها و رجع لها انا مش عاوز حاجة ، انا هعمل مشروع صغير على اد فلوسى اللى معايا ، قوليلها انى عمرى ما طمعت فيها ، قوليلها ان الدنيا و الشغل خدونى لدرجة انى نسيت انى مديون لها بتمن اللى كتبته باسمى رغم ان الفلوس اصلا كلها تحت ايدها فى الحساب المشترك ، صحيح نسيت احوله على حسابها الشخصى ، بس لان الفلوس من البداية كانت تحت ايديها ماركزتش
بس سالم مايطمعش فى اللى مش ليه يا شيراز
قوليلها تفكر على مهلها ، و قوليلها ان عمرى ما اقدر اعيش من غيرها هى و ولادى
سالم خلص كلامه و قفل ، و طبعا كانت شمس بتسمع كل كلمة بيقولها من الاسبيكر ، و اول حاجة عملتها انها شغلت الفيديو من تانى و فعلا اتاكدت ان اللى فى الفيديو ده مش سالم
سالم و هو بيكلم شيراز على التليفون : قوليلها يا شيراز انى عمرى ما طمعت فيها ، قوليلها ان الدنيا و الشغل خدونى لدرجة انى نسيت انى مديون لها بتمن اللى كتبته باسمى رغم ان الفلوس اصلا كلها تحت ايدها فى الحساب المشترك ، صحيح نسيت احوله على حسابها الشخصى ، بس لان الفلوس من البداية كانت تحت ايديها ماركزتش
قوليلها ان سالم مايطمعش فى اللى مش ليه يا شيراز
قوليلها تفكر على مهلها ، و قوليلها ان عمرى ما اقدر اعيش من غيرها هى و ولادى
و قوليلها كمان انى بعتذر عن كل لحظة اتصرفت فيها على انى شريكها بجد ، و لو ماكانتش استردت كل حاجة كنت انا بنفسى دلوقتى هردلها كل مليم صرفته من فلوسها فى حاجة تخصنى ، و على العموم انا لسه مديونلها بتمن الشقة اللى اتجوزت فيها انا و نهى و اللى يمكن تكون نسيت تستردها هى كمان عشان اردهالها انا بنفسى ، و من الصبح هعمللها تحويل بتمنها و متهيالى كده نبقى خالصين ، لكن لاأ .. لسه مش خالصين ، انا كده ابقى لسه مديونلها بتمن اكلى وشربى و لبسى
هبقى مديونلها بمصاريف اكل و شرب و لبس ولادى و اكلها و شربها و لبسها هى كمان طول السنين دى .. خليها تحسب حسبتها و تشوف انا مديون لها بكام يا شيراز .. و انا ملزم انى ارد لها كل مليم اتصرف
بس كمان اللى بعت الفيديو ده يقصد حاجة كبيرة من وراه ، يقصد يزود المشكلة بيننا و يوسع الفجوة ، انا طبعا ما اعرفش مين اللى بعتلها الحاجات دى ، بس فهميها تاخد بالها من اللى حواليها
سالم اتنهد تنهيدة جامدة و بعدين كمل كلامه و قال : شمس انا عارف انك سامعانى .. شمس انا بحبك .. و اوعدك انى اعمل لك كل اللى انتى عاوزاه .. بس شيلى موضوع الخلع ده من دماغك ، انتى عارفة انى ممكن اموت من غيرك ، و متاكد ان انتى كمان ماتقدريش تعيشى من غيرى
انا عارف ان من حقك تزعلى ، و عارف انى ظلمتك بجوازى عليكى من غير ما اقولك ، بس خوفى من اللى بيحصل دلوقتى هو اللى منعنى انى اصارحك من البداية .. عاقبينى العقاب اللى يريحك.. بس بلاش البعد
سالم خلص كلامه و قفل ، و طبعا كانت شمس بتسمع كل كلمة بيقولها من الاسبيكر ، و اول حاجة عملتها انها شغلت الفيديو من تانى و فعلا اتاكدت ان اللى فى الفيديو ده مش سالم 🤕
كانت دموعها بتغسل وشها و هى عمالة تبص على شاشة الموبايل ، فشيراز قالت لها بتعاطف : مش كفاية عياط بقى ، ماتعبتيش
شمس رفعت وشها لشيراز و قالت : مش هو اللى فى الفيديو يا شيراز
شيراز : وياترى ده هيفرق فى موقفك من جوازه
شمس : بيحبها يا شيراز ، قال انه بيحبها و انه مايقدرش يستغنى عنها
شيراز : و برضة قال انه بيحبك و مايقدرش على بعدك
شمس باستياء : مافيش راجل بيحب اتنين يا شيراز ، لو سالم بيحب نهى للدرجة دى ، يبقى مابقاش يحبنى ، يبقى اللى فاضل بينه و بينى مش اكتر من ….
شيراز : سكتتى ليه ماتكملى
شمس : مش عارفة يا شيراز ، مش لاقيالها معنى و لا صفة
شيراز : طب ناوية على ايه
شمس بتيه : مش عارفة
شيراز سكتت شوية و قالت : تفتكرى مين اللى بعتلك الفيديو و القسيمة
شمس : مش عارفة ، مالقيتش الرقم متسجل باى اسم
شيراز : لما الفيديو يطلع ڤييك .. يبقى ليه
شمس بانتباه : هو ايه اللى ليه
شيراز : الفيديو ده لو كان حتى اتبعتلك من غير القسيمة كان حصل بينك و بين سالم مشكلة كبيرة
يعنى اللى باعته من الاساس قاصد انه يعمل المشكلة دى بينكم
شمس : طب تفتكرى ليه
شيراز : ده اللى لازم نعرفه
شمس : و هتفرق بايه
شيراز : تقصدى ايه ، مش لازم نعرف مين اللى عاوز يفرق بينكم بالشكل ده
شمس : و هو الفيديو اللى فرق بيننا يا شيراز ، طب اهو الفيدو ماطلعش بتاعه ، لكن القسيمة و جوازه ، هم كمان مش بتوعه؟
شيراز : بس الفيديو هو اللى خلاكى تتصرفى التصرف اللى اتصرفتيه يا شمس ، هو اللى خلاكى تفكرى تاخدى كل حاجة من سالم
شمس وقفت و قالت : خلاص يا شيراز .. صدقينى محصلة بعضها
سالم بعد ما قفل مع شيراز .. بص لقى نهى لسه واقفة وراه ، و كان شكلها بيقول انها سمعت المكالمة كلها ، فمدلها ايده عشان تجيله ، فقربت منه و قعدت جنبه على كنبة الانترية و قالت : ناوى على ايه
سالم حط راسه على رجلها و فرد جسمه على الكنبة
بتعب و هو ماسك ايدها و قال بتنهيدة حزينة : اوعى تبعدى عنى انتى كمان
نهى سابت ايدها بين ايده و ابتدت تلعب بايدها التانية فى شعره ، هى عارفة انه بيحبها تعمل كده ، بس ما اتكلمتش
سالم رفع عينه لعنيها اللى كانت شاردة بعيد فقال لها بتوجس : سرحتى فى ايه ، بتفكرى تعمليها انتى كمان
نهى بتنهيدة : انت عارف انى ما اقدرش ابعد عنك
سالم : اومال سرحتى فى ايه
نهى : بفكر فى اللى قلته لشمس
سالم : انا قلت كتير ، تقصدى ايه بالظبط
نهى : فى انك مديونلها بفلوس كتير
سالم : انا مبدأيا هبعتلها تمن الشقة
نهى باهتمام : و الباقى
سالم بصلها و قال لها : شورى عليا .. اعمل ايه
نهى : ما اعتقدش ان شمس ممكن تكون مستنية منك حاجة زى دى ، بس لو ان انت حاسس ان ده هيريحك اعمله
سالم : ايوة يعنى ابعتلها اد ايه
نهى : كل اللى معاك يا سالم
أمير بذهول : كل اللى معايا
نهى : طبيعى ان اى راجل بيصرف فلوسه بالكامل على بيته و اولاده
سالم : طب و انتى يا نهى
نهى بابتسامة مكسورة : انا دخيلة عليكم
سالم اتعدل بسرعة و مسك ايدها و قال لها : انتى عمرك ماكنتى و لا هتكونى دخيلة عليا ... انتى سامعة ، هفضل لحد امتى اقنع فيكى انى بحبك زيها بالظبط ، انا اللى طلبتك للجواز و صممت انى ما اسيبكيش تروحى من بين ايديا ، و متهيألى ان كفاية اوى لحد كده
نهى بتوجس : كفاية ايه بالظبط
سالم بحزم : كفاية نخبى جوازنا و نخبى حملك ، انتى خلاص كلها شهرين تقريبا و تقومى بالسلامة ، لازم الدنيا كلها تعرف بجوازنا
نهى : و دى هنعملها ازاى
سالم بتفكير : مش عارف ، بس اكيد هلاقيلها حل
نهى : المهم دلوقتى تفكر هتعمل ايه فى موضوع الشغل ، هتقدر تشتغل فى اى مكان تانى
سالم بزعل : اكيد لا ، مش بالساهل ابدا انى بعد ماقضيت عمرى كله و انا بشتغل فى الشركة و المصنع اروح اشتغل فى مكان تانى
نهى : طب و العمل
سالم : ماتقلقيش ، اكيد ان شاء الله هلاقى حل
نهى : طب و المصنع و الشركة
سالم : مابقاليش علاقة بيهم خلاص يا نهى
نهى : بس كده اكيد هيبقى فى خسارة جامدة
سالم بحسرة : اكيد ، و خصوصا بعد التوسعة الاخرانية اللى عملتها
نهى : على الاقل اقعد معاها و فهمها اللى ليها و اللى عليها ، خسارة تعبكم و شقاكم يضيع بالشكل ده
سالم ابتسم و شد نهى فى حضنه و قال لها بحب : طب لو ماكنتش بحبك الحب ده كله كنت احبك ايه تانى زيادة
نهى و هى فى حضنه : انا بحبك و بحب كل اللى يخصك يا سالم ، حتى شمس
سالم خرجها من حضنه و قال لها باستغراب : شمس
نهى : يمكن ماتصدقنيش ، لكن هى دى الحقيقة ، بحبها لانها من ريحتك ، من قبل ما اعرف انك بتحبها ، كنت بحبها لانها ام ولادك اللى روحك فيهم ، كنت بخاف من رد فعلها يوم ماتعرف بعلاقتنا ، بس عمرى ما كرهتها ، بالعكس .. كنت ساعات بحط روحى مكانها و اتعاطف معاها ، بس كنت بشيل الفكرة من دماغى بسرعة ، و احاول افتكر بس انى بحبك و مش عاوزة من الدنيا دى كلها غيرك
نهى اتعدلت فجأة و قالت : ايه رأيك لو بعنا العربيتين بتوعنا و بتمنهم ممكن تقدر تبتدى تعمل بيهم حاجة صغيرة .. و انت عربيتك اللى فهمته انه من ورثك من والدك الله يرحمه .. يعنى مش من فلوس شمس و كمان العربية تجيب مبلغ حلو
سالم : فعلا .. ماصدقت انى كسبت القضية بتاعة الارض ، و وقتها شمس هى اللى اقترحت عليا اجيب العربية دى من الفلوس ، كانت عارفة انها عاجبانى من فترة كبيرة و كنت مستكتر اجيبها لانها غالية ، فاول ماكسبت القضية و عرفت ابيع الارض اقنعتنى انى اجيبها بجزء من الفلوس اللى طلعت و حطيت الباقى فى البنك
بس انا ما اقدرش اخد عربيتك .. انتى بتحبيها لدرجة انك رفضتى انى اجيبلك واحدة احدث و ساعتها قولتيلى انك بتعتزى بيها لان باباكى الله يرحمه اللى كان جايبهالك
نهى : بس فى اولويات
سالم : كفاية عربيتى اللى تتباع ، و خلى عربيتك معاكى
و كمل بمرح و قال : و كمان عشان يمكن ابقى استلفها منك
نهى : و الفلوس هتكفى
سالم بتفكير : ماتحمليش هم ، ان شاء الله تتدبر ، و لو الفلوس ماكفتش ، ممكن ابيع الشقة هنا ، بس الاهم انى اقرر هبتدى ازاى ، بعدها كل شئ يتدبر
نهى : طب مش هتكلم الولاد
سالم بص على تليفونه و قال : هكلم يوسف
فضل قاعد شويه ، و بعدين اخيرا قرر انه يستجمع شجاعته و يكلم يوسف فاتصل بيه و اول ما يوسف شاف رقم باباه رد بزعل و قال : ايوة يا بابا
سالم بتردد : ازيك يا يوسف
يوسف : الحمدلله يابابا ، بس انا مش كويس ، اللى حضرتك عملته ده كسرنا كلنا
سالم بتنهيدة : انا عارف ان من حقكم تزعلوا ، بس تزعلوا لانى خبيت عليكم و بس ، انت كبرت دلوقتى يا يوسف ، و متهيالى تقدر تقدر و تفهم
انا اتجوزت نهى لانى حبيتها ، و حبى ليها مش حب عابر و لا قليل ، فارجوك حاول تقدر ده
يوسف : و حبك لماما هو اللى كان عابر و قليل عشان تنساه ، حبك لماما راح فين .. ايه .. كنت بتمثل عليها و علينا و اللا ايه بالظبط انا مش قادر استوعب
سالم : انا ممكن اشرحلك كل حاجة ، بس محتاج اقعد و اتكلم معاك
يوسف : انا كمان عاوز اسمع منك و افهم
سالم : طب تعالى نتقابل و نقعد مع بعض فى اى مكان تحبه و انا هشرحلك كل حاجة
يوسف : للاسف ماينفعش
سالم : ليه يا حبيبى ماينفعش ، هى ماما منبهه عليك انك …
يوسف قاطعه و قال : ماما مانبهتش علينا بحاجة ، حتى ما قالتلناش نمشى معاها ، هى اللى خيرتنا و احنا اختارنا
سالم بزعل : اختارتوا تبعدوا عنى
يوسف بتنهيدة : انا لحد دلوقتى ما اخدتش حكم على اللى حضرتك عملته ، بس ماكانش ينفع اسيبها لوحدها و هى بالحالة دى ، و زى ما قلتلك انا مستنى اسمع منك الاول
سالم : طب مانا بقوللك تعالى نقعد سوا و انت اللى بتقول ماينفعش
يوسف : ده لاننا مش فى القاهرة اصلا
سالم بانتباه : اومال فين
يوسف : مش هقدر اخون ثقة ماما و اقوللك ، انا مش صغير
سالم : عندك حق .. طب ايه .. هنتكلم فى التليفون و بس كده
يوسف بتفكير : لما ارجع البيت هكلمك فيديو كول من على اللاب .. و نتكلم براحتنا
سالم : ماشى يا حبيبى .. هستناك
يوسف : تمام .. سلام مؤقت
سالم بلهفة : يوسف
يوسف : نعم
سالم : لولى كويسة
يوسف : اكيد لا ، انت عارف هى بتغير عليك اد ايه ، دى بتغير عليك من ماما ، تفتكر بقى اما تعرف انك كمان متجوز واحدة تانية .. هتعمل ايه
سالم : عندك حق ، خد بالك من اختك ، و هستنى مكالمتك
عند شمس كانت لسه قاعدة مع شيراز لما تليفونها رن باسم شوقى المحامى ، فردت و قالت : اهلا يا استاذ شوقى
سوقى : اهلا يا مدام شمس ، ازى حضرتك .. عاملة ايه دلوقتى
شمس : بخير الحمدلله
شوقى : انا قلت اتطمن عليكى و اشوفك انتى و الولاد لو محتاجبن اى حاجة
شمس بامتنان : انا متشكرة جدا على تعبك معايا طول الفترة اللى فاتت
شوقى : تعب ايه بس اللى بتتكلمى عنه ، و بعدين ده لو حتى مش عشان العشرة فده شغلى
شمس : شكرا
شوقى : قررتى هتعملى ايه الفترة الجاية
شمس : لسه .. محتاجة وقت كافى اقدر افكر فيه براحتى
شوقى : طب و المصنع و الشركة ، هتسيبيهم بالشكل ده .. المال السايب بيعلم السرقة
شمس : الحقيقة .. لسه مش عارفة يا استاذ شوقى
شوقى : لو فعلا بتفكرى تسافرى برة مصر زى ماقلتيلى اخر مرة ، يبقى لازم انصحك انك تبيعى قبلها ، و تبيعى بسرعة و المصنع و الشركة لسه واقفين على رجليهم ، لان لو فضلوا بدون اشراف هيقعوا و باسرع مما تتخيلى
شمس : طب حضرتك تنصحنى بايه ، اعمل اعلان مثلا و اطلب مشترى
شوقى : لا لا لا .. اعلان ايه و شوشرة ايه اللى هنعملها دى على الفاضى ، انتى لو خلاص استقريتى على رايك ده سيبيلى انا الحكاية دى و انا هشوفلك مشترى كويس يقدر تمنهم بما يرضى الله
شمس بتنهيدة : تمام .. شوف حضرتك الصح ايه و اعمله
شوقى : و كمان لازم تعملى حسابك انك تبقى موجودة فى اول جلسة لقضية الخلع
سمس ببهوت : ان شاء الله
شوقى : و يمكن على ما ييجى المعاد اكون حضرتلك مشترى كويس و نخلص كل حاجة فى نفس اليوم
شمس قفلت مع شوقى و الوجوم على ملامحها ، فشيراز قالت لها بفضول : فى جديد و اللا ايه
شمس باننباه : كان بيتطمن و ببسالنى هتصرف ازاى فى المصنع و الشركة
شيراز : و انتى فعلا هتبيعهم
شمس : كنت متحمسة جدا للفكرة لحد ما سمعت اللى يوسف قاله
شيراز : مش هنقدر ننكر ان كلام يوسف له وجاهته
شمس لسه هترد سمعت جرس الباب ، و لما فتحت لقت يوسف دخل و قال : مساء الخير
ردوا و قالوا : مساء النور
يوسف كان هيطلع على اوضته بس شمس وقفته و مسكت دراعه و قالت له بفضول : انت شايف انى ظلمت باباك
يوسف بتنهيدة : ماما انا ماقلتش ان حضرتك ظلمتيه ، انا كل اللى عاوز اوصلهولك ان بابا مش عدوك عشان تعملى معاه كل ده من غير حتى ما تقعدى و تتكلمى معاه
شمس بحدة : و هو كان عرف حد بعملته اللى عملها
يوسف : و انا برضة ماقلتش انه مش غلطان ، بس ماينفعش يبقى ده العقاب ، و حتى لو انتى شايفة ان هو ده العقاب الوحيد ، كان لازم تقعدى معاه الاول و تسمعى منه
لكن انتى خدتى الحكم و نفذتى من غير حتى ماتستجوبيه
شمس باستنكار : استجوبه
يوسف : هو مش المتهم بيستجوبوه الاول قبل مايحاكموه و يحكموا عليه
شمس : بس باباك مش متهم يا يوسف ، باباك فعلا مذنب
يوسف بزعل : تقومى تاخدى كل اللى حيلته مرة واحدة بالشكل ده
شمس بغضب : دى فلوس جدك و ورثى منه
يوسف بعتاب : ورثك ده اللى انتى عاوزة تبيعيه مش كده .. حتى لو كان .. بس ازاى بابا هان عليكى تعملى فيه كده
شمس : و ازاى انا هونت عليه لما راح اتجوز عليا يا يوسف
يوسف افتكر مكالمة باباه لما قال له انه بيحب نهى ، فحس انه مش عارف يجادل مامته اكتر من كده ، فلف بجسمه ناحية السلم و قال : انا طالع اوضتى .. عندى مكالمة مهمة لازم اعملها
يوسف انسحب على اوضته و ساب شمس واقفه هتتجنن من رد فعله
شيراز سحبتها من ايدها قعدتها جنبها و قالت لها بهدوء : بغض النظر عن رايك فى كلام يوسف ، بس فعلا يا شمس لازم تفكرى كويس فى موضوع البيع ده عشان ماترجعيش تندمى بعد فوات الاوان ، و ياريت تحاولى تتكلمى مع يوسف بهدوء اكتر من كده ، و لو لقيتى ان عنده راى ممكن تعمليه عشان تريحيه ماتعانديش و تكابرى
شمس قعدت تدلك فى وشها بحدة و قالت : انا خلاص مش قادرة افكر ، ماكنتش متخيلة انه هيهاجمنى بالشكل ده عشان باباه ، ده انا كنت فاكرة ان لولى هى اللى هتقف قصادى عشان خاطره
شيراز : بمناسبة لولى ، هى كمان لازم تتكلمى معاها
شمس : ايه .. هى كمان معترضة
شيراز : انتى ايه اللى حصل لعقلك ، انتى مش مركزة خالص فى كل التفاصيل بالشكل ده
شمس بزهق : مش فاهمة حاجة
شيراز بامتعاض : انتى مش واخدة بالك ان لولى بتحاول تنتقم من ابوها ، ما ركزتبش مع سؤالها اللى سألتهولك لما جيبتى سيرة السفر
شمس و هى بتحاول تفتكر: سؤال ايه مش فاكرة
شيراز : لما سألتك و قالت لك .. بابى هيزعل لو عرف اننا سافرنا و سيبنا مصر
و اما انا قلت لها .. اكيد طبعا ، ده هو دلوقتى زمانه هيتجنن اصلا و يعرف مكانكم
قامت وقفت و قالت .. انا موافقة يا مامى و راحت سايبانا و طلعت على اوضتها
بنتك كل اللى بتفكر فيه حاليا انها توجع سالم و بس ، و ده غلط جدا على نفسيتها و عقلها الباطن يا شمس
انا جيت معاكى لحد هنا و ساعدتك تعملى كل اللى انتى عملتيه ، بس حاليا اللى شايفاه ان فى اثار جانبية غير مرغوب فيها و لازم نفكر نعالج كل الاثار دى
شمس وقفت و قالت : انا لازم اتكلم معاهم من تانى ، و اللى هلاقى انه هيريحهم انا هعمله
يوسف كان طلع اوضته و شغل اللاب بتاعه و اتصل بسالم اللى رد عليه فورا و اول حاجة عملها انه حاول يلمس ملامح ابنه اللى مرسومة على الشاشة و هو بيقول بحب : وحشتنى يا يوسف
يوسف بزعل : وحضرتك كمان وحشتنى ، بس ده ما يمنعش انى زعلان منك اوى
سالم : انا عارف انك زعلان .. بس تعالى نتناقش فى اسباب زعلك دى ، مش اتفقنا اننا هنتكلم الاول

يوسف : و انا سامع حضرتك .. اتفضل اتكلم
سالم بتنهيدة : يا يوسف انا اتجوزت مامتك من اكتر من تسعتاشر سنة ، طول عمرى كنت شايفها نجمة بعيدة و صعبة المنال ، رغم انها كانت بنت خالتى ، لكن ابوها كان مستواه اعلى مننا و خصوصا لما ارض جدى لابويا فجأة اتحول لوقف و فضل كده لحد ما يدوب لسه ميراثى راجعلى قريب
و ما انكرش ابدا ان جدك احتوانى و عاملنى زى ابنه لحد ما سلمنى مامتك امانة فى رقبتى
من كتر حبى ليها كنت بعاملها زى الجوهرة الغالية اللى بخاف عليها حتى من عينين الناس
حبى ليها عمره ما قل و لا برد ، بالعكس ، حبى لمامتك زاد أضعاف عن يوم ما اتجوزتها ، زاد بعشرتنا الحلوة و وقوفها جنبى
شمس بالنسبة لى مش مراتى و بس ، شمس روحى اللى ساكنة جوايا ، لو بعدت عنى ممكن اموت من غيرها
يوسف و هو مصدوم لانه مصدق كل كلمة ابوه قالها : طب ليه و ازاى
سالم : لولا اننا كلنا عارفين ان كل بنى آدم مالوش غير قلب واحد .. كنت قلتلك انى حبيت نهى بقلبى التانى ، بس اللى حصل انى برغم عشقى لمامتك و انى متيم بيها زى ما كل اللى حوالينا شاهدين على ده .. الا انى برضة متيم بنهى و بعشقها هى كمان
و ماتسألنيش ازاى ، انا مريض بحبهم هم الاتنين و لو واحدة منهم بعدت عنى فيها هيجرالى حاجة
يوسف بزعل : انت باللى عملته ده هديت بيتنا و حياتنا كلنا
سالم : و ليه تتهد ، ليه مانعيشش كلنا مع بعض
يوسف باستنكار : انت عاوزنا نعيش مع اللى سرقتك من امى و مننا و خدت مكاننا عندك
سالم بدفاع : نهى عمرها ماسرقتنى منكم و لا هى و لا غيرها يقدر ياخد مكانتكم عندى ، تقدر تقوللى امتى اى حد فيكم بص حواليه و مالاقانيش ، امتى حد فيكم احتاجنى حتى لو عاوز بتفسح و اللا يلعب و ما كنتش معاه فى اللحظة اللى هو عاوزها
امتى نمت برة البيت الا لو مسافر اتعاقد على طلبية للمصنع و معظم المرات كمان كنتم معايا لما بنبقى فى اجازة الصيف
لو كانت نهى قدرت تاخدنى فعلا كان على الاقل حد فيكم حس بغيابى او غيبتى فى اى وقت عشان تعرفوا انى اتجوزت
عمرى ما بييت ليلة غير فى حضن مامتك ، عمرى ما صدر منى ليها اى تصرف او اى كلمة ممكن تزعلها او تضايقها منى سواء قبل جوازى من نهى او بعده
و انتم .. يمكن صحيح سايب لمامتكم امور دراستكم ، و ده لانى عارف انها هتبقى اشطر منى فى الكلام ده .. لكن عمرى ما اهملت فيكم
يمكن انشغلت الفترة اللى فاتت صحيح عنكم كلكم ، لكن اقسم لك ان انشغالى كان بتوسعة المصنع مش بنهى ، و اقسم لك تانى ان نهى عمرها ما اخدت من وقتى اكتر من ساعتين تلاتة فى اليوم ، و عمرها ماجت على وقتكم معايا لدرجة انها يوم ماتعبت من سنتين و اتنقلت المستشفى بسبب الزايدة ماروحتلهاش الا برضة فى نفس التوقيت اللى كنت بروحلها فيه
لو كنت ظلمت حد فى قصة جوازى دى هبقى ظلمت نهى ماظلمتش حد فيكم يا يوسف ، بس هى قابلة منى الظلم ده لانها بتحبنى زى مابحبها بالظبط
يعنى جوازى منها ماخدنيش ابدا منكم بدليل ان ماحدش عرف حاجة عن جوازى انا و هى الا من الفيديو الخايب اللى وصل لمامتك مع قسيمة جوازى ، و بالمناسبة .. الفيديو مش ليا و مش انا اللى فيه ، ابوكم عمر رجله ماخطت اماكن زى دى ، و عمره ماكان منحرف عشان يقف يرقص وسط الرقاصات و شوية سكرانين
يوسف : انا متاكد من الاول انه مش حضرتك
سالم : اومال ليه سيبت مامتك تصدق انه انا
يوسف : لان صدمتها بجوازك كان مخليها ممكن تصدق اى حاجة ، و اى حد كان هيعارض ده وقتها ماكانتش هتشوف غير انه بيساندك او بيتخلى عنها
سالم بابتسامة : انت كبرت امتى كده يا يوسف ، انا عارف ان طول عمرك مخك كبير ، بس ماتخيلتش انك هتوصل لكده
يوسف بحزن : سيبك من مخى دلوقتى يا بابا و قوللى حضرتك ناوى على ايه ، لان واضح ان كلامنا فى سبب جوازك مش هيجيب نتيجة ، فسيبك من اللى راح و خلينا على الاقل نتكلم على اللى جاى
سالم بترقب : و انت رايك اللى جاى هيكون ايه
يوسف : اللى شايفه حواليا ان ماما عمرها ماهتقبل ابدا انها تتحط فى الوضع اللى حضرتك عاوزه ، ماما عمرها ما هتقبل انها تعيش معاك و هى عارفة ان فى ست تانية فى حياتك 
يوسف و هو بيكلم سالم فيديو كول : اللى شايفه حواليا ان ماما عمرها ماهتقبل ابدا انها تتحط فى الوضع اللى حضرتك عاوزه ، ماما عمرها ما هتقبل انها تعيش معاك و هى عارفة ان فى ست تانية فى حياتك
سالم بدفاع : بس انتو عمركم ماحسيتوا بده يبقى ايه الجديد
يوسف : الجديد اننا عرفنا ، و ده فى حد ذاته قلب كل الموازين
اسمعنى يا بابا من فضلك ، اولا عشان نبقى متفقين من الاول .. انا زعلى من حضرتك مش عشان اتجوزت و بس ، لا .. انا زعلى من حضرتك انك طول عمرك بتزرع فينا انا و لولى ان حياتنا مرتبطة ببعض فى كل حاجة ، ماينفعش واحد مننا ياخد قرار ممكن يضايق التانى او من غير موافقته
انتو فى مركب واحدة و مشتركين مع بعض فى كل حاجة ، فماينفعش حد يدور على سعادته بعيد عن التانى من غير موافقة التانى على الاقل
مش ده الكلام اللى كنت دايما بتقولهولنا انا و لولى ، راح فين بفى كل كلامك ده و انت ضربت بسعادتنا كلنا عرض الحائط عشان سعادتك لوحدك ، و اللا ماحاولتش حتى تسأل نفسك احنا هيبقى احساسنا ايه لما نعرف و خبيت عشان عارف انك غلطان

سالم : انا ماعملتش حاجة تغضب ربنا و لا اغت/صبت حق مش حقى
يوسف : عارف ان جوازك ده حقك و شرع ربنا ، بس برضة من حق امى انك كنت تعرفها من البداية و هى وقتها كانت تقرر ان كانت تفضل معاك و اللا لا و ده حقها برضة
سالم : خبيت عشان مايحصلش اللى حصل ده ، خبيت عشان عارف انها مش هتوافق
يوسف بسخرية : و رغم كده روحت برضة عملت اللى يسعدك لوحدك
سالم بتعب : جوازى ما اثرش على اى حاجة بيننا
يوسف : ده كان قبل مانعرف
سالم : و ليه مانوصلش لحل مع بعض يريحنا كلنا
يوسف بشبه حدة : انت ما دورتش على راحتنا معاك يوم ما اخدت قراراك ده ، فمش من حقك تيجى النهاردة تطلب اننا ندور على راحتك معانا
سالم انصدم من رد فعل يوسف و بقى عمال يركز فى ملامحه و انفعالاته و بعد فترة صمت قال : يعنى تفتكر ان مالهاش حل
يوسف : مش عارف يا بابا ، صدقنى مش عارف ، حياتنا اتشقلبت فى لحظة ، اتنقلنا فى بلد مش بلدنا و بيت مش بيتنا ، حتى المدرسة و اصحابنا
بعدنا عن كل حاجة بنحبها بسبب غلطتك
سالم : رغم انى مقدر زعلك و كل الظروف اللى حوالينا ، لكن جوازى من نهى عمره ماكان و لا هيكون غلطة يا يوسف ، و بما اننا بنتكلم مع بعض بعد ما عرفتوا كل حاجة .. عاوز اعرفك كمان ان قريب اوى هيبقالكم اخ جديد
يوسف بصدمة : هى حامل
سالم بابتسامة مكسورة : ايوة ، و بدعى ربنا انى اكون لسه عايش على الارض يوم ماتولد بالسلامة
يوسف باستغراب : ليه بتقول كده
سالم : بقول كده لانى فعليا حاسس انى بموت من غيركم يا يوسف ، يمكن ماحدش فيكم كلكم متخيل انه مش مجرد كلام ، بس انا فعلا مش قادر اعيش و انتم بعيد عنى بالشكل ده
يوسف بزعل : انت عارف انه مش بايدى
سالم بتنهيدة : عارف
يوسف : طب و بعدين
سالم : ادينى بحاول مع مامتك ، يمكن ربنا يحلها و يعدلها من عنده ، انت كبرت يا يوسف و ما شاءالله دماغك كمان اكبر من عمرك بكتير ، خد بالك من مامتك و اختك و حافظ عليهم
و خلى مامتك تحافظ على مالها و تراعيه ، المصنع ماينفعش يتساب دلوقتى ابدا بسبب التوسعات اللى فيه ، و لو حسيت ان فى اى مشكلة كلمنى و انا اقول لك تتصرف ازاى
يوسف هز راسه من غير كلام فسالم رجع قال : فى حد الله اعلم هو مين و مصلحته ايه .. كان يهمه انه يحصل مشكلة بينى و بين مامتك ، فخليها تاخد بالها من نفسها
و لازم تعرفوا انى بحبكم اوى اكتر من النفس اللى بتنفسه ، بلاش اى حد يفهمكم انى ممكن اكون بحب حد اكتر منكم
انتو شايفين جوازى من نهى غلطة ، لكن انا بعتبره علاج لروحى وقتها و لحد دلوقتى ، بحبكم كلكم و ماقدرش استغنى عن حد فيكم
و قول لمامتك ترجع بيكم بيتكم من تانى و ترجعكم مدرستكم ، و انا بتعهد قدامك انى مش هحاول ابدا اظهر قدامها قبل ماهى اللى تسمحلى بده
بلاش انت و اختك اللى تدفعوا تمن اللى حصل
و هطلب منك طلب تانى يا يوسف ، سامحنى يابنى .. عارف انى محمل عليك بزيادة ، بس انت الوحيد اللى هتقدر تعمل ده بحب و بامانة
يوسف : خير يا بابا
سالم : حاول تتكلم مع اختك و تقنعها ترد عليا اما اكلمها
يوسف : هو حضرتك حاولت تكلمها
سالم : بعد ما قفلت معاك المرة اللى فاتت ، بس لقيت فونها مابيجمعش معايا ، قول لها بابى نفسه يسمع صوتك و يتطمن عليكى .. ماتخليهاش تكرهنى يا يوسف
يوسف : حاضر يا بابا ، اوعدك انى احاول اتكلم معاها
سالم : شكرا يا حبيبى .. ااه .. معلش عاوزك تبلغ والدتك ان بكرة الصبح ان شاء الله هيوصل لها تحويل بنكى على حسابها الشخصى ، و هبعتلها رسالة على الموبايل اوضحلها فيه كل حاجة
يوسف : حاضر يا بابا
سالم بابتسامة : و مش هسألك تانى انتو فين بما انك قررت ماتقولليش ، بس دايما خليك فاكر ان فى اى لحظة تحتاجوا فيها اى حاجة تكلمنى على طول .. احنا مالناش غير بعض رغم كل حاجة
يوسف بتنهيدة : طبعا يا بابا .. ماتقلقش
سالم : ماشى يا حبيبى ، اشوف وشك بخير
يوسف : و حضرتك بكل خير
يوسف خلص المكالمة مع باباه و قام خرج من اوضته كان عاوز يروح للولى لقى شمش فى وشه و فهم انها سمعته و هو بيتكلم مع باباه ، كانت الصدمة مالية وشها اللى غرقان دموع و اول ما شافته قالت بصوت ماليه الوجع : باباك هيخلف من واحدة غيرى يا يوسف! ، مراته حامل و على وش ولاده!
يوسف بتسليم : ايوة يا ماما
شمس : و ياترى ايه رأيك بعد كل اللى سمعته منه ده و هو متمسك جدا بيها و بيعترف بحبها و انه مايقدرش يستغنى عنها ، يا ترى لسه شايف برضة انى استعجلت و ظلمته
يوسف وقف شوية مش عارف يقول ايه بس بعد كده سحب مامته من ايدها دخلها الاوضة و قعدها على سريره و قعد قدامها على الارض و هو لسه ماسك ايديها .. كانت صعبانة عليه و حاسس بيها و قلبه موجوع عليها ، بس برضه متضايق عشان باباه و عشان الوصع اللى وصلوا له
فضل شوية ساكت و بيفكر و هو عارف ان مامته مستنيه تسمعه و تشوفه هيقول ايه ، فاتنهد و قال لها و هو متصايق : ماما .. المفروض اننا نعدى بقى مرحلة الصدمات دى ، انتى كنتى متماسكة اكتر من كده لما عرفتى بجوازه
احنا كلنا محتاجين نتماسك عشان نعرف نفكر صح ، و يمكن حضرتك تكونى اول حد فينا محتاجة ده ، محتاجة تفكرى كويس قبل اى قرار
طول عمرك كنتى تقوليلنا ماحدش ياخد اى قرار و هو متنرفز او متضايق ، ازاى انتى بتعملى عكس اللى بتعلميهولنا طول عمرنا بالشكل ده
انتى بتنفينا كلنا ، بتقلعينا كلنا من جذورنا و انا مش فاهم ليه كل ده
شمس كانت لسه هترد عليه .. فكمل كلامه وقال لها من تانى .. لو انتى شايفة ان بابا غلط او اجرم فى حقك و حقنا زى ما بتقولى يبقى ليه احنا اللى نسيب كل حاجة و نمشى و نتهجر من كل مكان لينا فيه ذكرى حلوة ، المفروض اللى غلط هو اللى يمشى مش العكس
شيراز كانت واقفة على الباب بتسمعهم فقالت بحماس : برافو عليك يا يوسف .. يسلم لسانك
شمس باستنكار : انت عاوزنا نرجع القاهرة تانى
يوسف : نرجع بيتنا يا ماما ، نرجع لدنيتنا و اصحابنا و لمصنعك و شركتك
شمس : اومال اللى عملناه ده كله كان ليه من البداية
يوسف و هو بيرفع كتافه لفوق : اعتبريها فش غل .. تأديب .. عقاب ، زى ماتحبى تقولى قولى
لكن مش هنفضل هربانبن كده طول عمرنا زى اللى هربان من حكم
شمس : احنا مش هربانين
يوسف بتأكيد : لأ هربانين يا ماما ، ده انتى حتى منعانا نجيب سيرة مكاننا لاصحابنا
شمس : ده بس عشان خاطر مايعرفش مكاننا و ييجى ورانا
يوسف : و افرضى جه ، ايه اللى هيحصل يعنى
شمس : مش عاوزة اشوفه و لا اسمع صوته
يوسف : تقصدى بتعاقبيه ببعدنا عنه ، و انتى عارفة كويس انه ماكانش بيعرف ينام قبل ما يتطمن علينا واحد واحد
شمس بسخرية : ده كان زمان
يوسف : لا يا ماما ، لاخر ليلة بيتناها فى بيتنا كان بيعمل كده و عمره مابطل يعملها
شمس بوجع : خلاص .. جايله اللى هينسيه كل حاجة
يوسف : طب هفرض معاكى انه فعلا هينسانا ، يبقى احنا ليه نعاقب روحنا و نتنفى بعيد عن كل حاجة بنحبها
شمس : انت بس بتحاول تنفذ اللى طلبه منك
يوسف بدفاع : متهيالى ان ده نفس كلامى من قبل ما اخرج و ما اتغيرش ، كلامى مع بابا ما فرقش معايا و ماغيرش رايى لان ده رايى من الاول ، انا مش عاوز نتصرف تصرف نندم كلنا عليه بعد كده
شمس و هى بتحاول تشوف رد فعل يوسف : خلاص خليك انت هنا فى مصر و ارجع عيش فى الفيلا فى القاهرة و انا هسافر انا و لولى
يوسف بتنهيدة : حضرتك عارفة كويس انى لا يمكن اسيبك انتى و لولى لوحدكم ، لا هنا و لا فى اى مكان تانى سواء جوة مصر او براها
شمس : يعنى هتيجى معايا برغبتك
يوسف : لا يا ماما مش برغبتى ابدا ، هاجى معاكى مضطر عشان ماتبقيش لوحدك ، ده لو انتى فضلتى مصممة فعلا على رايك ده ، و عشان كده برجوكى تفكرى تانى بهدوء و انتى حاطة قدامك مستقبلى انا و لولى و حياتنا كلها
شمس : و هو مستقبلكم هنا احسن من امريكا ، بالعكس .. مستقبلكم هناك احسن بكتير ، انت نفسك كنت بتقول ان نفسك تكمل تعليمك هناك
يوسف : اكمل تعليمى حاجة و تحويل حياتى كلها لهناك حاجة تانية ، و بعدين لنفرض انى موافق و مبسوط بقرارك ده ، مافكرتيش فى تأثير العيشة هناك على لولى ممكن تبقى ازاى
مافكرتيش ان وجودنا هناك خالص ممكن يخليها تنبهر بالتحرر و الانحلال الزايد اللى هناك و انبهارها يوصلها انها تتمرد عليكى و عليا خصوصا ان بابا مش هيبقى معانا
يعنى لو روحنا عيشنا هناك خالص مش هيبقى عندنا حائط صد يحمينا يا ماما ، لما كنا بنسافر فى الاجازات نتفسح كنا دايما بنبقى معتمدين على بابا فى كل حاجة .. عمرنا ما اتصرفنا فى اى حاجة و لا اتحركنا من غيره
الحكاية مش هتبقى سهلة اوى زى ما حضرتك متصورة ، و الكلام ده مش كلامى ، ده كلام حضرتك لما قلتلك انى عاوز اكمل تعليمى هناك ، فارجوكى تعيدى تفكيرك من تانى بس بهدوء
شمس فجأة حست انها مش عارفة ترد على يوسف ، و بقت تبص لشيراز باستنجاد ، لكن من نظرات شيراز فهمت انها مأيدة يوسف فى كل اللى قاله
دلكت وشها بعن/ف زى عادتها المكتسبة فى الفترة الاخرانية و بعدين وقفت وقالت ليوسف : حاضر يا يوسف ، اوعدك انى هفكر من تانى ، بس لحد ما ده يحصل ، فاحنا موجودين هنا زى ما احنا
يوسف : اكيد
شمس : ماشى ، انا هروح اوضتى استريح شوية
يوسف : اتفضلى
شيراز جت تمشى ورا شمس لقت يوسف بيشاور لها تفضل ، فسالته بفضول : فى حاجة و اللا ايه
يوسف : طنط انا عارف حضرتك يهمك مصلحتنا و مصلحة ماما اد ايه
شيراز : طبعا يا حبيبى اتكلم فى ايه
يوسف : بابا قاللى اطلب من ماما تباشر شغل المصنع عشان عدم متابعته بعد التوسعات اللى عملها هتتسبب فى خساير جامدة ، و لو انا قلتلها الكلام ده ….
شيراز بفهم : هتعند
يوسف : ده اللى خلانى خفت افاتحها فى الموضوع ده
شيراز : طب و انت عاوزنى انا اللى اكلمها يعنى
يوسف : اكنها نصيحة من حضرتك ليها من غير ماتجيبى سيرة بابا
شيراز : طب ممكن اسالك سؤال بينى و بينك
يوسف : طبعا اتفضلى
شيراز : انت عاوز ترجع بيتك و مدرستك عشان انت عاوز كده و اللا عشان باباك طلب منك ده
يوسف : الاتنين ، انا عاوز ده ، و فى نفس الوقت عاوز بابا يبقى متطمن علينا ، انا قلقان عليه اوى
شيراز : قلقان من ايه
يوسف : حضرتك ماشفتيش شكله .. بابا شكله تعبان اوى ، زى ما يكون مانامش من سنة ، و اكيد عدم معرفته مكاننا من ضمن اسباب اللى هو فيه
شيراز : يوسف .. انت متعاطف مع بابا و اللى عمله
يوسف : انا صعبان عليا بابا ، مش متعاطف مع اللى عمله ، بس خلاص يا طنط اللى حصل حصل و بقى واقع و مافيش حاجة هتغيره
و المفروض اننا بدل مانفعد نعمل اللى بنعمله ده ، نفكر ازاى نتعايش مع الواقع اللى انفرض علينا
شيراز بابتسامة : ماشاءالله عليك يا يوسف ، لو كان ربنا رزقنى باولاد .. صدقنى كنت هتمنى ابن بعقلك ده
يوسف : شكرا
شيراز : ماشى .. انا هروح لمامتك
يوسف : و انا هروح اشوف لولى
عند سالم .. بعد ماخلص مكالمته مع يوسف ، فضل قاعد سرحان لحد ما انتبه على نهى و هى بتطبطب على كتفه و قعدت جنبه و قالت : ان شاء الله خير
سالم بتنهيدة : الولاد وحشونى اوى يا نهى
نهى : اكيد انت كمان وحشتهم ، ولادك بيحبوك اوى
واكيد هم كمان مشتاقينلك زيك بالظبط
سالم : يمكن يوسف ، لكن لولى ما اعتقدش ، دى حتى شكلها عملت لى بلوك
نهى : ماتنساش انها بتحبك بجنون و بتغير عليك و اكيد خبر جوازنا اثر على نفسيتها
سالم : عارف و فاهم بس لامتى
نهى : تبات نار تصبح رماد بأمر الله
سالم وقف و اخد تليفونه و مفاتيحه و قال : انا هنزل شوية .. هعدى على امجد .. محتاج اتكلم معاه شوية ، محتاجة حاجة اجيبهالك معايا
نهى : لا يا حبيبى شكرا ، روح انت ، و لو احتجت حاجة هكلمك
عند لولى كانت قاعدة فى اوضتها قدام الشباك بتاعها و حاطة الهيدفون بتاعها على ودنها و فاصلة نفسها عن الدنيا و اللى فيها ، لدرجة انها ماحسيتش بيوسف لما دخل عندها و لا حتى سمعته و هو بيخبط عليها و بيندهلها ، يوسف قرب منها و مد ايده شال الهيدفون من على ودانها و قال : ايه يا لولى كل ده مش سمعانى
لولى : انت كنت بتنده عليا
يوسف بمحاولة للمرح : دى مرسى مطروح كلها سمعت صوتى
لولى : كنت عاوز ايه
يوسف قعد جنبها و قال : قلت اجى اقعد معاكى شوية ، احنا من ساعة ما جينا هنا و احنا تقريبا بنشوف بعض بالصدفة
لولى بجمود : قدرنا
يوسف : انتى مبسوطة فى المدرسة الجديدة
لولى : اهى مدرسة و السلام يا يوسف
يوسف : ايوة يعنى ، هى احلى و اللا مدرستنا الاول احلى
لولى باستياء : مافيش وجه للمقارنة اصلا
يوسف : برضة مافهمتش انهى احلى
لولى بضيق : اكيد مدرستنا هناك طبعا انت بتتكلم فى ايه
يوسف و هو بيقيس رد فعلها : طب ما تيجى نرجع هناك
لولى اترسم الحزن على وشها و قالت : ما خلاص بقى ، مابقاش فى منه
يوسف : لا .. لو احنا عاوزين هيبقى فيه
لولى : ازاى يعنى و مامى قالت اننا خلاص هنسافر امريكا
يوسف : انتى عارفة لو سافرنا امريكا هيحصل ايه
لولى : هيحصل ايه
يوسف : ماما هتبيع الشركة و المصنع و الفيلا و مش هنرجع مصر تانى ابدا
لولى بقت عينيها رايحة جاية زى ما تكون بتتفرج على حاجة قدامها و ما رديتش
يوسف : انتى عاوزة كده
لولى : مامى عاوزة كده
يوسف : طب و انتى عاوزة ايه
يوسف اتفاجئ بلولى بتبص له و عيونها مليانة دموع و بتقول : عاوزاه يزعل يا يوسف ، عاوزاه يعيط زى ما انا عيطت و لسه بعيط لحد دلوقتى
يوسف : لولى حبيبتى .. انا عارف انك زعلانة من بابا ، و هو كمان عارف ده و نفسه يصالحك بس مش عارف يكلمك
لولى بكبرياء : و انا مش عاوزة اكلمه ، و عمرى ما هكلمه تانى ابدا
يوسف : ماوحشكيش
لولى هنا ماقدرتش تكتم عياطها اكتر من كده ، فعيطت جامد و اترمت فى حضن اخوها ، فيوسف طبطب عليها و قال : شفتى ، بابا وحشك و انتى كمان واحشاه اوى ، و لو انتى عاوزاه يعيط فهو عيط فعلا
لولى رفعت وشها و بصتله بفضول و سألته : انت شوفته
يوسف : كلمنا بعض فيديو كول و كان شكله تعبان اوى و زى مايكون هو كمان كان بيعيط
لولى هربت بعيونها و قالت له : سالك عليا
يوسف بابتسامة : طبعا ، و قاللى انه بيحاول يكلمك و مش عارف
لولى بخفوت : انا عملت له بلوك اصلا
يوسف : طب تفتكرى كده صح
لولى : هو خاننى يا يوسف ، ازاى يعرف واحدة تانية و يتجوزها ، ازاى فكر يعمل كده
يوسف : بصى حبيبتى ، انا زيك زعلان من اللى حصل ، بس احنا ليه ندخل نفسنا فى السكة دى
لولى : سكة ايه اللى تقصدها
يوسف : سكة الزعل ، خلاص اللى حصل حصل ، و مافيش حاجة هتتغير
لولى بغضب : لأ فى يا يوسف .. بابى لازم يطلق الست دى و يرجع لنا
يوسف : طب لو احنا سافرنا هيرجع لنا ازاى
لولى : لازم يتعذب و يتعب من بعدنا عنه ، و يطلق الست التانية دى ، و يدور علينا و يتعب كتير على ما يلاقينا ، بعد كده نبقى نسامحه و نرجع معاه
يوسف ضحك فلولى بصت له باستغراب و قالت له : انا عاوزة اعرف انت بتضحك على ايه
يوسف : على تفكيرك ، طب بذمتك هسالك سؤال و تجاوبينى عليه .. لو انتى شفتى بابا تعبان و بيتعذب قدامك .. هيهون عليكى
لولى و هى بتهرب بعيونها منه : ااه يهون و اشمعنى احنا هوننا عليه
يوسف : و مين قال اننا هوننا ، ده هيتجنن علينا و على ماما
لولى : بامارة انه اتجوز عليها
يوسف : اسمعى يا لولى ، انا عارف انك يمكن ماتفهميش اوى اللى هقولهولك ، بس عاوزك تفهمى اننا لو سافرنا امريكا زى ما ماما قالت مش هنرجع هنا تانى ابدا ، و اوعى تفكرى ان بابا هيبجى ورانا ، بابا مش هييجى ورانا لسبب بسيط جدا .. ان ماما هتسافر من وراه و مش هتعرفه مكاننا
حياتنا فى مصر كده خلاص شكرا ، الا لو قررنا اننا نرجع و نسيب ماما هناك لوحدها و ده عمرى ما هسمح بيه لا ليكى و لا لروحى
لو سافرنا علاقتنا احتمال كبير تنقطع تماما ببابا و باخباره ، فهل بقى هو ده اللى انتى عاوزاه فعلا
فكرى كويس .. لان لو ده اللى انتى عاوزاه فعلا فانتى كده مش عاوزة تعاقبى بابا ، انتى كده عاوزة تقت/ليه لانك عارفة و متاكده انه مش هيقدر يعيش من غيرنا
يوسف ضم راسها فى حضنه و باسها و قام من جنبها و قال : انا عاوزك تفكرى كويس و تشوفى هتقررى ايه
قبل ما يوسف يوصل للباب لولى ندهت له و قالت له : طب انت رايك ايه .. عاوز تسافر و اللا عاوز ايه
يوسف بابتسامة حزينة : عاوز ارجع لبيتنا و حياتنا من تانى يا لولى
لولى بتردد : طب لو مامى صممت على السفر
يوسف بقلة حيلة : هضطر اركن كل اللى انا عاوزه على جنب و هسافر معاها ، ماينفعش اسيبكم لوحدكم
لولى بتفكير : طب لو احنا قولنا لها اننا مش عاوزين نسافر او اننا عاوزبن نرجع بيتنا من تانى .. تفتكر ممكن توافق
يوسف بابتسامة واسعة : اكيد ، اكيد هتوافق ، بس انتى لما تسألك تانى ، لازم تعرفيها انك غيرتى رايك
لولى بتفكير : انا لسه ماغيرتش رايى ، بس اوعدك انى هفكر فى كل كلامك اللى قلته
شيراز دخلت على شمس اوضتها و معاها صينية عليها فنجانين قهوة ، لقتها طافية كل الانوار و قاعدة فى البلكونة ، و واضح عليها التفكير العميق فحطت القهوة قدامهم و قالت : انا قلت اعمل لنا فنجانين فهوة حلوين يعدلوا مزاجنا شوية
شمس بانتباه : ميرسى يا شيراز .. تعباكى معايا
شيراز بمرح : و ايه الجديد ، ماطول عمرك مشحططانى وراكى
شمس بحب : ربنا مايحرمنيش منك
شيراز : و لا منك يا ستى ، ياللا اشربى قهوتك قبل ما تبرد
بعد شوية شيراز قالت : على فكرة ، لازم تكلميهم فى المصنع و تشوفى الدنيا ماشية ازاى
شمس : و هم يعنى لما يقولولى هفهم حاجة
شيراز : حتى لو مافهمتيش ، على الاقل يعرفوا انك موجودة و مهتمة
شمس : و افرضى سألونى على اى حاجة او طلبوا اى حاجة هعمل ايه ساعتها
شيراز : ساعتها هنلاقى مية طريقة ماتقلقيش ، بس مش لازم الدنيا تتساب كده ابدا ، خصوصا بعد التوسعات اللى سالم كان عاملها و العناير و المكن الجديد ، و سالم اهو بقاله تلت ايام مابيروحش
شمس : اكيد كلموه و هو قال لهم يعملوا ايه
شيراز : و هيقول لهم بصفته ايه ، اكيد هيقول و انا مالى
شمس : ما اعتقدش ، مهما ان كان مش هيهون عليه المصنع و الشغل انه يقف
شيراز : برضة لازم تكلميهم ، مش انتى معاكى ارقام السكرتارية
شمس : ايوة .. معايا نمرة ليلى
شيراز : خلاص كلميها دلوقتى ازنك بتتطمنى عادى و شوفيها هتقول لك ايه ، و افتحى الاسبيكر عشان اسمعها معاكى
شمس : ماشى
مسكت موبايلها و طلعت نمرة ليلى و اتصلت بيها و اول ما ردت حمحمت بصوتها و قالت : ازيك يا ليلى .. انا مدام شمس
ليلى : عارفة طبعا .. اهلا يا مدام شمس ازى حضرتك
شمس : الحمدلله ، انا بس كنت عاوزة اتطمن منك على اخبار الدنيا عندك ماشية تمام و اللا فى اى مشاكل
ليلى بتردد : و الله يا مدام شمس مش عارفة اقول ايه لحضرتك
شمس بترقب : فى ايه اتكلمى
ليلى : طبعا حضرتك عارفة ان سالم بية كان عامل عقد مع الشركة اللى بنستورد منها الماكينات فى كوريا ، و انه تعب جدا على ما قدر يجيب المكن ده بالسعر ده ، و المكن اللى اتعاقد عليه جه فعلا المصنع و استلمناه و المفروض اننا كنا منتظرين تركيبه بعد تجهيز العنابر
شمس : طب و ايه المشكلة
ليلى : المشكلة ان الاستاذ شوقى منع تركيب المكن ، و لما المهندس المسئول سأله عن السبب .. قال له اننا هنعيد بيع المكن ده مرة تانية 
ليلى : المشكلة ان الاستاذ شوقى منع تركيب المكن ، و لما المهندس المسئول سأله عن السبب .. قال له اننا هنعيد بيع المكن ده مرة تانية
عند سالم .. نزل راح لامجد صاحبه ، كان اقرب صاحب ليه و تقريبا الوحيد فى كل اصحابه اللى يعرف تفاصيل جواز سالم بنهى
امجد كان عنده كوفى شوب و كان دايما بيبقى موجود فيه
سالم راح له و اول ما دخل على امجد قام رحب بيه جامد عشان كان بقاله كام يوم ما شافهوش و قال له بترحاب : سالم باشا اللى وحشنى و بقيت اتنشق عليه جاي لحد هنا بنفسه يا اهلا يا اهلا
سالم بابتسامة مكسورة : ازيك يا امجد
حضنوا بعض بحب ، و بعد ما قعدوا امجد بص له و قال : ايه يابنى فينك كل ده ، بقالى اسبوعين و اكتر ما شفتكش ، معقول كل ده ماخلصتش الشقة الجديدة .. قلتلك سيبهالى و انا اخلصها لك هوا
سالم بحزن : لا شقة ايه بقى .. ما خلاص
امجد باستغراب : هو ايه ده اللى خلاص
سالم : الشقة ، راحت .. مابقاش فى شقق
امجد : مش فاهم
سالم : شمس عرفت كل حاجة
امجد بخضة : ايه .. عرفت امتى و ازاى
سالم : امتى .. ما اعرفش بالظبط ، لكن واضح انه من فترة مش قليلة ، اما ازاى بقى .. فهحكيلك
سالم فضل يحكي لامجد على اللى حصل من البداية خالص لحد مكالمته مع يوسف ، فامجد قال بزعل : انا حذرتك من اللحظة دى يا سالم
سالم بحزن : كنت فاكرها مش هتيجى ابدا
امجد : بس اهى جت و دب/حت شمس
سالم بحزن : انا كمان يا امجد مد/بوح معاها ، اوعى تفكر انه سهل عليا انى اشوف وجعها ده و ما اقدرش اعمل لها حاجة ، بس هى مش سمحالى اصلا اشوفها و لا اتكلم معاها زى الناس
امجد : و كلامك هيعمل ايه غير انه هيوجعها بزيادة يا سالم ، لازم تعترف انك ظلمت شمس ظلم كبير اوى
سالم بص له وسكت شوية و بعدين قال : واصح انى ظلمت الكل من غير ما ادرى و الظاهر انها مش هتتصلح تانى ابدا
فامجد اتنهد وقال : طب و انت ناوى على ايه دلوقتى
سالم : مش عارف ، بجد مش عارف ، حاسس انى تايه و مش قادر حتى افكر فى اى حاجة
امجد : تفتكر مين عمل كده
سالم : عمل ايه
امجد : اللى بعت لشمس الحاجات دى
سالم : مش عارف ، اكيد حد له مصلحة انه يوقع بينى و بينها
امجد : ايوة برضة .. مين اللى له مصلحة فى كده
سالم : مش عارف ، انت عارف انى اعتبر ماليش اعداء ، طول عمرى فى حالى و شغلى و بس ، و يوم ما بقى ليا حد تانى كانت نهى و بس
امجد بتفكير : بس الحكاية دى وراها ان يا سالم ، و لازم نعرف مين اللى عمل كده على الاقل نعرف هدفه ايه
سالم : هدفه انه يبعدنا عن بعض
امجد : ليه .. اكيد له مصلحة من بعدكم عن بعض
سالم فرك وشه باجهاد و قال : مش عارف ، و تقريبا مش قادر افكر فى اى حاجة
امجد : طب هتعمل ايه فى الشغل
سالم : احتمال ابيع العربية و اعمل حاجة بتمنها ، بس حتى لو عملت كده مش عارف برضة ايه اللى ممكن اعمله
سكتوا شوية و بعدين امجد قال له : ماتحاول تتكلم مع الولاد يحاولوا بأثروا على شمس ، مش يمكن ترضخلهم و تتصالحوا و كل حاجة ترجع زى ما كانت
سالم : مانا حكيتلك اللى حصل ، شمس رافضة اى قناة للتفاهم توصل ما بينى و بينها ، بس حاسس انها بتفكر تعمل حاجة .. بس مش قادر اعرف هى ايه بالظبط ، و بعدين حتى لو ربنا هداهالى و اتصالحنا .. انا لا يمكن ارجع امسك المصنع تانى بعد اللى حصل يا امجد ، رغم انى عاذرها فى تفكيرها و يمكن كمان تصرفها اللى اتصرفته ، بس تصرفها وجعنى و جرحنى يا امجد ، انا عمرى ما طمعت فيها ، بدليل انى عامل لها توكيل عام زى ما هى كانت عاملالى بالظبط ، و حتى بعد كل اللى حصل مافكرتش الغيه رغم انها حتى كمان اخدت البيت راخر .. بس مافرقش معايا .. صدقنى مافرقش معايا غيرها عى و الولاد و بس
و موضوع الخلع اللى ماشية فيه ده كمان ، تفتكر ممكن فعلا القاضى يحكملها
امجد بزعل على صاحبه و على كل اللى حصل : كل اللى اعرفه عن قواضى الخلع ان دايما بيتحكم فيها للست طالما هى اللى عاوزة تسيب جوزها و مش عاوزة تكمل معاه
سالم بحزن : مخنوق اوى يا امجد ، مش هقدر اكمل و هى بعيدة عنى ، و مش عارف هعمل ايه فى الشغل ، و مش عارف اعمل ايه مع نهى
امجد : تعمل معاها ايه فى ايه مش فاهم.. مالها نهى
سالم : نهى هى كمان اتظلمت معايا كتير و جيت عليها برصة كتير ، و دلوقتى حاسسها خايفة و قلقانة و مهما بحاول اطمنها بحس انها مش مقتنعة بكلامى
امجد : و ايه اللى وصل لها الخوف ده
سالم : خايفة لا شمس تشترط عليا ان عشان ترجع لى اطلق نهى الاول
امجد بتفكير : وارد جدا طبعا ان ده يحصل
سالم : بس انا ما اقدرش اسيب نهى ابدا و لا اتخلى عنها دلوقتى بالذات ، دى خلاص تعتبر حاجة بسيطة و تولد
امجد : هسالك سؤال مباشر و عاوزك ترد عليا بمنتهى الامانة .. لو ما كانتش نهى حامل و فعلا شمس طلبت منك او اشترطت عليك انك تطلقها عشان ترجعلك .. كنت طلقتها
سالم بحزم : لا .. انا ما كدبتش على فكرة لما قلت انى بحبها ، و لو كانت مجرد نزوة رجالة زى ما بنسمع كنت سيبتها من زمان ، لكن احنا متجوزين اهو من اكتر من خمس سنين و حبى ليها بيزيد كل يوم عن اللى قبله
امجد : طب لو شمس فعلا اشترطت ده هتعمل ايه
سالم : اكيد مش هوافق
امجد : عملت حسابك انك لازم هتخسر واحدة من الاتنين
سالم بحزن : مش قادر اتخيلها
امجد : لازم تأهب نفسك للحكاية دى يا سالم ، و لازم تحدد موقفك من دلوقتى هتتنازل عن مين فيهم
سالم سكت و الحزن كاسى ملامحه ، فبعد شوية امجد قال له : بقول لك ايه
سالم بص له و استناه يتكلم ، فامجد قال : ايه رأيك لو جيبتلك فرصة شغل كويسة برة ، مرتبك منها مش هيخليك تحس انها فرقت كتير
سالم : شغل ايه ده
امجد : طبعا عارف رشيد ابن خالتى اللى فى الكويت
سالم : طبعا عارفه ، ده احنا بقينا عشرة و اصحاب كمان
امجد : كان بيتكلم معايا من يومين انه بيعمل مصنع زى بتاعكم ، و طبعا ماشاء الله عيلة جوز خالتى واصلة و مرتاحة ، فالحاجات دى بتجهز فى مدة قليلة ، و قاللى كمان انه بيدور على حد عنده خبره فى المجال عشان يديرهوله و كان بيفكر يكلمك يقول لك ترشح له حد ثقة .. ايه رايك .. اكلمه عشانك
سالم بتفكير : اسافر برة مصر
امجد : و ليه لا .. على الاقل تقدر تعمل حاجة و لو حبيت ترجع و تعمل مصنع لنفسك يبقى معاك امكانيات ، لكن لو بيعت العربية تمنها مهما ان كان مش هيعمل لك حاجة
و ما اعتقدش انك بعد العمر ده ممكن تشتغل فى حاجة جديدة عليك و لا لسه هتجرب
سالم : مش عارف يا امجد ، طب ما تفرض انه لقى حد خلاص
امجد طلع تليفونه و اتصل على رشيد و هو بيقول : خلينا نضرب على الحديد و هو سخن طالما الفكرة عجبتك
رشيد رد على امجد و قال بمرح : هلا و الله بابن الخالة
امجد بمرح مماثل : هلا بيك يا عم رشيد كيفك
رشيد : بخير الحمدلله ، انت عامل ايه و خالتى صحتها عاملة ايه
امجد : كله بونو .. اسمع ، انت قلتلى المرة اللى فاتت انك بتدور على حد عنده خبره عشان مصنع الاستانلس اللى عاوز تعمله .. لقيت حد
رشيد : لا لسه .. ايه ، لقيتلى حد كويس
امجد : مش هتصدق
رشيد : قوللى
امجد : سالم الصواف بذات نفسه
رشيد: سالم الصواف ، ازاى يعنى ، سالم هيسيب المصنع بتاعه و ييجى يمسكلى المصنع هنا
امجد : سالم باع المصنع
رشيد بانتباه : باعه ازاى ، ده انا كنت لسه سامع انه عامل توسعات و اتعاقد على مكن جديد
امجد : اهو اللى حصل .. نصيبه كده ، فقلت اقول لك و لو تحب اكلمهولك
رشيد : الا احب ، طبعا احب ، هو انا هلاقى حد عنده خبرة و بيفهم فى الكلام ده زى سالم ، و فوق ده كله صاحبنا و اامنه على رقبتى و انا مغمض ، كلمهولى طبعا
امجد : طب انا هرميله الكلام كده و انت عرفنى ممكن يبقى دخله اد ايه عشان يبقى كلامى معاه على ماية بيضا
رشيد : من ناحية الدخل ما تقلقش انا مش هختلف معاه و اكيد هقدر مكانته و خبرته ، و كمان هحضر له سكن مناسب يليق بيه عشان لو حب يجيب حد من عيلته معاه ، انت بس خد منه الموافقة المبدئية ، و وصلنا ببعض ، و انا سالم مش لسه هتعرف عليه يعنى ، ياما اتقابلنا و اتكلمنا قبل كده ، و ياسيدى حتى لو ما اعرفوش ، يكرم لجل عيونك
امجد بامتنان : حبيبى يا رشيد ، ماشى يا غالى ، هظبط الدنيا و اكلمك تانى
بعد ما امجد قفل السكة مع رشيد قال لسالم : ايه رايك
سالم : عرض مايترفضش يا امجد ، كتر خيرك الصراحة
امجد : دى تدابير ربك يا ابنى .. سبحان الله
سالم : الحمدلله
امجد : خلاص .. سيبها على الله ، و انا بكرة باذن الله هكلم رشيد تانى و اخليه يكلمك على اساس انى فاتحتك و فهمتك الدنيا ، و اقول له انى اتكلمت معاك و انت وافقت
عند شمس كانت لسه بتتكلم مع ليلى السكرتيرة اللى قالت لها : الاستاذ شوقى قال للمهندس المسئول اننا هنعيد بيع المكن اللى سالم بيه جابه للعنابر الجديدة
شمس باستغراب : ايه الكلام الفارغ ده
ليلى : انا اسفة يا شمس هانم ، بس المصنع بقاله كام يوم فى حالة فوضى كبيرة و تقريبا مش شغال
شمس بانتباه : ليه .. فهمينى بالظبط ايه اللى حصل
ليلى : طبعا سالم بيه بعد اللى حصل ما بيجيش
شمس بفضول : يعنى ايه بعد اللى حصل .. تقصدى ايه يا ليلى
ليلى باحراج : اقصد يعنى بعد ما حضرتك طردتبه من المصنع
شمس بصدمة : انا طردته من المصنع .. امتى الكلام ده .. ماحصلش
ليلى : ده الكلام اللى الاستاذ شوقى قالهولنا
شمس : قال لكم ايه بالظبط فهمينى
ليلى بقلق : طب هو حضرتك هتقوليله ان انا اللى بلغتك
شمس بذهول : هو انتى خايفة من المحامى بتاع المصنع انك تقوليلى انا اللى صاحبة المصنع على اللى بيحصل فى مصنعى يا ليلى ، ماتتكلمى على طول
ليلى بتنهيدة : طب انا هقول لحضرتك على كل حاجة
الاستاذ شوقى جالنا المصنع من تلت ايام و جمع العمال كلهم فى الورشة و خلاهم وقفوا كل المكن عشان يسمعوه و قال لهم ان سالم بية خلاص مابقالوش اى علاقة بالمصنع ، و ان حضرتك اكتشفتى يعنى انه … انه خان حضرتك و اتجوز عليكى واحدة تانية ، رغم انك ولية نعمته و صاحبة الهلمة دى كلها من البداية ، بس هو قدر يعرف اللى حصل و نور حضرتك ، و حضرتك قررتى انك تطردى سالم بية و ترجعيه يشحت من تانى و خصوصا كمان بعد ما عرفتى انه سرقك
شمس بغضب : ايه الكلام الفارغ ده .. ازاى يسمح لنفسه انه يعمل كده
ليلى : مش كده بس حضرتك
شمس : حصل ايه تانى قوليلى
ليلى : بعد كده طلع عندنا الادارة و حذرنا اننا نتكلم او نتعامل تانى مع سالم بية مهما كان السبب لان خلاص ما بقالوش اى علاقة بالمصنع و لا الشركة ، و قال لنا مافيش ورقة تطلع و لا تدخل قبل ما يشوفها بنفسه و يوافق عليها
و كان المهندس وليد موجود و سأله على تركيب المكن الجديد لانه وصل المصنع فعلا فقال له انه هيتباع من تانى ، و امبارح كنا محتاجين امر توريد من المخازن عشان المكن مايقفش ، مارضيش يخلينا نعمله و المكن وقف النهاردة عشان الخامات ماجتش من المخازن
شمس بذهول : و انتى ازاى ماتكلمنيش و تبلغينى بكل الكلام ده من ساعتها
ليلى بخوف : استاذ شوقى قال لنا ان حضرتك امرتى ان ماحدش يتكلم معاكى و لا يتصل بيكى و ان هو بس اللى هيتصرف فى كل حاجة
و ماتزعليش منى يا مدام شمس ، المصنع كده هيضيع ، و كمان اللى فهمته من ويسام فى الشركة ان الاستاذ شوقى برضة مضايقهم هناك و فى حاجات كتير واقفة بسببه
شمس : ماشى يا ليلى .. انا مش عاوزة اى مخلوق يعرف انى كلمتك ، و لو حصل اى حاجة جديدة كلمينى بلغينى على طول و ماتستنيش ان انا اللى اكلمك
ليلى : حاضر
بعد ما شمس قفلت مع ليلى بصت لشيراز و قالت :
ايه اللى شوقى بيعمله ده ، ده ولا اكنه اشترى الشركة و المصنع
شيراز : رغم انى مابستريحلوش من زمان ، بس الصراحة برضة مصدومة
شمس : و العمل يا شيراز
شيراز : هتسمعى كلامى
شمس : مش اما اسمعه الاول
شيراز : انتى لازم ترجعى القاهرة تانى
سمس بدهشة : ارجع .. بعد كل ده
شيراز : ااه ترجعى ، و تشوفى مالك و تراعيه ، انتى كده هتضيعى شقى باباكى و شقى سالم السنين دى كلها
شمس بتساؤل : طب اكلم شوقى و اشوف هو بيعمل ايه بالظبط
شيراز بامتعاض : اصلا هو كلمك النهاردة و قعد يرغى معاكى .. و ماقاللكيش على الهباب اللى بيهببه ده كله
شمس : و بعدين انا مش فاهمة ازاى يسمح لنفسه انه يقول الكلام ده على سالم للعمال ، هو ناسى انه فى الاصل ابن خالتى و ابو ولادى .. ده اتجنن على الاخر
شيراز : يبقى ترجعى ، و اهو كمان تبانى قدام يوسف انك عملتيله اللى هو عاوزه
شمس : طب و لولى
شيراز : اعتقد إن آن الاوان انك تتكلمى معاها
شمس قامت و قالت : هكلمها حالا دلوقتى
سالم رجع البيت عند نهى لقاها قاعدة فى البلكونة و هى عمالة تحسس على بطنها و مغمضة عينيها فقعد قدامها على الارض و حط ايده على ايدها اللى على بطنها و قال : حبيبتى بتفكرى فى ايه
نهى فتحت عينها و ابتسمت و قالت : ابدا يا حبيبى ، كنت مستنياك عشان نتعشى سوا
سالم قرب باس بطنها و قال : جوعتكم .. حقكم عليا ، انا هغير هدومى بسرعة و ارجعلك نحضر العشا سوا
سابها وراح يغير هدومه و هى راحت وراه و قعدت على طرف السرير قدامه و هو بيغير هدومه و استنته لحد ماخلص و قالت : لقيت امجد
سالم : ايوة ، و اقترح عليا موضوع كده مش عارف هيبقى رأيك فيه ايه
نهى : خير يارب
سالم سحب ايدها قومها و قال لها : تعالى و انا احكيلك و احنا بنحضر سوا
دخلوا المطبخ سوا حضروا عشا خفيف و قعدوا ياكلوا و كان سالم طول الوقت بيحكيلها على الاقتراح بتاع امجد ، و بعد ما خلص كلامه بص لها بفضول و قال لها : ايه رأيك
نهى : قبل ما اقول لك رايى عاوزة اسالك الاول على حاجة مهمة
سالم : اسألى
نهى بخوف طالل من عيونها : لو وافقت و سافرت فعلا .. انا هيبقى مصيرى ايه
سالم : انا اللى عاوز اسالك يا نهى ، هو انا ابقى انانى لو طلبت منك تيجى معايا
نهى فجأة عيونها اتملوا بالدموع و قالت : لو عاوزنى معاك اخر الدنيا عمرى ما اقدر ارفض و الحبيب لما يطلب قرب حبيبه عمرها ماتبقى انانية ابدا
سالم بابتسامة : طب ايه رأيك
نهى : انا شايفة انها فرصة جتلك من عند ربنا ، بس السؤال الاهم هنا يا سالم .. و اللى لازم تفكر فى اجابته .. هتقدر .. هتقدر تبعد عن شمس و الولاد و تبقى على ارض غير ارضهم
سالم ابتسامته اختفت من على وشه و قال : مش عارف يا نهى ، بس شمس شايفانى حرامى و طماع ، و ما اعرفش قالت ايه عنى لولادى ، ما اعرفش انهى فكرة عنى دلوقتى فى عينيهم
نهى : لازم تقعد معاهم يا سالم و تفهمهم
سالم بتنهيدة : بحاول يا نهى .. بحاول
شمس راحت لاوضة لولى و دخلت عليها بالراحة من غير ماتخبط .. خافت تكون نامت ، لكن لقتها صاحية و ماسكة موبايلها اللى لمحت صورة سالم على شاشته و دموع لولى مغرقة وشها ، فقعدت جنبها و شدتها فى حضنها ، و اول ما لولى دخلت حضن مامتها ، سابت نفسها و ابتدى صوت عياطها يبان
شمس و هى بتطبطب عليها : ليه قاعدة لوحدك و قافلة على روحك بالشكل ده طول النهار
لولى بعياط : بابى وحشنى اوى يا مامى
شمس بتردد : طب ماتحاولى تكلميه
لولى : مش هعرف اتكلم معاه ، انا مقهورة منه يا مامى ، بابى خاننى زى ما خانك بالظبط ، ازاى يعمل كده فيا .. ازاى
شمس بتنهيدة : حبيبتى .. الموضوع ده بينى انا و بابى ، خليكى انتى بعيد
لولى شدت نفسها من حضن مامتها و قالت بغضب : ازاى يعنى افضل بعيد ، ازاى اتعامل معاه و اتكلم كمان معاه عادى كده بعد اللى عمله ، ازاى يتجوز واحدة تانية ، ازاى يحب واحدة تانية غيرنا
كل كلمة كانت بتنزل على قلب شمس تقسمه نصين و تخن/قه بوجع ، بس طبعا لولى مش واخدة بالها غير من غضبها هى و بس ، فشيراز اللى دخلت عليهم حبت تلطف الجو .. فقالت : لولى حبيبتى .. انتى خلاص كبرتى و بقى عندك خمستاشر سنة ، يعنى اكيد فاهمة ان بابى ماعملش حاجة حرام
شمس بصت لشيراز بصدمة فشيراز قالت بدفاع : مش معنى كلامى ده انى موافقة على اللى عمله ، بس اللى اقصده اننا نبص للموضوع بهدوء شوية ، يعنى مثلا يا لولى هتفضلى طول عمرك زعلانة من بابى
لولى بتصميم : و عمرى ما هسامحه ابدا
شيراز : يعنى ماوحشكيش و لا نفسك تشوفيه
لولى بعياط : وحشنى بس مش عاوزة اشوفه ، و قبل ما يفكر يشوفنى لازم يطلق اللى اسمها نهى دى ، انا مش هسمحله ابدا انه يفضل متجوزها
شمس بسخرية : هيطلقها ازاى و هى قربت تجيبله بيبى هيبقى اخوكى انتى و يوسف
لولى بصدمة : انتى بتقولى ايه يا مامى ، هيبقى عنده ولاد تانيين غيرنا
و بعدين كملت بغضب : بيجيب ولاد تانيين منها و يحبهم زينا ، و يمكن يحبهم كمان اكتر مننا ، يبقى هينسانا .. هينسانا يا مامى و يحب ولاده التانيين و ده انا مش هسمح بيه ابدا .. انا عاوزة ارجع بيتنا
شمس و شيراز بصوا لبعض بلخبطة ، و بعدين شمس قالت : عاوزة ترجعى ليه ، انتى قلتى انك ….
لولى قاطعتها و قالت بحدة : مش هسمح لاى حد تانى ياخد حقى منه
شمس : طب ممكن تهدى
لولى بعياط : اهدى ازاى و هو هيحب حد تانى غيرنا .. ماينفعش يا مامى
شيراز : الحد ده هيبقى اخوكى او اختك يا لولى
لولى : انا ماليش اخوات غير يوسف و بس
شمس باحباط : طب و بعدين
لولى بمحايلة : خلينا نرجع بيتنا يا مامى
شمس بتعب : و بعد ما نرجع يا لولى
لولى بتصميم : بابى لازم يرجعلنا لوحدنا
شمس بنرفزة : بس بابى بيحب نهى و مش هيسيبها يا لولى ، و انتى لازم تفهمى ده كويس قبل ماتطلبى انك ترجعى
لولى باصرار : عمره ماهيقدر يحبها زينا
شمس : لا بيحبها ، و بيحبها اوى كمان ، انا سمعته بودنى و هو بيقول كده لاخوكى ، قال له انه بيحبها و انه مايقدرش يستغنى عنها
لولى باحباط : يعنى ايه .. خلاص مابقاش يحبنا
شيراز بسرعة : لا طبعا بيحبكم و اوى كمان
لولى : ماينفعش يحبنا كلنا زى بعض
شيراز : بس باباكى بيحبكم فعلا كلكم زى بعض يا لولى
شمس سحبت لولى من ايدها و قعدتها جنبها بالراحة و قالت لها : اسمعى يا لولى ، يوسف عاوزنا نرجع بيتنا و عاوزكم ترجعوا مدرستكم من تانى ، و رغم انى مش عارفة لسه ان كنت هقدر اعمل ده و اللا لا ، بس حبيت اسمع رايك الاول
لولى سكتت و هى بتحاول تفتكر كلام يوسف اللى قاله لها فشيراز قالت لها : لولى حبيبتى ، انتى طبعا بعدتى عن صحابك و مدرستك و مدرسينك و كل حاجة كانت هناك ، هل انتى عادى مش فارقة معاكى ، و اللا انتى كمان زى يوسف عاوزة ترجعى لكل ده من تانى
لولى بفضول : لو رجعنا .. بابى هيرجع يعيش معانا من تانى
شمس بحزم : لأ يا لولى .. مش هيرجع ، باباكم هيفضل طول عمره باباكم و تشوفوه و يشوفكم وقت ما انتم عاوزين ، لكن يرجع يعيش معانا من تانى بعد ما سمعته بودنى بيعترف بحبه ليها يبقى لأ و الف لأ كمان
شيراز : بلاش نسبق الاحداث دلوقتى و خلونا فى المهم
شمس : هو ده المهم ، انى حتى لو رجعت عن كل اللى كنت مخططاله .. الا ان حياتى مع سالم انتهت خلاص ، ها يا لولى .. انا لسه مستنية اسمع رايك
لولى : اللى انتى عاوزاه
شمس بعصبية : انا مش جاية اخد رايك عشان تقوليلى اللى انتى عاوزاه ، احنا اما جينا هنا جينا هنا بموفقتكم و رضاكم ، و لو احنا هنرجع من تانى لازم يبقى برضة برغبتكم و برضاكم
لولى : ماشى … نرجع
فى اوضة شمس .. شمس بصت لشيراز و قالت : يبقى قبل اى حاجة لازم نعرف ان كانوا هيقبلوهم من تانى فى المدرسة و اللا لا
شيراز بتفكير : سيبيلى انا الحكاية دى ، و ان شاء الله يومين بالكتير و كله يبقى تمام
شمس : و المصنع و الشركة
اعتقد انك محتاجة تنزلى انتى على القاهرة الاول لوحدك
شمس برفض : انزل و اسيبكم هنا ازاى يعنى
شيراز : مانتى لو استنيتى على مانشوف موضوع المدرسة .. ممكن تبقى بخسارة زيادة
شمس : برضة ما اقدرش اسيبكم و انزل لوحدى
شيراز بتفكير و تردد : طب ماتطلبى من سالم انه يروح و ……
شمس بحدة : انتى اتجننتى .. ازاى يعنى اطلب منه حاجة زى دى ، و بعدين مش يمكن يشمت فيا انى بستجير بيه من قبل ما يعدى حتى اسبوع واحد على اللى حصل
شيراز : يبقى انتى تنزلى القاهرة وتشوفى بنفسك ماهو مافيش حل تانى
شمس وقفت مرة واحدة و عينيها بتلمع بحماس و قالت : مين قال ان مافيش حل تانى
شيراز بتفكير و تردد : طب ماتطلبى من سالم انه يروح و ……
شمس بحدة : انتى اتجننتى .. ازاى يعنى اطلب منه حاجة زى دى ، و بعدين مش يمكن يشمت فيا انى بستجير بيه من قبل ما يعدى حتى اسبوع واحد على اللى حصل
شيراز : يبقى انتى تنزلى القاهرة وتشوفى بنفسك ، ماهو مافيش حل تانى
شمس وقفت مرة واحدة و عينيها بتلمع بحماس و قالت : مين قال ان مافيش حل تانى 🤫
شيراز بفضول : تقصدى ايه
شمس بحماس : فاكرة محيى
شيراز : تقصدى المقدم محيى بتاع النادى
شمس بتأكيد : ااه هو
شيراز باستغراب : و ده دخله ايه بالموضوع
شمس : اكلمه و اطلب منه انه ….
شيراز باعتراض : انتى اتجننتى يا شمس
شمس : اللا .. ليه بقى
شيراز : احنا اولا مش عاوزين ندخل حد غريب ، ثانيا بقى انتى عارفة كويس اوى و متأكدة كمان ان سالم مابيحبوش
شمس اديتها ضهرها و قالت : و سالم دخله ايه دلوقتى
شيراز راحت وقفت قدامها و قالت بامتعاض : انتى عارفة كويس اوى سالم دخله ايه يا شمس فبلاش شغل هبل ، انتى طول عمرك عاقلة
شمس باعتراض : انا مش فاهمة انتى معترضة على ايه ، انا عاوزة شوقى يفهم انى مش لوحدى و انى …
شيراز بسخرية : و انك بتحاولى تخلى سالم يتجنن بزيادة عشان عارفة انه بيغير عليكى بجنون من اللى اسمه محيى ده بالذات
شمس بمكابرة : سالم كلها شهر و اللا اتنين و مش هيبقى له اى علاقة بيا من الاساس
شيراز : بس هيفضل ابن خالتك و ابو ولادك يا شمس ، استهدى بالله كده و مش عاوزين نعقدها بزيادة
شمس قعدت بضيق و قالت : مانا مش هينفع ارجع القاهرة و اسيبكم هنا
شيراز : رغم ان الوقت اتأخر و مايصحش ، بس سيبينى اعمل كام تليفون يمكن يحلولنا كل الكلام ده
تانى يوم الصبح يوسف كان خارج من اوضته بعد ما لبس لبس المدرسة بتاعه ، بس لاحظ ان الدنيا هادية بزيادة و لولى مالهاش حس ، فخبط على اوضتها و لما ماسمعش رد فتح الباب بالراحة لقاها فى سابع نومة فراح على اوضة مامته خبط على الباب و نده عليها من برة لان طبعا شيراز كمان معاها فماينفعش يفتح عليهم ، فلقى شمس فتحت له الباب بعد شوية و اثار النوم على عينيها و بتقول : صباح الخير يا يوسف
يوسف : صباح الخير .. هو راحت عليكم كلكم نومة و اللا ايه ، فاضل ربع ساعة بس على معاد الباص ، و لولى كمان لسه نايمة
شمس : لا ماتقلقش ، مافيش باص و لا مدرسة ، احنا راجعين القاهرة النهاردة
يوسف بصلها بفضول و قال : هو حصل حاجة
شمس : انت واختك عايزين ترجعوا .. فهنرجع
يوسف : طب و المدرسة و ورقنا
شمس : طنط شيراز عملت اتصالاتها و حلت لنا كل حاجة ، انا بس شوية كدة هروح المدرسة هنا اخلص كل حاجة
يوسف : طب و لولى عرفت
شمس : لسه .. روح صحيها بالراحة و ياريت كل واحد يحضر حاجته ، مش عاوزين نتحرك من هنا متأخر
عند سالم .. صحى بدرى و حضر فطار ليه و لنهى ، و راح صحاها عشان يفطروا سوا
فطروا و نهى طلبت تروح عند مامتها تجيب باقى حاجتها ، و اثناء ماهم بيتكلموا تليفون سالم رن برقم دولى ، و من الرقم سالم عرف انه رشيد ، فرد و قال : السلام عليكم
رشيد بترحاب : و عليكم السلام .. سالم باشا
سالم بترحاب مماثل : رشيد باشا منور الدنيا كلها
رشيد : و الله انت اللى هتنور الكويت و اهلها ، امجد قاللى انه كلمك و عرفك الحكاية باللى فيها ، بس يا ترى امجد قدر يفهمك الوصع بالظبط
سالم : الحقيقة هو كلمنى و شرحلى كتير بس اكيد حابب اسمع منك
رشيد : تمام .. اسمع يا سيدى
رشيد و سالم فضلوا يتكلموا اكتر من ساعة لحد ما اتفقوا على كل حاجة حتى الماديات
و رشيد فهمه انه هيبقى ليه سكن يليق بيه و مفروش بالكامل
لكن كمان اقترح عليه أنه يسافر هو لوحده فى الاول ، لان اول شهرين بعد كتابة العقد .. تقريبا هيبقوا معظم الوقت خارج الكويت عشان هيسافروا يتعاقدوا على شرا و تركيب الماكينات اللى هيحتاجوها و كمان هيتعاقدوا على المواد الخام
فقال له ان اكيد زوجته هتحس بالوحدة ، و سالم ايد الرأى ده كمان لانه خاف لا نهى تولد و هو مسافر و سايبها لوحدها و كمان فى بلد غريبة
و اتفق معاه انه هيبقى فى الكويت فى خلال ايااام
سالم على اد فرحته باللى حصل على اد زعله انه هيبقى لوحده و بعيد عنهم كلهم
فنهى قالت له بتشجيع : اعتبر انك مسافر تعمل الكلام ده لمصنعك هنا ، انت برضة سافرت لوحدك قبل عملية التوسيع بتاعة المصنع
سالم باستياء : ايوة.. بس ماغيبتش كل ده ، و كنت كل شوية بكلمكم كلكم ، لكن دلوقتى
نهى : مانت هتحاول برضة تتكلم معاهم قبل ما تسافر ، و يمكن ربنا يهدى النفوس
سالم بتنهيدة : يارب ، انا هقوم انزل البنك اعمل التحويل لشمس و هعمل كام مشوار كده و يمكن اتأخر ، تعالى اوصلك عند مامتك و هبقى اعدى عليكى بعد ما اخلص
عند شمس كانت رجعت من المدرسة بتاعة الولاد بعد ما خلصت كل حاجة ، و اثناء ما هى بتوضب شنطتها جالها صوت اشعارات على الرسايل و بعدين اشعارات على الواتساب ، مسكت تليفونها لقت اشعار من البنك ان تم اضافة تمانية مليون جنية على حسابها ، و بقت مستغربة المبلغ ، بس لما فتحت الواتساب و شافت رسالة سالم فهمت كل حاجة
سالم كان كاتبلها
انا حولت لك كل مليم كان فى حسابنا المسترك لحسابك الشخصى ، رغم انى كنت محول الحساب ده من كذا سنة من عمر لولى .. لحساب مشترك ما بيننا ، و اكيد انتى عارفة انى من وقتها و انا ماعنديش اصلا اى حسابات شخصية تانية ، يعنى كان ليكى حق السحب من الحساب ده حتى من غير التوكيل اللى عملتهولك و اللى بالمناسبة لسه سارى مالغيتهوش ، يعنى اصلا طول الوقت ده و الفلوس كانت تعتبر معاكى و ملكك يا شمس
الفلوس دى منها تمن الشقة اللى اخدتها لنهى وقت ما اتجوزنا و اللى كان تمنها وقتها كان نص مليون جنية ، اما باقى الفلوس فدى اعتبريها جزء من المصاريف اللى المفروض كنت اصرفها على البيت من جيبى برضة مش من ايراد المصنع و الشركة
متأخرة سامحينى ، بس تقدرى تقولى انى كنت حاسبها غلط او يمكن ماكنتش حاسبها من اساسه
ارجعى بيتك يا شمس .. بلاش الولاد يدفعوا تمن اللى حصل ، و ان كان عليا … اوعدك انى مش هحاول افرض روحى عليكى من غير مانتى اللى تسمحيلى بده
و حافظى على مصنعك و شركتك ، المال السايب بيعلم السرقة ، و لو هتقبلى بنصيحتى ، حاولى تتعلمى و تفهمى كل حاجة ، ماتحطيش رقبتك تحت رحمة حد ، ده مالك و مال ولادك
و رغم انى عارف ان عمرك ماهتعملى ده ، بس لو احتاجتي مشورتى فى اى وقت انا تحت امرك
ارجعى و رجعى الولاد لبيتهم يا شمس ، انا خلاص مسافر برة مصر ، و ياعالم الزمن مخبيلنا ايه تانى ، بلاش نتغرب كلنا .. كفاية انا ، بس بترجاكى تسمحيلى اشوفك قبل ما اسافر و اتكلم معاكى مرة واحدة بس ، مش هقول لك عشان خاطرى اللى خلاص فهمت انه مابقالوش عندك قيمة ، لكن هقول لك عشان خاطر كل يوم و ليلة حلوين قضيناهم من عمرنا مع بعض و عشان خاطر ولادنا يشوفونا مع بعض تانى و اللى يمكن لاخر مرة قبل ما اسافر
انا كلها ايام و هسافر .. ارجوكى يا شمس .. ارجوكى
شمس كانت سابت كل حاجة فى ايدها و قعدت تقرا الرسالة ، و كل ماتخلصها تقراها من تانى و دموعها مغرقة وشها
شيراز دخلت عليها اتخضت من شكلها فقالت لها بقلق : حصل ايه تانى .. فى ايه
سمس : هيسافر برة مصر
شيراز بتخمين : تقصدى سالم
شمس هزت راسها بالموافقة فشيراز قالت لها : عرفتى منين ، فشمس ناولتها الموبايل عشان تقرا الرسالة
شيراز اتنهدت و قالت : طب بتعيطى ليه دلوقتى
شمس عياطها زاد و ما رديتش ، فشيراز اخدتها فى حضنها و قالت لها : البعد من الاساس كان قرارك انتى مش قراره يا شمس ، و دعوة الخلع اللى انتى رفعتيها دى مش مجرد فراق عادى ، ده فراق قهرى و ابدى كمان
يبقى ايه اللى جد عشان تعملى فى نفسك كده
شمس من بين عياطها : مش هتفهمينى يا شيراز .. مش هتفهمينى
شيراز : لأ هفهم ، مش معنى ان معظم الناس بتقول عليا معقدة انى مش هفهم الحب اللى بينك انتى و سالم
شمس بسخرية : انهى حب ده بقى .. ما خلاص
شيراز : طب برغم انى معقدة زى ما بيقولوا .. بس سالم لسه بيحبك زى مابتحبيه
شمس : انتى اللى بتقولى كده
شيراز : سالم غلط فى حقك لما اتجوز عليكى و غلط تانى فى حقك برضة لما خبى جوازه ده ، بس مش معنى كده ابدا اننا نغمض عنينا و ننكر حبه ليكى اللى واضح وضوح الشمس
شمس بحدة : فانا بقى المفروض انى اسامحه على اللى عمله و اكتفى بحبه ده مش كده
شيراز : انا ماقلتش كده
شمس : اومال ايه معنى كلامك ده كل شوية
شيراز : معنى كلامى انك محتاجة تقعدى و تتكلمى مع سالم و لو حتى مرة واحدة قبل ما تعملى اى حاجة ممكن تندمى عليها بعد كده
شمس : و هو انا ايه اللى يخلينى اندم لما ارجع كرامتى اللى داس عليها بخيانته ليا
شيراز بتنهيدة : اسمعى يا شمس .. انتى الوحيدة من صحابنا كلهم اللى عارفة حكايتى ، و اعتقد ان كان عندى الشجاعة انى اعترف بينى و بين نفسى على الاقل قبل ما اعترف قدامك انى يمكن اكون غلطت
غلطت غلطة كبيرة يوم مافرطت فى الانسان الوحيد اللى حسيت بحبه و احتوائه عشان مظاهر فاضية ، و ماتنكريش انك وقتها كنتى بتشجعينى على جوازى منه رغم انك كنتى عارفة انى هبقى زوجة تانية و اللا نسيتى
شمس : لا مانسيتش ، بس كمان رشيد ظروفه ماكانتش زى ظروف سالم
شيراز : رشيد كانت ظروفه اسوأ من ظروف سالم ، رشيد لو كنت وافقت على جوازنا وقتها كان ابوه هيحرمه من كل حاجة و هيغضب عليه و يطرده من بينهم ، و عشان كده انا رفضت خوف عليه و خوف من انه يحن لاهله بعد كده و يكرهنى بسببهم
شمس بتعب : انا مابقيتش فاهمة انتى عاوزة تقولى ايه
شيراز : عاوزة اقول لك انى بعدت رشيد عن حياتى من غير حتى ما اديله فرصة انه يتكلم معايا و لا يفهمنى البدايل اللى عنده ، و وقتها كنت شايفة ان ده الصح ، بس بعد ما فعلا بعد و اختفى .. حسيت انى غبية لانى ماديتلوش فرصة يهرب بحبنا من الدنيا و اللى فيها
و عشان كده بقوللك فكرى كويس و ادى فرصة لجوزك و لنفسك انكم تتكلموا سوا عشان ماترجعيش تندمى
شمس باستسلام : ماشى يا شيراز ، اما نرجع القاهرة ربنا يحلها
طول طريق الرجوع للقاهرة كانت شمس بتفكر فى كلام شيراز ، و لو فعلا قابلت سالم و قعدت معاه هتقول له ايه ، و ازاى هتتحمل تسمعه من تانى و هو قدامها بيعترف بحبه لمراته التانية
اول ما وصلوا و مطاوع دخل لهم الشنط شافت الفرحة و الراحة فى عيون ولادها و لقت نفسها بتقول لشيراز : كنت هظلمهم اوى لو ماكنتش رجعت بيهم من تانى
شيراز باقرار : حقيقى .. انا هسيبكم بقى تستريحوا و همشى انا
شمس بتمسك : انتى هتفضلى معايا .. عاوزة تمشى ليه
شيراز باستغراب : هرجع بيتى و ده الطبيعى
شمس برجاء : عشان خاطرى خليكى معايا و لو حتى يومين بس ، بلاش تسيبينى دلوقتى
شيراز : حبيبتى انا مش هسيبك و انتى عارفة ده ، بس سيبينى النهاردة ارجع البيت و بالمرة اعمل كام مكالمة براحتى
شمس : طب هسيبك تمشى بس بكرة .. بلاش النهاردة ، على الاقل تتكلمى معايا و نتفق على اللى هعمله بكرة
شيراز باستسلام : حاضر يا شمس ، بس النهاردة بس
و فعلا فضلت معاها و فضلوا باقى اليوم يرتبوا مع بعض هيعملوا ايه تانى يوم
اما شيراز .. فباتصالاتها ظبطت رجوع الولاد لمدرستهم من تانى و اتفقت مع ادارة المدرسة ان الولاد هيبتدوا ينتظموا فى الدراسة من تانى على اول الاسبوع الجديد
عند سالم .. خلص مشاويره كلها و رجع عند مامة نهى اتغدى معاهم ، و بعدين اخد نهى و مشى بعد ما سلم على عنايات و نورا و وصاهم على نهى الفترة اللى هيغيبها على مايبعتلها تروح له او ينزل بنفسه يأخذها ، و اتفقوا ان نهى هترجع من تانى تقعد مع مامتها على ما يعرفوا هيعملوا ايه بعد كده
و رجعوا على بيتهم .. و اول ما دخلوا سالم سمع صوت اشعار على موبايله و لما شافه لقاه من شمس اللى بتحدد له معاد بعد يومين يتكلموا فيه مع بعض ، و فرح لما لقاها بتقول ان المعاد ده فى بيتهم و حس ان ممكن يبقى فى امل انهم يتصافوا و يرجعوا لبعض من تانى
نهى لما لقته مركز اوى مع شاشة تليفونه قالت له بفضول : مين باعتلك
سالم و الفرحة باينة على صوته : دى شمس
نهى قربت منه بتوجس و قالت له : خير
سالم : اصلى كنت بعتتلها بلغتها انى حولت لها الفلوس ، و طلبت منها ترجع البيت هى و الولاد ، و عرفتها انى مسافر و طلبت منها انى اشوفها و اتكلم معاها قبل السفر ، و اهو الحمدلله ، شكلها كده ربنا هداها و يمكن قلبها يحن عليا و نتصالح
نهى و برغم القبضة اللى مسكت قلبها و خوفها من المقابلة دى و نتيجتها ، الا انها قربت من سالم حضنته و قالت : ان شاء الله ربنا يكتبلنا الخير
سالم باس راسها و قال : يارب يا حبيبتى .. يارب
ان شاء الله بكرة احاول اخلص أكبر قدر من الإجراءات بتاعة السفر ، عشان ابقى فاضى للقاعدة دى
تانى يوم فى المصنع .. كانت ليلى فى مكتب السكرتارية واقفة بلخبطة قدام شوقى اللى كان بيزعق لها و بيقول : انا عاوز اعرف مين اللى ادى امر التشغيل ده للورش تحت
ليلى بلجلجة : انا يا استاذ شوقى اللى اديتهولهم ، ايه المشكلة بس .. حضرتك بتزعق ليه
شوقى بغضب : بزعق لانى لسه قايل لك اول امبارح ان مافيش اى امر تشغيل يتنفذ دلوقتى .. حصل و اللا ماحصلش
ليلى : حصل .. بس حضرتك امر التشغيل ده بالذات لو ما اتنفذش هتيجى غرامة كبيرة اوى على المصنع و العقد اللى بيننا و بين العميل هيتفسخ و هنخسر كتير
شوقى بحدة : و انتى مالك نكسب و اللا نخسر .. ده شئ مايخصكيش
لكن يخصنى انا يا استاذ شوقى
شوقى التفت بخضة لقى قدامه شمس و وراها شيراز فقال بلخبطة : ايه المفاجأة الحلوة دى .. حمدالله على السلامة ، طب ماقلتيش ليه انك جاية كنت جيتلك بنفسى و وفرت عليكى المشوار
شمس راحت قعدت على الكرسى اللى قدام مكتب ليلى و قالت : لا ما انا ماحبيتش اتعب حضرتك
شوقى : تعب ايه بس ، انتى عارفة معزتك عندى اد ايه
شمس : ااه طبعا .. عارفة
و بعدين التفتت لليلى و قالت لها : كان صوتكم عالى ليه بقى ، و امر تشغيل ايه ده اللى بتتخانقوا عليه
ليلى لسه هترد فشوقى قال بحزم : خلاص يا ليلى ، انا هاخد مدام شمس فى المكتب و افهمها كل حاجة
و التفت لشمس قال لها : اتفضلى نقعد فى المكتب احسن من هنا
شمس وقفت وراحت معاه هى و شيراز اللى كانت ساكتة تماما و سايبة شمس تتعامل
بعد ما دخلوا المكتب ، شوقى شاور لشمس انها تدخل ، فشمس دخلت ناحية المكتب على طول وقعدت وراه و هى بتبص لشوقى و عاوزة تشوف رد فعله ، فحست من ريأكشنات وشه انه اتضايق انها قعدت ورا المكتب بس كان بيحاول انه مايبينش ده
شيراز قعدت قدام المكتب من الناحية التانية فشوقى راح قعد قصادها و هو بيقول : انما ماقلتيليش انك جاية ، و امتى و ليه خدتى قرارك ده كده مرة واحدة من غير حتى ماتبلغينى
شمس ببساطة : ابدا .. الولاد مانبسطوش هناك و طلبوا يرجعوا .. فرجعنا
شوقى بسخرية : ايه البساطة دى .. طب و مدرستهم و دراستهم هتعملى فيهم ايه
شمس بنظرة امتنان لشيراز : ما الحقيقة شيراز هانم عملت خلاص .. مش لسه هنعمل ، و الولاد هيبتدوا ينتظموا من تانى بعد كام يوم
شوقى بضيق : طب ليه مابلغتينيش و انا كنت ظبطتلك كل حاجة
شمس : مانا مارضيتش اتعبك و قلت كفاية عليك الحاجات التانية ، بس برضة ماقلتليش كنت بتزعق ليه مع ليلى
شوقى : ماتشغليش بالك ، انا لازم من وقت للتانى اشد عليهم عشان ما يفكروش ان الدنيا سايبة
شمس : عند حضرتك حق ، و الحقيقة انا جيت النهاردة عشان كده
شوقى : وضحيلى اكتر تقصدى ايه
شمس : اقصد انى جاية اشوف مالى ، و اتابع الشغل بنفسى
شوقى بحدة خفيفة : و انتى تفهمى ايه اصلا فى الشغل عشان تعملى كده
شمس عملت انها ما اخدتش بالها من اسلوبه و قالت : اللى مايفهمش النهاردة .. مسيره بكرة يفهم و يتعلم ، و ماتقلقش .. انا بتعلم بسرعة
شوقى : بس مش ده كلامك قبل ماتسافرى ، انتى قلتيلى انك هتبيعى المصنع و الشركة
شمس : قلت انى هفكر فى كلامك ، لكن لما فكرت .. لقيت انى كده بضيع الاسم اللى بابا و من بعده سالم فضلوا يبنوا فيه و يعملوه و يكبروه سنين و سنين
شوقى وقف مرة واحدة و قال : يعنى ايه الكلام ده ، يعنى رجعتى فى كلامك
شمس : رغم انى ماكنتش واخدة قرار اصلا بالكلام ده ، و كان مجرد تفكير ، بس ايوة ، انا قررت انى مش هبيع ابدا ، و لا المصنع و لا الشركة
شوقي بضيق : بس انتى كده بتحرجينى
شمس : بحرجك ليه
شوقى : لانى بحثت و دورت على ما لقيتلك مشترى كويس و اتفقت معاه كمان على سعر مناسب
سمس : و ازاى حضرتك تعمل كل ده من غير ما ترجعلى او على الاقل اديلك راى نهائى فى الموضوع
شوقى : لانى شايف ان ده احسنلك ، انتى مش هتقدرى تديرى و لا المصنع و لا الشركة ، مابالك بقى بالاتنين مع بعض ، و هتوقعيهم اكتر و ساعتها لما تحبى تبيعيهم مش هيجيبولك حتى ربع السعر اللى جايبهولك دلوقتى
شمس عملت انها بتفكر و قالت له : هما جايبين كام
شوقى بلهفة و تفخيم : ستة مليون
شمس بصت لشيراز بمغزى فشيراز قالت : ايوة يا استاذ سوقى .. بس انا اعرف ان المصنع لوحده سعره اعلى من كده بكتير ، و خصوصا بعد التوسعات الاخيرة اللى عملها سالم
شوقى : لااااا خالص ، و كمان بعد الطلبيات اللى ما اتنفذتش فى معادها هيبقى فى مشاكل قانونية و غرامات ، لكن انا ممكن اتدخل و احل كل الكلام ده لو قدرنا فعلا نتمم البيع
شيراز : خلاص يا شمس ، انا ممكن ادفعلك تمانية مليون و اخودهم انا
شوقى بحدة : هو اى حد يقول اشترى نبيعله .. لا طبعا
شمس باستغراب : و لا ليه يا استاذ شوقى ، دى هتدفعلى اتنين مليون بحالهم زيادة
شوقى بعند : ماينفعش .. انا خلاص اتفقت مع الناس اللى هتشترى ، ماينفعش نرجع فى كلامنا و الا ممكن ننضر
شمس : و هننضر فى ايه بقى ، احنا لا كتبنا عقود و لا مضينا
شوقى بمكر : الناس اللى هتشترى ممكن يطلعوا سمعة وحشة على المصنع و يوقفوا حاله سواء فضل معاكى او راح لحد تانى ، و دى فى حد ذاتها خسارة كبيرة ماتتقدرش ابدا باى فلوس
شمس : هو مين اللى هيشترى
شوقى : زيدان العرابى
شمس بصدمة : مش ده اصلا عنده مصنع زى بتاعنا
شوقى بعدم اهتمام : ايوة ، و هيضم ده لسلسلة المصانع بتاعته
شيراز : انتى تعرفيه يا شمس
شمس : ايوة ، عرض على سالم اكتر من مرة انه يدخل شريك معاه بس سالم رفض
شيراز بصت لشوقى بمغزى و هى بتقول : و لما ماعرفش يدخل شريك .. قام قرر انه ياخده كله لنفسه
شوقى اتجاهل شيراز و بص لشمس بجدية و قال : انا عارف مصلحتك فين ، احنا لازم نخلص اجراءات البيع فى اقرب فرصة
شمس : بس انا بقى مش هبيع
شوقى بغضب : مش بمزاجك
سمس و هى بتحاول تحافظ على هدوئها : لا بمزاجى ، و انا بس اللى اقول ايه اللى يتعمل و ايه اللى ما يتعملش ، و لما اقول انى مش هبيع يبقى مش هبيع
شوقي كان بيتنفس بحدة و هو بيبصلها بغيظ و قال لها : انا مش هقف اتفرج عليكى و انتى بتضيعى كل حاجة
شمس : و ياترى لو فعلا فى حاجة هتضيع زى ما بتقول ، اللى هيضيع ده هيضيع من مين بالظبط
شوقى بلجلجة : منك طبعا
شمس : خلاص .. سيبنى اعمل اللى انا عاوزاه طالما ان انا لوحدى اللى هتحمل النتيجة
شوقى بترصد : يعنى ده اخر كلام عندك
شمس : ايوة … ده قرار نهائى
شوقى شد المفاتيح بناعته من على المكتب و خرج بغضب بعد ما قال لها : بما انك رجعتى و هتديرى كل حاجة بنفسك ، فانا كمان راجع مكتبى اشوف شغلى
و بعد ما مشى .. شمس ندهت لليلى اللى لما راحتلها حكت لها على اللى حصل .. فشمس قالت : ادى امر تشغيل للورش بكل الشغل المتعطل حالا ، و شوفيلى المهندس المسئول عن الشغل و خليه بجينى هو كمان دلوقتى حالا
ليلى ببهجة : حاضر .. و حمدالله على السلامة
بعد ما ليلى خرجت شيراز قالت : ايه رأيك
شمس : انا محتاجة ابعد شوقى ده تماما عنى ، و محتاجة كل الاوراق بتاعتى اللى عنده
شيراز : ماتقلقيش ، اكيد هنلاقى حل ، بس قوليلى مين زيدان العرابى ده و ايه حكايته بالظبط
شمس : ده راجل اولعبان ، و ياما ضايق سالم فى شغله ، و اللى فاكراه من كلام سالم ان المناقصات اللى كان بيدخلها كان دايما بياخدها باساليب ملتوية ، و من حوالى سنة و هو عاوز يدخل شريك مع سالم فى المصنع باى شكل ، و اكتر من مرة كان بيحاول يبوظ له صفقات كبيرة ، لكن ربنا كان بيسترها و سالم كان بيلحق الدنيا قبل ما تبوظ
شيراز : معنى كده انه برضة هيحاول يضايقك
شمس بقلق : انا خايفة يا شيراز .. خايفة لا فعلا اخسر المصنع و الشركة بعد كل ده
شمس : ده راجل اولعبان ، و ياما ضايق سالم فى شغله ، و اللى فاكراه من كلام سالم ان المناقصات اللى كان بيدخلها كان دايما بياخدها باساليب ملتوية ، و من حوالى سنة و هو عاوز يدخل شريك مع سالم فى المصنع باى شكل ، و اكتر من مرة كان بيحاول يبوظ له صفقات كبيرة ، لكن ربنا كان بيسترها و سالم كان بيلحق الدنيا قبل ما تبوظ
شيراز : معنى كده انه برضة هيحاول يضايقك
شمس بقلق : انا خايفة يا شيراز .. خايفة لا فعلا اخسر المصنع و الشركة بعد كل ده
شيراز : انا رأيى انك لما تقعدى مع سالم لازم تاخدى رأيه فى الحكاية دى يا شمس
سمس بامتعاض : تانى يا شيراز ، ما قلتلك قبل كده انى لا يمكن …
شيراز بمقاطعة : لما توصل انك تضيعى مالك كله او ان حد ممكن يهدد مستقبل ولادك يبقى لازم تتنازلى شوية يا شمس
شمس بذهول : يهدد مستقبل ولادى
شيراز : ااه طبعا .. اومال انتى فاكرة ايه ، البزنس ده غابة كبيرة اوى ، و السمك الصغير مالوش مكان فيها
اسمعى كلامى يا شمس ، انتى عارفة كويس انى خايفة عليكى و على مصلحتك
شمس بتنهيدة عميقة : ربنا يقدم اللى فيه الخير
عند سالم كان قدر فعلا طول اليوم ينجز مشاوير كتير جدا لدرجة انه حجز فعلا معاد سفره و اللى كان بعد اسبوع واحد ، و رجع البيت و هو مرهق جدا لقى نهى مستنياه و محضراله الغدا
باس راسها و قعد جنبها و قال : انا خلصت كل حاجة و حجزت التذكرة
نهى بخضة : بسرعة كده .. حجزت على امتى
سالم : زى النهاردة بالليل ان شاء الله
نهى رمت نفسها فى حضنه بحزن و قالت : كنت بتقضى معايا كل يوم ساعتين و تمشى ، ماكنتش بلحق اشبع منك ، بس كنت بسيبك و انا على امل انى هشوفك تانى يوم ، هعمل ايه دلوقتى من غيرك
سالم : حبيبتى ان شاء الله اقدر اظبط حالى بسرعة ، و نجهز المصنع و المكن و تلاقينى جاى لحد عندك عشان اخدك معايا ، انا لولا خايف لا تولدى و انا مسافر اتعاقد على المكن .. كنت اخدتك معايا من دلوقتى
فسفرى بسرعة كده احسن ، عشان اقدر انظم حياتنا هناك اسرع ، و يادوب الكام يوم دول اقضيهم معاكم
نهى بفضول : معانا اللى هو مين تقصد
سالم بابتسامة و هو بيطبطب على بطنها بالراحة : انتى و ابنى ، و ربنا يهديلى شمس و الولاد قبل ما اسافر .. ادعيلى يا حبيبتى
نهى بصدق : ربنا ينولك كل اللى فى بالك يارب با حبيبي
اطول ليلة مرت على الكل .. نهى و شمس و اكيد كان سالم اولهم
كل واحد فيهم بيفكر فى نتيجة المقابلة المنتظرة و اللى هيدور فيها
نهى كانت راقدة مستكينة فى حضن سالم و هى بتمثل انها نايمة ، لكن دماغها بترسم الف سيناريو لنتيجة المقابلة و كان البطل الاوحد فى كل السيناريوهات هو الفراق بينها و بين سالم
اما سالم فكان بيحاول يحضر كلام يقنع بيه شمس انها تفضل معاه و تسحب قضية الخلع اللى رفعتها عليه ، و كان عمال يدعى ربنا انها تقتنع بكلامه و توافق
اما شمس.. فكانت قاعدة على سريرها و هى حاضنة مخدتها و بتفتكر كل لحظة عدت عليها و هى مع سالم من يوم ما اتجوزوا
و كانت بتفتكر كلام شيراز اللى قالته لها قبل ما ترجع بيتها لما قالت لها .. رغم انى عارفة انه صعب و صعب اوى كمان ، لكن لو من جواكى حاسة انك مش هتقدرى فعلا تنفذى قرار الانفصال .. انتى لسه فيها .. اقعدى معاه و اتكلموا بعقل و بلاش تتسرعى و تعملى حاجة ترجعى تندمى عليها
شمس بقت عمالة تسأل روحها و تقول :
- هل يا ترى هتقدرى فعلا تبعدى عنه نهائى
- طب مانتى كنتى هتسيبيله البلد خالص و تمشى
- بس ماتنكريش انك ماصدقتى لقيتى الولاد بيقولوا انهم عاوزين يرجعوا
- بس انا رجعت عشان المصنع و اللى بيحصل فيه
- بلاش تضحكى على روحك .. انتى كنتى اصلا مقررة تسيبى كل حاجة ورا ضهرك و تمشى ، بس ضعفتى و ماقدرتيش تكملى و عملتى المصنع و الولاد حجتك
- طب اعمل ايه .. اوافق ان يبقالى ضرة بعد كل ده
- و ليه توافقى .. اطلبى منه يطلقها
- طب لو ما وافقش
- لازم يوافق ، لازم يثبت حبه ليكى ، لو متمسك بحبك فعلا هيطلقها
- بس هو قال انه بيحبها ، و كمان حامل منه
عند النقطة دى شمس سلمت روحها لدموعها من تانى و فضلت على حالها ده لحد ما اخيرا قدرت تناملها شوية قبل معاد سالم
عند سالم .. فطر مع نهى اللى كانت بتمثل انها بتاكل فى صمت تام زى ما يكون كل واحد فيهم خايف يتكلم او يقول اللى جواه ، نهى بعد كده عملت له قهوته و هو دخل يلبس و خرج فعد جنبها و هو بيشرب القهوة ، لحد ما خلص .. قام وقف و قال لها : عاوزة حاجة قبل ما انزل
نهى وقفت و هى بتغالب دموعها و قالت : حاول تتمسك بيا يا سالم ، انت عارف انى ما اقدرش اكمل من غيرك
سالم ضمها لحضنه جامد لدرجة انه بقى حاسس بنبض قلبها و هو بيصرخ جواها من الخوف
باس راسها و جبينها و حضنها تانى و قال : قلتلك قبل كده انى ما اقدرش استغنى عن قلبى
نهى : حتى لو ده كان التمن الوحيد عشان تتصالح مع شمس
سالم بتأكيد : لو هو ده التمن الوحيد بالنسبة لها ، فده التمن الوحيد اللى ما اقدرش ادفعه .. اتطمنى و طمنى قلبك و ادعيلى
باس راسها تانى و سابها و راح ناحية الباب ، فندهتله بلهفة و قالت له : سالم .. هتكلمنى تطمنى
سالم : اكيد ان شاء الله ، بس لو اتأخرت عليكى ماتقلقيش ، اكيد الوقت ممكن يطول بيننا
نهى بابتسامة مكسورة و هى بتغالب دموعها : هستناك
سالم : لا إله إلا الله
نهى : محمد رسول الله
نزل و هى جريت على البلكونة و عيونها متابعاه و بتبص عليه لحد ماطلع بالعربية و اختفى عن عيونها و هى حاسة بوجع جامد فى قلبها و عندها احساس انها خلاص فقدته للابد
عند شمس بعد ما فطرت هى و الولاد قالت لهم : باباكم جاى بعد ساعتين تقريبا
لولى : انتو اتصالحتوا .. طلق الست التانية
شمس : ماحصلش اى حاجة من الكلام ده ، هو جاى بس عشان نتكلم
لولى قامت من مكانها و قالت : انا طالعة اوضتى و مش هنزل لحد اما يمشى
يوسف بامتعاض : يعنى ايه يمشى ، ماتنسيش ان مهما ان كان ده بابا يا لولى و ما ينفعش ابدا انك تتكلمى عنه كده
لولى بجمود : انا اللى عندى قلته ، لما يبقى يطلق الست التانية دى ابقى اشوفه و اتكلم معاه
قبل ما لولى تطلع اوضتها شمس قالت : باباكم مسافر
لولى وقفت و التفتت لها بفضول و هى مستنياها تكمل كلامها ، فيوسف قال : يعنى ايه مسافر
شمس و هى بترفع كتافها بمعنى عدم المعرفة : ما اعرفش ، هو قال انه مسافر برة مصر ، ماعنديش تفاصيل
لولى : ايوة يعنى جاى ليه
شمس : جاى يتكلم معايا و معاكم ، او يسلم عليكم قبل ما يسافر
لولى بغضب : يعنى مش مكفيه انه سابنا و راح لواحدة تانية اخدته مننا ، كمان هيسافر و يسيبنا خالص
يوسف بضيق : بابا ما سابناش .. احنا اللى بعدنا ، و بعدين ما انتى كنتى موافقة انك تسافرى امريكا و تسيبى مصر خالص
لولى بحدة : هو انت ليه بتدافع عنه كده انا مش فاهمة
يوسف : انا ما بدافعش عنه ، انا بحاول اسمعه زى ما سمعت ماما مش اكتر
شمس كنت بتبص لولادها و بتسمع كلامهم و هى مش عارفة تقول لهم ايه ، بس فجأة قامت من مكانها و قالت : ياريت تنضفوا مطرح الفطار على ما عم مطاوع يكلم الشغاله يرجعها ، انا طالعة اوضتى اغير هدومى
بعد ما سابتهم و طلعت يوسف بص للولى و قال لها بهدوء : لو مش قادرة تبقى ايجابية فى الموقف اللى حصل ده ، على الاقل خليكى حيادية
لولى بعدم فهم : يعنى ايه .. مش فاهمة
يوسف : يعنى احنا محتاجين بابا يرجع البيت و يتصالح مع ماما يا لولى
لولى باصرار : يبقى يطلق اللى اسمها نهى دى
يوسف و هو بيحاول يحافظ على هدوئه : الحكاية دى بالذات ماما بس اللى من حقها انها تتكلم فيها
لولى برفض : لأ طبعا ، دى حياتنا كلنا مش حياة مامى لوحدها
يوسف : يابنتى افهمى .. بابا لا يمكن يطلقها
لولى : يبقى عاوزها هى و مش عاوزنا
يوسف : بابا عاوزنا كلنا ، و اعتقد انك عرفتى انها كمان حامل ، يعنى هيبقى عندنا اخت او اخ منها
لولى بحدة : انا ماليش اخوات غيرك انت و بس
يوسف : للاسف رأيك ده مش هيغير حاجة من الواقع اللى عايشينه
لولى بغضب : خلاص خليه معاها
يوسف : طب انتى ترضى ان اخونا ده يتربى لوحده او يبقى عنده جوز ام مثلا
لولى : ماليش فيه و مايهمنيش و بطل تتكلم كتير فى الموضوع ده بالذات بطريقتك دى لانك بتعصبنى زيادة ، عمال تحاول تقنعنا اننا نوافق على كل اللى حصل و نرضى بيه و خلاص
يوسف : اصل اللى حصل حصل ، سواء رضينا او رفضنا ، بابا اتجوز واحدة تانية و هيخلف منها و مش هيوافق ابدا انه يسيبها او يطلقها ، فياريت و انتى بتفكرى فى كل الحلول اللى انتى مقتنعة بيها تاخدى الحاجات دى على انها قواعد مش هتتغير زى الجرامر كده
لولى فضلت بصاله شوية و بعدين قالت له بتحدى قبل ما تمشى من قدامه : تمام يا يوسف ، و انا مش موافقة و مش هوافق ، و اما ييجى مش هقابله
شمس وقفت قدام دولابها مش عارفة تلبس ايه ، و بقت مستغربة روحها و هى بتختار اللى هتلبسه بس ماحاولتش تركز ، بس كانت من جواها حاسة انه واحشها و عاوزاه يشوفها بصورة جميلة
عاوزاه يشوفها قوية ، بس برضة يشوفها جميلة ، و فى الاخر استقرت على فستان عارفة انه بيحبه و كان دايما يعاكسها و هى لابساه ، و قررت ماتحطش اى مكياچ ، بس لمت شعرها بطريقة فوضوية بينت شكلها اصغر من عمرها بكتير ، كانت عاملة زى البنت اللى لسه متخرجة من الجامعة
نزلت و عملت لنفسها قهوة تانى و فعدت تشربها فى المطبخ ، و يادوب لسه هتبتدى تشربها سمعت جرس الباب اللى كانت سامعة معاه صوت قلبها اللى كان اكنه فرس فى حلبة سباق
يوسف فتح الباب لسالم اللى اول ما شافه ابتسم و اخده فى حضنه جامد و هو بيضمه بشوق و بيقول له : يوسف .. وحشتنى يا حبيبى ، وحشتنى اوى
يوسف بهدوء : و حضرتك كمان يا بابا وحشتنى اوى
سالم اخده تحت جناحه و دخل و هو بيقول له : طمننى عليك و على مامتك و اختك .. عاملين ايه
يوسف : كله تمام يا بابا الحمدلله ماتقلقش
سالم و هو بيدور بعينيه على شمس : اومال مامتك فين و اختك
يوسف : لولى فى اوضتها فوق ، و ماما بتشرب القهوة بتاعتها فى المطبخ ، هندهها لحضرتك
سالم : لا يا حبيبى خليك انت ، انا هروحلها
سالم راح ناحية المطبخ لقى شمس قاعدة مدياله ضهرها ، و رغم انها بضهرها بس قدر يحس برعشة جسمها و انتفاضته مع كل خطوة بيخطيها
وقف وراها و قال بشوق : ازيك يا شمس
شمس التفتت له و هى بتحاول تحافظ على دقات قلبها و قالت بلجلجة : اهلا يا سالم
سالم : وحشتينى
شمس التفتت عنه تانى و قالت : تحب تشرب قهوة
سالم قرب منها و وطى بجذعه و ضم صهرها و راسها لصدره و هو بيقول بشوق : كنت بموت من غيرك يا شمس
شمس استسلمت لحضنه ثوانى قبل ماتسحب نفسها و تقف و تقول : لو مش هتشرب قهوة نخرج نتكلم برة
سالم : تعالى نقعد نتكلم ، انا مش عاوز اشرب حاجة
شمس اخدت قهوتها و خرجت تسبقه على بره و هو راح وراها و لما وصلوا الليفنج لقوا يوسف قاعد ، فشمس قالت : انا و بابا هنقعد نتكلم شوية فى المكتب يا يوسف
بوسف : ماشى يا ماما
راحت على اوضة المكتب و سالم دخل وراها ، و قعدوا قصاد بعض و بعدين قالت : قلت انك عاوز تتكلم معايا قبل ماتسافر ، و ادينى سامعاك .. اتكلم
سالم فضل يبصلها شوية و هو ساكت اكنه بيشبع منها و بعدين اتنهد و قال و هو بيسند راسه لورا :
انتى عارفة انى بحبك من صغرى و قلبى عمره ما عرف الحب الا بيكى يا شمس ، كنتى من صغرك الشمس اللى نورت قلبى و ملته بالحب و الدفا
يوم ما اتجوزتك كنت حاسس انى لمست السما باديا ، و اول مرة صرحتيلى فيها بحبك .. كنت حاسس انى اكتفيت من كل حاجة
عمر حبى ليكى ما خلص و لا قل لحظة واحدة .. بالعكس .. كل يوم عن يوم حبى ليكى كان بيكبر و لسه بيكبر لحد النهاردة
شمس بسخرية : الظاهر انه كبر لدرجة انه عجز و شاخ و بقى على وش موت كمان
سالم : بالعكس ، حبك فى قلبى زى الوليد اللى متعلق بامه .. عمره مايشيخ و لا يعجز ابدا
شمس بنبرة غضب : بدليل انك بتعترف بحبك لمراتك التانية مش كده .. جالك قلب بعد كل السنين دى انك تخوننى و تتجوز عليا ، حب ايه بقى اللى جاى تتكلم عنه بعد العملة اللى عملتها دى
سالم : مانكرش و مش هنكر انى بحب نهى زى مابحبك بالظبط
شمس بحدة : اخرس يا سالم ، اخرس و اوعاك تساوينى بيها فى اى حاجة انت فاهم
سالم بعتاب : لولا انى مراعى زعلك ماكنتش همرر لك ابدا اسلوبك ده يا شمس
شمس بسخرية : اسلوبى مش عاجبك ، مش مناسب لكلامى معاك ، لكن جوازك عليا مناسب مش كده
سالم : يا حبيبتى ارجوكى …
شمس : ماتقولش حبيبتى دى تانى ابدا ، مابقبتش حبيبتك خلاص
سالم بغضب : مش حقيقى ، انتى طول عمرك حبيبتى و هتفضلى حبيبتى لحد اما اموت
شمس : ربنا خلقنا بقلب واحد يا سالم ، و ما فيش قلب فى الدنيا بيحب اتنين
سالم بتصميم : بس انا بحبكم انتم الاتنين فعلا ، واحدة معاها روحى و التانية معاها قلبى ، و ماقدرش اعيش من غير روح و لا قلب
شمس : بكرة تتعود ، اديك اهو مستنى ولى العهد اللى هينسيك ولادك كمان بالمرة
سالم : لو كان حبى ليوسف قل لما لولى اتولدت ، يبقى حبى ليهم يقل بابنى اللى لسه فى علم الغيب
شمس بزعل : هتحبه و هتنشغل بيه و هتنسى ولادك و تنسانى انا كمان
سالم : مش حقيقى ، انا مش قادر انام من يوم ما بعدتى عنى انتى و الولاد .. ازاى جالك قلب تحرمينى منكم
شمس : و لما انت جريت على مدرسة الولاد انت و الهانم و كنت ناوى تاخد الولاد و تحرمنى منهم كان ايه
سالم بغضب : اقسملك ان دى ما كانتش نيتى ، انا نيتى وقتها كان انى اقعد معاهم و افهمهم اللى حصل مش اكتر ، لكن انتى ماعرفش برضة ازاى جالك قلب تعملى كده
شمس بغضب : و ازاى جالك قلب تغرس سك/ينة خيانتك فى قلبى و تقت/لنى بيها ، ازاى قلبك طاوعك تعمل كده فيا و فى ولادك ، ازاى قدرت تاخد واحدة تانية فى حضنك غيرى ازاى
سالم : انا عارف انك اتوجعتى لما عرفتى ، و عشان كده كنت مخبى عليكى السنين دى كلها
شمس : عذر اقبح من ذنب
سالم : طب ايه اللى يريحك و انا اعملهولك عشان تنسى زعلك منى و نرجع زى ماكنا
شمس بزعل : للاسف مافيش يا سالم ، مافيش حاجة فى الدنيا دى ممكن تعالج جرحى منك و لا تنسينى خيانتك ليا
سالم بدفاع : بس دى مش خيانة
شمس : اومال انت مسمى اللى حصل ده ايه
سالم بقلة حيلة : ما اعرفش ، بس مش خيانة يا شمس .. مش خيانة
رغم انى عارف ان الكلام اللى هقوله ممكن يزعلك منى بزيادة بس لازم تسمعيه و اوعدك انى ما اكررهوش ابدا تانى بعد كده
انا طلعت لقيت روحى بحبك و فضل حبك معابا طول عمرى
كنت بدوب فى رقتك و هدوئك ، بعشق قلبك الطيب و حنيتك على القريب و الغريب ، لحد دلوقتى بعشق تعابير وشك و انتى بتراقبى الشجر و العصافير الصبحية اول مابتفتحى عيونك و تصحى من النوم
لما كنت بضطر انى انزل بدرى عشان الشغل و اسيبك نايمة و ماشفكيش الصبحية كنت بفضل طول اليوم مقريف و حاسس ان فى حاجة نقصانى
كنت و مازلت بقولها انى مش بحبك بس .. لأ .. انا بعشق كل حاجة فيكى و بدوب فى تفاصيلك
بس ماقدرتش ماحبهاش ، عفويتها و شقاوتها و جنانها خلونى وقعت فى حبها هى كمان و ماتسألينيش ازاى حبيتها و انا بحبك لانى ما اعرفش ، كل اللى اعرفه انى بحبكم انتم الاتنين
حاولت كتير الاقى اى مسمى تانى لحبى ليها مالقيتش ، حاولت ابعد عنها ماقدرتش ، صممت اخدك انتى و الولاد فى عز الدراسة و سافرنا عشان ابعد عنها لقيتها شاغلة تفكيرى اكتر
صدقينى حاولت ماعرفتش ، و لما قررت انى اتجوزها كل تفكيرى و خوفى كان عليكى انتى
بس لما عرضت عليها الجواز ، فى الاول رفضتنى لانها عارفة انى متجوز و بحبك ، الكل عارف انى بحبك ، كانت خايفة لا تكون مجرد نزوة و تعدى ، و كانت عاوزة تسيب الشغل ، بس انا ماسيبتهاش تهرب منى لانى كنت حاسس بحبها هى كمان ليا ، صممت اتجوزها بس بعد ما فهمتها ان حياتها معايا مش هتبقى سهلة
عرفتها ان هم ساعتين اللى هنشوف بعض فيهم كل يوم رغم حبى ليها ، عرفتها انى مش هقدر ابقى جنبها فى اى ظرف طارئ زى باقى الازواج مابيعملوا مع زوجاتهم
عمرى ما بيتت معاها ليلة واحدة من يوم جوازنا طول السنين دى ، عمرى ما خرجتها و لا فسحتها غير مرة واحدة اخدتها معايا السخنة لما انتى و الولاد روحتوا السفارى مع شيراز ، و برضة ماكملناش ساعتين لانى بعد ما وصلنا هناك حسيت ان بظلمها و بظلمك بمرواحنا هناك
حتى ماسمحتلهاش تنام على سريرك هناك لمجرد حتى انها تستريح من الطريق و اتحججت بالشغل و رجعنا على طول
عمرى ما حسستك انى مشغول عنك ، او مشغول عن الولاد يا شمس ، نهى ما اخدتنيش منكم ، بالعكس ، كنت دايما معاكم و ليكم
نهى ما اثرتش على حياتنا مع بعض من يوم ما دخلتها و لو ماكانش اللى حب يوقع بيننا بعتلك اللى بعته ماكنتيش عرفتى ابدا لحد دلوقتى
انا بحبكم انتم الاتنين و ما اقدرش اعيش من غيركم ، و للاسف هسافر و اسيبكم انتم الاتنين يا شمس
هسافر اشوف باب رزق اقدر بيه اوفى طلباتكم كلكم
شمس كانت بتسمعه و هى طول الوقت بتحاول تسيطر على انفعالاتها و هو بيوصف حبه لنهى قدامها ، بس دموعها خانتها و نزلت من عينيها غصب عنها ، و اول ما لقته سكت قالت له : ماتشغلش بالك بطلباتنا ، خليك انت فى مسئولياتك الجديدة
سالم بزعل : انتى اتهمتينى انى طمعت فيكى و سرقتك ، و يعلم ربنا انى ما عملتش كده ، و لا عمرى اعمل كده ، و من يوم ما خليت الحساب بتاعى مشترك ما بيننا .. نسيت تماما موضوع الفلوس اللى اتفقنا انى هديهالك ، او ممكن تقولى انى حطيت فى اعتبارى ان الحساب اصلا كله معاكى
يمكن غلطت لما اديت لنفسى الحق انى اشترى الشقة من حساب المصنع ، بس اقسملك انى ماحسبتهاش ابدا زى ما انتى حسبتيها ، و برغم ان الحساب مشترك بس انا حولت لك كل مليم فيه .. خلاص مايلزمنيش
شمس : بس طالما انا رجعت كل حاجة باسمى .. تبقى الفلوس دى مش من حقى
سالم : فى حد غالى عليا قالى ان المفروض كل الفلوس دى من حقك ، طالما مصاريفنا كانت من ارباح المصنع ، لان المفروض كنت انا اللى اتكفل بكل مصاريفنا دى
شمس بفضول : حد مين بقى اللى انت روحت شورته فى حكاياتنا دى
سالم: نهى يا شمس ، حكيتلها و هى اللى قالت لى ان الفلوس كلها من حقك انتى و الولاد
شمس : بس انا مش عاوزة حاجة
سالم : مش لازم تعوزى يا شمس ، الفلوس خلاص بقت معاكى و انتى حرة التصرف فيها
انا عارف انك مش هتصفيلى بسهولة ، بس عشان خاطر عشرتنا حاولى تدى لنفسك و تدينى فرصة نحاوط بعضينا ، فكرى فى نفسك و فيا و فى الولاد ، و ان كان على الشركة و المصنع خلاص بقوا معاكى و يحرموا عليا انى ادخلهم تانى فى اى يوم من الايام ، و ان كان على نهى ، فهى كمان بعيدة عنك تماما و صدقينى بتتمنى اننا نتصافى و نتصالح عشان عارفة انا بحبك اد ايه
و انا هيبقى شغلى كله برة مصر الى ان يريد الله امرا كان مفعولا
انا حاليا هساقر حوالى شهرين ، هسيبك تفكرى فيهم براحتك ، بس ارجوكى اسحبى القضية دلوقتى ، و اقسملك انى مش هعارضك لو فضلتى على نفس قرارك و هسيبك تاخدى الخطوة اللى تريحك .. بس ادى نفسك فرصة تفكرى تانى
و ياريت لما ابقى اتصل بيكى تردى عليا و تطمنينى عليكم ، و بعد اذنك انا هطلع اسلم على لولى قبل ما امشى
سالم قرب منها اخدها فى حضنه و باس راسها ، و سابها و خرج من الاوضة و طلع على اوضة لولى و وقف قدام الباب و اخد نفس جامد قبل ما يمد ايده و يخبط على الباب و لما ما سمعش رد فتح الباب بالراحة و عينه سابقاه عشان يشوف لولى اللى انصدم اول ما شافها 
سالم ساب شمس فى اوضة المكتب بعد ما اخدها فى حضنه و باس راسها ، و خرج من الاوضة و طلع على اوضة لولى و وقف قدام الباب و اخد نفس جامد قبل ما يمد ايده و يخبط على الباب و لما ما سمعش رد فتح الباب بالراحة و عينه سابقاه عشان يشوف لولى اللى انصدم اول ما شافها 🙄
لولى كانت قاعدة بتبص على صورة لسالم معاها و هى فى حضنه ، كانوا متصورينها مع بعض فى امريكا و صممت تكبرها و تبروزها و تحطها فى اوضتها ، لولى كان وشها غرقان بالدموع و هى باصة على الصورة اللى مرمية على الارض و ازازها متكسر ، و كانت حاطة السماعات فى ودانها و عشان كده ماسمعتهوش لما خبط عليها
لكن لولى عينها لمحت الباب و هو بيتفتح و شافت سالم واقف و هو بيبص عليها و على الصورة المكسورة بحزن كبير ، فانتفضت من مكانها و مشيت بعيد عن الصورة و مسحت دموعها بسرعة و هى بتقول بغضب من غير ما تبص له : انت ازاى تدخل عليا كده من غير ماتخبط ، و مين سمحلك انك تيجى لحد هنا و تدخل اوضتى كمان من غير اذنى
سالم بجمود : عيب كده يا لولى و اوعى تنسى انك بتتكلمى مع بابى
لولى بغضب : بابى اللى رمانا و راح اتجوز واحدة تانية
سالم بحدة : انا عمرى ما رميتكم ، انتى جيبتى الكلام ده منين ، امتى رميتكم انا و اللا حتى فرطت فيكم
امتى حسيتوا انى بعيد عنكم و اللا حتى شكيتوا لحظة واحدة فى انى ممكن اكون متجوز
لولى باصرار : ماتفرقش ، المهم النتيجة ، و الحقيقة انك اتجوزت و كمان مستنى بيبى جديد هيتسمى على اسمك و تنسانا بيه ، بس عشان تبقى عارف .. انا عمرى ما هتقبله و لا هحبه و عمرى كمان ما هسامحك لحد ما حد فينا يموت
سالم قلبه وجعه من الكلام اللى لولى قالتهوله ، فضل واقف قدامها جامد و مش قادر يتكلم و لا قادر يتحرك ، لحد ما لقاها دورت وشها و اديتله ضهرها ، فجر نفسه بالعافية مد ايده اخد الصورة من بين الازاز المكسر و خرج من عندها و هو حاسس انه مش قادر حتى ياخد نفسه
و هو نازل من على السلم لقى شمس واقفة فى اوله و كان واضح عليها انها سمعت الحوار اللى حصل بينه و بين لولى لان صوتهم كان عالى بزيادة ، و لما وصل قدام شمس لقاها بتقول له : انا ماليش اى دخل فى موقف لولى ، و اعتقد انك كنت متوقع رد فعلها ده من قبل ماتشوفها
سالم هز راسه من سكات و ماعلقش و جه يمشى لقى يوسف بيقول له : حضرتك هتمشى على طول كده .. كنت فاكرك هتتغدى معانا
سالم اغتصب ابتسامة صغيرة على شفايفه و هو بيطبطب على كتف يوسف و قال : معلش يا يوسف ، بس ما اعتقدش ان وجودى مرغوب فيه اكتر من كده ، ان شاء الله نبقى نقعد مع بعض من تانى قريب
يوسف : حضرتك مسافر امتى
سالم : الاسبوع الى جاى ان شاء الله
يوسف : كنت عاوز اسمع و افهم اكتر عن سفرك
سالم : حاضر يا يوسف ، هتفق معاك على معاد و اقعد اتكلم معاك زى ما انت عاوز .. اتفقنا
يوسف : اتفقنا
سالم قبل ما يمشى بص لشمس و قال لها : ياريت تفكرى فى كلامى كويس
شمس بتردد : كنت عاوزة اخد رايك فى حاجة تخص المصنع قبل ماتمشى
سالم : اؤمرى
شمس : زيدان العرابى
سالم بانتباه : ماله
شمس : اتفق مع شوقى انه …
سالم قاطعها و قال : انه يدخل معاكى شريك
شمس هزت راسها بنفى و قالت : لأ .. اتفق معاه انه يشترى المصنع و الشركة
سالم بحدة : و هو شوقى بأى صفة بيقرر انه يبيع ممتلكاتك
شمس : اعمل ايه
سالم : ترفضى طبعا ، و ياريت تشوفى محامى تانى غير شوقى ده
شمس : ده فعلا اللى بفكر فيه ، لكن …
سالم : لكن ايه يا شمس ، ماتتكلمى على طول
شمس بتردد : حاسة ان فى حاجة مريبة بين شوقى و اللى اسمه زيدان ده
سالم : ازاى يعنى .. ايه اللى حصل
شمس : تعالى نقعد و هحكيلك بالظبط كل اللى حصل
بعد ما شمس خلصت كلامها و حكت لسالم على كل اللى شوقى عمله و قاله ، سالم قال لها : كده شوقى كان متعمد انه يخسر المصنع
شمس : هو ده نفس اللى انا فهمته ، بس مش فاهمة ليه يعمل كده
سالم : ماهو لما يوقف الشغل و المصنع يندين ، تمنه هينخسف بيه الارض ، و اكيد لما ده يحصل عمولته هتزيد
شمس بزعل : معقول يخون الامانة بالشكل ده و بعد كل السنين دى
سالم : ناوية على ايه
شمس : مش عارفة
سالم : انا هكلم وليد .. كبير المهندسين ، و هخليه يتابع معاكى اول باول كل حاجة لحد ماتفهمى واحدة واحدة و تعرفى تمشى الدنيا ازاى
اما شوقى ، فلازم تلغى كل التوكيلات اللى كنتى عملاهاله مهما ان كانت قديمة و مهما كان سببها ، و اكيد حد من اصحابك يقدر يرشحلك محامى كويس تقدرى تتعاملى معاه ، بس خدى بالك .. زيدان مابييأسش و هيحاول معاكى بدل المرة الف ، بس مبدأيا خليكى مع وليد عشان يظبطلك الشغل اللى اتعطل و انا هتصل بيه
شمس بلجلجة : قبل ما تكلمه لازم تعرف شوقى قال ايه عننا لكل اللى بيشتغلوا فى الشركة و المصنع
سالم : قال لهم ايه يعنى مش فاهم
شمس بخفوت و هى باصة فى الارض : قال انك سرقتنى و اخدت فلوسى و اتجوزت بيها عليا و لما انا عرفت طردتك بعد ما رجعت حقى اللى سرقته ، و انك خلاص مابقالاكش اى علاقة تانى بالشغل
سالم كان بيسمعها و الوجوم مالى ملامحه ، و اما خلصت قال لها : فى دى شوقى ما غلطش ، هو بس قال لهم على اللى انتى قلتيه و عملتيه
بس عموما ماتقلقيش .. انا برضة هتكلم مع وليد ، وليد يعتبر متربى على ايدى فى المصنع و اكيد ماصدقش اى كلمة اتقالت عليا
و حطى ثقتك فيه هو و ليلى و انتى متطمنة ، اشوف وشك بخير
سالم خلص كلامه و قام على طول مشى ناحية الباب و خرج فورا من غير مايلتفت وراه مرة واحدة ، لكن لما يوسف جرى وراه عشان يسلم عليه .. حضنه جامد و قال له : انت بقيت راجل يا يوسف .. خد بالك من مامتك و اختك
اما شمس كانت واقفة متلخبطة و مش عارفة ان كانت عملت الصح لما حكتله عن المصنع و اللا لا
و فجأة سمعت صوت لولى و هى جاية من فوق و بتتكلم مع يوسف بنرفزة و بتقول له : انت ازاى تقول له يقعد يتغدى معانا ، يقعد معانا بتاع ايه ان شاء الله
يوسف : انتى مش ملاحظة انك زودتيها اوى ، و ايه الطريقة اللى كنتى بتتكلمى بيها معاه دى
لولى : انا اللى زودتها برضة ، ااه مانت هتبقى راجل زيه ، و شكلك بتمهد من دلوقتى انك تعمل كده برضة فى مراتك و ولادك مانتو صنف واحد
شمس بحدة : لولى .. و بعدها معاكى.. انتى فعلا زودتيها اوى زى ما اخوكى قال
لولى بذهول : حتى انتى يا مامى .. ايه.. ضحك عليكى بكلمتين و نسيتى هو عمل ايه معاكى ، نسيتى انه هيبقى عنده بيبى من الزفتة التانية اللى اتجوزها دى
شمس بجمود : لأ مانسيتش ، بس انتى كمان ماتنسيش ان ده باباكى و ماينفعش تتكلمى لا عليه و لا معاه بالاسلوب اللى اتكلمتى بيه
لولى : اومال كنتو عاوزيننى اقابله ازاى ، اترمى فى خضنه و اعيط ، ثم انا قلت ليوسف انى مش هقابله ، سيبتوه ليه يطلع عندى
يوسف : هو احنا هنمنعه انه يعمل اللى هو عاوزه فى بيته
لولى : مش بيته ، دى فلوس جدو ، يعنى بيت ماما
يوسف بص لمامته بعتاب و رجع بص للولى و قال لها : البيت ده مبنى على الارض بتاعة مامة بابا ، و الفلوس اللى اتبنى بيها دى المفروض انها بتاعة بابا و ماما الاتنين ، يعنى لو هنتكلم بالعدل البيت ده بابا له فيه اكتر من ماما بكتير
لولى بتردد : انت بس اللى على طول بتدافع عنه
يوسف بضيق : انا مش بدافع عنه ، انا زعلان منه زيكم بالظبط و يمكن اكتر كمان ، بس رد الفعل اللى حصل كان غلط
التصرف اللى ماما اتصرفته بعدتنا عن بعض بزيادة بدل ماتقربنا ، كل رد الفعل جه فى الفلوس و المصنع و الشركة و حتى البيت اللى هو اصلا له فيه اكتر من اى حد تانى و رغم عن ذلك هو ما اعترضش ، طب هو عمل ايه لما لقى ان ده اللى اتعمل .. حول باقى فلوسه بالكامل لماما
شمس بفضول : انت عرفت منين كل الكلام ده
يوسف : موضوع البيت عارفه من زمان .. بابا اللى حكالى زمان فى مرة وقت ماكسب القضية بتاعة الوقف بتاع باباه ، اما فلوس التحويل ، فهو كلمنى حكالى .. كان عاوز يتاكد انك عرفتى ، خاف تمسحى الرسالة اللى بعتهالك من غير ماتقريها
انا اللى عاوزكم تفهموه انى بحاول اوزن الامور لان اللى حصل حصل خلاص ، و مهما عملنا مش هنلغيه و لا هنرجع اللى راح ، يبقى بدل بقى مانتعب اعصابنا على الفاضى نفكر ازاى نمشى الدنيا بعد كده
لولى بعند : تمشى و اللا ماتمشيش ، انا خلاص مش عاوزاه فى حياتى تانى اصلا
يوسف بتحذير : الافضل انك تعدلى اسلوب كلامك و ماتنسيش انك بنته و احمدى ربنا انه ما مدش ايده عليكى لما كلمتيه بالاسلوب ده
لولى باعتراض : بابى عمره ما مد ايده عليا
يوسف بسخرية : كويس انك افتكرتى انه بابى ، و ان انتى بالذات كان بيعاملك احسن من اى حد
لولى فضلت باصة ليوسف بضيق لحد ما سابتهم و طلعت من تانى على اوضتها ، فشمس بصت ليوسف اللى قالت له : و تفتكر بقى انى المفروض ارضى بالامر الواقع و افضل مع باباك و انا عارفة انه اتجوز عليا
يوسف : انا ما اقدرش اقول لك كده ، القرار ده ماينفعش حد ياخده غيرك انتى و بس
شمس بحيرة : اومال ايه معنى كلامك اللى انت كل شوية تقوله ده
يوسف سحب شمس من ايدها و قعدها جنبه و قال لها : يا ماما .. حضرتك و بابا طول عمركم كنت بحسكم اصحاب ، كنتوا بتتكلموا فى كل حاجة و دايما كنت بحس ان عقلكم و تفكيركم قريب اوى من بعض ، ليه كل ده يروح
شمس : انا مابقيتش فاهماك
يوسف : اللى اقصده انكم حتى لو انفصلتوا .. ليه تتحولوا لاعداء ، ليه مايفضلش بينكم و بين بعض جسر تتقابلوا عليه عشان خاطرنا و خاطركم ، حتى لو الجسر ده يبقى احنا يبقى ليه لأ
شمس بذهول : انت عندك كام سنة
يوسف بابتسامة : فاضل لى شهرين و اكمل تمنتاشر سنة .. نسيتى و اللا ايه
شمس : مانسيتش .. بس حسستنى انى قاعدة بتكلم مع جدك الله يرحمه
يوسف : دى حاجة تفرحنى
شمس : انت بتجيب الكلام ده منين
يوسف : انتى عارفة انى بحب القراية
شمس : و انت قريت الكلام ده
يوسف : مش بالظبط ، بس قريت عن تجارب اجتماعية كتير و حاولت على اد ما اقدر انى افهم الدنيا ماشية ازاى
الخلاصة يا ماما ان مهما حصل هيفضل هو ابونا و انتى امنا ، و ماينفعش ابدا نعيش بينكم و انتم اعداء لان فى النهاية يا هنخسركم انتم الاتنين يا انتم اللى هتخسرونا ، فعشان خاطرنا حاولى تهدى شوية و انتى بتفكرى
شمس : حاضر يا يوسف ، و اديك شايف انا اتعاملت مع باباك النهاردة ازاى
يوسف : طب ياريت حضرتك تحاولى تتكلمى مع لولى و تفهميها ان اللى بتعمله ده غلط ، و انها كده بتبعده عننا بزيادة
عند سالم .. خرج من عند شمس و هو زعلان جدا من اللى لولى عملته معاه و قالتهوله ، ركب عربيته و هو باصص على شباكها ، كان فاكرها هتقف تبص عليه بس مالقاهاش ، فطلع تليفونه كلم وليد ، و وصاه انه ياخد باله من شمس و من الشغل و يفهمها اللى بيحصل واحدة واحدة ، و حذره من شوقى و زيدان
بعدها ساق عربيته و هو مش قادر يفكر غير فى اخر جملة قالتهاله لولى لما قالت له .. الحقيقة انك اتجوزت و كمان مستنى بيبى جديد هيتسمى على اسمك و تنسانا بيه ، بس عشان تبقى عارف .. انا عمرى ما هتقبله و لا هحبه و عمرى كمان ما هسامحك لحد ما حد فينا يموت
وقف بالعربية على جنب و طلع تليفونه و اتصل على نهى و قال لها و هو مخنوق : انتى فى البيت و اللا روحتى لمامتك
نهى حست ان صوته متصايق فقالت له بقلق : مالك يا سالم .. حصلت حاجة تانى بينك و بين شمس
سالم : اما اجى يا نهى .. بس قوليلى الاول انتى فين
نهى : انا فى البيت يا حبيبى مستنياك ، ماقدرتش اروح فى حتة و انا قلقانة بالشكل ده
سالم بتنهيدة : ماشى حبيبتى انا جايلك فى السكة
بس قبل ما نهى ترد على سالم .. سمعت صوت عالي و دوشة جامدة و زعيق و لغط جامد ، و نهى قعدت تنده على سالم برعب و هى منهارة لحد ما اخيرا لقت حد بيرد عليها و بيقول : الو مين معايا
نهى و هى هتموت من الخوف : انت اللى مين .. ده تليفون جوزى هو فين
الشخص اللى بيكلمها : انا اسمى عصام و جوزك عمل حادثة و طلبنا الاسعاف و جاية فى السكة
نهى بانهيار : طب هو حصل له ايه طمننى الله يخليك
عصام : انا اسف بس هو حالته صعبة اوى و مغمى عليه
نهى و هى بتجرى عشان تلبس هدومها : قوللى انتو فين بالظبط بسرعة
عصام : احنا فى … ، بس حاولى تكلمينى كل شوية عشان وقت ما الاسعاف تيجى اقولك هيودوه على فين و انا هفضل جنبه لحد ما انتى تيجى
نهى بلهفة ماشى ماشى .. انا جاية حالا
نهى جريت على مكان الحادثة و بقت تكلم عصام كل شوية لحد ما وصلت عندهم و اتفاجئت ان الدنيا مقلوبة و بوليس كتير و كردون ، و عربية سالم ازازها اللى قدام كله مدشدش ، بس عينها كانت بتدور على سالم لحد ما اتفاجئت ان فى حد نايم على التروللى بتاع الاسعاف و مغطيبن وشه
الدنيا لفت بيها و كانت هتقع ، بس لحقت نفسها و قربت من التروللى ، لقت حد من العساكر بيمنعها فقالت بصوت شبه مسموع : عاوزة اتطمن على جوزى
لقت شاب بيقرب منها و قال لها : هو حضرتك المدام اللى جوزها عمل الحادثة
نهى هزت راسها بخوف و عيونها مموجة من الدموع ، فالشاب قال لها : شدى حيلك
هنا نهى وقعت على الارض حرفيا ، ماغابتش عن الوعى ، لكن غابت عن اللى بيحصل حواليها .. ماكانتش سامعاهم و لا فاهمة هم بيقولوا لها ايه
تفكيرها كان مشوش ، كانت لسه بتتكلم معاه فى التليفون .. كان المفروض راجع لها البيت
كان خلاص حجز تذاكر السفر و كانت هتروح له بعدها بحاجة بسيطة
بس كل ده راح و انتهى فى رمشة عين من غير ما حد فيهم يعمل حسابه ابدا على لحظة زى دى
نهى انتبهت من دوامتها على ظابط بيقرب منها و بيقول لها : انتى مراة اللى عمل الحادثة
نهى بصت له بتوهة و هزت راسها بالموافقة ، فقال لها : ممكن اخد منك شوية بيانات
نهى بعياط : عاوزة اشوفه من فضلك
نهى صعبت على الظابط و اخدها فعلا شافت سالم اللى اول ما شافته ماقدرتش تستحمل و استسلمت لدوامتها السودة اللى اخدتها لوقت طويل مافاقتش منها غير فى المستشفى و هى متوصل لها محاليل ، و هناك عرفت ان عصام فضل معاها و كان قاعد برة اوصتها لحد ما عرف انها فاقت ، فدخل اتطمن عليها و مدلها ايده بالموبايل بتاع سالم و قال لها : لما اغمى عليكى خفت لا يضيع لو اديته لحد و استنيت على ما اتطمن انك فوقتى عشان اديهولك
نهى بامتنان حزين : متشكرة
عصام : شدى حيلك و لو محتاجانى فى اى حاجة قبل ما امشى قوليلى انا تحت امرك
نهى : شكرا
عصام : مش محتاجة تكلمى حد او تبلغى حد يبقى معاكى
هنا نهى انتبهت و ركزت انها فعلا لازم تبلغ شمس و ولاده فقالت له : اكيد طبعا هكلمهم
عصام : عموما لو احتاجتينى فى اى وقت هتلاقى نمرتى موجودة فى الطوارئ بتاعة المستسفى ، و انا تحت امرك و اعتبرينى اخوكى الصغير
نهى بألم : هو بس لو تقدر تعرفلى هم ودوه فين
عصام : حاضر ، هعرف و ابلغك ، و كمان الظابط اللى كان موجود وقت الحادثة موجود هنا و اكيد برضة هو هيبقى عارف هروح اسأله و ارجعلك
عصام خرج فعلا و دور على الظابط ، و الظابط لما عرف ان نهى فاقت راحلها و اخد منها شوية بيانات و عرفت منه كل التفاصيل اللى المفروض تعرفها
بعد ما الظابط مشى ، نهى مسكت موبايل سالم و هى منهارة من العياط و فتحته بالباسوورد اللى حافظاه عن ظهر قلب و اللى كان شموسة دلع شمس اللى كان سالم بيحب يندهلها بيه و اللى كان مهما يغير تليفونه الا انه عمره ماغير الباسوورد بتاعه
نهى كلمت امجد اول حد و عرفته باللى حصل و بمكانهم ، و بعدها حاولت تلاقى صوتها عشان تكلم شمس ، فاتصلت عليها و اول ما شمس ردت و طبعا كانت فاكرة ان سالم اللى بيتصل بيها فقالت برسمية : ايوة يا سالم
نهى بتردد ممزوج برعشة من اثر العياط : ايوة يا مدام شمس
شمس شالت الموبايل من على ودنها و بصت فى الشاشة عشان تتاكد ان دى نمرة سالم ، و لما اتأكدت رجعت تانى قالت باستغراب : مين معايا
نهى بعياط : انا نهى
شمس فجأة حست برعشة فى جسمها و زى ما يكون ايد من حديد عصرت قلبها ، فقالت بتوجس : بتكلمينى ليه
نهى بصوت مش واضح قوى بسبب العياط و اللى شمس فهمته بالعافية : سالم عمل حادثة و هو راجع من عندك
شمس بخضة : حادثة ايه و ازاى ، ده ماشى من عندى من بدرى ، حصل له حاجة ، هو جنبك و اللا فين
نهى بانهيار : سالم مات .. مات و سابنا احنا الاتنين
شمس بحدة : ايه التخريف اللى انتى بتخرفيه ده ، واللا دى حركة عشان يخلينى اسامحه و اصالحه و اللا ايه
نهى و هى بتشهق و بتاخد نفسها بالعافية : كان رايحلكم و كله امل انكم تتصافوا قبل مايسافر ، كان خايف يسافر و حد منكم لسه زعلان منه ، ماكانش يعرف انه ماشى خالص و سايبنا كلنا
شمس ماقدرتش تقول غير كلمتين اتنين و بس : انتو فين
و بعد ما عرفت اسم المستسفى مابقيتش عارفة تفكر ، بقت عمالة تلف حوالين روحها ، لحد ما كلمت شيراز و قالت لها بانهيار : الحقينى يا شيراز .. نهى كلمتنى و بتقول ان سالم عمل حادثة بعد ما خرج من عندى
شيراز : اهدى طيب بالراحة .. حادثة جامدة يعنى .. حصل له حاجة كبيرة بعد الشر
شمس : سالم مات يا شيراز
شيراز بخضة : لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله ، انا جايالك حالا .. مسافة السكة
شمس غيرت هدومها و هى جسمها كله سايب منها و بتترعش على الاخر و مش مبطلة عياط ، و صوت عياطها كان عالى لدرجة ان ولادها سمعوها و راحوا خبطوا على اوضتها ، و لما ماقتحتلهومش يوسف قال من ورا الباب : ماما انا هفتح الباب انا قلقان عليكى فيكى ايه
و لما برضة ماسمعوش غير صوت عياطها .. يوسف فتح الباب و اتفاجئ بمنظر انهيارها فقال لها بخضة : ايه اللى حصل لكل ده .. فى ايه ، لو زعلانة من كلامى انا اسف حقك عليا ، اعملى اللى يريحك بس ماتعمليش كده فى نفسك عشان خاطرى
شمس بقت تبص ليوسف شوية و للولى شوية و هى مش عارفة تجيبلهم الخبر ازاى ، كل اللى طالع عليها انها بتبص لكل واحد شوية و هى مستمرة فى العياط ، لحد ما سمعوا صوت جرس الباب فيوسف نزل بسرعة يشوف مين ، لقى شيراز اللى اتفاجئ بيها بتاخده فى حضنها و بتقول له بمواساة : شد حيلك يا حبيبى
يوسف باستغراب : هو ايه اللى حصل بالظبط
شيراز فهمت ان يوسف لسه مش عارف فقالت له : هى مامتك فين
يوسف : فوق فى اوضتها و منهارة من العياط و مش عارف ايه السبب
شيراز جريت و راحت ناحية السلم من غير كلام و يوسف طلع وراها ، و اول ما دخلت على شمس ، شمس اترمت فى حضنها و هى بتقول لها : مش عارفة اقول لهم ازاى .. مش قادرة
هنا يوسف حس ان فى حاجة كبيرة فراح وقف قدام شيراز و قال لها : فى ايه يا طنط .. ممكن تفهمينى ايه اللى حصل
شيراز بتردد و زعل فى نفس الوقت انها هى اللى هتقول لهم خبر زى ده : باباكم .. بعد ما مشى من هنا النهاردة عمل حادثة و ….
شيراز سكتت لما لقت شمس صوت عياطها و نحيبها بيعلى بهيستريا
فيوسف قال بخوف : بابا حصل له ايه بالظبط
قبل ما شيراز ترد لقى لولى بتقول بتردد : انتو عاوزين تقولوا ان بابى حصل له حاجة مش كده ، و بصت ليوسف و قالت بانكار : هو فاكر انه لما يعمل كده هتكلم معاه تانى
يوسف بزعيق لشيراز : ماتتكلمى ياطنط و تقوليلى بابا حصل له ايه
شيراز بحزن : شد حيلك يا حبيبى .. البقاء لله
لولى بغضب : كدب ، اللى بتقولوه ده ماحصلش ، و برضة مش عاوزاه و مش هتكلم معاه و لا هرد عليه مهما عمل
شمس من وسط عياطها : خلاص يا لولى … خلاص ، احنا اللى هنبقى عاوزين نتكلم معاه و هو اللى مش هيرد علينا .. بابى خلاص راح و مش هيرجع تانى ابدا
لولى بصت لها بصدمة و فضلت ساكتة تماما ، و اتفاجئوا انها سابتهم و رجعت على اوضتها من غير اى رد فعل 
شيراز بصت ليوسف بحزن و قالت : شد حيلك يا حبيبى .. البقاء لله
لولى بغضب : كدب ، اللى بتقولوه ده ماحصلش ، و برضة مش عاوزاه و مش هتكلم معاه و لا هرد عليه مهما عمل و مهما قلتوا
شمس من وسط عياطها : خلاص يا لولى … خلاص ، احنا اللى هنبقى عاوزين نتكلم معاه و هو اللى مش هيرد علينا .. بابى خلاص راح و مش هيرجع تانى ابدا
لولى بصت لها بصدمة و فضلت ساكتة تماما ، و اتفاجئوا انها سابتهم و رجعت على اوضتها من غير اى رد فعل
يوسف بتوهان : انتو جيبتوا الكلام ده منين ، مين اللى قال لكم
شمس من وسط عياطها : نهى مراته كلمتنى من المستشفى و قالت لى
يوسف و هو بيحاول يتماسك : طب انا عاوز اروح له .. هو فين
شمس و شيراز و يوسف قرروا يروحوا يشوفوا سالم و شمس صممت ان لولى تروح معاهم و رفضت انها تسيبها لوحدها فى البيت فى موقف زى ده
و شيراز كلمت محامى معرفتها عشان يسهل لهم الاجراءات اللى محتاجينها
شمس انهارت تماما اول ما شافت سالم ، لاخر لحظة كان عندها امل ان الحكاية ماتطلعش فعلا كده، يوسف اخدها فى حضنه و دموعه ماليه عينيه ، بس كان حاسس انه لازم يتماسك عشان مامته و اخته
كان حاسس انه خايف و تايه ، بس اول ما لقى امجد قدامه اترمى فى حضنه و عيط زى البيبى الصغير لما لقى ان امجد كمان منهار و بيعيط من قلبه على صاحب عمره اللى فجأة راح من الدنيا كلها
امجد قرب من شمس يواسيها فقال لها : شدى حيلك يا شمس هانم
شمس بانهيار : مش قادرة يا امجد .. مش قادرة اصدق انه خلاص كده
امجد عينه وقعت على لولى اللى واقفه تراقب اللى بيحصل و هى ساكته تماما فقرب منها و قال لها : لولى حبيبتى شدى حيلك
لولى بصت له ثوانى و رجعت بعدت بعينيها عن عينيه و هى بتراقب انهيار مامتها و يوسف اكنها بتتفرج على فيلم او مسلسل فى التليفزيون
امجد رجع لشمس و قال لها : طبعا الاجراءات كلها هتخلص بكرة ، يعنى الافضل انكم تروحوا تستريحوا لحد الصبح ، و انا هروح لنهى المستشفى
شيراز بانتباه : مستشفى ايه
امجد بتردد و هو بيبص لشمس : نهى تعبت اوى بعد ما عرفت الخبر و حصل لها نزيف شديد ، و سيبتها فى اوضة العمليات و جيت اشوف سالم
شمس : خدنى معاك يا امجد
امجد : هتيجى معايا تعملى ايه بس يا شمس هانم
شيراز بفضول : هى لوحدها
امجد : روحت جيبتلها مامتها و اختها عشان يبقوا جنبها
شمس : طب خدنى معاك ابقى معاها
يوسف : ارجعى انتى يا ماما على البيت عشان تستريحى شوية و كمان عشان لولى ، و انا هروح مع عمى امجد اتطمن عليها و هجيلك على طول
شيراز : اسمعى الكلام يا شمس ، مرواحك دلوقتى مامنوش لازمة ، تعالى نروح نرتاح شوية اليوم بكرة هيبقى طويل اوى
شمس بعياط : هنسيبه هنا لوحده يا شيراز
شيراز بتأثر : ماهو يا حبيبتى لو وجودنا هينفعه كنا فضلنا معاه العمر كله .. ياللا يا شمس ياللا يا حبيبتى
عند نهى فى المستشفى .. كانت لسه فى اوضة العمليات لما امجد و يوسف وصلوا ، امجد عرف عنايات و نورا على يوسف اللى سلموا عليه بحزن و عزوه ، و بعدها امجد سألهم و قال : مافيش لسه اى اخبار
عنايات بحزن : قالوا انهم هيضطروا يولدوها عشان المشيمة انفصلت عن الجنين
امجد : لا حول و لا قوة الا بالله ، طب بقالهم اد ايه ، و قبل ماحد يرد عليه باب العمليات انفتح و خرج اتنين دكاترة .. عنايات و نورا جريوا عليهم اول ماشافوهم و عنايات قالت لهم بترجى : طمنونى .. بنتى عاملة ايه
دكتور منهم قال : الحمدلله ماتقلقيش .. على الصبح باذن الله هتكون احسن
نورا : طب و الجنين
الدكتور التانى : طبعا انتو عارفين ان كان لسه فاضل لها شوية على الولادة ، و عشان كده الجنين لسه مش مكتمل النمو ، فاحنا دخلناه الحضانة على طول لحد ما النمو بتاعه يكمل
نورا : يعنى ممكن يبقى كويس
الدكتور : ان شاء الله و كله بيد الله
امجد هنا اتدخل و قال : لو مدام نهى او البيبى محتاجين اى امكانيات مش موجودة فى المستسفى هنا .. احنا ممكن ننقلهم اى مكان تانى
الدكتور : الدنيا هنا تمام ماتقلقش و ان شاء الله يقومولكم بالف سلامة
امجد : طب هم ممكن يخرجوا امتى
الدكتور : مدام نهى ممكن تقعد معانا يومين او تلاتة بالكتير ، هتبات الليلة دى فى الرعاية ، و اول مانتطمن عليها هتروح اوضة عادية على طول ، لكن طبعا المولود قدامه شوية .. مش اقل من شهرين
امجد صمم انه يوصل عنايات و نورا البيت على وعد انه هيعدى عليهم الصبح عشان يوصلهم لنهى من تانى ، فعنايات قالت ليوسف بحذر: شد حيلك يا ابنى ، انا عارفة ان يمكن كلامى ده مش وقته لكن انا عاوزة اوصيك على اخوك اللى نجاته فى علم الغيب ده ، ده اخوك يا ابنى ، لو ابوك كان عايش كان هيفرح لما يلاقيك بتحبه و بتحاجى عليه
يوسف بحزن : ماتقلقيش يا طنط ، ان شاء الله كله هيبقى كويس
عنايات طبطبت على كتفه و قالت : ربنا يحبب قلوبكم فى بعض و يجعلكم سند و عون لبعض يا ابنى
بعد ما عنايات و نورا طلعوا بيتهم ، يوسف ركب من تانى جنب امجد عشان امجد يوصله البيت ، فامجد قال له بشجن واضح على صوته : يوسف يا حبيبى .. انا عاوزك تشد حيلك كده ، انت دلوقتى بقيت راجل العيلة رغم سنك الصغير ده ، انا عارف ان الشيلة تقيلة ، بس برضة عارف من كلام باباك عنك انك ادها
يوسف بشجن : ماكنتش اتمنى ابدا انه يسيبنا و يمشى و هم زعلانين من بعض بالشكل ده
امجد : حبيبى ده مكتوب
يوسف و دموعه غلباه : و الله حاولت يا عمو انى اهدى نفوسهم ناحية بعض ، حاولت اواجه كل واحد فيهم بغلطه عشان يقدروا يعدوا اللى حصل .. بس ماعرفتش
بابا كان مصمم انه حبهم هم الاتنين ، و ماما ماقدرتش تستوعب و لا تعدى جوازه عليها
اول مرة ادوق طعم الفشل و احس بمرارته بالشكل ده
امجد بتنهيدة مشروخة : حبيبى ده التصيب ، و اللهم لا اعتراض على قضائه
امجد سكت شوية و بعدين قال بتردد : بس فى حاجة لازم تعرفها و مش عاوزك تجيب سيرتها دلوقتى قدام اى حد لحد ما نشوف هترسى على ايه
يوسف : حاجة ايه يا عمو
امجد : ماحدش فيكم سأل الحادثة اللى باباك عملها حصلت ازاى
يوسف باستغراب : هتكون حصلت ازاى يعنى مش فاهم
امجد : اللى عرفته ان موتوسيكل من موتوسيكلات السباقات هو اللى عمل الحادثة بتاعة باباك
يوسف : موتوسيكل ، ازاى موتوسيكل يعمل حادثة مع عربية و اللى سايق العربية هو اللى يموت ، و اللا هى جت ازاى مش قادر اتصورها
امجد : الموتوسيكل كان متعمد انه يخترق الازاز بتاع عربية باباك من قدام
يوسف : ايه الكلام اللى حضرتك بتقوله ده .. يعنى ايه
امجد : يعنى الموتوسيكل جه ناحية باباك من الاتجاه العكسى و اخترق الازاز بتاع العربية و خبط باباك فى دماغه و صدره و الخبطة دى اللى ادت لوفاته و اللى كان سايق الموتوسيكل هرب بعدها
باباك كان راكن العربية على جنب وقت الحادثة يا يوسف ماكانش سايق
يوسف بتوجس : انت تقصد ان حد قصد انه يموت بابا
امجد : للاسف مالهاش اى تفسير تانى غير كده ، بس برضة مش عاوزين نسبق الاحداث ، لسه التحقيقات هتبين
يوسف : اومال حضرتك عرفت الكلام ده منين
امجد : لما نهى كلمتنى و بلغتنى جريت روحتلها ، و لما وصلت لها
فلاش باك
امجد راح على اوضة نهى اللى كانت مفتوحة و لقى عندها عصام و طبعا امجد ما كانش يعرفه ، و اول ما امجد دخل .. نهى قالت له بانهيار و هى ماسكة بطنها و واضح عليها انها بتتوجع اوى : الحقنى يا امجد .. قت/لوا صاحبك .. قت/لوه يا امجد
امجد : ايه الكلام الفارغ ده .. مين اللى يقدر يعمل كده
نهى شاورت لعصام و قالت له : ما اعرفش .. احكيله اللى حكيتهولى
عصام بص لامجد و قال له : انا كنت موجود مكان الحادثة عشان عندى محل صغير هناك ، و كنت قاعد قدام المحل لما جوز مدام نهى و اللى كان سايق العربية .. ركن العربية على جنب و كان بيتكلم فى التليفون ، و كان فى موتوسيكل من بتوع السباقات كان جاى وراه و لما العربية ركنت هو كمان ركن بعيد عنه شوية ، بس بعدها بثوانى طلع تانى بالموتوسيكل لحد ما بعد مسافة كده بس اتفاجئت بيه انه راح راجع بعزم مافيه و بسرعة جامدة ناحية العربية و طار بالموتوسيكل دخل فى ازاز العربية و خبط اللى كان سايق فى رأسه و صدره ، و على ما الناس انتبهت للى حصل كان اخد الموتوسيكل بتاعه و طار
عودة من الفلاش باك
امجد : نهى بعد الخبر حصل لها اللى حصل ، و اول ما دخلت العمليات روحت جيبتلها مامتها و اختها و بعد كده جيتلكم ، فاللى انا عاوزه منك دلوقتى انك ماتجيبش سيرة كلمة واحدة من اللى قلتهولك ده لمخلوق لحد مانشوف هيحصل ايه ، انا بس بقوللك عشان تنتبه اكتر لنفسك و اختك و مامتك
يوسف بتيه : مين اللى ممكن يفكر يأذى بابا بالشكل ده
امجد : عصام قال اقواله فى المحضر اللى اتعمل ، و الظابط قال انهم هيفرغوا الكاميرات اللى فى المنطقة بتاعة الحادثة كلها ، و ان شاء الله يوصلوا للى عمل كده و نعرف السبب
يوسف بعياط : طب انا مش عارف المفروض ايه اللى يتعمل دلوقتى
امجد كان وصل قدام الفيلا بتاعة شمس فقال : اللى يتعمل انك تدخل و ماتسيبش مامتك و اختك لحظة واحدة ، و حاول تتماسك عشان خاطرهم ، و انا هتابع معاكم بالتليفون كل حاجة

يوسف و هو بيمسح دموعه : المفروض المحامى اللى طنط شيراز كلمته هيخلص الاجراءات كلها
امجد : تمام ، لو جد جديد كلمنى على طول عرفنى ، و طبعا لو احتاجتوا اى حاجة انا موجود
يوسف دخل البيت ، لقى المكان فاضى ، فطلع على فوق سمع صوت زعيق بين مامته و لولى ، مشى ورا الصوت لحد ما وصل لاوضة لولى فلقى مامته ماسكة راسها بتعب و شيراز بتحاول تسندها و بتقول : طب بالراحة بس يا شمس ، انتى هتقعى من طولك
شمس بانهيار : انتى مش سامعة اللى بتقوله و لا شايفة عمايلها
لولى بنزق : انا اللى عاوزة اعرف انتى مصدقاه و بتساعديه كمان ليه
يوسف : فى ايه
شمس قعدت و هى ماسكة راسها و بتقول بعياط : انا حاسة انى هيغمى عليا
شيراز : طب قومى معايا تعالى اوديكى اوضتك تستريحى شوية على ما اعمل لك كوباية عصير
يوسف سند شمس مع شيراز لحد ما وصلها اوضتها و قعدها فى سريرها و قال : فى ايه يا ماما ، ايه اللى حصل تانى
شيراز : خليك معاها يا يوسف على ما انزل اعمل لها اى حاجة مسكرة و ارجع
يوسف : ماشى يا طنط انا معاها ماتقلقيش
بعد ما شيراز نزلت يوسف اخد مامته فى حضنه و ما اتكلمش بس لقاها بتقول بعياط : اختك يا يوسف
يوسف : مالها يا ماما .. عملت ايه تانى
شمس : مصممة ان موت ابوك تمثيلية و انه ماماتش بجد ، و ان كل ده علشان تسامحه
يوسف بتعب : طب بالراحة يا ماما و اهدى ، و سيبيها شوية و انا هتكلم معاها ، هى بس مش قادرة تستوعب الصدمة
شمس بعياط : و مين بس اللى مستوعب كل اللى حصل ده
يوسف : انا عاوزك تهدى بس شوية و حاولى تناميلك ساعتين على مانشوف هنعمل ايه
شيراز رجعت معاها عصير و قعدت جنب شمس تحاول تشربهولها ، فيوسف جه يقوم شمس سألته بلهفة و قالت : شفت نهى
يوسف بحزن : سيبناها فى الرعاية المركزة
شمس : ليه .. هى حالتها صعبة اوى كده .. فهمنى حصل ايه
يوسف : المشيمة انفصلت و اضطروا يولدوها ، و البيبى دخلوه الحضانة و هى دخلوها الرعاية و قالوا انها احتمال تروح اوضة عادية بكرة اما يتطمنوا عليها
شمس بتردد : هى كانت معاه فى الحادثة
يوسف : لا يا ماما ماكانتش معاه
شمس بغيرة : اومال اشمعنى هى اللى عرفت الاول
يوسف : اللى فهمته انها اتصلت بيه و حد من اللى كان موجود وقت الحادثة لقى التليفون و رد عليها و بلغها
شيراز بانتباه : احنا لحد دلوقتى ماعرفناش الحادثة حصلت ازاى
شمس بعياط جامد : ااه لو شفتي شكله يا شيراز ، لا يمكن تتحملى المنظر ابدا
يوسف بحزن و هو بيحاول يكتم دموعه : ازاز العربية كله دخل فيه
شيراز بزعل : الله يرحمه و يحسن اليه.. ادعوله ، و روح يا يوسف ياحبيبى خد حمام دافى و حاول تنام شوية
يوسف : حاضر .. هبص على لولى بس الاول
شيراز : ياريت ، بس بالراحة عليها يا حبيبى
يوسف باستسلام : اكيد يا طنط .. ماتقلقيش
يوسف خبط على اوضة لولى اللى كان بابها موارب ، و دخل ، لقاها واقفة فى الشباك بتاع اوضتها بهدوء ، فراح وقف جنبها و حط ايده على كتفها و قال : و بعدين يا لولى
لولى بصت له و رجعت بصت بسرعة من تانى قدامها لكن يوسف قدر فى الثوانى دى انه يلمح دموعها فقال لها : لسه زعلانة منه
لولى : اكتر من الاول
يوسف : طب و بعدين ، نتيجة الزعل ده هيبقى ايه
لولى مدت ايدها مسحت وشها و اتعدلت قدام اخوها و قالت له : مراته ولدت ايه
يوسف : تقريبا ولد .. مش متأكد
لولى : شفته
يوسف هز راسه بنفى و قال : حطوه فى الحضانة عسان نموه مش كامل
لولى بانتباه : تقصد انه ممكن مايعيشش
يوسف : الله اعلم يا لولى ، بس الحالات دى بتبقى صعبة اوى .. ربنا يستر
لولى : طب هى ولدت قبل معادها ليه
يوسف : من صدمتها بخبر الحادثة بتاعة بابا و زعلها .. ماقدرتش تتحمل
لولى برعشة فى جسمها مش قادرة تسيطر عليها : بس هم بيكدبوا يا يوسف .. مش كده
بابى اتعور بس .. صح ، انت شفته.. هو متعور بس مش كده ، لكن هو مامتش زى ما فعدوا يقولوا .. صح يا يوسف
يوسف ضم لولى فى حضنه و قال بحزن : ششششش .. كلنا هنموت يا لولى ، هى بس مسألة وقت مش اكتر ، و الكلام ده ماينفعش حد يكدب و لا يهزر فيه
لولى بنشيج : بس ماينفعش يموت قبل مانتصالح انا و هو يا يوسف ، انا قلتله انى مش هكلمه لحد ما حد فينا يموت بس ماكنتش اعرف انه هيموت كده بسرعة .. ايه .. كان مستنينى اقول له كده عشان يموت ، و اللا مات عشان اصالحه يا يوسف ، ليه سابنى و مشى لما قلت له كده ، ليه ماقعدش يحايل فيا و يصالحنى زى ماكان دايما بيعمل ، اشمعنى المرة دى زعل اوى كده و سابنى و مشى .. اشمعنى يا يوسف
يوسف فضل يهدهد فيها بحنية ، و بعدين قال لها بزعل : يمكن عشان لقانا كلنا لاول مرة فى عمره واقفين ضده ، يمكن عشان مابقاش لاقى حد فينا سنده و لا وقف معاه و لا حتى حاول يفهمه
لولى : بس انت كنت بتسانده
يوسف : بس كان عارف انى برضة زعلان منه
لولى عيطت بزيادة و هى فى حضن اخوها ، فيوسف طبطب عليها و قال لها : انا عاوزك تعيطى على اد ماتقدرى ، عيطى لحد ما كل مخزون العياط اللى عندك يخلص او مايخلصش مش مشكلة
بس مش عاوزك تجيبى سيرة زعلك مع بابا تانى و خصوصا قدام ماما ، ماما لولا انها عاوزة تبان قدامنا انها جامدة كانت وقعت من بدرى زى نهى
فبلاش نوجعها بزيادة ، كفاية اللى هى فيه
و حاولى تغيرى هدومك و تاخدى دش و تناميلك شوية ، اليوم بكرة هيبقى طويل على الكل
تانى يوم المحامى خلص كل اجراءات الدفن و جهز كل التصاريح و بلغ شيراز اللى اتكفلت انها تعلن خبر وفاة سالم و اللى كان صدمة بكل المقاييس للكل ، و شمس قررت ان الدفن يتم فى نفس اليوم
و اثناء تجهيز سالم عشان الغسل .. شمس اتفاجئت بامجد و هو داخل و سايق قدامه كرسى بعجل و نهى قاعدة عليه و وشها اصفر و شفايفها بيضا زى البفتة و عيونها بلون الجمر غير دموعها اللى غاسلة وشها و مابتقفش
امجد وقف قدام شمس و نهى رفعت وشها لشمس و قالت لها بترجى و اعياء شديد : اسمحيلى اشوفه لاخر مرة
شمس بصت لشيراز و لامجد بحيرة ، فنهى قالت تانى : ارجوكى و اوعدك انك ماتعرفيش عنى اى حاجة تانى لحد اما اموت ، بس سيبينى اودعه
شمس بجمود حزين : ما اقدرش امنعك .. مش من حقى
نهى بامتنان : شكرا .. كتر خيرك
امجد باعتذار : انا اسف يا شمس هانم ، بس ماكانش ينفع امنعها
شمس هزت راسها بتفهم و شيراز قالت : دخلها تشوفه يا امجد قبل ما يبتدوا الغسل
امجد فعلا اخد نهى تشوف سالم لاخر مرة ، و لما وصلت لعنده ماقدرتش تمسك دموعها من شكله اللى كان متبهدل ، بس كل اللى قدرت تقوله لما مسكت ايده : هتوحشنى اوى ، و عمرى ماهنساك ، و هدعى ربنا انى اجيلك بسرعة ، لو كان ينفع كنت جيت معاك من دلوقتى
و دخلت فى نوبة عياط .. اغمى عليها على اثرها و امجد اخدها و خرج بسرعة يستنجد باى حد يفوقها ، و برغم انها صعبت على شمس لكن ماقدرتش تقرب منها ، بس يوسف جرى مع امجد لحد ما اتطمنوا انها فاقت و امجد قال ليوسف ، انا هرجعها المستشفى و ارجعلكم بسرعة .. اوعوا تتحركوا قبل ما ااجى
كل حاجة خلصت بسرعة ، و الجنازة كانت مليانة بالعمال و الموظفين بتوع المصنع و الشركة و طبعا شوقى كان موجود و اللى كان كل شوية بيعرض خدماته على شمس اللى ماكانتش بترد على اى حد باكتر من كلمة شكرا
شمس قررت تعمل العزا فى الفيلا بتاعتها ، خلت يوسف مع امجد يستقبلوا المعزيين من الرجالة كلهم فى الجنينة و هى و شيراز و معاهم لولى بيستقبلوا المعزيين من الستات جوة فى الفيلا ، لكن طبعا من وقت للتانى .. كان فى بعض الرجالة اللى على صلة بيها و يعرفوها معرفة شخصية .. كانوا بيدخلوا جوة يقدموا لها واجب العزا قبل ما يمشوا ، و طول الوقت شيراز ماسابتهاش لحظة واحدة .. كانت على طول جنبها و ماسكة ايديها ماسابتهاش ، العزا كان مليان ناس شمس ماتعرفش معظمهم ، لكن كانت بتشكرهم لما بيقربوا منها عشان يعزوها و هم بيترحموا على سالم و بيدعوا له
لكن فى لحظة شمس حست ان ايد شيراز بتترعش و هى ماسكاها ، و لما بصت لها تطمن عليها ، لقتها بتبص ناحية باب الفيلا و مركزة مع حد جاى من بعيد مع امجد
شوية و امجد قرب منها و قال لها و هو بيعرفها على اللى معاه : شمس هانم .. ده رشيد ابن خالتى ، يمكن بقالك كتير ماقابلتيهوش ، بس اعتقد لسه فاكراه ، نزل من الكويت على اول طيارة اول ماعرف الخبر
رشيد بمواساة : البقاء لله يا مدام شمس .. وفاة سالم خسارة لينا كلنا ، شدى حيلك
شمس : الشدة على الله .. شكرا يا استاذ رشيد
رشيد بص ناحية شيراز اللى كانت بتبص له بشوق و حزن فى نفس الوقت و سلم عليها براسه و عينيه ماليها شوق كبير ليها ، و رجع بص لشمس و قال: انا موجود فى مصر فترة ، ياريت تعتبرينى اخ ليكى و لو احتاجتى اى حاجة اقدر اقوم بيها ماتتردديش انك تكلمينى
شمس : كتر خيرك .. شكرا
رشيد انسحب مع امجد و هو عينه بتتلفت كل دقيقة لشيراز اللى هى كمان كانت متابعاه لحد ما اختفى عن عينيهم
بعد ما معظم الناس مشيوا ، شمس لقت شوقى داخل لها و معاه واحد اول مرة تشوفه ، وقفوا قدامها و شوقى قال لها : شمس هانم.. ده زيدان باشا العرابى .. حابب انه يعزيكى بنفسه
شمس بصت لزيدان اللى قال لها : البقية فى حياتك يا شمس هانم
شمس باختصار : شكرا
زيدان : رغم انى كان نفسى اتشرف بمعرفتك فى وقت و ظروف احسن من كده ، بس معلش .. النصيب ، و طبعا مش محتاجانى اقول لك انك لو احتاجتى اى حاجة تشاورى بس و تبقى حاضرة عندك حتى لو فى المريخ
شمس : متشكرة
زيدان مدلها ايده بالكارت بتاعه و قال : ده الكارت بتاعى .. ان شاء الله اتشرف بسماع صوتك
شمس اخدت منه الكارت من غير ماترد و بعدت عينيها عنه
كانت حاسة بالخوف من نظراته و قلق من كلامه من غير ما تقدر تحدد سبب معين لخوفها و قلقها ده
و بعد ما مشيوا من قدامها ، شيراز دلكت ايدين شمس بايديها و هى بتقول لها بقلق : ايديكى بتترعش يا شمس .. انتى كويسة
شمس حركت راسها يمين و شمال بمعنى انها مش كويسة ، فشيراز قالت لها : تحبى اطلعك اوضتك تستريحى شوية
شمس : و الناس اللى جاية تعزينى دى
شيراز وقفت و قالت لها بتشجيع : الناس اكيد هتعذرك ، قومى معايا اطلعك اوضتك
شمس بقلق : و لولى
شيراز : لولى قاعدة وسط صاحباتها ، تعالى اطلعك و هنزل لها تانى مش هسيبها ماتقلقيش
شيراز قومت شمس و قالت بصوت عالى : بعد اذنكم يا جماعة ، بس مدام شمس مش هتقدر تقعد اكتر من كده ، هطلعها اوضتها تستريح و هرجعلكم تانى .. بعد اذنكم
شيراز طلعت شمس اوضتها و ساعدتها تغير هدومها و دخلتها سريرها و قالت لها : حاولى تناميلك شوية ، و انا هفضل معاهم تحت لحد ما كل حاجة تخلص و اتطمن على الولاد ماتقلقيش
شمس بتعب : اوعى تسيبينى و تمشى يا شيراز
شيراز : اكيد مش هسيبك ماتقلقيش
شيراز رجعت للمعزيين و فضلت موجودة لحد ماودعت اخر واحدة كانت موجودة ، راحت للولى و خلتها تطلع اوضتها هى كمان تستريح
و وقفت تتابع الشغالة و هى بتروق مطرح الناس اللى كانت بتعزى ، و عينها راحت برة تشوف لسه فى حد و اللا لا ، لقت امجد واقف مع يوسف بيتكلم معاه ، و رشيد هو كمان واقف معاهم بس كانت عينه مركزة مع زيدان اللى كان لسه قاعد مع شوقى و بيتكلموا مع بعض و عينيهم بتفصص كل جزء فى المكان و على وشوشهم ابتسامة صفرا
شيراز رجعت للمعزيين و فضلت موجودة لحد ماودعت اخر واحدة كانت موجودة ، راحت للولى و خلتها تطلع اوضتها هى كمان تستريح
و وقفت تتابع الشغالة و هى بتروق مطرح الناس اللى كانت بتعزى ، و عينها راحت برة تشوف لسه فى حد و اللا لا ، لقت امجد واقف مع يوسف بيتكلم معاه ، و رشيد هو كمان واقف معاهم بس كانت عينه مركزة مع زيدان اللى كان لسه قاعد مع شوقى و بيتكلموا مع بعض و عينيهم بتفصص كل جزء فى المكان و على وشوشهم ابتسامة صفرا😏
و لاحظت ان خلاص كل المعزيين مشيوا ، فحمحمت بصوتها و ندهت على يوسف اللى التفت لها و راح عليها فقالت له : عاوزاك تنده لعمك امجد بشويش من غير ماحد ياخد باله ، خليه يجينى و خليك انت واقف معاهم برة عشان ماحدش ياخد باله
يوسف باستغراب : اصلا عمو رشيد باصص علينا اهو ، هو و عمى امجد
شيراز : طب ارجع انت خليك مع رشيد و ابعتلى امجد من غير ما شوقى ياخد باله
يوسف : هو فى حاجة و اللا ايه
شيراز : هفهمك بعدين ، بس بلاش نضيع وقت
يوسف رجع وقف مع امجد و رشيد و قال لامجد بصوت خافت : طنط شيراز عاوزة حضرتك تدخل لها من غير ما المحامى و اللى معاه ياخدوا بالهم
امجد عينه بسرعة راحت لشوقى ، و اللى كان مستغرب من قعدته لحد دلوقتى ، بس راح عند شيراز اللى قالت له : استاذ امجد .. انا حبيت بس الفت نظرك ان شمس هتلغى اى تعامل مع شوقى المحامى ، و عشان كده .. بعد اذنك انا عاوزاه يمشى فى وجودك انت و رشيد ، اوعوا تمشوا و تسيبوه
امجد باستغراب : انا كده كده ما كنتش همشى و اسيب حد ، بس هو حصل حاجة و اللا ايه
شيراز : اعتقد ان ده موضوع يخص شمس لوحدها ، و هى بس اللى من حقها تتكلم فيه ، انا بس حبيت الفت نظرك ان شوقى مابقاش المحامى بتاع شمس ، و لولا اللى حصل من امبارح للنهاردة كان زمانها لغت كل التوكيلات اللى عاملاهاله
امجد باستيعاب : ماتشغليش بالك ، و ان كان على حكاية لغى التوكيلات انا الصبح هبعتلها المحامى بتاعى مع موظف من الشهر العقارى يخلص لها كل الكلام ده
شيراز : ياريت يا استاذ امجد ، و اهو يمكن تنشغل بالحكاية دى عن اللى حصل شوية
امجد بحزن : اللى حصل لا يمكن يتنسى و لا ننشغل عنه بسهولة يا شيراز هانم
شيراز بحزن : ايوة .. المصيبة كبيرة اوى ، و خصوصا ان شمس مالحقتش تفوق من خبر جواز سالم الله يرحمه
امجد هز راسه بتفهم و التفت ناحية برة و قال لها : انا هروح اشوف الليلة دى هتتلم ازاى
شيراز : و انا موجودة هنا على ما كل حاجة تنتهى
امجد رجع وقف برة من تانى مع رشيد و يوسف ، فرشيد قال له : مش المفروض خلاص كده و اللا ايه ، على الاقل اصحاب البيت يلحقوا يستريحوا شوية
امجد : ايوة فعلا ، و راح ناحية الناس اللى مسئولة عن البوفية و امرهم انهم يطفوا نور الكشافات الزيادة اللى كانوا حاطينها فى الجنينة ، و طلب منهم يلموا كل حاجة و ينضفوا المكان
اول ما نور الكشافات انطفى ، شوقى و زيدان بصوا لبعض و قاموا راحوا ناحية امجد و رشيد و يوسف ، و شوقى مد ايده لامجد و قال له : سعيكم مشكور
امجد رغم استغرابه : ذنبكم مغفور
شوقى : مش كفاية كده بقى ، عشان اكيد شمس هانم محتاجة تستريح شوية
امجد : فعلا .. و كتر خيركم على تعبكم معانا
شوقى : هو حضرتك من العيلة و اللا حاجة ، اصل على حد علمى ان المرحوم و شمس هانم اخر سلالة من العيلة
يوسف : ده عمو امجد و ….
امجد قاطعه و قال : شرفتنا يا متر .. و الحقيقة انا اللى المفروض اقول لك .. شكر الله سعيكم
شوقى بسخرية متوارية : كدهوة .. افهم من كده ان احنا اللى هنمشى و نسيبكم
امجد : بالظبط كده
شوقى : ماشى ، مرة احنا الاول مافيهاش حاجة ، و بعدها خبط بايده على كتف يوسف و قال : شد حيلك يا يوسف ، انت بقيت مكان بابا دلوقتى
و سابهم و مشى مع زيدان ، لكن لفت نظر امجد انهم وقفوا شوية قدام عربياتهم يتكلموا و كان دايما زيدان بيشاور على اماكن معينة فى الفيلا ، و فضلوا على حالهم ده حوالى عشر دقايق قبل مايسلموا على بعض و كل واحد منهم يركب عربيته و يمشى فى طريقه
رشيد بص لامجد و قال له باستغراب : ايه حكايتهم دول
امجد : ده شوقى المحامى بتاع المصنع و الشركة ، و عرفت من شيراز دلوقتى ان شمس هتلغى التوكيلات اللى عملاهاله
رشيد : فجأة كده و اللا حصل حاجة
امجد : الحقيقة ماعنديش تفاصيل ، بس المرحوم كان قاللى انه حاسس ان الراجل ده فى حاجة مش مظبوطة و انه زى ما يكون كان شمتان فيه وقت ما حصل اللى حصل بينه و بين شمس
يوسف بانتباه : تفتكر يا عمو ان ممكن يكون هو اللى بعت الفيدو و عقد الجواز لماما

امجد بتفكير : و الله يا يوسف كل شئ دلوقتى بقى وارد
بعد شوية كان الويترات بتوع العزا لموا كل حاجة و رجعوا الجنينة زى ما كانت بمساعدة مطاوع ، فامجد قال ليوسف : ياللا يا حبيبى روح انت كمان استريح لك شوية ، و انا هحاسب الناس و همشى انا كمان
يوسف : ايوة .. بس ماما سايبة معايا فلوس عشان احاسبهم و كمان احاسب حضرتك على مصاريف الجنازة
امجد بحزن و تأثر : مش هينفع يا يوسف للاسف
يوسف باستغراب : ليه ما ينفعش
امجد سكت شوية و بعدين قال بتنهيدة حارة : باباك الله يرحمه كان اكتر من اخويا يا يوسف ، و كان سره كله معايا ، ابوك انجرح اوى من اللى مامتك عملته بعد ما عرفت بجوازه من نهى ، زعل و انجرح ان كل تفكيرها جه فى المصنع و الشركة و الفلوس و بس ، و عشان كده الله يرحمه قبل ما يموت بيوم واحد عدى عليا و قاللى
فلاش باك
كان امجد قاعد فى الكوفى شوب بتاعه لما سالم دخل عليه و سلم عليه و قعد قدامه و قال له : اطلب لى قهوة يا امجد احسن دماغى على اخرها
امجد طلب له قهوة و قال له : ايه مالك .. شكلك تعبان و مرهق ليه كده
سالم : بقالى يومين بخلص فى اجراءات السفر عشان اروق دماغى اليومين اللى باقيينلى
امجد : و قدرت تنجز و اللا محتاج لمساعدة
سالم : خلاص الحمدلله .. حجزت خلاص
امجد : ربنا يجعلها فاتحة خير ، و ان شاء الله تنبسط مع رشيد و تفضلوا متفاهمين
سالم : رشيد ابن حلال و مش لسه يعنى هعرفه النهاردة يا امجد ، ده انا كمان بعتتله كتالوجات بالمكن اللى محتاجينه عشان اما اوصل مانضيعش وقت
امجد بص لسالم بتمعن و قال له : فيك ايه .. حاسس انك مش مظبوط
سالم بتنهيدة : حاسس انى مقبوض و مش فاهم ليه
امجد بتفهم : ما انت اكيد برضة عشان اول مرة هتشتغل فى غير ملكك و غير بلدك ، و اكيد برضة مش هتبقى سهلة و لا هتبقى مبسوط بالغربة
سالم : و يمكن عشان هقابل شمس بكرة
امجد : جديدة دى ، امتى حصلت التطورات دى و ليه ماقلتليش
سالم حكى لامجد على التحويل و الرسالة اللى بعتها لشمس و اللى حصل بعدها فامجد قال له : خايف من المواجهة
سالم : انا ماعملتش حاجة اتكسف منها عشان اخاف من المواجهة يا امجد
امجد : اومال ايه اللى قالقك بالظبط
سالم : خايف نهاية المقابلة دى تبقى بداية الفراق الابدى بينى و بينها
فضلوا ساكتين شوية و بعدين امجد قال : لازم و انت رايح تبقى عامل حسابك على كل النتايج اللى ممكن تحصل يا سالم
سالم : مهما هستعد ، عمر استعدادى ما هيخلينى اقدر افارقها يا امجد ، انت عارف انا بحبها اد ايه
امجد : المهم ان هى اللى تعرف
سالم : طول عمرها عارفة انها قاعدة فى قلبى و مربعة
امجد : ماتنساش ان مهما ان كان مش سهل ابدا على اى ست انها تعرف ان جوزها متجوز عليها ، خصوصا ان حبكم بينضرب بيه المثل من كل اللى حواليكم
سالم سكت شوية و بعدين مد ايده بكيس لامجد و قال له : خلى دول معاك
امجد و هو بياخد الكيس : ايه دول
سالم : دول ميتين الف جنية
امجد باستغراب : بتوع ايه دول
سالم : خليهم معاك لاى ظرف طارئ ، عشان لو نهى او شمس او حد من الولاد احتاج لاى حاجة و انا مسافر .. انا حاولت اسيبهم لنهى بس لقيتها رافضة تخلى معاها غير مصاريفها الضرورية و بس ، و قالت لى ان معاها كفاية ، و خافت ينصرفوا او يضيعوا منها ، و طبعا سمس هترفض تاخدهم ، فنهى هى اللى اقترحت عليا انى اسيبهم معاك
امجد : ماشى ، بس اشمعنى ، و جيبت منين الفلوس دى اصلا
سالم : بعت حتة الارض بتاعة ماما الله يرحمها اللى فى البلد ، كنت محتاج سيولة عشان اقدر اتحرك
امجد : خسارة يا سالم ، طب ليه ماقلتليش كنت اديتلك من معايا
سالم : كده احسن ، و الصراحة زى ما تكون الارض كانت مستنيانى افكر ابيعها ، انت عارف انها لسه داخلة كردون المبانى من سنة بس ، و اول ما فكرت ابيعها لقيت لها بدل الشارى اربعة و الحمدلله اتباعت هوا
عملت كل الاجراءات بتاعتى و طبعا خليت معايا مبلغ يبقى معايا فى اول سفرى ، و دول اللى باقيين ، و جيبتهملك عشان قررت انى مش عاوز حد يصرف عليا و لا على حد من اهل بيتى مليم مش من فلوسى يا امجد لحد ما اموت و اتكفن و اندفن ، لازم كله يبقى من مالى انا ، انا مش قادر اتخطى اللى حصل و الله اعلم اذا كنت هقدر اتخطاه و اللا لا ، انا بأمنك يا امجد لانى داخل على غربة ، يوم ما يجينى الاجل .. كل مليم يا امجد يتصرف وقتها لازم يبقى من فلوسى انا و بس
امجد : يا عم ايه لزمته الكلام ده بس دلوقتى
سالم: دى وصيتى ليك يا امجد
عودة من الفلاش باك
امجد : و عشان كده يا يوسف .. لازم تعرفوا ان كل مليم انصرف على خرجة بابا و العزا بتاعه من فلوسه ، و كمان دفعت جزء منها فى المستشفى عند نهى و الحضانة بتاعة البيبى و اللى الله اعلم هيتصرف عليها اد ايه تانى
و انا مش هقدر اقدم لكم كشف حساب قبل ما اتطمن على نهى و اخوك
يوسف بحزن : اللى حضرتك تشوفه صح يا عمو اعمله ، و اكيد الحضانة بتاعة البيبى هتحتاج مبلغ كبير اوى ، فلو سمحت لو ده حصل و احتاجت فلوس زيادة .. بلغنى ، انا معايا فلوس فى الفيزا بتاعتى
امجد طبطب على يوسف و قال له : اللى خلف مامتش يا يوسف ، ربنا يا ابنى يزرع حبكم لبعض فى قلوبكم
طول الوقت اللى كان امجد و يوسف بيتكلموا فيه ، كان رشيد واقف معاهم بجسمه بس ، لكن روحه و عقله و قلبه كانوا فى حتة تانية خالص ، كانوا جوة عند شيراز ، اللى كانت قاعدة فى مكان كاشفهم لها و هى كمان مكشوفة ليهم ، و لما ابتدى امجد يحكى ليوسف على اللى حصل بينه و بين سالم ، رشيد رمى السيجارة اللى كان ماسكها بين صوابعه على الارض و دهسها برجله و مشى بالراحة لحد ما وصل عند شيراز و وقف قصادها و قال : ازيك يا شيراز
شيراز وقفت هى كمان و جسمها كله بيترعش و بيتنفض من جواها و قالت بلجلجة : انا الحمدلله بخير ، انت عامل ايه
رشيد بابتسامة باهتة : بيقولوا عايش
شيراز بخفوت : مش كنت بطلت السجاير ، رجعت لها تانى ليه
رشيد : بقت الحاجة الوحيدة اللى بتتحر/ق مع روحى كل يوم و انتى مش قدامى
شيراز بتردد و هى بتبلع ريقها بالعافية : ايه اللى جابك يا رشيد ، ليه جاى بعد السنين دى توجع فينا من تانى
رشيد بسخرية : انا وجعى ماخفش اولانى من الاصل عشان تقولى انه هيرجع من تانى يا شيراز ، لو كنتى انتى قدرتى تنسينى .. فانا عمرى مانسيتك لحظة واحدة من عمرى اللى مات فى بعدك
شيراز بخوف : بعد الشر عليك
رشيد بسخرية وجع : مين اللى قال ان الموت شر ، ساعات الموت بيبقى راحة يا شيراز ، مش شر ابدا ، سالم مات فى حادثة رغم ان كان نص قلبه مفارقه من قبلها لانه كان عارف و حاسس من جواه ان شمس مش هتقبل انها تفضل معاه بعد اللى عرفته ، و لو كان فضل عايش كان هيفضل بقية عمره بنص قلب و نص روح
شيراز : الله يرحمه .. كان مصمم انه بيحبهم هم الاتنين
رشيد : من اخر اجازة ليا فى مصر وقت ما رفضتى جوازنا ، وقتها كان سالم حب نهى و اتعلق بيها فعلا ، و كان بيحاول يبعد عنها عشان خاطر شمس ، بس كل ما كان بيحاول يبعد .. كل ما كان قلبه بيوجعه اكتر ، وقتها انا اللى نصحته انه يتجوزها و مايبعدش عنها
شيراز بذهول : انت يا رشيد ، انت اللى نصحته يتجوز على شمس
رشيد : ايوة انا ، ايه الجريمة اللى ارتكبتها انى حاولت اخليه مبسوط و سعيد
شيراز : و ما اخدتش بالك ان نصيحتك دى وجعت شمس و جرحتها
رشيد : على حد علمى ان شمس لولا ان حد لئيم فتش لها سر سالم و نهى ماكانتش عرفت و لا حست من اساسه
شيراز : و هى بس المشكلة فى انها عرفت امتى و ازاى و اللا المشكلة انه اتجوز عليها من الاساس ، المفروض الراجل لما بيحب واحدة بجد ، مابيقدرش يشوف اى ست تانية ، و بيبقى مستكفى بحبيبته عن جنس حواء كله
رشيد : مش دايما يا شيراز .. كل قاعدة و ليها شو.اذ ، و لا كل الرجالة زى بعض ، و لا كل الستات زى بعض
شيراز : برضة ماجاوبتش على سؤالى .. ايه اللى جابك
رشيد : لسببين .. سبب منهم ان سالم كان خلاص رتب نفسه انه هيجينى الكويت يشتغل معايا فى المصنع اللى بحضرله هناك
شيراز باستغراب : هو كان مسافر يشتغل معاك انت
رشيد : ايوة .. بس القدر ما امهلوش ، و طبعا ماكانش ينفع انى اعرف اللى حصل و ما انزلش احضر الجنازة و العزا ، خصوصا انى عارف من زمان انه اعز اصدقاء امجد
شيراز : طب و السبب التانى
رشيد : انى كنت مناكد انى هشوفك
شيراز : و ايه فايدة اننا نشوف بعض بس يارشيد
رشيد : ماتعبتيش يا شيراز ، البعد ماهلكش روحك و تعب قلبك ، العمر اللى بيسرسب من بين ايدينا ده ما انكتبلوش لسه الخلاص من سجانه
شيراز : ما اعتقدش ان فى حاجة اتغيرت يا رشيد
رشيد : مين اللى قال ان مافيش حاجة اتغيرت
شيراز بفضول : ايه اللى اتغير
رشيد شاور بعينيه على شعرها و قال : فى كام شعراية بيضا طلت من وسط ليل شعرك ، و انا كمان الشيب ابتدى يزحف على شعرى زى ما زحف على قلبى
شيراز لسه هترد لقت يوسف و امجد جايين عليهم ، فبصت فى الارض باحراج لانها عارفة ان امجد عارف حكايتهم سوا
امجد : خلاص يا شيراز هانم .. كله تمام ، الجنينة رجعت زى ما كانت بالظبط ، و اعتقد ان المعزيين بكرة و بعده مش هيبقوا ابدا بالعدد الكبير بتاع النهاردة
شيراز شاورت على الهول بتاع الفيلا و قالت : و هنا برضة خلاص كله تمام
امجد : احنا هنمشى بقى ، و طبعا ان شاء الله هبقى عندكم بكرة الصبح بالمحامى بتاعى و موظف الشهر العقارى زى ما قلتلك ، انا كلمت المحامى بتاعى و هو هيتصرف فطمنى شمس هانم
شيراز : انا متشكرة جدا .. تعبتك ، انا كنت هتصرف ، بس طالما انت اتصرفت تمام
امجد : ماشى و هدى يوسف تليفون الصبح قبل ما نوصل عشان تبقوا مستعدين
امجد التفت ليوسف و قال له : و ياريت تبقى تفهم ماما بالراحة كده حكاية الفلوس اللى قلتلك عليها يا يوسف
يوسف : حاضر يا عمو
امجد : ياللا بينا يا رشيد
رشيد بص لشيراز و قال لها : اكيد هنكمل كلامنا
شيراز هزت راسها بالموافقة باحراج
و خرج رشيد مع امجد بعد ما قالوا لهم .. تصبحوا على خير
فى عربية امجد .. امجد بص لرشيد و قال له : قدرت تعمل حاجة
رشيد : مالحقتش
امجد : هتيجى معايا الصبح ان شاء الله
رشيد : ااه طبعا ، بس هو الراجل اللى كان مع المحامى ده .. انت اخدت بالك منه
امجد : ايوة يا سيدى ، ده زيدان العرابى ، طول عمره كان هيموت و يشارك سالم الله يرحمه
رشيد : ايوة ما انت قلتلى .. انا اقصد اخدت بالك لما كانوا قاعدين كان منظرهم عامل ازاى
امجد : كان عامل ازاى مش فاهم
رشيد : مش عارف يا امجد ، بس كانوا عمالين يشاوروا على كل حتة فى الفيلا اكنهم بيعيدوا ترتيبها او بناها ، مش عارف هتفهم قصدى و اللا لا
امجد : انا الحقيقة ما ركزتش معاهم ، بس يوسف الليلة دى لفت نظرى ان ممكن يكون شوقى هو اللى بعت لشمس و عرفها بجواز سالم من نهى
رشيد : طب ايه وجه الاستفادة
امجد : مش عارف ، بس لما كمان فجأة شمس عاوزة تلغى التعامل معاه و تبعده عن المصنع و الشركة .. يبقى اكيد فى حاجة كبيرة مش مفهومة
رشيد : طب انت لو سألت شمس .. مش هتقول لك
امجد بتنهيدة : شمس الله يكون فى عونها فى اللى جاى ، الحمل تقيل عليها اوى
رشيد : انا تحت امرها فى اى حاجة لو احتاجت لاى مساعدة
امجد : و هو انت هتفهم ايه يا رشيد فى شغلهم ، الا انت كنت هتتعلم من سالم الله يرحمه
رشيد : بس ماتنساش انى عامل دراسة جدوى من فترة ، و لو حكمت ممكن ابعت اجيب الناس اللى كانت شغالة معايا هناك يفضلوا معاها على ماتقف على رجليها و تفهم كل حاجة رايحة فين و جاية منين و الدنيا ماشية ازاى
امجد : بكرة ان شاء الله نبقى نتكلم معاها و نشوف دماغها فيها ايه
سكتوا شوية و بعد كده رشيد قال : تفتكر شيراز ممكن توافق المرة دى
امجد : انت جيبتلها سيرة خليدة او هى سألتك عنها
رشيد : مانا قلتلك مالحقناش
امجد : يبقى لسه مشوارك طويل يا رشيد ، و ماتنساش ان برغم كل الوقت ده ، الا ان موقف جوز خالتى ما اتغيرش ، و انت برضة يا رشيد سامحنى .. ماحاولتش معاه تانى
رشيد : احاول معاه على اساس ايه و هى رافضة كل الحلول و قفلت كل البيبان فى وشى ، هى بس لو تدينى حتى و لو امل صغير ، اكيد انا هقدر اعمل المستحيل عشانها
امجد : برضة حاول تحكم عقلك ، و ياريت ماتشيلش خليدة من حساباتك و ماتنساش اللى حصل
رشيد ولع سيجارة و ابتدى يدخن و هو باصص من الشباك و راح لذكريات بعيدة اوى من حوالى تمن سنين
فلاش باك
فى فيلا شمس و سالم ، سالم كان عامل حفلة بمناسبة عيد ميلاد يوسف العاشر و طبعا كان عازم امجد ، و وقتها لما سالم عرف ان رشيد فى مصر صمم انه ييجى مع امجد و كلمه بنفسه عزمه ، و فعلا راح مع امجد و كانت شمس عاملة العيد ميلاد فى جنينة الفيلا عشان الولاد الصغيرين يلعبوا و ينبسطوا براحتهم ، و كانوا عاملينه بالنهار لان الجو كان شتاء
و اثناء ماهم متجمعين و بيتكلموا و بيضحكوا .. رشيد جاله تليفون من والده ، فاستأذن منهم وبعد عنهم شوية عشان يعرف يرد على المكالمة ، فخرج من الفيلا خالص ، و اثناء ماكان بيتكلم كان فى عربية جاية و ركنت قدام باب الفيلا ، و نزلت منها واحدة اول ما عين رشيد جت عليها حس ان قلبه رفرف جواه لدرجة انه مابقاش فاهم ايه اللى بيحصل ، لكن كل اللى كان عارفه انه ماقدرش يشيل عينه من عليها ، كانت جميلة جدا ، جمال فاتن و راقى و هادى فى نفس الوقت ، توليفة عجيبة متجمعة كلها مع بعضها ، خلص مكالمته مع باباه بس مادخلش فضل متابعها بعينه و هى بتاخد الهدايا من العربية ، و لقاها عمالة تتلفت حواليها زى ماتكون عاوزة تستعين بحد ، فلقى روحه بيقرب منها و بيقول لها : تحبى اساعدك فى حاجة
شيراز بصت له بتوجس لانها ماتعرفوش ، بس قبل ما تتكلم رشيد قال لها : انا صاحب سالم .. و معزوم برضة على العيد ميلاد ، بس خرجت اخد مكالمة بعيد عن الدوشة
شيراز بابتسامة هادية : اهلا بحضرتك ، لو كده يبقى معلش هتعبك
رشيد بمرح : اتعبينى انتى بس و مالكيش دعوة و مد لها ايده للتعارف و قال : انا رشيد والدى كويتى و والدتى مصرية
شيراز سلمت عليه و قالت باختصار : شيراز
رشيد باستغراب : اسمك شيراز .. ده اسمك الحقيقى
شيراز بخجل راقى : ايوة
رشيد باعجاب : بس لو عاوزة الحق اسم على مسمى ، بس يا ترى بقى انتى عارفة معنى اسمك ده ايه
شيراز : تصدق عمرى ما سألت ، بس اعتقد عشان فى نوع قطط اسمه شيرازى
رشيد : بس شيراز ده اصلا اسم فارسى
شيراز : بتهزر
رشيد : ابدا صدقينى و عارفة معناه ايه
شيراز بفضول شبيه بفضول الاطفال : ايه
رشيد بابتسامة و هو بيتجول بعينيه ما بين ملامحها : اللبن الرايب
شيراز برقت بعنيها بشكل مضحك و قالت : يعنى انا اسمى لبن رايب
رشيد : مصفى
شيراز بعدم فهم : هو ايه ده اللى مصفى
رشيد بابتسامة و عينه برضة بتفصص فى ملامح وشها : لبن رايب مصفى ، مافيهوش ماية ، يعنى اصلى .. يجنن
شيراز حست انه بيعاكسها فشاورتله بايدها على علبة هدايا ضخمة فى العربية و قالت له بهدوء : دى الهدية اللى محتاجة حضرتك تساعدنى فى شيلها لحد جوة .. ممكن
لسه رشيد بيفتكر اول مرة شاف فيها شيراز ، لما قال لها على معنى اسمها
شيراز برقت بعنيها بشكل مضحك و قالت : يعنى انا اسمى لبن رايب
رشيد : مصفى
شيراز بعدم فهم : هو ايه ده اللى مصفى
رشيد بابتسامة و عينه برضة بتفصص فى ملامح وشها : لبن رايب مصفى ، مافيهوش ولا نقطة ماية ، يعنى اصلى .. يجنن
شيراز حست انه بيعاكسها فشاورتله بايدها على علبة هدايا ضخمة فى العربية و قالت له بهدوء : دى الهدية اللى محتاجة حضرتك تساعدنى فى شيلها لحد جوة .. ممكن 🙄
رشيد راح فورا ناحية علبة الهدايا و اللى لقاها فعلا تقيلة فقال : دى تقيلة فعلا .. ليكى حق ماتقدريش تشيليها
شيراز : لو تقيلة عليك انده لعم مطاوع يشيلها
رشيد حضن الهدية بين ايديه و قال لها بحاجب مرفوع : تقيلة عليكى مش عليا
شيراز : تمام .. اتفضل و انا وراك
رشيد : ليديز فيرست ، ماتخافيش مش ههرب بيها
شيراز مشيت قدامه بوجل ، كانت متلخبطة و مش فاهمة ليه ، و اول ما وصلت عند الترابيزة اللى عليها شمس و سالم ، شمس قامت بسرعة استقبلت شيراز بسعادة و هى بتقول لها : كده يا شيراز .. هو ده اللى هتبقى هنا اول واحدة
شيراز باعتذار : حقك عليا .. بس جالى ضيوف فجأة و اول ما مشيوا جيت على طول
فجأة سمعوا صوت سالم بيقول : هو انت شايل ايه يا رشيد .. ايه اللى معاك ده
رشيد بمرح : لقيت صاحبتكم محتاسة برة بالهدية بتاعتها قلت اساعد
شيراز بانتباه و احراج : يا خبر .. انا اسفة ، ممكن حضرتك تحطها على الترابيزة
شمس : ايه كل العلبة دى .. انتى جايبة ايه
سالم : تيجوا كل واحد يخمن حاجة و نشوف ان كان حد فينا هيكسب
جالهم صوت يوسف و هو بيقول بضحك : انا بس اللى عارف ايه هى الهدية
شيراز حضنت يوسف و باسته و هنته بعيد ميلاده و قالت بترقب : طب ايه هى الهدية يا سى يوسف
امجد : طب ماتسيبنا نلعب شوية يا عم يوسف ، يمكن حد يكسب
يوسف : طب خمنوا بالدور ، و انا اللى هقول صح و اللا غلط
شمس : اللا .. و انت هتعرف منين ان كان صح و اللا غلط
شيراز : ياستى اعتبريه هو كمان طرف فى اللعبة
امجد : انا هبتدى التخمين و اقول ان الهدية دى ممكن تكون بلاى استيشن مثلا
يوسف بسخرية : غلط طبعا
امجد بص لشيراز اللى كانت متابعة باستمتاع لقاها قالت واحد صفر ليوسف
سالم : ممكن مثلا يبقى مجموعة افلام والت ديزنى
يوسف : رغم انى بحبها اوى بس برضة غلط
شيراز : اتنين صفر ليوسف
شمس : مش عارفة ، طب يمكن اخر اصدارت من كتب الخيال العلمى
يوسف بامتعاض : كنت مستنيهم منك الصراحة .. بس غلط
شيراز بضحك : كده يوسف بقى تلاتة صفر
رشيد : بما ان انا اللى شيلت الهدية ، فكل اللى اقدر اقوله انها علبتين مش علبة واحدة ، علبة فيهم فيها قطع معدن و التانية لا
يوسف : برافو عليك يا عمو هم فعلا كده
رشيد بص لشيراز فى انتظار تعليقها فقالت : متهيألى تفتح الهدية بقى و تشوفها بنفسك يا يوسف و اللا ايه
يوسف بشغف مد ايده و ابتدى يفتح فى الهدية اللى طلعت فعلا هديتين مش هدية واحدة
الاولانية عبارة عن ميكانو ضخم و واضح جدا من العلبة بتاعته انه مش من مصر ، و العلبة التانية كانت عبارة عن علبة شطرنج من الخشب المنحوت
يوسف فرح جدا بالهدايا و حضن شيراز بسعادة و قال لها بامتنان : رغم ان النهاردة جاتلى هدايا كتير حلوة ، بس دى بجد احلى هدية جاتلى السنة دى
سالم : طول عمر شيراز بتعرف اللى فى دماغك يا يوسف
شمس بحب : و ما انكرش انى ساعات بغير منها بسبب الحكاية دى
يوسف اخد الهدايا و راح يوريها لاصحابه ، و قعدت شيراز مع شمس على ترابيزة لوحدهم مع مجموعة من اصحابهم فى النادى ، و فضل رشيد مع سالم و امجد ، و رشيد قال لسالم : مين شيراز دى
سالم : صاحبة شمس من و هم فى المدرسة ، تقدر تقول كده عشرة عمر مع بعض
رشيد باهتمام : و ايه كمان
سالم باستغراب : انت عاوز تعرف ايه بالظبط
امجد بمرح : اكيد بيسال عن حالتها الاجتماعية ، و هى دى عاوزة ذكاء برضة
سالم بضحك : آنسة يا سيدى و على حد علمى مش مرتبطة
رشيد بذهول : معقول
امجد : و ايه بقى اللى مش معقول
رشيد : ان واحدة بالجمال و الرقة دى … تفضل من غير جواز لحد دلوقتى
سالم : لا ماتاخدش فى بالك ، الحكاية دى دلوقتى بقت منتشرة فى معظم العائلات تقريبا
رشيد باستغراب : حكاية ايه دى اللى منتشرة
سالم : زى ما فى رجالة كتير بيبقى عندها عزوف عن الجواز زى ابن خالتك كده ، فى كمان بنات كتير من عائلات على مستويات مختلفة بقم يتخلفوا عن سن الجواز
رشيد : و ياترى ايه السبب
سالم ببساطة : من غير سبب
امجد : فيهم اللى مابيصادفوش حد مناسب ، و فيهم اللى رافضة الجواز من اساسه
رشيد : طب و يرفضوا الجواز ليه
سالم : حرية المرأة يا عزيزى سيطرت على كتير من الجنس الناعم و شايفين ان الجواز بيقيدهم
رشيد و هو بيشاور بعينه على شيراز : و يا ترى صاحبة مراتك دى من انهى نوع
سالم : من النوع التالت
رشيد : هو لسه فيه نوع تالت كمان
سالم : شيراز دى حكايتها حكاية
رشيد باهتمام : و ياترى ايه بقى حكايتها
سالم : حكاية البنت الغنية الوحدانية اللى الكل طمعان فيها
رشيد بتأثر : مالهاش حد خالص
سالم : ماكانش فاضل لها غير جدها لابوها ، و مات من سنتين بعد ما سابلها ثروته كلها … ملايين الملايين .. لما سابلها سلسلة اوتيلات ليها وزنها
رشيد بامتعاض : و طبعا ملايين الملايين دى خلوها تشوف كل الناس من فوق و كل الرجالة عاوزاها عشان فلوسها
سالم برفض : مين دى .. شيراز ، شيراز دى اخر واحدة ممكن تفكر بالشكل ده
رشيد و هو بيبص عليها : مانا برضة بقول ان شكلها مايقولش انها كده .. طب اومال ايه
سالم : نصيبها وقعها فى كام نصاب محترف خلاها صامت و صلت عن الجنس كله
رشيد : يعنى ارتبطت قبل كده
سالم : الحقيقة لا
رشيد : اومال وقعت مع النصابين ازاى فهمنى
امجد : و انت مالك مهتم كده ليه بالحكاية دى يا رشيد
رشيد : عاوز اعرف
امجد بتحذير : اياك يا رشيد ، انت اكتر واحد عارف اللى فيها بلاها وجع ليك او ليها هى كمان
سالم : انا مش فاهم حاجة
رشيد : فهمنى انت بس الاول
سالم : الحكاية ببساطة انها لما كانت بتحس باى حد بيحاول يحوم حواليها ، كانت بتبعتلنا بياناته و كنا بنجيب صحيفة سوابقه كلها و بنعرف عنه ماضيه كله
رشيد بامتعاض : هى وصلت للسوابق
سالم : كتعبير مجازى يعنى ، انا اقصد اننا لما كنا بنسال عنه كنه بنعرف انه طمعان فيها
رشيد بتعاطف : مسكينة
سالم : انما صحيح ايه اهتمامك ده .. مش عادتك يعنى ، اول مرة من يوم ما عرفتك اشوفك مهتم باى ست بالشكل ده
رشيد : لانها مش اى ست
امجد بتحذير : اعقل يا رشيد ، اقول لك قوم بينا نمشى
سالم : ماتفهمونى ايه الحكاية
امجد و هو بيتعمد يضغط على مخارج حروفه : ابدا .. الحكاية ان رشيد المفروض خلاص على وش جواز
سالم بتذكر : ااه صحيح .. انت مش كنت بتقوللى اول امبارح ان والدك عاوز يجوزك بنت عمك
امجد : و بيقنع فيه من سنتين و اخيرا وافق انه يفكر جديا فى الموضوع
سالم : طب يا امجد .. معنى كلامك ده انه لحد دلوقتى هو ماخطبش بنت عمه رسمى
امجد : انت اللى مش فاهم يا سالم ، رشيد و بنت عمه فى حكم المخطوبين من وهم لسه فى اللفة
سالم : لا يا رشيد ، الحكايات دى ياما بتعمل مشاكل بين الاهل و بعضهم لو ماتمتش زى ماهم عاوزين
امجد : و ده اللى بحاول افكره بيه كل لحظة و هو و لا هو هنا
رشيد كان بيسمعهم بودنه بس لكن كان كيانه كله عند شيراز و هو بيراقب ابتسامتها و لفتاتها ، و اهتمامها بكل اللى قاعدين معاها ، و ما فاتهوش ابدا نظرة الحب و الشوق اللى كانت بتترسم جوة عيونها كل ما بتقع على اى طفل او طفلة من اللى موجودين
عودة من الفلاش باك
رشيد فاق من شروده على صوت امجد و هو بيقول له : ماتيلاا يا ابنى انزل
رشيد انتبه انهم وصلوا البيت ، فنزل من العربية و طلع مع امجد على شقته و اول ما دخلوا رشيد قال له : انت مش نازل الكافية الليلة دى
امجد : ماليش نفس لاى حاجة
رشيد : مالك
امجد بسخرية : مالى! ، بجد بتسأل ، انا من امبارح و انا بحاول استوعب اللى حصل و مش قادر ، عمال اصبر فى نهى شوية و شمس شوية و يوسف شويات و مش لاقى حد يصبرنى
رشيد : انا مقدر حزنك على سالم ، بس فى ايدنا ايه نعمله
امجد بحزن : مش ده السؤال يا رشيد ، السؤال الصح ، ايه فى اللى هنعمله هنحس بيه او هنستطعمه
انا النهاردة مات منى سنين عمرى .. اكتر من تلاتين سنة من عمرى ضاعوا ، انا و سالم عملنا كل حاجة فى حياتنا مع بعض .. كل حاجة ، كل حاجة حرفيا يا رشيد كنا بنشترك فيها ، كنا بنحب كل حاجة زى بعض و نكره كل حاجة زى بعض ، كنا حتى بنشترى لبسنا زى بعض ، حتى لما قلوبنا حبت .. برضة حبت مع بعض .. احنا الاتنين وقعنا فى حب نفس البنت ، و بعد ما كنا بنشترك مع بعض فى كل حاجة ، جت الحاجة الوحيدة اللى مشاركناش فيها بعض عشان ماكانش ينفع .. شمس
رشيد بصدمة : انت بتقول ايه يا امجد
امجد بوجع و هو بيخبط بايده على صدره وعيونه مخنوقة بدموع مسجونة بين رموشه : بقول اللى مخبيه من سنين يا رشيد
رشيد : انت بتحب مراة صاحبك
امجد بثورة : لما حبيتها ماكانتش لسه بقت مراته يا رشيد ، كنت بحبها و انا ما اعرفش ان هو كمان بيحبها ، لكن يوم ما عرفت .. قررت ابعد واقفل على قلبى و اسكت لانه هو احق بيها منى لانها بنت خالته
من يوم ما اتجوزوا كنت دايما بهرب من عزوماتهم ليا عشان ما اشوفهاش فى بيته ، كنت بخاف لا قلبى يخون العهد و يحنلها ، ماكنتش بشوفها غير فى اعياد ميلاد لولى و يوسف لانى ماكانش ينفع ارفض اروح ، ده انا حتى بقيت اقول لها يا هانم بعد ماكنت زمان بندهلها باسمها و بس ، عشان افضل فاكر انها مابقيتش بتاعتى و لا ليا
النهاردة و انا بنزله المقبرة بتاعته بايدى كنت زعلان منه و عليه يا رشيد ، زعلان على صاحبى و عشرة عمرى اللى مش هشوفه تانى ، و زعلان منه عشان سابها لوحدها و مشى
يوم ما جانى و حكالى على نهى و انه مستغرب نفسه انه ازاى بيحبها و متاكد من حبه ده و فى نفس الوقت بيحب شمس بجنون .. بقيت عاوزه بتجوز نهى عشان تكمل سعادته بيها ، و فى نفس الوقت عاوزه يبعد عنها عشان كنت عارف ان شمس هتنجرح لو عرفت
يوم ماجالى و قاللى ان شمس عرفت بجوازه من نهى و حكالى على رد فعلها و اللى عملته .. لقيت نفسى زعلان عليها من وجعها و قلبى موجوع عليها ، و زعلان منها على وجع صاحبى
امجد كمل كلامه بوجع و قال .. انا اكتر واحد اتوجع فى كل اللى حصل ده يا رشيد ، اكتر واحد اتوجعت منهم و عليهم فى نفس الوقت ، ماكنتش بعرف ازعل على روحى لانى لو زعلت على روحى هزعل منهم و ده ماكنتش بقدر اعمله ، لكن دلوقتى .. دلوقتى انا خايف يا رشيد .. خايف لدرجة الرعب
رشيد باحتواء : و ايه اللى مخوفك كده يا صاحبى
امجد و هو بيحرر دموعه من سجن عينيه : خايف اضعف يا رشيد ، خايف اخسر مكانتى و صورتى عندها و عند الولاد اللى يعلم ربنا انا بحبهم اد ايه ، خايف اخون الامانة يا رشيد ، امانة سالم يا رشيد .. امانة صاحب عمرى اللى عمرى ما فكرت و لا جه على بالى انه ممكن يسيبنى و يمشى بدرى اوى كده يا رشيد .. بدرى اوى
رشيد ضم امجد لحضنه و هو مصدوم من كل اللى سمعه ، و اللى ماكانش ابدا ممكن يتوقع حرف واحد منه
كان دايما لما حد بجيب سيرة الجواز لامجد .. كان يقوللهم .. و انا مالى كده .. عايش سلطان زمانى
عمره ماتخيل لحظة ان ورا اضرابه عن الجواز ده حكاية زى دى ابدا
رشيد بعد ما حس ان امجد ابتدى يهدى شوية قال له : انا رغم انى ماكنتش اتوقع ابدا حرف واحد من اللى سمعته ده ، بس يا امجد ، رغم اعجابى بوفائك و اخلاصك لسالم طول السنين دى ، الا انى مش فاهم سبب خوفك ده
امجد : خايف قلبى يضعف قدامها تانى ، خايف يبان فى عينيا اللى كنت مداريه و مخبيه السنين دى كلها ، خايف لا تعتقد فى يوم انى بخون سالم بعد ما مات
رشيد اتنهد بعمق و قال له : اللى خلاك مسيطر على مشاعرك و انفعالاتك طول السنين دى يا امجد .. هيخليك تكمل سيطرة صدقنى ، او على الاقل هتقدر تكمل لحد ما ييجى الوقت المناسب
امجد : و الوقت المناسب ده مش لازم ييجى ابدا يا رشيد
رشيد باستغراب : و ليه بتقول كده
امجد بحزن : لانى عمرى ما هرضى على روحى ان بعد العمر ده كله ابقى مجرد بديل فى حياتها يا رشيد ، سالم كان بالنسبة لشمس كل حياتها
رشيد بسخرية : كل حياتها و عملت فيه كل ده ، اومال لو كان غريب عنها كانت عملت ايه
امجد : و ماتنساش ان برغم عشق سالم ليها الا انه اتجوز عليها و هو عارف و متأكد انها يوم ماتعرف هتنجرح جرح مامنوش شفا ابدا
رشيد بسخرية : هو اللى بيحصل معانا ده عادى و الطبيعى و اللا احنا اللى منحوسين بزيادة
امجد و هو بيحاول يغير الموضوع : اتطمنت على خليدة
رشيد هز راسه بالموافقة و ما اتكلمش ، فامجد قال له : ناوى تعيد حكاية سالم من تانى
رشيد : مش عارف يا امجد .. صدقنى مش عارف
امجد : ماكانش لازم تيجى يا رشيد .. قلتلك ماتجيش
رشيد : تفتكر ما حاولتش امنع روحى انى اجى .. صدقنى حاولت ، بس ما قدرتش ، يوم ماكلمتنى و قلتلى على شغل سالم معايا ، كان تلت اربع كلامك مش سامعه ، ماكنتش سامع غير دقات قلبى و انا بفتكر كل لحظة شفتها فيها ، وقتها حسيت انى زى ما يكون عمرى متوقف على انى اشوفها من تانى
حتى لما كلمت سالم و اتفقت معاه ، كنت بحاول اخلى المكالمة عملية مليون المية لمجرد انى ما اسرحش فيها و انا بكلمه و الخبط الدنيا
امجد : بس يرجع مرجوعنا لنفس البداية يا رشيد ، ما اعتقدش ابدا ان ممكن جوز خالتى يغير رأيه عن زمان
رشيد : انا جاى مصر المرة دى و انا واخد قرار انى مش هرجع من غير ما تكون شيراز على ذمتى ، و ده طلب خليدة
فى فيلا شمس .. شيراز بعد ما اتطمنت ان لولى نامت و يوسف دخل اوضته ، راحت على اوضة شمس ، و دخلت بالراحة لقت شمس نايمة بعمق ، و ما استغربتش بعد ما شافت شريط المنوم جنب كوباية الماية على الكومودينو
خدت غيار ليها و دخلت اخدت شاور سريع و خرجت ، دخلت السرير جنب شمس بعد ما جست حرارتها و اتطمنت عليها
حطت راسها على المخدة و هى بتفتكر اول مرة رشيد صارحها بحبه ليها لما اتفاجئت بالشغالين عندها فى مرة بيبلغوها انه قدام باب فيلتها و عاوز يقابلها ، و لما سمحت له يقابلها .. اول ما شافها قال لها
فلاش باك
شيراز كانت نازلة و هى عينها بتتنقل ما بينه و مابين خطواتها لحد ما وصلت عنده و قالت بهدوء : اهلا و سهلا بحضرتك
رشيد بدون اى مقدمات و من غير مايديها فرصة تقعد و لا حتى تكمل سلامها : شيراز انا بحبك ، و ماعنديش اى وقت اضيعه فى كلام ممكن نعتبره مقدمات مالهاش اى لزوم
انا بحبك و عاوز اتجوزك ، و مش طمعان فيكى ، انا ثروة عيلتى لحد دلوقتى مابنعرفش نحددها و لا نعدها
شيراز كانت بصاله بصدمة و مش عارفة حتى تفكر ترد تقول ايه
فرشيد ضحك على شكلها و رجع قال لها : زمانك بتقولى المجنون ده طلعلى منين ، بس عاوزك تفهمى ان المجنون اللى قدامك ده .. ياما اتهزت له شنبات يقف عليها الصقر
اسمى و اسم عيلتى مش قليل ابدا ، صحيح والدى مش من مصر ، بس والدتى من مصر ، و هى كمان اسم عيلتها مش شوية ، بس يمكن عشان ماكانش عندها اخوات رجالة ، الاسم مافضلش و اتنسى
المهم ، عشان ماتتوهيش منى .. نرجع للمفيد
شيراز بعدم تركيز : و هو ايه المفيد
رشيد قرب منها بابتسامة واسعة و قال : المفيد انى بحبك .. تؤ .. تعبير مش دقيق ، التعبير الادق انى بعشقك و عاوز اتجوزك .. قلتى ايه
شيراز بلخبطة : قلت ايه قى ايه بس ، ايه اللى حضرتك بتقوله ده
رشيد باصرار : بقول انى بعشقك و عاوز اتجوزك ، ايه الغريب فى كلامى انا عاوز افهم
قبل ما شيراز تتكلم تليفون رشيد رن فاستأذنها يشوف التليفون اللى اول مابص فيه نفخ و هو بيدبدب فى الارض زى العيال الصغيرين ، بس فى الاخر فتح الخط و طبعا شيراز وقتها ماكانتش سامعة غير كلامه هو و بس ، فرشيد رد و قال : السلام عليكم .. كيف حالك يا والدى
شاكر والد رشيد : كيفك انت يا ولدى طولت الغيبة النوبة
رشيد : معلش .. انشغلت بس شوية مع امجد و ان شاء الله هظبط حالى و مش هتأخر
شاكر والد رشيد : ماتنسى تجيب معك هدية مليحة لعروستك .. مع السلامة يا ولدى
رشيد قفل التليفون و رجعه فى جيبه بوش غير الوش اللى كان بيتكلم بيه مع شيراز ، و هى لاحظت التغيير ده بس ماكانتش عارفة تسأله ، ففضلت مستنياه عشان تشوف هيقول ايه تانى
بس لقته ساكت و فعد على كرسى قصادها وعمال يبص لها شوية و يبص قدامه شوية و زى ما يكون بيفكر فى مشكلة عويصة جدا لدرجة انها شكت انه يكون مجنون 😂
فبقت قاعدة مجهزة نفسها انها تجرى منه فى اى لحظة
بس لقته قام من مكانه فجأة و قعد من تانى فى كرسى جنبها و قال بتردد : انا قلتلك انى بحبك و طالبك للجواز مش كده
شيراز بقلق و هى بتحاول تبعد بجسمها لورا : ايوة قلتلى
رشيد : يعنى انتى مصدقانى صح
شيراز هزت راسها بالموافقة و ما اتكلمتش ، فرشيد قال لها : بس انا مش هينفع اكدب عليكى ، انا لازم اصارحك بكل حاجة لانى ماتعودتش فى حياتى كلها انى اخبى او اكذب مهما كان السبب ، و ان شاء الله نلاقى حل مع بعض
شيراز بفضول : حل لايه بالظبط .. انا مش فاهمة حاجة
رشيد : انتى طبعا عارفة العائلات العربية و خصوصا العائلات الكبيرة ، دايما بيوعدوا ولاد العم و ولاد الخالة لبعض و هم صغيرين ، اكنهم بيخطبوهم لبعض يعنى
شيراز كانت ابتدت تندمج معاه فى كلامه و تنسى قلقها منه فقالت له : مش عندكم و بس ، الكلام ده بيحصل هنا كمان و لحد النهاردة
رشيد بزعل : و ده اللى حصل معايا انا و بنت عمى
شيراز : تقصد ان انت و بنت عمك مخطوبين لبعض
رشيد بتردد و هو باصص فى عينيها عشان يقيس رد فعلها : مكتوب كتابنا
شيراز قامت من مكانها بصدمة و قالت له بحدة : امشى اطلع برة حالا
رشيد وقف و قال لها بدفاع : الكتاب انكتب و انا بالنسبة لهم هوا ، ابويا حتى ما سألنيش على رايى و حطنى قدام الامر الواقع عشان عارف انى مابحبهاش
لما انتشرت جوازات الانس و الطرب عندنا الكبار خافوا علينا لا حد فينا يقع فيها من غير ما حد فيهم يدرى
شيراز بعدم فهم : و ايه جوازات الانس و الطرب دى كمان اللى بتقول عليها
رشيد : من كام سنة كده كان انتشرت فتوى من شيخ مغمور بتجيز أن الشاب يتجوز من الست او البنت اللي بتيجى لقعدات الأنس و بعد كده يطلقها بعد ما يعيش معها يعنى عيشة المتجوزين
لكن جه بعد كده واحد من علماء الشريعة الكبار في الكويت رفض الفتوى دى ، وقال إن الجواز بالطريقة دى لا يجوز
المهم كبارات العائلات عندنا طبعا لما سمعوا عن المواضيع دى خافوا على ولادهم ان حد يضحك عليهم و يوقعهم فى الفتنة دى
و على الاساس ده قامت هوجة جوازات كتيرة منها جوازى انا و خليدة ، بس عمرى ماحبيتها و لا بصيت لها فى يوم على انها ممكن تبقى مراتى ، و اكتر من مرة فاتحت والدى انى عاوز اسيبها بس كل مرة كان نهاية نقاشنا سوا يا اما بمرضه ، يا اما بتهديدى انه يطردتى من العيلة و يحرمنى من ميراثى بالكامل
شيراز : والدك عنده حق ، ارجع بلدك و اتجوز بنت عمك ، و سيبنى فى حالى .. انا ما بتجوزش
شيراز لسه بتفتكر مقابلتها مع رشيد لما راحلها البيت ، و كانت بتفتكر لما رشيد حكالها عن ظروف جوازه من بنت عمه لما قال لها : انا عمرى ماحبيتها و لا بصيت لها فى يوم على انها ممكن تبقى مراتى ، و اكتر من مرة فاتحت والدى انى عاوز اسيبها بس كل مرة كان نهاية نقاشنا سوا يا اما بمرضه ، يا اما بتهديدى انه يطردتى من العيلة و يحرمنى من ميراثى بالكامل
شيراز : والدك عنده حق ، ارجع بلدك و اتجوز بنت عمك ، و سيبنى فى حالى .. انا ما بتجوزش 😒
رشيد بعصبية : يعني ايه ما بتتجوزيش ، انا بحبك بجنون ، من وقت ماشفتك و انتى نازلة من العربية فى حفلة عيد ميلاد ابن سالم و انتى مابتفارقيش خيالى
شيراز بغضب : و انا وقت ما اقول يا جواز لا يمكن ابدا هربط مصيرى بمصير راجل متجوز
رشيد بحدة : بس انا مش متجوز
شيراز بغضب : انت هتجننى ، انت لسه قايل حالا دلوقتى بعضمة لسانك انك كاتب كتابك على بنت عمك
رشيد و هو بينهج من شدة عصبيته و نرفزته : عمرى ما اعتبرتها مراتى و عمرى ما اعتبرت ان فى واحدة شايلة اسمى من الاساس
شيراز و هى بتحاول تسيطر على اعصابها : استاذ رشيد .. ارجوك كفاية كده ، وجودك هنا فى حد ذاته موترنى .. ارجوك تمشى
رشيد : حاضر يا شيراز .. همشى ، بس مش قبل ما توعدينى انك هتفكرى فى كلامى
شيراز : حاضر اوعدك ، بس من فضلك تمشى
رشيد بص لها اكنه بيحضنها بعينيه ، و سابها و مشى بس قبل ما يخرج من الباب رجع التفت لها و قال : انا قدرت اجيب رقم تليفونك ، انتظرى منى مكالمة
و سابها و خرج ، و هى فى حالة ذهول ماحصلتش و بتكلم نفسها و بتقول : هم ازاى سايبينه كده ، ده لازم يدخل مستشفى المجانين
عودة من الفلاش باك
شيراز كان مرسوم على وشها ابتسامة رغم دموعها اللى مالية وشها و بتقول ما بينها و بين نفسها : اكبر مجنون شفته فى حياتى ، و ماسابنيش غير لما عدانى بجنانه
تانى يوم الصبح .. امجد جاله تليفون من المحامى بتاعه بلغه انه قدامه ساعتين بالظبط و هيبقى عند شمس و معاه موظف الشهر العقارى ، و امجد اتفق معاه انه هيقابله هناك
و بعد ما قفل مع المحامى التفت لرشيد و قال له : هتيجى معايا زى ما كنت بتقول
رشيد وقف و قال : ااه ياللا انا جاهز
امجد : بس هعدى على نهى فى المستشفى الاول اشوف ايه الاخبار
رشيد : تمام .. حتى اعزيها بالمرة
امجد و رشيد وصلوا المستشفى عن نهى ، لقوا مامتها و اختها عندها و لقوها تعبانة جدا و بتتكلم بالعافية و رافضة تماما اى اكل بيتقدم لها ، فامجد عرفهم على رشيد و قال : ده رشيد ابن خالتى يا نهى و عاوز يعزيكى
رشيد : البقاء لله يا مدام نهى .. شدى حيلك
نهى بصعف : شكرا
امجد بعتاب : و اخرة اللى انتى بتعمليه ده ايه يا نهى ، اللى انتى بتعمليه ده مش صح ، عمر الحزن ما كان بقلة الاكل ، انتى كده بتنتحرى و حسابك عند ربنا هيكون كبير و عظيم
عنايات بحزن : قول لها يا ابنى و فهمها ، مش قابلة مننا اى كلام خالص
نهى بعياط : و الله ما قادرة .. حرام عليكم ماتشيلونيش فوق طاقتى
امجد شد كرسى و قعد عليه قدام نهى و قال لها : تصدقى ان اول مرة سالم ينخدع فى حد كان فيكى انتى
نهى بصت له بصدمة : انت بتقول ايه
امجد بحزم : سالم لما كان بيتكلم عنك .. كان دايما يقول انك شعلة الامل و التشاط اللى فى حياته
كان بيقوللى انه لما بيحس ان اليأس قرب منه فى اى عملية كان بيجيلك و يحكيلك و هو متأكد انك هتبدلى حالته دى مية و تمانين درجة
ازاى هو كان شايفك كده و انت مع اول قلم يجيلك تبقى بالشكل ده
نهى بعياط : لانه مش قلم ، دى طلقة رصا/ص و سكنت جوة قلبى و ماطلعتش ، و مش هتطلع ،
سالم كان كل حياتى و فجأة حيانى راحت منى فى لحظة ، كنت متحملة حاجات كتير اوى عشانه ، كنت بتحمل بعده عنى و اصبر روحى باللقا اللى بعده ، لما ابن خالتك كلمه و اتفق معاه انه يسافر له و يشتغل معاه .. كنت حاملة هم سفره و بعده عنى شهرين بحالهم على ما يرتب شغله و بعدين احصله .. ماكنتش اعرف انه هيمشى خالص و يسيبنا كلنا
لو ينفع يرجع تانى … هصبر نفسى تانى و تالت ، مش قادرة على بعده و ماعداش غير يومين بس ، هعمل ايه فى اللى جاى .. حد يقوللى هعمل ايه من غيره و انا كنت بعتبر الساعتين اللى بقضيهم معاه كل يوم سحور بقوى بيه روحى على ما اشوفه اليوم اللى بعده
و بعدين سابنى فجأة من غير اى انذار ، ماكنتش مستعدة لسه انى ابعد عنه ، كنت خايفة شمس تطلب منه يطلقنى عشان تسامحه ، كنت خايفة يبعد عنى عشان يرضيها ، اهو بعد عنى و عنها و عن الدنيا كلها .. مالحقش يشوف ابنه يا امجد ، مالحقش ياخده فى حضنه ، مالحقش يشم ريحته
امجد بحزن و تأثر : سالم ماسابكيش لوحدك يا نهى ، سالم سابك مع ابنه اللى ساب الدنيا و سابه امانة فى رقبتك ، تقدرى تقوليلى هتاخدى بالك منه و تراعيه ازاى و انتى بالضعف ده
ده انتى حتى لسه ما اخترتيلوش اسم عشان نطلع له شهادة الميلاد بتاعته ، لازم تفوقى و تجمدى عشان خاطرك و خاطر ابن سالم
نهى بحزن : ابن سالم اللى قرر ييجى الدنيا يوم ما ابوه فارقها ، جالها ضعيف ، و الله اعلم هيقدر يصمد و يكمل و اللا لا
امجد : الدكاترة طمنونى و قالولى انها بتحصل كتير ، و الولد الحمدلله تطوراته كانت طبيعية جدا خلال اليومين اللى فاتوا ، و ان شاء الله ربنا هيحميه و هتاخديه فى حضنك بالف سلامة ، بس لازم لما يخرج من الحضانة تبقى انتى مستعدة لده و قادرة على مراعيته
نهى هزت راسها بضعف و قالت : ربنا يكتبلنا اللى فيه الخير
امجد : طب قوليلى بقى .. ناوية تسمى المولود ايه
نهى سكتت شوية اكنها بتفكر و بعدين قالت بحزن : هسميه سالم
امجد بابتسامة حزينة : ماشى يا ام سالم
و التفت لمامتها و قال لها : معاكى قسيمة الجواز بتاعتها
عنايات : ايوة يا ابنى معايا
امجد : انا محتاجها و كمان محتاج بطاقة نهى عشان اطلع شهادة الميلاد بتاعة سالم
عنايات قامت فتحت شنطتها و طلعت القسيمة و بطاقة نهى واديتهم لامجد و هى بتقول : تاعبينك معانا يا ابنى
امجد : ماتقوليش كده ، سالم الله يرحمه كان اكتر من اخويا و نهى اختى و سالم الصغير ابنى
و التفت لنهى و قال : بكرة ان شاء الله عاوز اجيلك الاقيكى احسن من كده ، و باذن الله اجيبلك معايا شهادة ميلاد سالم
نهى : بالنسبة لفلوس المستشفى و الحضانة ، ماما جابت فلوس و جت تدفع فى الحسابات قالولها انك سايب مبلغ كبير تحت الحساب ، فياريت تقوللى انت دفعت كام بالظبط
امجد : انا مادفعتش ولا مليم من جيبى يا نهى ، دى فلوس سالم ، كان سايبهم امانة معايا عشان لو انتى او الولاد عنده احتاجتوا اى حاجة
نهى : ايوة .. بس الفلوس دى كده تعتبر ورث و المفروض تتقسم بالشرع ، مش من حقى ابدا انى اخد منها مبلغ كبير بالشكل ده
امجد : ياريت ماتشغليش بالك بكل الكلام ده ، انا عاوزك تنتبهى لصحتك و بس
امجد و رشيد سلموا عليهم و استأذنوا و مشيوا و راحوا على طول على فيلا شمس ، لقوا المحامى سبقهم و موجود مع موظف الشهر العقارى ، و كانت شيراز قاعدة معاهم و مستنيين شمس تنزل
بعد ما سلموا و قعدوا .. امجد قال لشيراز : الولاد لسه نايمين و اللا صحيوا
شيراز : صحيوا ، بس قلتلهم يحاولوا يلموا شوية من اللى فاتهم فى الدراسة ، فاتهم كتير من وقت ماسافرنا لحد دلوقتى
امجد بانتباه : هو انتو سافرتوا
شيراز : ايوة .. روحنا مطروح
امجد باستغراب : مطروح مرة واحدة ، ليه القسوة دى
شيراز : ارجوك يا استاذ امجد ، بلاش تجيب السيرة دى خالص مع شمس على الاقل دلوقتى عشان خاطر نفسيتها
امجد بتفهم : اكيد ماتقلقيش
شمس نزلت من فوق و كان معاها شنطة اوراق ، سلمت على امجد و رشيد و قعدت مع المحامى اللى فهمها الاجراءات اللى المفروض تعملها ايه بالظبط ، و موظف الشهر العقارى خلص لها كل حاجة و فهمها ان التوكيلات اللى كانت معمولة لشوقى هتفضل سارية لحد مايستلم اخطار بانها لغت التوكيلات ، و حذرها انها تبلغ شوقى باى حاجة قبل ما يستلم الاخطار بالفعل عشان مايحاولش يضايقها ، او يتعمد يعمل لها مشاكل
فمحامى امجد طمنها و قال لها انه هيتكفل بكل الاجراءات دى و هيخلص لها كل ده فى نفس اليوم
و قبل ما المحامى يمشى مع موظف الشهر العقارى ، امجد طلع من جيبه شوية اوراق اداها للمحامى و قال له و هو على مسمع من شمس : دى القسيمة بتاعة جواز سالم الله يرحمه و نهى و معاها بطاقة نهى و اخطار من المستشفى بالولادة بتاعتها .. عاوزك تطلع شهادة ميلاد للولد .. هى قررت تسميه سالم
المحامى : انا كده هحتاج نسخة من شهادة وفاة المرحوم و بطاقته
امجد : اعتقد انهم معايا برة فى العربية من امبارح ، تعالى معايا هديهملك
امجد بص لشمس و قال لها : هديله اللى محتاجله و هرجعلكم على طول.. بعد اذنكم
شمس بصت لرشيد بحزن و قالت : هو امجد راح لنهى
رشيد : عدينا عليها قبل ما نجيلك
شمس : هى عاملة ايه دلوقتى
رشيد بأسى : منهارة و فاقدة الرغبة فى الحياة ، و الولد طبعا نموه لسه مش كامل ، فربنا يكون فى عونها
شمس هزت راسها بحزن و قالت : ايوة .. ربنا يكون فى عونها … و عوننا
امجد رجع لهم و اول ما قعد قال : لما شيراز هانم قالتلى امبارح انك هتلغى كل التوكيلات بتاعة المتر شوقى .. استغربت ، فيا ترى ممكن اسأل عن السبب
شمس : ااه طبعا .. اللى حصل ان ……
شمس حكت لامجد كل اللى حصل من شوقى و موضوع زيدان ، فرشيد قال : انا ما استريحتش ابدا لقعدتهم اللى كانوا قاعدينها امبارح دى ، ماكانش شكل ناس بتعزى ابدا
شيراز بفضول : اشمعنى .. عملوا ايه
رشيد : مش عارف بالظبط ، بس حسيتهم زى اللى بيقسموا غنيمة بينهم و بين بعض
شمس باستغراب : غنيمة
رشيد : اصلك ما شفتيش منظرهم ، دول كانوا ب …
و ابتدى هو كمان يحكيلهم على اللى شافه من تصرفاتهم و هو بنفسه استغربه و ما كانش فاهمه
امجد : فى كمان حاجة يوسف لفت نظرى ليها امبارح
شمس بفضول : حاجة ايه ، يوسف ما قالليش حاجة
امجد : يوسف شاكك ان شوقى هو اللى بعتلك قسيمة الجواز بتاعة سالم و نهى
شمس بتفكير : انا كمان كنت ابتديت اوصل للتخمين ده ، بس اللى مش قادرة افهمه .. هيستفيد ايه
شيراز : نفس الاستنتاج اللى وصلنا له قبل ما نشك فى شوقى ، ان اللى عمل كده كان متعمد يعمل شرخ بينك و بين سالم الله يرحمه
و لما تربطى التفسير ده باللى حصل من شوقي ليكى لما روحتيله مكتبه بعد كده عشان تتاكدى ان القسيمة مظبوطة ، تلاقى ان هى دى النتيجة المنطقية
امجد : و هو ايه بقى اللى حصل لما راحت له
شمس : انا لما جتلى القسيمة و الفيديو ، الصراحة ماخدتش بالى ان اللى فى الفيديو مش سالم فعلا غير بعد ما سالم بنفسه هو اللى نبهنا لده
لكن كنت عاوزة اتأكد ان القسيمة مظبوطة لانى فى الاول شكيت انها ممكن تكون فيك و ان ممكن يكون حد بيحاول يوقع بينى و بين سالم ، فروحت لشوقى و حكيت له على اللى حصل و وريته القسيمة اللى اتبعتتلى على الموبايل و اول ما شافها
فلاش باك
شوقى قام اتنطر من على المكتب و قال بزعل : كده برضة يا سالم بية .. اخص عليك ، ماكانش العشم ابدا
شمس بزعل : يعنى القسيمة مظبوطة
شوقى بخبث : ازاى يعض الايد اللى احسنت له بالشكل ده ، هو ناسى ان انتى اللى عملتيه بفلوسك و فلوس والدك ، اقل حاجة تعمليها دلوقتى انك ترجعى منه كل حقوقك على داير المليم
شمس: تقصد ايه
شوقى بخبث : يعني مثلا الشقة الجديدة بتاعة زايد و شقة مصر الجديدة اقل واجب تنقليهم باسمك
شمس : شقق ايه دول ، انا اول مرة اسمع عنها
شوقى : اهو ده اللى كنت خايف منه
شمس : ماتفهمنى يا متر تقصد ايه
شوقى : اقصد ان سالم بية استغل ثقتك فيه و خانك و اتجوز عليكى و كمان استولى على اموالك و بيبعزقها على نزواته و جوازته التانية
شمس بغضب : طب و العمل
شوقى بمكر : العمل ده سيبيهولى انا .. انا اللى هعمل لك كل حاجة
عودة من الفلاش باك
شمس : غضبى من جواز سالم خلانى وافقت على كل اللى قالهولى و لما اقترح عليا انى ارفع قضية خلع و ابعد و احتفى عنه ، طلبت من شيراز تبقى معايا ، و لولاها يمكن ماكنتش رجعت القاهرة تانى و لا شوفت سالم قبل ما يموت
امجد : يعنى شوقى هو اللى خلاكى تبيعى نصيبه فى المصنع و الشركة ليكى من تانى
شمس : ايوة ، وقتها افنعنى انى لازم الحق حق الولاد قبل مايضيعهم هم كمان فى نزواته
خصوصا لما وريته الفيديو ، قاللى وقتها اللى يعرف طريق الكباريهات ممكن يبيع عمره عشان كاس ، فما بالك بمصنع والدك اللى بناه بتعبه و شقى السنين
و بعد كده ابتدى يحط مناخيره فى كل حاجة ، و عاوز يسيطر على الشركة و يوقف انتاج المصنع
رشيد بهدوء : اسمحيلى يا شمس هانم ، شوقى و زيدان كده نيتهم واضحة جدا
شيراز : فعلا يا شمس ، و زى ما قلتلك من الاول خالص .. اللى باعتلك القسيمة و الفيدو قاصد انه يخليكى تفقدى الثقة فى سالم
يمكن ماكناش فاهمين السبب ، بس دلوقتى السبب بقى واضح زى الشمس ، عاوزين يوصلولك ان المصنع هيقع و مديون بسبب التعاقدات اللى اتوقف تنفيذها ، فيقنعك تبيعى بابخس تمن و انتى فاهمة انه كده بينقذك ، رغم انه فى الحقيقة بيسرقك
شمس : من زمان و سالم كان بيشتكى من الاعيب زيدان و مضايقته ليه ، بس ماحدش ابدا تفكيره وصل انه ممكن يوصل لشوقى و يشتريه لمصلحته و يخليه يبيعنا بعد كل السنين دى
امجد : طب انتى قررتى هتعملى ايه و اللا لسه
شمس : حاليا انا مش قادرة افكر فى اى حاجة نهائى
امجد : انا عازرك طبعا .. بس على الاقل لازم تفكرى فى حل من اتنين
شمس : ايه هم
امجد : يا تنزلى بنفسك تتابعى كل اللى بيحصل و اهو على الاقل الناس تشوفك و تعرف انك مش هتهملى فى مالك
رشيد : بس ممكن لما الناس تشوفها .. تعرف انها احتمال تغرق المركب بزيادة ، خصوصا ان الكل عارف انها كانت على طول بعيدة عن الشغل و ان المرحوم هو اللى كان قايم بكل حاجة
شمس بصت لامجد و قالت له : طب و الحل التانى
امجد : اننا لازم نلاقى حد محل ثقة يدير الشغل بس و انتى معاه خطوة بخطوة عشان تتعلمى و تفهمى و ماحدش يقدر انه يضحك عليكى
شمس : كان سالم قاللى انى اقدر اثق فى وليد ، المهندس المسئول عن عنابر التشغيل فى المصنع ، و يمكن ده اكتر حد عمل مشاكل مع شوقى لما امر يوقف الشغل و عدم تركيب المكن الجديد
امجد : وليد جه العزا امبارح و فهمت منه انه متابع الطلبيات اللى كانت متأخرة
شيراز : و ليلى كمان الحقيقة عملت مجهود كبير مع العملاء اصحاب الطلبيات و اجلت معاهم التسليم بشكل ودى و هم اتقبلوا ده من غير مشاكل الحمدلله
امجد : طول عمر سالم الله يرحمه سمعته زى البرلانت ، و اكيد ماهماش اول مرة يتعاملوا مع المصنع و عارفين كويس هم بيتعاملوا مع مين
امجد سكت شوية و بعدين بص لشمس و قال : كان فى كلمتين كده اتكلمت فيهم امبارح مع يوسف ، بس حابب انى اعيدهم عليكى تانى يا شمس هانم
شمس : خير يا امجد .. انا سامعاك .. اتفضل
امجد : انتى اكيد عارفة ان سالم الله يرحمه كان بيستعد انه يسافر عشان يشتغل مع رشيد
شمس بدهشة : قاللى انه مسافر يشتغل ، لكن ما قالليش انه مع استاذ رشيد
امجد : رشيد بيجهز نفسه هناك فى الكويت انه يعمل مصنع استانلس زى مصنعكم كده ، و لما عرف ان …
امجد سكت زى ما يكون بيدور على كلام او صيغة مناسبة يوصف بيها اللى حصل فلقى شمس كملت بحزن : تقصد لما عرف اللى حصل بينى و بين سالم فى الشغل
امجد بص لها بوجع و قال : رغم ان مش ده بالظبط اللى كنت عاوز اقوله ، بس هو بيدى نفس المعنى تقريبا
المهم ان وقتها رشيد رحب بسالم جدا و طلب انه يروح يشتغل معاه عشان يستفيد بخبرته و سمعته فى الوطن العربى
المهم ، قبل الحادثة بيوم .. سالم جالى الكافية و ادانى متين الف جنية ، و طلب منى اخليهم معايا لاى ظرف طارئ او لو انتى او الولاد احتاجتوا لحاجة و هو مش موجود
شمس باستغراب : و هو انا و اللا الولاد كنا هنحتاج الفلوس دى ليه ، او الولاد هيطلبوا منها اصلا ليه ، ما انا معايا ….
امجد بحزم : انتى امهم.. تديهم ماتديهمش براحتك ، لكن برضة هو ابوهم المسئول عنهم
شمس اتضايقت لما حست ان امجد كلامه متبطن بهجوم ضدها بس حاولت ماتبينش ضيفها ده ، فبصت له و فضلت ساكتة و استنته يكمل كلامه ، فامجد قال : الفلوس دى عشان برضة تبقى فاهمة .. باقى تمن الارض بتاعة والدته ، لانه باعها الاسبوع اللى فات
شمس بزعل : ليه باعها
امجد بنبرة متغلفة بالعتاب : باعها عشان يفضل حاسس انه راجل و ان هو اللى بيصرف على نفسه و احتياجاته ، و طبعا كان محتاج فلوس عشان سفره ، و فلوس يسيبها لمراته اللى على وش ولادة ، و اللى بالمناسبة لما هو طلب منها تخلى الفلوس معاها خافت و رفضت بشدة ، و قالت له انها ماتقدرش تخليهم معاها
شمس بضيق : ممكن تفهمنى سبب الكلام ده كله ايه ، انا مش عاوزة حاجة من الفلوس دى اصلا
امجد : انا ماقلتش انى هديكى الفلوس اصلا
شمس باستغراب : اومال ايه انا مابقيتش فاهماك يا امجد ، ماتتكلم على طول
امجد : انا عاوزك تعرفى ان سالم اتكفن و اندفن و اتعمله العزا من ماله ، و ان ماحدش دفع له مليم من جيبه
شمس : و انا مابخلتش يا امجد و …
امجد بحزم : سيبينى اكمل كلامى لو سمحتى ، الفلوس اللى أمننى عليها سالم ، اداهملى و مات تانى يوم ، زى ما يكون كان عارف انه هيموت و ما كانش عاوز حد يقول انه صرف على خرجته من معاه ، و عشان كده انا رفضت اخد الفيزا اللى كنتى سايباها مع يوسف
انا كان ممكن اوى ادفع كل ده من جيبى و مش عاوز حد يحاسبنى ، بس عشان دى كانت وصيته ليا و كمان انا عارف ان ده حلال اكتر بالنسبة له عملت كده
و برضة حاسبت المستشفى عند نهى و الحضانة بتاعة سالم الصغير ، و باقى الفلوس هتفضل معايا لحد ما نهى و ابنها ربنا يسلمهم و اتطمن عليهم ، و لو اتفضل حاجة هديهالكم تقسموها بينكم زى ما ربنا قال
هنا شمس كانت وصلت لدرجة من الغضب ماقدرتش تتجاوزها فقالت بحدة : هو انت بتتكلم معايا كده ليه ، انت بتتهمنى بايه انا مش فاهمة
امجد بص لها بزعل و دور وشه الناحية التانية ، فشمس قامت من مكانها و راحت وقفت قدامه من تانى و قالت له : ماتقوللى يا امجد متهمنى بايه
شيراز راحت خدت شمس فى حضنها و قالت و هى باصة بعتاب لامجد : هيتهمك بايه بس يا حبيبتى ، هو بس بيحكيلك اللى عمله
شمس بغضب : لأ يا شيراز ، كلامه معايا كله تلميحات و اتهامات ، و بعدين بصت لامجد تانى و قالت و هى لسه متعصبة : زعلان منى انى سمعت كلام شوقى ، طب ما زعلتش منه ليه لما اتجوز عليا يا امجد ، مازعلتش منه ليه و انت عارف انه بيد/بحنى بسك/ينة تلمة
طب بلاش .. احنا طول عمرنا كنا اصحاب و اخوات ، ليه ما قلتليش يا امجد ، و اوعى تقول انك ماكنتش تعرف لانى لا يمكن هصدقك ، سالم ماكانش بيتنفس من غير مايحكيلك على النفس اللى اتنفسه
امجد بغضب : كنتى عاوزانى انا اللى اقول لك .. طب ازاى .. فهمينى ازاى و ليه
شمس بعياط : لانى كنت فاكرة انك بتعزنى و مش ههون عليك ، كنت فاكراك اخويا اللى الزمن بعتهولى ، ده انا و انت كنا اصحاب ، و كنت بتكلم و بحكى معاك اكتر من سالم ، ازاى هنت عليك و سيبته يعمل فيا كده ، بس ازاى ما اهونش عليك و انا هونت عليه هو نفسه من قبلك
امجد بوجع : و مين قال لك انك هنتى ، لا هنتى عليا و لا هنتى عليه ، انتى عارفة ان سالم كان بيعشقك مش بيحبك بس
شمس بسخرية : ااه فعلا ، بدليل انه اتجوز عليا
امجد بهدوء : تصدقى او ماتصدقيش .. ما اعتقدش انها بقت تفرق ، لكن سالم عمر ماحبه ليكى قل ميللى واحد
شمس بحده : حب غيرى
امجد : حبها معاكى
شمس بغضب : انت بتدافع عنه عشان صاحبك
امجد بحزم : انا بدافع عنه عشان شوفته بيموت حرفيا فى بعدك عنه ، رغم انه طول السنين ده كان خايف من اليوم اللى تعرفى فيه بجوازه ، الا انه عمره ما فكر انك ممكن تقللى من حبه ليكى لانك لمساه بايدك العمر كله و لا فكر كمان انك ممكن تتهميه بالسرقة
شمس بدموع و صدرها طالع نازل من كتر النرفزة : ماكنتش فاهمة .. بس كنت و مازلت موجوعة
امجد اتضايق ان النقاش بينهم وصل للمرحلة دى فقال باعتذار : حقك عليا .. انا ماقصدتش انى اضايقك بالشكل ده
رشيد بمهادنة : العتاب عمره ما هيرجع اللى راح ، ياريت نهدى و ندعيله بالرحمة
شمس بعياط و هى فى حضن شيراز : الله يرحمه و يحسن اليه و يغفر له ..رغم انى لا يمكن انسى جرحه ليا .. لكن و الله سامحته ، سامحته عشان عارفة انه خلاص مش راجع تانى ، بس قلبى واجعنى على زعله منى و من لولى .. مشى من عندى و هو زعلان و حسيته موجوع ، و لاول مرة فى حياتى اسيبه يمشى من قدامى و هو موجوع من غير ما اشيل عنه وجعه ده
امجد بحزن : طب ممكن كفاية عياط لحد كده ، انا اسف .. ماكنتش اقصد اضايقك ابدا صدقينى
قبل ما شمس تطلع من حضن شيراز لقوا شوقى داخل و معاه زيدان و بيقول : ازيكم يا جماعة ، ياترى عاملة ايه النهاردة يا مدام شمس
شمس كانت بتعيط و متأثرة من كلام امجد ليها فقالت بزعل ممزوج بعياطها و هى فى حضن شيراز : الله يرحمه و يحسن اليه و يغفر له .. رغم انى لا يمكن انسى جرحه ليا .. لكن و الله سامحته ، سامحته لانى عارفة انه خلاص مش راجع تانى ، بس قلبى واجعنى على زعله منى و من لولى .. مشى من عندى و هو زعلان و حسيته موجوع ، و لاول مرة فى حياتى اسيبه يمشى من قدامى و هو موجوع من غير ما اشيل عنه وجعه ده ، بس لانى كنت موجوعة منه اكتر بكتير اوى و مازلت ، و مانسيتش ، رغم انى سامحته .. بس مانسيتش خيانته و غدره بيا و لا عمرى هنسى يا امجد ، انا بس سامحته عشان اريح روحه اللى فارقتنا ، و عشان خلاص مابقاش موجود قدامى و لا هقدر اعاتبه تانى .. خلاص يا امجد
امجد بتنهيدة زعل مخلوطة بندم انه وصلها للحالة دى : طب ممكن كفاية عياط لحد كده ، انا اسف .. ماكنتش اقصد ابدا انى اضايقك ابدا .. صدقينى
قبل ما شمس تطلع من حضن شيراز لقوا شوقى داخل و معاه زيدان و بيقول : ازيكم يا جماعة ، ياترى عاملة ايه النهاردة يا مدام شمس 🫣
شمس التفتت بسرعة و مسحت وشها بكفوفها و قالت بجمود : اهلا يا متر
شوقى شاور على زيدان و قال : معلش يا مدام شمس ، بس زيدان بيه كان عاوز يتكلم معاكى فى موضوع مهم
شمس : موضوع ايه خير
زيدان بحمحمة : الحقيقة .. موضوع يخصك و يخصنى ، فلو امكن نتكلم على انفراد
شمس قعدت بهدوء و قالت : بس انا ما اعرفش حضرتك عشان يبقى فى ما بيننا مواضيع خاصة تخلينى كمان اقعد معاك لوحدى
زيدان باستدراك : على ما يبدو انى اسأت التعبير ، انا اقصد انا و انتى و المتر
شمس : بس الحقيقة انا ما اقدرش اقعد معاك لوحدى حتى فى وجود المتر ، و كمان مافيش حد غريب فى اللى موجودين ، يعنى حضرتك تقدر تتكلم فى وجودهم عادى
شوقى : ده موضوع يخص الشغل يا مدام شمس
رشيد : و على ذكر الشغل .. مافيش اى حاجة تخص الشغل ماتخصنيش معاها
شوقى بازدراء : ااه .. و يا ترى مين حضرتك .. ماتشرفتش باسمك
رشيد بزهو : رشيد البكرى .. اكيد تسمع عن عيلة شاكر البكرى أصحاب البكرى جروب اللى فروعها على مستوى العالم العربى كله
زيدان بترصد : الحقيقة اسمع ، بس ايه دخل الجروب بتاعكم فى شغل شمس هانم
هنا شمس قالت : رشيد بية كان اتفق مع المرحوم على الشراكة
شوقى : ازاى الكلام ده و انا ماعنديش خبر
رشيد : المفروض كان يبقى عندك خبر وقت امضة العقود ، لكن قبلها … اسمحلى يعنى هنستفيد ايه
شوقى : يعنى ايه الكلام ده انا مش فاهم ، و بعدين طالما ان موصوع الشراكة ده كاااان هيبقى و مابقاش ، يبقى ايه .. يبقى الوصع هيفضل على ماهو عليه
رشيد : غلط يا متر
شوقى : ليه غلط
رشيد : لان شراكتى اللى كانت هتحصل مع المرحوم ، هتحصل دلوقتى مع شمس هانم
شوقى بحزم و هو بيحاول يدارى انفعاله : ياريت تسمحيلى اتكلم معاكى على انفراد يا مدام شمس
شمس بصت لرشيد و امجد فامجد قال و هو بيشاور لها بعينه على مكان معين قريب منهم : خليكوا اتكلموا هنا يا شمس هانم و احنا هنقعد هناك قريبين منك ، و بعدين التفت لزيدان و قال له : اتفضل معانا يا زيدان بية
زيدان مشى مع امجد ، و رشيد و شيراز راحوا معاهم و هم عينهم على شوقى اللى كان بيراقبهم بغيظ و بعدبن التفت لشمس و قال لها بحدة : هو مش المفروض كنتى تكلمينى و تفهمينى اللى بيحصل ده
شمس بجمود : اعتقد ان الظروف اللى انت شايفها كفيلة تخلينى ما افكرش من اساسه
شوقى بغضب : ظروف ايه اللى انتى فيها ، مانتى كده كده كنتى هتخلعيه ، و اللا نسيتى هو عمل فيكى ايه ، .. نسيتى انه اتجوز عليكى و كان هياخد اللى قدامك و اللى وراكى لولا انى لحقتك و خليتك امنتى روحك و اللا نسيتى انه كان بيكبش من فلوسك و يصرفها على الكباريهات و الرقاصات
هنا فجأة سمعوا صوت يوسف و اللى كان نازل بالصدفة و سمع كلام شوقى فقال بغضب و صوت عالى : انت كداب
شمس بخضة : يوسف
يوسف بحدة لشمس و هو بيشاور على شوقى : انتى ازاى تسمحيله انه يتكلم كده عن بابا و انتى عارفة ان كل كلمة قالها كدب فى كدب
امجد و شيراز جم بسرعة على صوت يوسف و امجد سحب يوسف تحت جناحه و قال له باحتواء : اهدى يا يوسف .. مايصحش تتكلم مع والدتك بالشكل ده
يوسف : بيقول على ابويا حرامى يا عمى ، ازاى يتجرأ و يقول كده عنه
شوقى : انا اسف يا ابنى لو كنت سمعت حاجة ماكانش ينفع تسمعها ، بس هى دى الحقيقة
هنا شمس اللى قالت بانفعال : اخرس بقى .. اخرس ، لولا السم اللى قعدت تبخه فى ودانى يمكن ماكناش وصلنا للحالة دى ابدا
شوقى بسخرية : سم ايه يا مدام ، انتى ناسية ان انتى اللى جيتيلى و وريتينى القسيمة بتاعة جواز المرحوم و الفيديو اللى كان متحزم و بيرقص فيه مع الرقاصات
يوسف بغضب : مش هو اللى كان فى الفيديو و انت عارف كده كويس
شوقى بلجلجة : و انا هعرف منين ان كان هو و اللا مش هو ، اذا كان مراته بتقول انه هو ، انا بقى هكدبها
يوسف : كان المفروض على الاقل تتاكد
شيراز : اهدى يا يوسف مش كده ابدا
يوسف : اهدى ازاى و هو عمال يقول و يعيد فى كلام كله زور و افترا على بابا
زيدان : انا شايف يا متر ان سبب زيارتنا تاه وسط كل المهاترات دى
شمس : الحقيقة انا عاوزة افهم سبب الزيارة دى فى التوقيت ده بالذات
زيدان قعد و حط رجل على رجل و قال بنبرة فيها نوع من التحدى : الحقيقة اللى المتر شوقى كان مشفق عليكى انك تعرفيها دلوقتى ، و اللى انا كمان مشترك معاه فى احساسه ده ، ان المرحوم كان مديون للمجموعة بتاعتى بمبلغ صخم جدا
شمس برفض : ايه الكلام الفارغ ده
شوقى : مش فارغ ابدا يا مدام شمس ، انا كنت عاوز امهد لك الموضوع .. بس انتى اللى ما اديتينش اى فرصة
امجد : و هو اى حد هييجى يقول اى حاجة كده المفروض اننا نصدقه ، فين الاثباتات على الدين ده
زيدان بابتسامة خبث طلع محفظته من جيب الجاكت بتاعه ، و طلع منها ورقة .. كانت عبارة عن صورة ضوئية من شيك بمبلغ خمسين مليون جنية مسحوب على حساب المصنع ممضى من سالم من تاريخ عدى عليه حوالى شهر و نص
زيدان مد ايده بصورة الشيك لامجد و قال : ده طبعا صورة الشيك مش الشيك الاصلى ، و لما عرفت ان الرصيد وقتها مش كفاية و اتصلت بالمرحوم .. طلب منى مهلة عشان يقدر يدبر حاله و انا وافقت لانه صديق قديم
لكن بعد ما حصل اللى حصل فانا اسف .. لازم اضمن حقى
رشيد : و يا ترى بقى المرحوم احتاج المبلغ الكبير ده فى ايه
زيدان بحركة من شفايفة : مش متاكد ، بس هو قال لى انه عشان المكن الجديد اللى كان جايبه ، بس طبعا بعد ما عرفت انه كان راجل شقى و بيلعب بالسمكة و ديلها ، فالله اعلم
قال اخر جملة و هو ببغمز بعينه بوقاحة فامجد اتنرفز و قرب منه مسكه من هدومه و قال له بانفعال و تحذير من غير ما صوته يعلى : طول ما انت فى بيت سالم تحترم نفسك و انت بتتكلم عنه ، و لحد ما نتاكد من الكلام اللى انت بتقوله ده و نعرف صدقه من كدبه مش عاوز المحك تهوب من البيت ده او اهله مرة تانية .. انت فاهم
زيدان مد ايده شال ايدين امجد من على هدومه و قال باستفزاز : انا لولا الظروف اللى شمس هانم فيها .. كنت بيعت كل حاجة بالمزاد العلنى حتى البيت ده
شيراز : البيت ده و المصنع و الشركة و كل حاجة باسم شمس و انت مش من حقك اصلا انك تقول الكلام ده
شوقى : ده لو ماكانش الشيك ده على حساب المصنع اللى حسابه مشترك مابين شمس هانم و المرحوم
شيراز : و مش هى اللى مضت عليه
شوقى بسخرية : دى امور ادارية يا هانم ماعتقدش انك تفهمى فيها
هنا رشيد قرب من شوقى و زيدان و مسك كل واحد فيهم بايد و قال : صورة الشيك معانا و انتم شرفتوا ولحد كده و كفاية .. مع السلامة
زيدان شد ايده من رشيد بحدة و قال له : انا عاوز اعرف انتم الاتنين بتتصرفوا كده بانهى صفة ، بس عموما .. انا برضة هقدر الصدمة اللى اخدتوها ، بس انا هعمل الاجراءات القانونية كلها عشان اضمن حقى .. انا حبيت احلها ودى ، لكن انتم اللى مش عاوزين
شيراز بصوت عالى : و ايه بقى الحل الودى اللى انت بتتكلم عنه ده
زيدان بخبث : اننا ننفذ اللى كنت اتفقت عليه مع المرحوم
شيراز : و اتفقت معاه على ايه بقى
زيدان : انه لو ماكانش يقدر يدبرلى المبلغ فى الوقت المحدد ، كنت هبقى شريكه فى كل حاجة .. فى المصنع و فى الشركة
امجد ابتسم و قال : طب مش تقول كده من الصبح ، يعنى الحكاية ممكن تخلص ودى
شوقى : حضراتكم مش مديين حد ياخد فرصة انه يتكلم و يوضح
امجد التفت لشمس و غمزلها و قال : مافيش داعى للقلق ، كده زيدان بية بس عاوز يفهمك اللى حصل و يضمن حقه
وبعدين رجع التفت لزيدان و قال : و بما ان الدنيا وضحت .. اعتقد تسيبها على الاقل فترة الحداد على ما تلملم نفسها و بعدين تبقوا تتكلموا فى كل ده بعدين
شوقى : ايوة بس المصنع …
زيدان : خلاص يا متر .. مافرقتش كتير ، و هو برضة بيتكلم صح ، و بعدين التفت لشمس و قال لها : سامحينى يا هانم على التوقيت ، و اسمحيلى اقدم لك خالص تعازيا مرة تانية ، و هسيبك كام يوم على ما تبتدى تتماسكى و اكيد هتصل بيكى مرة تانية .. بعد اذنكم
و بص لشوقى و قال له .. ياللا بينا يامتر
شوقى مشى ورا زيدان و اول ما خرجوا .. امجد راح قفل الباب وراهم و رجع لشمس اللى الذهول كان مسيطر عليها فقال لها : ممكن تاخدى نفسك
شمس : اللى قالوه ده كله كدب .. سالم لا يمكن يكون عمل كده
امجد : و انا متأكد من كل ده
شمس : طب ليه سيبته يمشى و هو فاكر اننا صدقناه
رشيد : اقعدى يا مدام شمس من فضلك و حاولى تهدى
يوسف : تهدى ازاى بس و هو عاوز يستولى على كل حاجة
رشيد : و مين قال اننا هنسمح له هو او غيره ان يعمل كده
شيراز بقلق : اومال الشيك اللى معاه ده ايه
شمس بتيه : اكيد امضة سالم اللى على الشيك دى مزورة
امجد : و على مانثبت الكلام ده ، لازم مانخليهومش يعتقدوا لحظة واحدة اننا مكدبنهم
رشيد بحذر : بس لازم برضة و احنا بنتحرك نعمل حسابنا ان امضة سالم مش مزورة
امجد : سالم لا يمكن يعمل كده ابدا يا رشيد انا متأكد
رشيد : و انا كمان متاكد ، لكن ممكن بطريقة او باخرى يكونوا قدروا ياخدوا امضته دى
رشيد بص لشمس و قال : هل ممكن يكون سالم مثلا ماضى على شيك بمبلغ معين لجهة ما و الشيك ده اتلعب فيه بعد كده
يوسف : تقصد انهم مزورين الرقم نفسه مش الامضا بتاعة بابا
رشيد : بالظبط يا يوسف ، اصل شوقى محامى ، يعنى راجل قانون و عارف كويس اوى ان اول حاجة هنعملها اننا هنطعن فى صحة التوقيع
امجد سحب صورة الشيك من ايد شمس و بص فيه شوية و بعدين قرب من رشيد و شاور له على جزء معين من صورة الشيك و قال : شايف الخمسة مكتوبة ازاى .. هو ده منطقى
رشيد مسك منه صورة الشيك و بص فيه بتمعن و قال : و كمان الخمسة اللى بالارقام
شمس قامت و قربت هى كمان منهم و قالت : ماتفهمونى بتتكلموا عن ايه
امجد قربلها صورة الشيك و قال لها : كلمة خمسون اللى بالحروف مكتوبة فى مكان ضيق اوى مايتناسبش ابدا مع المكان ككل و تحسى انها كانت خمسه و اتعملت خمسون ، و كمان الاصفار اللى بالارقام تحسي الصفر اللى جنب الخمسة على طول متزنق فيها قبل الفصلة
شمس : مش فاهمة
رشيد : يعنى ممكن يكون ده شيك بمقدار خمسة مليون جنية كان سالم ماضى عليه لاى عملية و وقع فى ايد شوقى و زيدان و بطريقة او باخرى قدروا يلعبوا فيه و يوصلوه للشكل ده ، لان الملفت اكتر للنظر ان الشيك لحامله
شيراز : حتى لو مليون واحد ، سالم كان هيكتب شيك لمين بالمبلغ ده
يوسف التفت لشمس و قال لها : طب مانشوف دفتر الشيكات بتاع بابا و نبص فى الكعوب بتاعته ، يمكن نلاقى حاجة تفيدنا
شمس بحزن : دفتر الشيكات بتاع باباك مش عندى
امجد : انا ممكن اسال نهى عليه
شيراز : طب ما نسأل ليلى
شمس جابت تليفونها و اتصلت على ليلى اللى اول ماردت عليها شمس فتحت الاسبيكر و قالت لها : كنت عاوزة اسالك على الشيكات اللى المرحوم كان ماضيها فى الفترة الاخيرة ، ياترى عندك خلقية بيهم
ليلى : شيكات التعاقدات كلها بيبقى فى صورة منها فى الحسابات ، و صورة فى خزنة المكتب
شمس : انا اقصد هل انتى بتشوفيها او بتعدى عليكى
ليلى : طبعا يا مدام شمس ، لان انا اللى كنت بجهزها من البداية و بعدين كنت بعرضها على سالم بية و لما يمضيها ، باخد صورة منها للحسابات ، و الاصل بيتسلم للعملا
رشيد : طب يا انسة ليلى .. معنى كده ان دفتر الشيكات معاكى انتى
ليلى باستغراب : مين معايا
شمس : ردى على السؤال يا ليلى ماتخافيش
ليلى : ايوة معايا
امجد : طب ممكن تقوليلى اكبر مبلغ انكتب فى دفتر الشيكات و سالم مضى عليه كان كام
ليلى : اكبر مبلغ كان سبعة مليون .. و ده كان اول دفعة فى تمن المكن الجديد ، و بعد كده كان شيك بستة مليون و شيك بخمسة مليون
رشيد و امجد و شمس بصوا لبعض و بعدين رشيد قال : الشيكات دى كانت بتطلع باسم مين
ليلى : الشيكات دى بتطلع فى الاول من غير اسم لحد ما سالم بية بيراجعها ، و بعدين هو بنفسه اللى بيكتب اسم المستفيد عليها لما بييجى وقت الاستحقاق بتاعها
امجد باستغراب : يعنى بيمضى عليها و هى من غير اسم و يسيبهالكم كده
ليلى : لا حضرتك ، مابيسيبهاش ، الشيك بيفضل فى خزنة المكتب عنده لحد معاد الاستحقاق بتاعه ، ده حتى اخر شيك لسه لحد دلوقتى ما وصلش رغم ان معاده كان من كام يوم
شمس : و ماوصلش ليه
ليلى : لانه فى الخزنة يا مدام ليلى ، و لما جه معاده كان الاستاذ شوقى موجود و طلبت منه انه يكلم حضرتك عشان تجيبيلى الشيك ، بس هو فضل يماطل فيا و فى الاخر قاللى ان المكن احتمال يرجع او يتباع
شمس : و لما كنت عندك ماقلتيليش ليه على موضوع الشيك ده ياليلى
ليلى : يا مدام شمس انا قلت لحضرتك وقتها ان فى مشاكل كتير و شغل كتير متعطل
امجد كتم صوت التليفون و قال لشمس : انتى معاكى مفاتيح الخزنة دى
شمس : لا .. مش معايا
شيراز : يمكن عند نهى
امجد فتح من تانى صوت التليفون و قال لليلى : ليلى .. انا مش عاوز ولا كلمة من اللى اتقالت لك دلوقتى تطلع برة لمخلوق
ليلى : من غير ماتقول حضرتك
رشيد : طب و هى الجهة اللى المفروض ليها دلوقتى الفلوس بتاعة الشيك ده ، ما عملوش مشكلة بسبب التأخير ده
ليلى : الحقيقة هم اتصلوا اكتر من مرة و كان دايما الاستاذ شوقى اللى بياخد المكالمة ، لكن النهاردة الصبح لما اتصلوا ، كانوا بيبلغوا تعزيتهم فى المرحوم ، و قالوا انهم هيتواصلوا معانا من تانى بعد اسبوع من النهاردة ، و كنت هكلم شمس هانم اطلب منها تفتح الخزنة عشان الشغل ما يتعطلش اكتر من كده
شمس : شكرا يا ليلى .. انا هحاول اتصرف
بعد ما قفلوا الخط مع ليلى .. امجد مسك تليفونه و اتصل على نهى اللى ردت بتعب و قالت : الو
امجد : ايوة يا نهى .. يا ترى عاملة ايه دلوقتى
نهى بتعب : الحمدلله .. احسن
امجد : طب يا نهى انا كنت عاوز اسالك على حاجة
نهى : اتفضل
امجد : هى المفاتيح بتاعة سالم الله يرحمه موجودة معاكى
نهى : انهى مفاتيح .. تقصد مفاتيح العربية و الشقة
امجد : لا .. مفاتيح الخزنة بتاعة المصنع و الشركة
نهى : لا طبعا مش معايا ، و لا كانوا مع سالم كمان
امجد باستغراب : اومال هم فين .. ماعندكيش فكرة
نهى : المحامى بتاع شمس اخدهم منه
امجد بغضب : خدهم منه امتى و ازاى .. انا اول مرة اسمع الكلام ده
نهى : بعد ما شمس اختفت بيوم واحد ، اتفاجئنا بالمحامى بتاعها جايلنا البيت ، و لما سالم الله يرحمه قابله طلب منه المفاتيح اللى تخص خزنة المصنع و الشركة و قال له ان دى رغبة شمس عشان الشغل يعتبر متعطل
امجد باستنكار : و اداهم له من غير ما يسال شمس حتى
نهى : وقتها كان كل ما بيتصل بيها ماكانتش بترد عليه ، فاداهمله .. بس هو انت بتسال ليه ، فى حاجة حصلت تانى
امجد بتنهيدة تقيلة : ماتشغليش بالك انتى ، و خدى بالك من نفسك
بعد ما امجد قفل الخط مع نهى بصلهم كلهم و قال : طبعا دلوقتى فهمنا هو عمل ايه بالظبط
شمس ببهوت : يعنى ايه ، يعنى هيقدر فعلا يحط رجله فى المصنع و الشركة و يشاركنى غصب غنى ، اسلمه تعب بابا و سالم السنين دى كلها على الجاهز و كمان من غير مقابل
امجد بحدة : ده انا اق/تله قبل ما ده يحصل
شمس : انا لازم ابلغ البوليس
رشيد : و هتقولي ايه للبوليس
شمس : هحكيله اللى حصل و هم يتصرفوا
امجد : للاسف يا شمس هانم .. البوليس بيبقى عاوز وقائع و دلائل ، و احنا مانملكش لا ده و لا ده
يوسف بحدة : يعنى ايه الكلام ده ، هنسيبه ينصب علينا كده عينى عينك
رشيد : احنا اكيد مش هنسيبه يعمل كده
يوسف : اومال هنعمل ايه
رشيد بص لامجد و قال له : ايه رأيك
امجد بحيرة : تفتكر لو كلمنا وجيه .. ممكن يقدر يساعدنا
رشيد بابتسامة : الا يقدر ، ده يقدر و يقدر كمان
شيراز بحيرة : مين وجيه ده
امجد : ده صديق مشترك ما بينا كلنا و كان صاحب سالم الله يرحمه اوى
شمس : تقصد وجيه الزيات
امجد : ايوة هو
شمس : بس وجيه من ايام ماطلع من الخدمة و هو يعنى ..
امجد : وجيه يقدر يخدمنا دلوقتى اكتر ما كان فى الخدمة ، و كمان مكتب الخدمات الامنية اللى عمله ده هيساعدنا اكتر
شيراز : انا مش فاهمة حاجة
رشيد : وجيه كان ظابط شرطة و فى عملية مواجهة مع الار/هابيين اتصاب اصابة شديدة فى رجلة اثرت على حركته بعد كده ، و طلع من الخدمة
شمس : ايوة .. بس وجيه هيقدر يساعدنا ازاى
امجد : اللى زيدان و شوقى عملوه ده خارج عن القانون و تحايل عليه ، و للاسف عشان نقدر نرجع اللى اتتاخد بالغدر ، لازم المواجهة تبقى بنفس اسلوبهم ، و وجيه دلوقتى له علاقات بناس كتير و نوعيات اكتر من البشر .. اعتقد انهم هيقدروا يساعدونا نوصل للى احنا عاوزينه
رشيد وقف و قال : احنا ممكن نروح له دلوقتى انا و امجد ، و نتفق على اللى هنعمله و اكيد هنبلغكم باللى هيحصل
شمس بقلق : طب هعمل ايه فى الشغل بتاع المصنع ، و شوقى لما يعرف انى لغيت التوكيلات و لغيت وجوده اصلا من المصنع و الشركة .. المفروض اعمل ايه ، و هو غالبا هيعرف النهاردة او بكرة بالكتير
امجد : انا هقول لك تقوليله ايه
و قرب امجد من شمس عشان يفهمها تتعامل ازاى مع شوقى ، فى حين ان رشيد قرب من شيراز و قال لها : محتاج اتكلم معاكى
شيراز اديتله ضهرها و قالت : هنتكلم فى ايه تانى يا رشيد
رشيد شدها بحدة عشان تلتفت له و قال لها بهمس غاضب : اوعاكى تدينى ضهرك تانى يا شيراز و انا بتكلم معاكى
شيراز بزعل من لهجته : و اياك تتكلم معايا بالاسلوب ده مرة تانية يا رشيد
رشيد نفخ و حط ايده فى وسطه و هو بيبص لها بجنب عينه و بعدين اتعدل من تانى و قال لها بهدوء : محتاجين نتقابل فى النص يا شيراز ، انتى ماتعرفيش حاجة
شيراز بزعل : لأ يا رشيد ، عارفة ، عارفة انك تممت جوازك من خليدة
رشيد بوجع : و عندى اسبابى اللى لازم تعرفيها
شيراز بوجع هى كمان : هتفرق فى ايه يارشيد
رشيد : خليدة بتموت يا شيراز ، ماكانش ينفع اشوفها بتموت و ما امدلهاش ايدى ، ما اتعودتش اعملها مع الغريب ، فاكيد مش هعملها مع بنت عمى و هى فى اخر ايام عمرها 
رشيد كان بيحاول يقنع شيراز انها توافق تقعد و تتكلم معاه من تانى فقال لها بهدوء : محتاجين نتقابل فى النص يا شيراز ، انتى ماتعرفيش حاجة
شيراز بزعل : لأ يا رشيد ، عارفة ، عارفة انك تممت جوازك من خليدة
رشيد بوجع : و عندى اسبابى اللى لازم تعرفيها
شيراز بوجع هى كمان : هتفرق فى ايه يارشيد
رشيد : خليدة بتموت يا شيراز ، ماكانش ينفع اشوفها بتموت و ما امدلهاش ايدى ، ما اتعودتش اعملها مع الغريب ، فاكيد مش هعملها مع بنت عمى و هى فى اخر ايام عمرها 😒
شيراز بتأثر : يعنى ايه بتموت .. هى مالها
رشيد : عندها لوكيميا
شيراز باهتمام : بس فى حالات كتير اوى من اللوكيميا بقى ليها علاج
رشيد : صحيح ، و هى نفسها جت عليها فترة كنا اعتقدنا انها خلاص هتخف ، لكن للاسف حصلت لها انتكاسة شديدة
حتى لما عملنالها نقل دم و بلازما ، المرض كان بيهاجمه بشده ، و اخيرا الدكتور قال اننا لازم نعمل استئصال للطحال
شيراز : طب ماتعملوها
رشيد : للاسف بعد ما وافقنا ، رجعوا تانى قالوا انه هيبقى فى خطر اكبر على حياتها لان معدلاتها الحيوية ضعيفة جدا
شيراز بأسى : ربنا يشفيها و ان شاء الله تبقى كويسة ، و المفروض انك تفضل معاها و تواسيها و تساندها ، مش المفروض ابدا تسيبها لوحدها
رشيد بدفاع : انا مش سايبها لوحدها ، انا سايبها مع العيلة كلها حواليها ، بس ما كانش ينفع ابدا انى اعرف ان سالم مات بالشكل ده و ما اجيش اقف مع امجد و مع شمس و ولادها ، و هى بنفسها شجعتنى انى اجى اعمل الواجب اللى عليا و كمان انى اشوفك و اتكلم معاكى
شيراز بدهشة : هى تعرف عنى حاجة
رشيد : كل حاجة
شيراز باستنكار : ازاى جالك قلب توجعها بالشكل ده وسط اللى هى فيه ده
رشيد : مانا بقولك لازم نتكلم ، انتى فى حاجات كتير اوى ماتعرفيهاش ، ادينى و ادى نفسك فرصة اننا نلحق حاجة من عمرنا اللى بيضيع مننا ده
شيراز : حتى لو كان ، انا ما اقدرس ابدا اسيب شمس و هى فى الحالة دى و لا الظروف دى كمان لوحدها
رشيد : و انا ما بقوللكيش سيبيها و لا بقولك تعالى معايا دلوقتى ، انا بقولك شوفى وقتك ، و …
فى الوقت ده جه امجد عليهم و قال : ياللا يا رشيد خلينا نشوف مشوارنا
رشيد بص لشيراز و قال لها : يا ريت اما اكلمك على الموبايل تردى عليا
قبل ما يخرجوا يوسف نده على امجد و قال له : هو انا ممكن اجى معاكم
امجد بتفكير: خلينا احنا المرة دى لوحدنا ، و اوعدك ان المرة الجاية تبقى معانا
بعد ما مشيوا شمس قعدت و حضنت وشها بكفوفها بتعب ، فيوسف قعد جنبها و ضمها تحت جناحه و قال : ماتقلقيش يا ماما ، ان شاء الله ربنا هينصرنا
شيراز : بإذن الله رشيد و امجد هيلاقوا حل مع صاحبهم اللى اسمه وجيه ده
شمس : المصيبة كبيرة اوى يا شيراز
شيراز : و لما ضاقت حلقاتها فرجت و كنت أظنها لا تفرج ، خلى عشمك فى ربنا دايما كبير
شمس : و نعم بالله
يوسف بص لشمس و قال لها بتردد : ماما .. كنت عاوز استأذنك فى حاجة كده
شمس : حاجة ايه
يوسف : كنت عاوز اتطمن على طنط نهى و ابنها
شمس : امجد قاللى ان نهى سميته سالم ، و لو عاوز تروح مش هقدر امنعك عن اخوك
يوسف بابتسامة باس شمس من راسها و قال لها : ربنا يخليكى لينا ، انا هطلع اغير هدومى و هروحلهم على طول
شمس : ماشى يا حبيبى .. روح
يوسف طلع على فوق راح على اوضته و غير هدومه و قبل ما ينزل ، قرر انه يعدى على لولى ، فخبط عليها و دخل لها .. لقاها قاعدة بتقرأ قرآن و هى منهارة من العياط ، فقعد جنبها و ضمها فى حضنه و باس راسها و قال لها : حبيبتى انا خارج ، مش عاوزة منى حاجة
لولى و هى بتمسح وشها بايديها : رايح فين
يوسف : هروح اتطمن على سالم الصغير و مامته
و لما يوسف لقى علامات الاستغراب على وشها قال لها بشرح : اصلى عرفت ان طنط نهى سمت البيبى سالم
لولى بغيرة : انت بتقول لها طنط و هى اتجوزت بابى على مامى يا يوسف
يوسف : هى دلوقتى مامة اخونا ، و بعدين احترامها واجب عشان خاطر بابا الله يرحمه ، المهم انتى محتاجة منى حاجة
لولى بتردد : هو انا ينفع اجى معاك اشوف سالم الصغير
يوسف : الا ينفع ، ينفع طبعا .. قومى اغسلى وشك ياللا و شوفى لو حابة تغيرى هدومك و انا هستناكى تحت
لولى : ماشى .. مش هتأخر عليك
رشيد و امجد مشيوا من عند شمس و راحوا على النيابة قدموا بلاغ بان حادثة سالم .. حادثة مدبرة ، و سالم حكى للظابط اللى عصام قالهوله و عملوا محضر بالبلاغ و بعد كده خرجوا مع بعض وراحوا لوجيه
يوسف اخد لولى و راح المستشفى عند نهى ، اللى اول ما شافتهم انهارت من كتر العياط و هى ماده ايديها للولى عاوزة تحضنها ، لولى بصت بتردد ليوسف اللى شاورلها برأسه انها تقرب من نهى اللى اول ما لمستها شدتها على حضنها و ضمتها جامد و هى بتقول وسط عياطها : قربى منى كمان يمكن اشم ريحته فيكى ، كان بيحبك اوى .. كان موجوع من زعلك منه ، كانت روحه فيكى يا لولى ، كانت روحه فيكم كلكم
لولى كانت جامدة فى حضن نهى و مش عارفة تتعاطف معاها ، و لقت نفسها بتقول لها بقسوة : و انتى اللى بعدتينا عن بعض
نهى جسمها اترعش من كلام لولى ، فخرجتها من حضنها و بصت فى عينيها و قالت لها : باباكى عمره مابعد عنكم غير اما انتم اللى بعدتوه ، كان هيتجنن عليكم و عاوز يتطمن عليكم و يشوفكم باى شكل ، ماكانش متوقع ان ده هيبقى رد فعلكم ابدا لما تعرفوا بجوازنا
لولى باستنكار : اومال كان متوقع ايه لما نعرف انه خان مامى و اتجوز عليها
نهى مسحت دموعها بوجع و قالت : باباكى كان بيحب مامتك لاخر دقة فى قلبه
لولى بحدة : و لما انتى عارفة انه كان بيحب مامى زى ما بتقولى ، اتجوزتوا ليه
نهى بعياط : لاننا حبينا بعض
لولى بعدم اقتناع : مافيش راجل بيحب اتنين فى نفس الوقت
نهى باصرار : باباكى حبنى رغم انه بيعشق مامتك ، باباكى لاخر نفس كان بيحبنا احنا الاتنين ، و ماكانش عنده اى استعداد انه يبعد عن واحدة مننا
لولى : ليه حاولتى تاخديه مننا
نهى بانفعال : انا و باباكى متجوزين من خمس سنين و عمرى ما طمعت حتى فى جزء من وقته معاكم ، حتى لما طلب منى انى ااجل الخلفة شوية وافقت ، و ماحاولتش انى اضايقه و لا اضغط عليه
نورا قربت من نهى اخدتها فى حضنها و قالت لها بهدوء : بالراحة يا نهى ، الدكتور محذرك من الانفعال
نهى : قوليلهم يا نورا ، قوليلهم انى عمرى ماحاولت ابدا اسرق منهم ابوهم
عنايات قامت وقفت قدام يوسف و لولى و قالت لهم بحكمة : دلوقتى بقى عندكم اخ تانى ، امه تبقى بنتى اللى ضحت كتير بسبب حبها لابوكم ، يا ترى بقى انتو جايين تشوفوا اخوكم و تطمنوا عليه و اللا جايين تحاسبوا امه على جوازها من ابوكم وحبها ليه
يوسف باعتذار و هو واخد لولى تحت جناحه : انتو عارفين لولى كانت متعلقة ببابا اد ايه ، فياريت ماتتضايقوش من كلامها ، احنا فعلا جايين نتطمن على سالم الصغير
نهى بامل : بجد يا يوسف ، بجد عاوزين تطمنوا على سالم الصغير
يوسف : اقسملك اننا جايبن نتطمن على سالم الصغير ، و كمان على حضرتك ، و اشوفك لو محتاجة اى حاجة ، انا كنت عندك اول امبارح مع عمو امجد ، بس انتى ماكنتيش لسه فوقتى
نهى بعياط : طول عمر باباك و هو فخور بيك ، ربنا يحميك لمامتك و اخواتك و تبقى سند و ضهر ليهم
يوسف : و ليكى انتى كمان يا طنط ، مهما كان اللى حصل ، و مهما كانت ردود الأفعال .. الا ان بابا كان بيحبك ، و ده فى حد ذاته يكفينى
نورا طبطبت على نهى و سندتها على المخدة و قالت : تعالى يا يوسف ، هات اختك و تعالوا معايا هوديكم تشوفوا سالم الصغير
نورا اخدت يوسف و لولى وديتهم الحضانة ، و وقفوا عند الحاجز الزجاجى من برة و نورا شاورت لهم على سرير و قالت : ده سالم
لولى بدموع : ده صغير اوى
نورا : طبيعى لانه اتولد قبل معاده بشهرين تقريبا
لولى : بس هيكبر و يبقى كويس مش كده
يوسف و هو بيضم لولى : كده يا لولى ، ان شاء الله هيكبر و يبقى كويس
لولى برجاء و هى بتبص على سالم الصغير : هتجيبنى معاك تانى يا يوسف عشان اشوفه .. مش كده
يوسف : حاضر ، كل ما اكون جاى هجيبك معايا
يوسف لمح الدكتور جوة فخبط له على الازاز و شاور له انه عاوز يتكلم معاه ، فالدكتور شوية و خرج له فيوسف قال له و هو بيشاور على سالم : انا ابقى اخوه ، و عاوز اتطمن عليه
لولى بلهفة : و انا كمان .. انا اخته
الدكتور بعملية .. هيبقى كويس ان شاء الله ، قلقانين ليه
لولى : اصله صغير اوى
الدكتور : معلش .. فترة صغيرة و هيكبر و يخرج معاكم كمان
لولى بفرحة و هى بتبص ليوسف : يعنى ممكن نشيله
الدكتور بابتسامة : اكيد ، بس بعد ما يبقى كويس
يوسف شكر الدكتور و اخد لولى و رجع من تانى عند نهى مع نورا ، و قبل ما يدخلوا سمعوا نهى و هى بتعيط و بتقول لمامتها : نفسى يكبر وسط اخواته يا ماما ، نفسى يحبوه و يبقى قلبهم عليه زى ما سالم كان قلبه عليهم كلهم
عنايات : القلوب بتحس باللى بيحبها يا بنتى
نهى : و انا و الله بحبهم من حب سالم ليهم ، حتى شمس ، حتى شمس بحبها يا ماما و بحترمها من حب سالم و احترامه ليها ، بس ماحدش عاوز يصدق
فى اللحظة دى يوسف دخل و هو بيقول : بس انا مصدق يا طنط
نهى بصت له و هى بتمسح دموعها و بصت للولى اللى باصة للارض ، فيوسف قال لها من تانى : سيبى كل حاجة تاخد وقتها ، احنا الحمدلله اتطمنا على سالم الصغير ، و اكيد هنجيلك تانى ان شاء الله عشان نتطمن عليكم تانى ، و لو فى اى حاجة احتاجتيها و لقيتى انى ممكن اعملهالك .. ممكن حضرتك تكلمينى فى اى وقت ، انا معايا تليفون بابا الله يرحمه ، عمو امجد اداهولى .. ممكن تكلمينى عليه فى اى وقت
رشيد و امجد خرجوا من النيابة و راحوا على مكتب الحراسات الامنية بتاع وجيه ، اللى اول ما شافهم رحب بيهم بزيادة و قال : ايه ده ، رشيد و امجد الاتنبن عندى مرة واحدة ، يا اهلا و سهلا ، بس ده انتو اول مرة تعملوها و تجونى لحد هنا ، اوعوا يكون حصل حاجة تانى
امجد : احنا جايين لحد هنا لان فعلا حصل حاجة و لاننا جايين لك فى شغل
وجيه باستغراب : شغل ايه ده يا ترى اللى مجمعكم سوا
امجد : قبل ما اقول لك على اللى عاوزينه ، ياترى من طبيعة شغلك انك ممكن تجمع معلومات عن حد
وجيه : اكيد ، ده يعتبر شق اساسى من شغلى ، بس مين ده اللى عايزينى اجمع لكم معلومات عنه
امجد : اللى شاكين انه ورا قت/ل سالم
وجبه اتنفض من مكان مرة واحدة و قال بصدمة : ايه اللى انت بتقوله ده ، يعنى ايه .. سالم اتقت/ل! ، انتو قلتوا انها حادثة عربية
امجد : حادثة العربية دى لما تبقى ماشى و تخبط فى حد او حد يخبطك
وجيه بفضول : اومال ايه اللى حصل
امجد : اللى حصل ان كان فى موتوسيكل ريس من بتوع السبق كان ماشى وراه ، و فى مكان معين سالم ركن على جنب .. كان بيتكلم فى التليفون ، راح اللى راكب الموتوسيكل سبقه و لف و بعزم مافيه دخل فى الازاز بتاع العربية من قدام
وجيه باستنكار : ازاى يعنى ، و راح فين بعد كده
امجد : عمل عملته و هرب ، و الناس اتلخمت فى سالم و حاولت تطلعه بس كان قضى ربنا نفد
وجيه : طب و النيابة قالت ايه
رشيد : احنا جايين من النيابة عليك ، و طبعا لسه هيبتدوا يجمعوا ادلة و معلومات
وجيه : بس سهل اوى ان النيابة تفرغ الكاميرات اللى فى المنطقة اللى حصلت فيها الحادثة ، و تقدر تجيب اللى عمل كده
امجد : هم اصلا عملوا كده من البداية بس على انها حادثة غير مقصودة ، و بيدوروا على اللى عملها
لكن للاسف
وجيه باستنكار : ماتقولليش ان ماكانش فى نمر على الموتوسيكل
امجد : لأ .. كان فى نمر ، بس للاسف اللى عرفناه النهاردة انها كانت نمر فيك ، و كمان اللى كان سايق كان لابس خوذة مخبية ملامحه كلها
وجيه : يعنى ايه الكلام ده ، دم سالم كده راح هدر
ورجع وجيه التفت لهم من تانى و قال : انتو كنتو بتقولوا عاوزين تجمعوا معلومات عن اللى شاكين فيه انه ورا قت/ل سالم ، معنى كده ان فيه فعلا متهم
امجد : المتهم ده متهم قدامنا احنا بس يا وجيه ، على الاقل لحد ما نتاكد
وجيه : يعنى انتو ما اتهمتوش حد معين فى بلاغكم
امجد : لا
وجيه : طب ليه
امجد : خايف على شمس و الولاد
وجيه بترقب : معناه ايه الكلام ده ، هو فى حد بيهد/دهم ، ماتفهمونى بالظبط ايه الحكاية
رشيد : اكيد هنحكيلك كل حاجة بالتفصيل ، بس قبل ما تختار حد من عندك عشان يشتغل فى الحكاية دى ، لازم الاول تتاكد ان ولائه الاول و الاخير ليك
وجيه : اكيد من غير ما تقولوا
امجد : اسمع يا وجيه .. انا هحكيلك الحكاية من الاول خالص
عند شمس .. كان ابتدى يجيلها عدد مش قليل من الناس من تانى للعزا ، و كانت بتستقبلهم هى و شيراز ، لحد ما يوسف و لولى رجعوا من عند نهى و سلموا على مامتهم و قعدوا معاها يستقبلوا المعزيين ، و فجأة تليفون شمس رن و لما بصت على الشاشة شافت اسم شوقى ، فشيراز شجعتها ترد ، و اول ما ردت شوقى قال بترصد : طب مش كنتى تبلغينى و انا عندك انك لغيتى التوكيل ، على الاقل ما اضيعش وقتى فى قضايا ماتخصنيش
شمس و هى بتحاول تتماسك فى ردها : اعذرنى يا متر ، بس انا شايفة ان كده افضل ، على الاقل ماتبقاش مشتت بينى و بين زيدان بية
شوقى بسخرية : و انا بقى كنت هتشتت ما بينكم ليه ، ما المصلحة واحدة
سمس : ماهو عشان المصلحة واحدة ، انا مش عاوزة بينى و بينه وسيط حتى لو بقينا شركا ، ماينفعش الشركا يبقى بينهم وسيط و اللا ايه يا استاذ شوقى
شوقى : فى دى عداكى العيب ، رغم انى كنت برضة بشتغل معاكى و مع المرحوم
شمس : لا مانا قررت انى اغير كل حاجة كنت بعملها وقت المرحوم
شوقى : افهم من كده انك وافقتى على شراكتك مع زيدان باشا
شمس : مانا لسه قايلالك يا متر ، انا مش عاوزة يبقى فى اى وسيط بينى و بينه ، حتى لو كان الوسيط ده المحامى بتاعه
و بعدين كمان ، انا طلبت الصبح مهلة انى اقدر ارتب امورى و انظم حالى ، و زيدان بية وافق على كده ، و لسه مافيش حاجة اتغيرت
شوقى بتهكم : و ماله .. خليكى براحتك على الاخر ، و برضة انا فى الخدمة
شمس : متشكرة جدا على كل اللى عملته معايا
شوقى بسخرية : لااا .. ماهو شكرك وصلنى خلاص
عند وجيه و رشيد .. بعد ما امجد حكى كل حاجة لوجيه ، وجيه قال بتركيز : زيدان العرابى
رشيد بفضول : انت تعرفه
وجيه : معرفة غير شخصية
رشيد : ياريت توضح كلامك اكتر من كده ، و تقول لنا تعرف عنه ايه
وجيه : اللى اعرفه عنه ان سمعته مش فوق مستوى الشبهات ، و ثروته مشكوك فى مصدرها ، و انه من وقت للتانى بيعمل شراكة مع ناس ليهم سمعتهم و وزنهم كنوع من غسيل الاموال ، و بعد كده الشراكة دى يا بتتفض ، يا المنشأة بالكامل بتبقى ملك لزيدان
رشيد : و غالبا ده السبب اللى خلاه يص/فى سالم ، لما لقى انه مش قادر يشاركه
امجد : بس خلاص المصنع و الشركة بقوا باسم شمس ، يبقى ليه يق/تل سالم
وجيه بتفكير : اعتقد انه لما لقى شمس رجعت القاهرة من تانى و كمان سالم راحلها البيت اعتقد انهم ممكن يتصالحوا و الامور ترجع لمجاريها ، فحب يشيل سالم خالص من الصورة
رشيد : اكيد فعلا هو ده السبب ، لان كمان موضوع الشيك ده ، لو سالم موجود كان هيقدر يطعن فيه بسهوله
امجد : طب و العمل ، المفروض دلوقتى نتوجه ازاى و نعمل ايه
وجيه : اولا لازم كل الكلام ده يبقى قدام البوليس
رشيد : طب ما البوليس هيستدعيه و هيعرف اننا شاكين فيه و هياخد احتياطه
وجيه : ماتشيلش هم الجزئية دى ، انا ليا ترتيبات تانية مع حبايبى من المباحث ، فى ناس هناك بتعز زيدان معزة خاصة و بتتمنى له اى غلطة عشان تقدر توقعه
امجد : يعنى هتقدر فعلا تساعدنا
وجيه : عيب عليك ، دم سالم فى رقبتنا كلنا ، و مانبقاش رجالة ابدا لو ماعرفناش نرجع حقه ، بس هو مراته عارفة التفاصيل دى
امجد : لا ، خفت عليها .. اعصابها مش هتتحمل
وجبه : و لا مراته التانية
امجد : ماحدش يعرف الكلام ده غيرنا و يوسف ابنه ، و نهى والشاب اللى شاف الحادثة و بلغنى باللى حصل
وجيه : تمام ، مبدأيا انا محتاج اسم الشاب ده و بياناته ، و الباقى سيبوه عليا
رشيد : طب المفروض نتصرف ازاى مع زيدان ، كلها يومين تلاتة و اللا اسبوع بالكتير اوى و هيبتدى يتصل بشمس تانى عشان موضوع الشراكة و الشيك
وجيه سكت شوية و بعدين قال : مافيش غير حل واحد.. اننا نبعده مؤقتا عن شمس و نشغله
امجد : حل ايه ده
وجيه : حد يكون محل ثقة ، نعمل له عقد ببيع المصنع و الشركة بتاريخ قديم قبل وفاة سالم
رشيد : و ده هنعمله ازاى بقى
وجيه : هنعمله ازاى ده سيبوهولى انا هدبر الليلة دى ، المهم تختاروا شخص مناسب ، و ثقة ، و مايبقاش ورقة ضغط بالنسبة لشمس
رشيد : طب ماهو اكيد مافيش غير يا حد فينا ، يا شيراز
وجيه : ماحدش فيكم ينفع ، عاوزين يبقى حد يخلى زيدان مايشكش لحظة انها لعبة مننا ، حد ما يخطرش على باله ابدا انه بمعرفة شمس او معرفتنا
امجد : انا عندى الحد ده ، بس ما اعتقدش ان شمس ممكن توافق
رشيد : تقصد مين
امجد : نهى
وجية : بس نهى بما انها كانت مراة سالم ، ممكن زيدان يدخلها من نفس الدخلة و يبقى من حقه انها تسد الدين اللى كان على جوزها
امجد : طب و بعدين
رشيد : بس .. انا لقيتها ، بس محتاج مساعدتكم فى اقناع شمس ، و اعتقد انها لازم تعرف الحقيقة كلها عشان توافق
عدت ايام العزا كئيبة و حزينة على الكل من غير جديد .. غير مرواح يوسف و لولى كل يوم المستشفى عند نهى عشان يتطمنوا على سالم الصغير ، و اجتماعات امجد و رشيد مع شمس و شيراز كل يوم الصبح لمدة طويلة ماكانتش بتقل ابدا عن ساعتين و تلاتة
لحد ما فى يوم جرس الباب رن ، و الشغالة بلغت شمس ان زيدان عاوزها و معاه شوقى المحامى ، فشمس نبهت عليها تسيب باب الفيلا مفتوح ، و قالت لها انها هتنزل لهم
شمس كلمت امجد بلغته ان زيدان عندها ، و اتعمدت تتأخر شوية على مانزلت لهم ، و لما وصلت عندهم اتفاجئوا انها لابسة فستان ملون و حاطة مكياج و عاملة شعرها ، و رغم استغرابهم ، لان اخر مرة شافوها كانت فى قمة انهيارها ، الا انهم سلموا عليها و زيدان قال لها : انا سعيد انى شايفك ابتديتى ترجعى لحياتك من تانى و نفضتى الحزن من على اكتافك
شمس قعدت و قالت : و ما ارجعش ليه ، ثم ان مافيش حاجة تستاهل انى احزن عشانها من الاساس
زيدان : برافو .. انا احب الست القوية اللى بتقدر تتغلب على احزانها
شمس اتجاهلت كلامه و قالت : تشربوا ايه
زيدان : الحقيقة مالوش لزوم ، احنا كمان مش حابين نعطلك كتير ، و عاوزين نتكلم فى المهم
شوقى : طبعا يا مدام شمس احنا بلغناكى بموضوع الشيك ، و زيدان بيه ….
شمس : مابقاش يخصنى
زيدان بعدم فهم : افندم
شمس : بقول لحضرتك مابقاش يخصنى
زيدان : ياريت توضحى كلامك و تقوليلنا انتى تقصدى ايه
شمس بتنهيدة حزينة مخلوطة بالتهكم و السخرية : اقصد ان المرحوم كان بايع كل حاجة قبل ما يموت .. حتى الفيلا دى
شوقى باستنكار : ايه الكلام اللى بتقوليه ده .. ده مش ممكن ابدا
شمس بزهق : اهو عملها و انا كنت اخر من يعلم
شوقى : بس انا ناقل لك ملكية كل حاجة بايدى بعد اللى حصل و العقود مسجلها بايدى
شمس بتريقة : و العقود اللى هو بايع بيها بتاريخ قبل العقود بتاعتى بسنة كاملة يا متر و احنا نايمين فى العسل
شمس كملت كلامها اكنها بتكلم روحها : و انا اللى كنت مستغربة سكاته على اللى عملناه ، اتاريه ماكانتش فارقة معاه من الاساس
زيدان : و لما هو كان بايع كل حاجة من سنة زى ما بتقولى ، فضل يدير المصنع و الشركة ليه لحد اسبوعين فاتوا
شوقى بسخرية و عدم تصديق : و باعهم لمين بقى على كده
شمس بجمود : لحماته
شوقى كان بيكلم شمس بعدم تصديق بعد ما قالت له هو و زيدان ان سالم كان بايع كل حاجة قبل ما يموت و كان بيقول لها : بس انا ناقل لك ملكية كل حاجة بايدى بعد اللى حصل و العقود مسجلها كلها برضة بايدى
شمس بتريقة : و لا ليها اى قيمة ، لان برضة  العقود اللى هو بايع بيها متسجلة و بتاريخ قبل العقود بتاعتى بسنة كاملة يا متر و احنا نايمين فى العسل
شمس كملت كلامها بسخرية اكنها بتكلم روحها : و انا اللى كنت مستغربة سكاته على اللى عملناه ، اتاريه ماكانتش فارقة معاه من الاساس
زيدان : و لما هو كان بايع كل حاجة من سنة زى ما بتقولى ، فضل يدير المصنع و الشركة ليه لحد اسبوعين فاتوا ، و ليه بطل يروح المصنع بعد المشكلة اللى حصلت بينكم
شمس بصت لزيدان بفضول و قالت : و انت عرفت منين ان فى مشكلة حصلت ما بيننا
زيدان بلخبطة : يعنى ، مافيش حاجة بتستخبى
شوقى : طب انتى ماتعرفيش باعهم لمين بقى على كده
شمس بجمود : لحماته 🤨
شوقى بغضب : ايه الكلام الفارغ ده ، الكلام ده مش مظبوط
فى الوقت ده دخل امجد و رشيد اللى كان بيقول بلكنة ماليها الغضب : للاسف مظبوط يا متر ، و مد ايده لشمس بملف فيه صور مستندات و هو بيقول : للاسف يا شمس هانم احنا اتأكدنا ان كل الاوراق دى سليمة ، و الست اللى اسمها عنايات دى مصممة انها تمشى كل حاجة قانونى و رسمى
امجد كمل كلامه بأسف و هو بيقول : انا اسف يا شمس هانم ، انا حاولت معاها كتير بس للاسف .. مافيش فايدة ، و مصممة انك تسيبى الفيلا فى ظرف اسبوع من النهاردة
شمس بصت فى الورق ورقة ورا التانية و فجأة مسكته كله قطعته ستين حتة و هى بتقول بغضب : انا اللى استاهل ، ماكانش المفروض ابدا انى اسيبله كل حاجة تحت ايده بالشكل ده
زيدان قرب من شمس و قال لها : ممكن تفهمينى اللى حصل بالظبط .. انا لحد دلوقتى مس فاهم بالظبط ايه اللى حصل
شمس بزعيق : كل ده و مافهمتش ، افهمك تانى .. جوزى العزيز باع كل حاجة لحماته من سنة فاتت ، كل حاجة حرفيا ، باع لها البيت اللى عشت فيه انا وولادى طول عمرنا ، باع لها مصنع ابويا و شركته اللى بناهم طوبة طوبة
شوقى : انتى مش المفروض تسكتى ابدا على الكلام ده
شمس بتهكم : لو فى حل قوللى عليه و انا انفذه فورا
شوقى : اول حاجة لازم تطعنى فى صحة العقود دى رشيد : هتطعن فيهم ازاى بس و هم متسجلين فى الشهر العقارى يا متر
امجد بص لزيدان و قال له : اللى انا مش فاهمه ، ازاى سالم بعد كل اللى عمله ده ، يقترض مبلغ كبير زى اللى اخده منك ، طب ماخلاهاش هى مضت الشيك ليه على الاقل كنت عرفت تاخد فلوسك دلوقتى
رشيد بسخرية : و هى طبعا ماهتصدق ان الشيك بامضة المرحوم عشان تقول لك ماليش فيه
زيدان : معناه ايه الكلام ده
شمس : معناه بكل بساطة انى لو كنت قبل كده وافقت انى اسدد لك مبلغ الشيك او ادخلك معايا شريك فى المصنع ، فده لان كان كل حاجة كانت باسمى و اللى كتب الشيك جوزى ، لكن دلوقتى ….
زيدان : دلوقتى ايه
شمس : دلوقتى مابقيتش املك اشاركك ، لانى ماقدرش اشاركك فى حاجة مابملكهاش من الاساس ،  و لا كمان املك اسدد لك الفلوس اللى سالم اخدها ، لانى ببساطة شديدة ، مابقيتش املك اى حاجة ، و كملت بنبرة ماليها الحيرة و التيه و قالت .. حتى ولادى مش عارفة هروح بيهم فين
امجد : اوعى تقولى كده .. ولادك ولادى ، و تأكدى انى مش هتخلى عنك ابدا
زيدان بص لشوقى و قال له بامر : اعرف لى كل حاجة عن الست دى فورا ، المصنع ده لا يمكن ابدا يضيع بالشكل ده
امجد : تفتكر هتعرف تتعامل معاها
زيدان : ايه يعنى .. مالها ، مش هعرف اتعامل معاها ليه يعنى
رشيد : انا عن نفسى اتمنى انك تنجح فى اللى احنا فشلنا فيه
شوقى : انتو بتتكلموا عن مين ، دى واحدة ست جهلة و ماتعرفش الالف من كوز الدرة ، ازاى يعنى مديينها كل الأهمية دى كلها
رشيد بسخرية : مين اللى قال لك انها جاهلة ، اللى شفته مايقولش الكلام ده ابدا ، بس حتى لو فرضنا انها فعلا جاهلة ،  الجاهلة اللى مش عاجباك دى وقفتنا قدامها زى التلامذة الصغيرين و قالت لنا بصريح العبارة كده ان هى الكل فى الكل و كل حاجة فى ايدها ، و حتى لما حاولنا نتكلم فى موضوع الفيلا عشان خاطر يوسف و لولى  ، قالت انها هتسيبهم اسبوع واحد على ما يدبروا حالهم ، و بعد كده .. هتستلم الفيلا ، هى بس مستنية تتطمن على حفيدها اللى فى الحضانة
شوقى بفضول : افهم من كده ان نهى خلاص طلعت من المستشفى
امجد : ايوة ، بس لسه الولد قدامه شوية
شوقى بكيد لشمس : يعنى هتسيبى بيتك كمان لضرتك
امجد : الشهادة لله مدام نهى مش عاجبها اللى والدتها عملته ، و اتحايلت عليها انها حتى تسيب الولاد قاعدين فى البيت اللى طول عمرهم عايشين فيه ، بس مدام عنايات رفضت بشدة ، و قالت كقاية عليهم كده ، و ان البيت ده بتاع سالم الصغير و بس و مش ممكن يبقى لغيره ابدا
رشيد بص لزيدان و قال له : طب انت دلوقتى هتعمل ايه
زيدان بتأكيد : انا مش هسيب المصنع
امجد : ايوة بس الشيك اللى معاك ده مش هيخليك تجيب حقك ، و يوم ماهتروح بيه لمدام عنايات ، هتقول لك ماليش فيه ، و قانونا هى ماعليهاش اى مسئولية تخليها تلتزم برد مبلغ الشيك
رشيد : الا لو قررت تحجز على الورثة بتوع سالم ، و يوم ده ما يحصل ، بالنسبة لشمس هانم ، فاصبحت حاليا ماعندهاش اصلا حاجة تتحجز عليها ، اما لو انت تقصد مدام نهى فاعتقد ان اللى عندها ما يساويش قيمه الشيك بتاعك
امجد بص لشمس و قال : مش عاوزك تزعلى منى يا شمس هانم ، مدام عنايات طلبت منى انى اباشر المصنع و الشركة بنفسى الفترة دى على ماهى تشد حيلها من الولادة
شمس : و انت وافقت
امجد : ما اقدرش انسى ان ده مصنع سالم
شمس بحزن : سالم اللى باع اللى ورايا و اللى قدامى و سابنى على الحديدة
شوقى بترصد : و انت بقى هتفهم فى شغل المصنع و الشركة
رشيد : انا هبقى معاه ، ماتنسوش انى كنت هشارك المرحوم
امجد بص لزيدان و قال له : فكرت هتاخد قيمة الشيك بتاعك ازاى
زيدان :  انا مش عاوز قيمة الشيك ، انا عاوز المصنع ، و هاخده
زيدان قال كده وخرج بسرعه وشوقي مشي وراه بعد ما مشيوا امجد اتطمن من الشباك ان هم خلاص ركبوا العربيه ومشيوا ورجع عند شمس ورشيد وقال على فكره انا لقيت لكم شقه حلوه
شمس : هو احنا لازم فعلا نسيب هنا
امجد : اعتقد ان اكيد زيدان هيبقى عينه عليكم وما تنسيش ان شوقي ما هواش سهل ، شوقي ثعلب كبير ، ممكن يراقب تحركاتكم
شمس : طب هى مامة نهى هتيجى فعلا تعيش هنا
رشيد : احنا اقترحنا عليها بس هى و نهى رفضوا
شمس : طب لو زيدان حاول يتواصل معاهم او يعمل اى مشكلة فى المصنع
امجد : ماتقلقيش احنا مش هنسيبهم لوحدهم ، و هنفضل معاهم خطوة بخطوة
شمس بقلق : طب مافيش اى خطر عليهم
امجد بابتسامة دافية : ماتقلقيش ، احنا عملنا كل الاحتياطات
عند زيدان فى العربية .. كان بيدخن بشراهة و بيقول بحدة : تشوف لى نقطة ضعفهم ايه بالظبط و فى اقرب فرصة
شوقى : اوامرك بس اهدى ، و حتى لو المصنع ده ماتوفقناش فيه ، فيه غيره الف مصنع تانى
زيدان بحزم : المصنع ده بالذات يخصنى يا شوقى ، و لازم تحط رجلى فيه باى طريقة انت فاهم
شوقى : اوامر معاليك
زيدان بابتسامة خبيثة : بقوللك ايه
شوقى : اؤمرنى
زيدان : ايه رايك لو نستضيف البيبى الجديد عندنا شوية
شوقى بضحكة شيطانية : باشا ، طول عمر معاليك دماغك الماظ
زيدان بامر : تتحرك النهاردة و باقصى سرعة
شوقى : طب ايه رايك نعمل محاولة و نتحرك من البر الاول ،  و لو مانجحناش نبقى نلف من البحر
زيدان : و ليه نضيع وقت
شوقى : اصل طالما اللى اسمها عنايات دى طمعت فى الحاجة لنفسها ، تبقى من الاساس طماعة و ممكن نزغلل عينيها بكام مليون و تبيع و يا دار ما دخلك شر
زيدان بتفكير : تفتكر
شوقى : مش هنخسر حاجة لو جربنا ، ثم انا بصراحة كده ، مش هاضم الحكاية دى كلها من اولها لاخرها
زيدان بانتباه : تقصد انهم بيلعبوا بينا
شوقى : تؤ .. شمس شكلها مقهورة بجد ، يعنى مش لعب ، بس حاسس ان اللى اسمه رشيد ده زى ما يكون بيوسع لروحه سكه فى المصنع ، و ماتنساش انه بيقول انه كان هيشارك سالم
زيدان بشك : ازاى سالم كان بايع المصنع و فى نفس الوقت كان هيشارك اللى اسمه رشيد ده
شوقى بتفكير : مانا بقول لك ان فى حلقة مفقودة ، و مش هنفهم الحكاية بالظبط الا اما نعمل الاول زيارة للى اسمها عنايات دى
عند شمس .. كانت شيراز انضمت لهم ، و شمس خلاص اتفقت مع امجد على انها هتتنقل فعلا من الفيلا على شقة اختارهالها
شيراز : و لزومها ابه الشقة انا مش فاهمة ، ماتيجى اقعدى معايا الفترة دى على مانشوف الدنيا هتخلص على ايه
رشيد قال لها : زى ما تحبوا اللى يريحكم اعملوه
امجد : الحقيقة لو روحتى مع شيراز هانم اكيد هنبقى متطمنين عليكى اكتر
شمس : هو الموضوع ده ممكن ياخد وقت اد ايه
امجد : ان شاء الله مش كتير ، وجيه مظبط كل حاجة مع المباحث ، بس يارب مدام عنايات تقدر تتعامل مع زيدان
رشيد : انا متطمن .. ماتقلقش
امجد لشمس : اومال الولاد فين مش شايفهم
شمس : يوسف عند مدرس من المدرسين بتوعه بيشرح له الحاجات اللى فاتته ، و لولى كمان .. موجودة فى الجنينة اللى ورا مع المدرسة بتاعتها
امجد : كويس اوى .. ربنا يوفقهم ، ها .. قررتى ايه ، هتيجى فى الشقة اللى قلت لك عليها و اللا هتروحى مع شيراز هانم
شيراز : هتيجى معايا طبعا .. مافيهاش كلام
رشيد وقف و قال و هو باصص لشيراز : تمام ، باللا بينا يا امجد عشان عندى معاد مهم اوى كمان ربع ساعة
شيراز حمحمت بصوتها و بصت لشمس اللى وقفت و قالت : انا متشكرة اوى على تعبكم معايا
امجد : مافيش مابيننا شكر و انتى عارفة كده كويس ، احنا هنمشى دلوقتى و هنفضل على اتصال ببعض لو جد اى جديد
بعد ما مشيوا شمس قالت لشيراز : قومى انتى كمان روحى معادك ، و ابقى ارجعيلى بعده
شيراز بتردد : مش عاوزة اروح
سمس بتنهيدة : مش ده كلامك ليا فى مرسى مطروح لما قلتيلى انك ندمتى عشان ماديتيهوش فرصة ، روحى يا شيراز ، روحى و اسمعى ، و شوفى ان كنتى هتلاقى جسر تتقابلوا عليه و اللا لا
شيراز : و مراته ، مراته اللى بين الحيا و الموت دى ، مش قادرة اشيلها من دماغى
شمس : مش قلتيلى انه قال لك ان فى حاجات كتير ماتعرفيهاش ، روحى و اعرفى .. و لو فضل رايك زى ماهو ، تبقى ماخسرتيش حاجة
عند نهى كانت فى شقة مامة سالم اللى كانت قاعدة فيها مع سالم قبل الحادثة ، و كان معاها عنايات و نورا ، و كانت نهى فى اوضة النوم نايمة على السرير و سرحانة و هى حاضنة البيجامة اللى كان لابسها سالم يوم الحادثة قبل مايخرج
عنايات جت عليها و قالت لها : ياللا يانهى عشان تاكليلك لقمة يا بنتى
نهى من غير ماتلتفت لها : ماليش نفس يا ماما
نورا جت من برة و قعدت جنبها و قالت لها : حتى لو مالكيش نفس ، لازم تاكلى ، و لازم تبقى قوية ، عشان على الاقل تعرفى تساعدى اللى عاوزين يرجعوا حق سالم الله يرحمه
نهى اكنها بتكلم روحها : ليه يعملوا فيه كده ، عمل فبهم ايه ، اذاهم فى ايه عشان يفكروا يق/تلوه ، ده عمره ما اذى حد
عنايات بزعل : الطمع وحش اوى يا بنتى ربنا يكفينا شره
نهى : بس ده مش طمع ، لا .. ده حاجة اكبر بكتير من الطمع ، لو الطمع له شر ، فده الشر ذات نفسه
عنايات : ان شاء الله ربنا هينتقم لكم كلكم منهم و يرجع الحق لاصحابه
نهى : هتقدرى يا ماما تعملى اللى قالوا لك عليه
عنايات بقوة : انا اقدر اعمل اى حاجة بعون الله عشان احميكى انتى و اختك و ابنك كمان
نورا : بس انا لحد دلوقتى مش فاهمة اشمعنى ماما اللى قالوا انها هى اللى سالم باع لها كل حاجة ، ليه مش رشيد او امجد مثلا او حتى انتى 
نهى بتوضيح : اولا عشان مافيش بين ماما و بين سالم الله يرحمه اى صلة قرابة تحتم عليها انها ترد اى دين عليه ، هى حماته و بس و ده ما يلزمهاش قانونا انها تسد عنه حاجة ، و ثانيا هم عايزين يكسبوا وقت مع المحامى و اللى اسمه زيدان ده ، ثالثا .. ان رشيد و امجد كانوا موجودين لما زيدان و المحامى حكوا على موضوع الشيك اول مرة ، فلو حد منهم كان هو اللى اشترى كان اتكلم فى ساعتها
نورا : اممم كده فهمت ، طب قومى ياللا برضة خلينا ناكل عشان انا جعت اوى ، و ورايا مذاكرة كتير
فى كافية راقى جدا ، كان رشيد مستنى شيراز على نار ، و اول ماوصلت قام استقبلها بلهفة و هو عيونه كلها حب و شوق و شغف ، و اول ما قعدوا ، رشيد قال لها بحب : ااه لو تعرفى وحشتينى اد ايه
شيراز : رشيد .. انا جيت عشان اسمعك زى ما طلبت ، فياريت تتكلم و تقوللى على اللى عاوز تقولهولى على طول عشان اقدر ارجع لشمس بسرعة و ما اتأخرش عليها
رشيد بتنهيدة : حاضر يا شيراز ، تحبى ابتدى من فين
شيراز : انت اللى تعرف يا رشيد مش انا
رشيد : هبتدى من اخر مرة اتقابلنا فيها لما قررتى اننا نبعد عن بعض .. فاكرة
شيراز بتذكر .. طبعا فاكرة
فلاش باك
رشيد بغضب : يعنى ايه احنا مش لبعض ، انتى بتحبينى و انا بموت فيكى ، يبقى ليه ماحناش لبعض فهمينى
شيراز : انت سرقاك الس/كينة يا رشيد ، و معتقد ان والدك ممكن بعد كده يرضخ للامر الواقع و يسامحك و ده ممكن مايحصلش ابدا ، و لا انا .. انا لا يمكن اتحمل ابدا ان انت و والدك علاقتكم تنقطع بسببى
رشيد : اؤكد لك ان ده لا يمكن يحصل ، انا بس والدى زعلان عشان بنت اخوه ، بس شوية و هيتقبل اللى حصل ، و ماتنسيش ان هو و امى متجوزين عن حب ، و برضة ساب الدنيا كلها و اتجوز من هنا عشان حبها
شيراز : و برضة ماتنساش انه عاش اكتر من خمستاشر سنة بعيد عن عيلته اكنه منفى او منبوذ ، و لولا ان جدك سامحه قبل ما يموت كان الله اعلم ايه اللى حصل ، ايه .. عندك استعداد ان يحصل معاك نفس اللى حصل معاه يا رشيد
رشيد سكت شوية و قال : يبقى مش لازم يعرف بجوازنا دلوقتى
شيراز وقفت و قالت بكبرياء : و انا مابتجوزش فى السر يا رشيد
رشيد : و مين اللى قال لك اننا هنتجوز فى السر
شيراز بغضب : لما تتجوزنى من ورا اهلك يبقى فى السر يا رشيد و انا مش هسمح بده ابدا
رشيد حاول يتكلم بس شيراز قالت له بحزم : لازم تفهم ان كل اللى بيننا انتهى ، و انسى تماما انك عرفت حد اسمه شيراز
عودة من الفلاش باك
رشيد : بعد اخر مرة شفنا بعض فيها و سيبتينى و مشيتى و انتى غضبانة منى ، فضلت طول الليل احاول اكلمك كان على طول تليفونك مقفول ، و لما روحتلك الفيلا تانى يوم البواب قاللى انك سافرتي الصبح بدرى و رفض يقول لى روحتى فين
روحت لسالم الله يرحمه و طلبت منه يسأل عنك شمس ، و كان الرد انك سافرتى برة مصر
وقتها سالم و امجد قالولى سيبها شوية تهدى ، و لما ترجع مصر ابقى حاول تتكلم معاها تانى
وقتها جالى تليفون من والدى و طلب منى انى اسافر له حالا ، و لما سافرت كانت الصدمة بالنسبة لى لما عرفت بمرض خليدة
لما وصلت من المطار والدى اخدنى فورا على اوضة المكتب لدرجة انه ماداش فرصة لامى انها تسلم عليا و اول ما قفل الباب علينا قاللى
فلاش باك
شاكر : اسمعنى كويس و افهم كل كلمة هقولهالك و مش عاوز حد يحس بحرف واحد من كلامنا ده
رشيد باستغراب : فى ايه اللى حصل
شاكر : خليدة
رشيد بامتعاض : مالها خليدة
شاكر بحزن : خليدة بتموت يا رشيد
رشيد بانتباه : بتموت ازاى يعنى مش فاهم
شاكر : تعبت جامد الاسبوع اللى قبل اللى فات ، و وقعت مغمى عليها ، مراة عمك اتصلت عليا تستنجد بيا ، و لما روحت و شفت شكلها نقلتها المستشفى فى ساعتها ، و للاسف .. هناك عرفت كل حاجة
رشيد بقلق : طلع مالها يعنى
شاكر : هناك طلبوا انهم يحجزوها و عملوا لها فحوصات و تحاليل كتير اوى ، و فى الاخر قالولنا ان عندها لوكيميا فى مرحلة متأخرة ، و انهم لازم يستأصلوا الطحال نظرا لتأخر الحالة
رشيد : و ده يفيد فى حالتها
ساكر : قالوا ان ده اخر اجراء بيتبع بعد فشل العلاج عشان ينقوا الدم ، لكن نظرا لتاخر حالتها فهيلجأوا له على طول
رشيد : و هتعمل العملية امتى
شاكر : قبل ماتعمل العملية لازم انت توافق على انها تعملها
رشيد : و هو انا همنع عنها عملية ممكن تنقذ حياتها
شاكر : اسمع يا رشيد ، انا سالت كتير جدا عن حالة خليدة و العملية و تأثيرها عليها بعد كده ، و اللى عرفته لازم اقولهولك بمنتهى الامانة
استئصال الطحال رغم اهميته فى المرحلة الحالية الا انه مش شرط ابدا انه يقضى على مرضها ، بس هو ممكن يحسن من حالتها ، لكن المشكلة ان ممكن بعد العملية الاصابة توصل الكبد او المرارة او اى عضو تانى ، و كمان ممكن يأثر عليها بعد كده فى الخلفة ، و عشان كده القرار يرجعلك لوحدك
رشيد بذهول : انت بتتكلم فى ايه ، دى حياة بنى ادمة ، ايه اللى انت بتتكلم فيه ده ، حياتها اهم من كل ده
شاكر قام وقف و قال : خلاص ، روح المستسفى و اقعد مع الدكاترة و اعمل اللى يريحك ، بس خليك فاكر ان مهما حصل و مهما كان قرارك ، ان الكلام ده ماحدش يعرفه غيرى انا و انت و خليدة و مراة عمك
رشيد ساب ابوه و خرج سلم على امه و قال لها ان عنده مشوار شغل مهم محتاج يعمله ، و راح على طول على المستشفى عند خليدة ، بس قرر انه يقابل الدكتور اللى متابع حالتها الاول و يقعد معاه ، و فعلا قعد مع الدكتور و الدكتور اكدله كل اللى شاكر قالهوله ، و وافق على العملية و مضى على كل الاقرارات ، و بعدها خرج و راح لخليدة اوضتها ، و اول ماخبط على الباب و سمع الاذن بالدخول .. فتح الباب و دخل لقى مراة عمه كانت قاعدة ماسكة المصحف بتاعها .. كانت بتقرى فيه و اول ما شافته قامت سلمت عليه بترحاب و حب و هو عينه من خليدة اللى اتفاجئ بشكلها اللى المرض واضح عليه جدا ، فقرب منها و سلم عليها بابتسامة و قال : ايه ده .. ده انتى تعبانة بصحيح .. كنت فاكرهم عاملين فيا مقلب
خليدة بتعب : ليه تعبت نفسك و جيت لحد هنا
رشيد : ماكنتيش عاوزانى اجى
خليدة دورت وشها و قالت بحزن : ماكنتش عاوزاك تشوفنى و انا فى الحالة دى
رشيد بتعاطف : و انتى مالك بس ، شوية تعب و هيروحوا لحالهم ان شاء الله ، ان شاء الله هتبقى زى الفل بعد العملية
خليدة بصت لمامتها و قالت لها : ماما من فضلك ، ممكن تسيبينى مع رشيد شوية ، محتاجة اتكلم معاه فى موضوع مهم
ام خليدة : حاضر يا بنتى ، انا هروح اشرب قهوة ، و هبعت لرشيد القهوة بتاعته
بعد ما ام خليدة خرجت و سابتهم ، رشيد التفت لخليدة اللى قالت له : طبعا عمى حكالك على كل حاجة و عرفت ان عندى لوكيميا فى حالة متقدمة
رشيد : انا مش عاوزك تقلقى و تستسلمى للمرض بالشكل ده ، و بعدين ان شاء الله بعد العملية تبقى كويسة
خليدة : من فضلك يا رشيد ، انا مش عاوزة اعمل العملية
رشيد باستغراب : مش عاوزة تعملى العملية .. ليه
خليدة : ارجوك يا رشيد ، لو كده كده هموت .. سيبونى اموت من غير الم و وجع اكتر من كده
…………….
كان رشيد لسه بيحكى لشيراز عن اللى حصل بعد ما رجع لعيلته فى الكويت و عرف بمرض خليدة و راح لها المستشفى عشان يخلص لها اجراءات العملية
خليدة : من فضلك يا رشيد ، انا مش عاوزة اعمل العملية
رشيد باستغراب : مش عاوزة تعملى العملية .. ليه
خليدة : ارجوك يا رشيد ، لو كده كده هموت .. سيبونى اموت من غير الم و وجع اكتر من كده
رشيد بتعاطف : مين بس اللى جاب سيرة الموت ، انتى هتخفى و هتبقى زى الفل ، و العملية بتاعتك سهلة و مش صعبة ابدا 
خليدة : لكن نتيجتها مش مضمونة ، و كمان تأثيرها بعد العملية ممكن مايبقاش كويس ، سيبونى زى ما انا ، ماتدخلونيش فى دوامة انا مش هقدر عليها ، و عشان إيه كل ده .. هتأخروا معاد رجوعى لربنا ، معادى هيفضل هو هو معادى ، لا هيتقدم يوم من غير العملية و لا هيتأخر يوم بيها
رشيد : ربنا بيسبب الاسباب .. اسمعى انتى بس الكلام و اتفائلى ياحبيبتى
خليدة بألم : انا مش حبيبتك يا رشيد و عمرى ماكنت و لا هكون حبيبتك ، انا عارفة انى اتفرضت عليك و انك مجبر عليا ، بس صدقنى .. عمرى ما حقدت و لا نقمت عليك
رشيد باحراج : الحكاية مش زى مانتى فاهمة يا خليدة
خليدة بابتسامة باهتة : انت عارف ان طول عمرى صريحة و مابحبش الهروب ، فبلاش نكدب على روحنا ، و كمان انا سمعت عمى و هو بيتخانق معاك فى التليفون لما عرف انك بتحب بنت مصرية و عاوز تتجوزها
رشيد باسف : خليدة انا اسف سامحينى .. بس …
خليدة : بس قلوبنا مش بايدينا ، اوعى تفكر انى زعلانة منك ، انا ما اقدرش ابدا ادعى انك وهمتنى بحبك ليا فى اى يوم من الايام ، و لا كمان اقدر اقول انك بتسئ معاملتى
مش ذنبك انهم ربطونا ببعض من سنين ، و مش ذنبك ان قلبك ماقدرش يحس بحبى ليك طول السنين دى ، حبى اللى يمكن اتزرع فى قلبى عشان مادقش غير ليك و لا شاف غيرك ، و اللى ممكن يكون قلبى حوشهولك لانهم فهمونى انى ليك انت ، و انك نصيبى من الدنيا
ما اعرفش حبك اللى فى قلبى من انهى نوع فيهم ، لكن مهما كان نوعه أو سببه .. لاول مرة عاوزة ابقى انانية و اطلب التمن
رشيد بدهشة : تمن ايه اللى تقصديه
خليدة :  انا دلوقتى عاوزة تمن حبى ليك يا رشيد
رشيد : رغم انى مش فاهم قصدك كويس ، بس يا ترى التمن ده عاوزاه ازاى يا خليدة
خليدة بتعب : عاوزاه بانك تكرمنى فى اخر حياتى ، طولت او قصرت
رشيد : انتى دايما متكرمة فى حياة الكل يا خليدة
خليدة بدموع : لما قلت لعمى انى مش عاوزة اعمل العملية ، قاللى الامر ده بايد رشيد بس ، هو اللى يقرر ان كنتى تعمليها و اللا لا ، و بما ان امر العملية فى ايديك فانا بطلب منك انك تلغيها اكراما ليا
رشيد : عمك اكيد كان خايف عليكي و حب ينهى النقاش عشان مايتعبكيش مش اكتر من كده
خليدة : لا يا  رشيد ، مش عشان كده ، عمى كان مصمم على العملية رغم رفضى ليها من البداية ، بس لما سمع راى الدكاترة حب يرمى الكرة فى ملعبك انت
عمى رجع قلق من العملية بعد ماكان متحمس لها ، بس هو باصص لها من زاوية تانية و عنده أسبابه ، لكن انا .. انا برضة ليا اسبابى و ليا موازين تانية
رشيد بحيرة : ايوة يا خليدة ، بس برضة ليه تستسلمى للوجع ، طالما فى حل ممكن يريحك
خليدة : و اما يبقى الحل ده نسبة نجاحه مش اكتر من ستين فى المية ، و لما تبقى حالتى وصلت لدرجة ان حتى الحل ده مايضمنش انه يقضى على المرض فى جسمى ، بل انه كمان ممكن يزود مشاكلى و الامى
رشيد بحيرة : انتى متاكدة من قرارك ده
خليدة : ايوة يا رشيد .. متأكدة
رشيد : انا هعمل لك كل اللى انتى عاوزاه يا خليدة ، بس فى المقابل .. انتى كمان لازم تعملى اللى انا عاوزه
خليدة : اللى هو ايه
رشيد : انتى رفضتى العملية و ده حقك ، لكن التزامك بالعلاج اللى الدكاترة هيقولوا عليه .. ده حقى انا يا خليدة ، هنلتزم بكل تعليمات الدكاترة و بكل الأدوية و الجلسات .. ده لو انتى عاوزانى افضل رافض العملية
عودة من الفلاش باك
رشيد : رغم وجعى على حالتها و زعلى عليها ، لكن وقفت جنبها فى قرارها و ايدته و رفضت انها تعمل العملية
كتير من العيلة هاجمونى و اتهمونى انى ماصدقت و انى عاوز اخلص منها ، لكن هى وقفت جنبى بكل قوتها و دافعت عنى ، و قالت لهم ان انا الوحيد اللى فهمت رغبتها و نفذتهالها بصدق نوايا 
لكن طبعا كانت حالتها بتدهور يوم عن التانى ، و والدى صمم انه يتمم جوازنا رغم اعتراض خليدة نفسها ، لكن فى نفس الوقت كنت حاسسها مكسورة و زعلانة على حالها .. فقررت ان انا اللى اطلب منها نتمم الجواز
فلاش باك
رشيد كان فى زيارة لبيت عمه بعد ما قضى مع خليدة يوم طويل فى المصحة و هى بتعمل نقل دم و اللى اصبح روتين دورى على فترات متقاربة
رشيد لما وصلوا و حاول يساعد خليدة انها تطلع اوضتها ، لقاها منهكة و مش قادرة ، فبدون تفكير شالها و طلع بيها على فوق وسط اعتراضها الواهن ، و اما وصلوا قدام اوضتها نزلها وقفها و قال لها و هو بيسندها : نفسى اعرف انتى على طول معترضة ليه ، حد لاقى توصيلة سهلة و مريحة و سريعة كمان بالشكل ده
خليدة مدت ايدها فتحت باب الأوضة و دخلت بتعب و هى بتقول : انا تاعباك معايا اوى يا رشيد ، حقك عليا
رشيد دخل وراها و هو بيقول لها : و انتى مين اللى قال لك بس انى تعبان
خليدة قعدت على السرير و قالت بضعف : سامحنى انى ماقدرتش اقنع عمى بجوازك من حبيبتك
رشيد باستغراب : ايه الكلام ده ، انتى امتى اتكلمتى معاه فى موضوع زى كده
خليدة : مش الوقت هو المهم ، الفشل دلوقتى هو الاهم ، سامحنى .. كان نفسى اعمل حاجة ترد لك و لو جزء بسيط من اللى بتعمله معايا ، بس ماعرفتش
رشيد : انا يوم ما احب اتجوز ، مش هحتاج اقنع غير الانسانة اللى بحبها يا خليدة
خليدة بفضول : هى رافضاك .. مش عاوزاك
رشيد : رافضة ظروفى
خليدة بحزن : تقصد وجودى فى حياتك
رشيد بصلها و سكت ، فرجعت قالت له : فهمها ان وجودى فى حياتك زى عدمه بالظبط و انها مش اكتر من مسألة وقت
رشيد : ماتقوليش كده ، ثم الظروف دى كلنا اتحطينا فيها
خليدة : انا عارفة ان عمى عامل لك مشاكل بسببى
رشيد : طب ماتساعدينى
خليدة : ايه اللى فى ايدى اقدمهولك
رشيد : وافقى اننا نتمم الجواز
خليدة بذهول : انت اللى بتقول الكلام ده
رشيد : اسمعى يا خليدة ، انتى عارفة ان وجودكم فى البيت ده بعد موت عمى الله يرحمه مضايق عمك جدا ، و باقى العيلة ، و كمان والدتك صحتها مابقيتش اد كده ، و مش المفروض انكم تفضلوا لوحدكم بالشكل ده
و اخواتك كل واحد فيهم مشغول بحياته و ماحدش فاضى للتانى ، لكن لو تممنا جوازنا ، انتى و مراة عمى هتيجوا معانا البيت الكبير ، و هنبقى كلنا مع بعض و حوالين بعض ، و على الاقل تساعدينى فى ان كل واحد يبطل يتحشر فى حياتنا بمقترحاتهم اللى مابتخلصش
خليدة : بس انت كده بتظلم نفسك .. انت مابتحبنيش ، و كمان انت عارف كويس انى ما انفعكش لا انت و لا غيرك
رشيد : اسمعى يا خليدة .. انتى كده كده على اسمى و على ذمتى ، سواء هنا او فى البيت الكبير ، فخلينا نتمم جوازنا على الاقل نطمن الكبار علينا
خليدة : بس انت كده بتبعد بزيادة عن البنت اللى بتحبها ، و ممكن ترفضك نهائى و ابقى انا السبب ، و لو وافقتك على طلبك ده و اتفاجئت بيك بعد كده بتتخلى عنى لاى سبب .. مش هقدر اسامحك
رشيد : اوعدك انى عمرى ماهتخلى عنك مهما كان السبب ، انتى بس طاوعينى ، و صدقينى مش هتندمى
عودة من الفلاش باك
رشيد : و بعد ما ضغطت عليها وافقت ، و فعلا عملنا الفرح و اتنقلت معايا للبيت الكبير اللى مراة عمى فرحت جدا بيه لما شافت الكل مهتم بخليدة و بيراعيها ، رغم ان الكل عارف و متأكد اننا عايشين مع بعض زى الاخوات ، لكن ماحدش كان بيحاول يعلق لانهم عارفين حالتها و كمان شايفيننا بنتعامل مع بعض بكل احترام و مودة
و ماقصرتش معاها لحظة واحدة و لا قبل فرحنا و لا بعده ، و كنت دايما بحافظ على مواعيد الزيارات الدورية بتاعة الفحوصات بتاعتها ، و كمان جيبتلها ممرضة مقيمة معاها طول الوقت عشان تفضل باستمرار تحت المتابعة
لكن مرضها كان زى الغول اللى عمال ينهش فى لحمها و يمص فى دمها كل يوم بزيادة ، لحد من شهر فات تقريبا و هى ما بتتحركش من السرير
شيراز و هى بتمسح دموعها بتأثر : مسكينة ، ربنا يشفيها و يقويها ، لكن انت .. انت ازاى سببتها فى التوقيت ده و جيت مصر
رشيد بتنهيدة حارة : هى اصلا من وقت ماتعبت التعب الاخرانى ده و هى مانعة اى حد يدخل عليها غير الممرضة بتاعتها ، و لما حاولت اكتر من مرة انى ادخل لها اتطمن عليها قعدت تصرخ و رفضت تماما انى اشوفها ، و الدكتور بتاعها قاللنا مانضغطش عليها و نحاول نلبى لها كل طلباتها ، بس هى عارفة انى هنا فى مصر ، و حكيتلها تقريبا على كل اللى بيحصل ، بكلمها فى التليفون كل يوم قبل ما بنام .. بس حاسس انها خلاص .. قربت اوى
سكتوا شوية و بعدين رشيد قال : اخر مرة شفتك فيها لما طردتينى و ما اديتينيش فرصة انى اكمل كلامى معاكى ، يمكن الحل اللى قلتهولك وقتها ،  كنت ساعتها شايف ان هو ده الحل الوحيد عشان نحافظ على حبنا ، كنت عاوز افكر معاكى بصوت عالى ، كنت عاوز اوصل لك انى عاوز اعمل اى حاجة بس ما ابعدش عنك
بس لما هربتى منى و رجعت على الكوبت و انشغلت بموضوع خليدة ، ماكنتش بعدى اى فرصة من غير ما افاتح والدى فى موضوعك و انا بحاول اقنعه يسيبنى اكمل حياتى معاكى
اتخانقنا كتير و اختلفنا اكتر ، و بعترف انى لحد دلوقتى لسه ما اخدتش موافقته ، لكن احساسى بيقوللى انه فى الفترة الاخرانية ابتدى يلين ، حسيت انه حزين على حالى و هو شايف السنين بتسرسب من بين ايديا سنة ورا سنة ، خصوصا و هو عارف ان جوازى من خليدة مجرد جواز صورى مش اكتر
لكن عاوزك تتاكدى ان عمرى ما يئست و لا هيأس انى اقنعه ، و لولا ان انتى اللى مصممة ان جوازنا يبقى بعلمه و موافقته ، انا لا يمكن كنت قبلت ابدا انى افضل بعيد عنك طول السنين دى 
شيراز : و انت فاكر انك لو قدرت تقنعه ، انى ممكن اوافق اتجوزك و انا عارفة ان خليدة فى حالتها دى
رشيد بحزن : للاسف انا مهما اوصفلك حالة خليدة لا يمكن ابدا خيالك يوصل للى هى فيه
شيراز : و انا ما اقدرش ابدا انى ازود وجعها و الامها و هى بتتفرج عليك و انت بتتجوز عليها
رشيد : خليدة بقالها اكتر من سنتين دلوقتى بتتحايل عليا اجيلك و احاول اقنعك من تانى ، بس انا …
شيراز : بس ماقدرتش تزود وجعها ، ايه اللى غير موقفك دلوقتى
رشيد بحدة مكتومة : انى تعبت يا شيراز ، تعبت من بعدك عنى ، و تعبت و انا عايش و شبح موت خليدة بيحوم حواليها في كل لحظة  و انا حتى مش قادر اساعدها
انا عارف ان خليدة بتحبنى ، و عارف ان بعدى عنها و انشغالى بيكى ممكن يكون واجعها او اكيد مأثر فيها .. لكن مش بايدى و لا بايدها ، و اقسملك انى طول السنين دى كنت بحاول اتعامل معاها برقة ، لكن ماقدرتش اتعامل بحب ، اتعامل بحب ازاى و انا قلبى سايبه معاكى هنا من يوم ماطردتينى من حياتك .. ارجعيلى بقى .. ايه .. ماصعبتش عليكى ، ما اتوجعتيش من بعدى عنك زى ما اتوجعت على بعدك ، انتى ليه بتتعمدى تتعاملى معايا انا بالذات بالقسوة دى 
شيراز و هى بتهرب من عينيه : انت عارف ان ده مش حقيقى
رشيد بتصميم : لا حقيقى ، طول الوقت شايف حنانك و حبك مع شمس و ولادها ، اشمعنى انا
شيراز بذهول : انت كنت عاوزنى اتخلى عن شمس فى ظروفها دى
رشيد : انا ماقلتش كده ، و عمرى ما اقدر اطلب منك حاجة زى دى ، بس اعدلى يا شيراز
شيراز : انت عاوزنى اعدل بانى اعمل ايه ، اوافقك و اتجوزك فى حالة خليدة دى ، و اللا اقولك استنى لما هى تموت و نبقى نتجوز ، انا فى كلا الحالتين ابقى انسانة ماعنديش قلب و لا مشاعر ، و اللا انسانة ايه بقى ، ده انا حتى ما استحقش ان يتقال عليا انسانة
رشيد معالم وشه اتغيرت و زى ما يكون وشه اتكسى بالسواد و قال بزعل : انتى متخيلة انى مستنى موتها ، اقسملك ان رغم كل اللى حصل ده الا انى عمرى ما اتمنيت لها غير الخير ، انا لا يمكن اتمنالها ابدا اى اذى ، رغم ان الاذى بقى ملازمها من سنين
كان كل ما تعدى عليها سنة و هى عايشة ، كان الدكتور بتاعها دايما مابيقولش عليها غير البطلة من كتر كمية الوجع و الالم اللى بتتحملهم فى صمت ، رغم طول السنين عليها الا انى عمرى ما سمعتها بتتوجع قدامى ، كانت دايما بتحاول تكتم وجعها فى وجودى ، لدرجة انى كنت بتعمد اسيبها عشان تطلق اهاتها ، و من وقت ما منعت اى حد يدخل عليها و انا عارف ان قوتها خارت ، و مابقتش قادرة تكتم وجعها قدام حد ، عرفت انها قررت تستسلم
اول ما عرفت خبر وفاة سالم ، لقيت نفسى بكلم مدير مكتبى يحجزلى تذكرة على اول طيارة نازلة مصر ، ماقدرتش ما اهربش ، ماقدرتش افضل هناك و انا مستنى اسمع خبر ….
رشيد سكت و ما قدرش يكمل كلامه و كان واضح عليه الحزن الشديد فشيراز قالت له : كل ده و بتقول انك ماقدرتش تحبها
رشيد : حبى لخليدة حب انسانى يا شيراز ، و ماتنسيش انها بنت عمى و متربيين سوا ، كنت دايما بعتبرها اختى ، رغم انى حملتها جزء كبير من غضبى لما والدى صمم يكتب كتابنا ، و لما كان كل شوية يطالبنى بتعجيل الجواز ، الا ان كل غضبى منها ده اتبخر لما شفت ضعفها و مرضها
و ماقدرش انكر انها انسانة جميلة من جواها ، هادية زى النسمة و رقيقة ، هشة زى القشة فى مرضها و صلبة زى الوتد بايمانها و قوة تحملها
شيراز كانت بتسمعه و هى حاسة بغيرة رهيبة جواها من انه بيتكلم كده عن خليدة ، لدرجة ان وشها اترسمت عليه معالم الغض/ب ، و لما رشيد لاخظ تعبيرات وشها قال لها بفضول : مالك يا شيراز ، انتى فى حاجة ضايقتك
شيراز اتنهدت و هزت راسها اكنها بتضيع حاجة معينة من دماغها و قالت بامتعاض : انا لحد دلوقتى مش فاهمة انت عاوز منى ايه بالظبط
رشيد : عاوزك تصالحينى
شيراز و على وشها معالم الغباء : اصالحك! .. ده اللى هو ازاى مش فاهمة ، هو انا زعلتك عشان اصالحك
رشيد ضحك جامد بصوت عالى لدرجة ان شيراز ابتسمت له بحب ، و استنت لحد ما هدى و قالت له باستنكار متصنع : ممكن اعرف انت بتضحك على ايه
رشيد بابتسامة مرحة : اصلى ما اقصدش انك تصالحينى بالمعنى اللى انتى قلتيه
شيراز : اومال بانهى معنى
رشيد : بمغنى اننا نتصالح ، مش احنا كنا زعلانين من بعض ، او على ادق تعبير انتى كنتى زعلانة منى ، فانا عاوز اننا نتصالح
شيراز بمكر : اممم ، فهمت ، بس احنا مش متخاصمين ، احنا لما بنشوف بعض عند شمس بنتكلم عادى و بنسلم على بعض عادى
رشيد قرب منها و قال لها بخفوت : بس انا مش عاوز العادى ده ، انا عاوز نرجع حبايب و اصحاب
شيراز وقفت مرة واحدة و سحبت شنطتها فى ايدها و خرجت بسرعة بعد ما قالت : هفكر
رشيد قام بسرعة حط الحساب على الترابيزة و خرج يجرى وراها لقاها ركبت عربيتها و مشيت و هى عينها عليه بابتسامة مليانة شقاوة خلت قلبه يتنطط زى مايكون عنده تسعتاشر سنة 
طلع البايب بتاعه من جيبه و ولعه و قال بسعادة : شكلنا كده هنتصالح
عدى حوالى خمس ايام .. كانت شمس فيهم اتنقلت هى و اولادها عند شيراز فى الفيلا بتاعتها ، و قفلت الفيلا عندها و نبهت على مطاوع ان اى حد غريب يسال عليها .. يقول ان الفيلا اتباعت و اصحابها الجداد مش موجودين حاليا
و ماحصلش تانى اى جديد ، غير ان نورا كانت كل ما تدخل البلكونة يلفت نظرها عربية قاعد فيها واحد عينه دايما من البلكونة بتاعتهم ، و لما شافته تانى ندهت على مامتها و قالت لها : ماما .. تعالى كده ثانية عاوزة اوريكى حاجة
عنايات جت وقفت معاها و قالت لها : خير .. هتورينى ايه
نورا بصت لبعيد و قالت لمامتها : بس ماتبصيش على طول ، انا ملاحظة ان العربية السودة اللى راكنة هناك دى عند السوبر ماركيت ، شبه مبتتحركش من مكانها ، و دايما واحد قاعد جواها و عينه على البلكونة بتاعتنا
عنايات عملت انها بتبص على الشارع و التفتت بالراحة لحد ما شافت العربية ، و رجعت بصت لنورا و قالت : فعلا ، و كمان انا لما نزلت السوبر ماركيت اللى راكن قدامه ده عشان اجيب شوية حاجات دخل ورايا و فضل يتفرج هنا و هنا و ما اشتراش حاجة و خرج اول ما انا خرجت ، بس ماشغلتش بالى و قلت صدفة
نورا شاورت بعنيها على الشارع و قالت : نهى وصلت اهى ، فضلوا متابعينها بعنيهم لحد ما ركنت عربيتها و راحت ناحية مدخل العمارة ، و قبل ما يدخلوا يقابلوها .. نورا قالت : ايه ده ، ده كان فى عربية جاية ورا نهى و اللى نزل منها راح قعد جنب الراجل اللى فى العربية السودة ، الموضوع كده مايطمنش
عنايات و نهى دخلوا قابلوا نهى اللى كانت فتحت بمفتاحها و دخلت و قالت : السلام عليكم
عنايات راحت اخدتها فى حضنها و هى بتقول : و عليكم السلام يا حبيبتى ، طمنينى سالم الصغير اخباره ايه
نهى بهزة بسيطة من راسها : الحمدلله ، الدكتور هناك طمننى
نورا : و انتى جاية مالاحظتيش حاجة يا نهى
نهى : حاجة زى ايه
نورا شدتها وديتها عند الشباك اللى بيبص على نفس الشارع اللى البلكونة بتبص عليه و خلتها تبص من ورا الستارة و هى بتحكى لها على اللى شافته هى و عنايات ، و على العربية اللى كانت مراقباها هى كمان
نهى بخضة : يعنى ايه ، طب بيراقبونا ليه و غرضهم ايه من كل ده
نورا : اهدى بس ، انا رايى انك تكلمى استاذ امجد و تحكيله و تشوفى رايه ايه
و فعلا نهى كلمت امجد و حكت له كل حاجة و بعدها قالت له : انا قلقى دلوقتى على سالم ابنى ، تفتكر ممكن يأذوه زى ما اذوا ابوه
امجد : ماتقلقيش يا نهى ، انا هشوف الموضوع ده و النهاردة هكون متصرف ، بس مش عاوزك تخافى كده
نهى : انا مش خايفة على نفسى يا استاذ امجد ، انا خايفة على سالم و على ماما
امجد : ان شاء الله كل خير ماتقلقيش ، و انتظرى منى تليفون اعرفك انا عملت ايه
امجد قفل مع نهى و يا دوب بيحكى لرشيد على اللى نهى قالتهوله فى التليفون ، لقى وجيه بيكلمه ، فرد عليه و فتح الاسبيكر عشان رشيد يبقى متابع معاه اللى بيحصل ، و اول ما امجد رد علي وجيه .. سمع وجيه بيقول له : زيدان شكله مش ناوى يجيبها لبر
امجد : كنت لسه هكلمك ، بس واضح ان عندك اخبار جديدة
وجيه : زيدان من اليوم اياه و هو حاطط مراقبة على بيت مراة سالم
امجد : يعنى انت عارف
وجيه : عارف و عامل احتياطاتى لان انا كمان رجالتى هناك ، بس مش ده المهم دلوقتى
امجد : اومال ايه المهم
وجيه : المهم و الاخطر ، انه بيراقب المستسفى اللى فيها سالم الصغير
امجد بقلق : معناه ايه بقى الكلام ده
وجيه : الكلام ده مالوش غير تفسير واحد
امجد : انا سامعك .. كمل تقصد ايه
وجيه : ان زيدان ناوى يلاعب عنايات بسالم الصغير
امجد بغضب : ده يبقى اخر يوم فى عمره يوم مايفكر انه يلمس شعره من راسه
وجيه : زيدان مابيلعبش بشرف و احنا عارفين ده كويس ، فالاحسن و الأمن لنا كلنا اننا نسبقه بخطوة
امجد بفضول : خطوة ايه دى
وجيه : سالم الصغير لازم يختفى من المستشفى اللى هو فيها
امجد : ازاى يعنى الكلام ده ، ازاى يخرج من المستشفى و هو تحت الاشراف الطبى و فى الحضانة كمان
رشيد هنا قال بحماس : ماتحملوش هم .. انا عندى الحل
…………….
وجيه : سالم الصغير لازم يختفى من المستشفى اللى هو فيها
امجد : ازاى يعنى الكلام ده ، ازاى يخرج من المستشفى و هو تحت الاشراف الطبى و فى الحضانة كمان
رشيد هنا قال بحماس : ماتحملوش هم .. انا عندى الحل
وجيه : اخيرا نطقت .. قول اللى عندك
رشيد : اولا سهل اننا نشترى حضانة و نحطها فى مكان آمن و نقدر نعقمه و كمان نجيبله ممرضة متدربة باشراف من دكتور موثوق فيه
امجد : طب و المكان الآمن ده .. يبقى فين
رشيد بابتسامة خبيثة : عند شمس
امجد : ازاى يعنى الكلام ده ، ثم انت تصمن منين ان شمس ممكن توافق على حاجة زى دى ، و خصوصا ان المفروض ان نهى كمان هتبقى ملازمة للولد
رشيد : اولا .. احنا كلنا بقينا فى نفس المركب ، و والدة نهى حطت نفسها فى وش المدفع رغم انها لا ناقة و لا جمل ، فالاولى ان شمس ترد لها الجميل ده
ثانيا .. الكلام ده هيبقى فى بيت شيراز مش شمس ، و انا اقدر اقنع شيراز
وجيه : انا موافق على اقتراح رشيد ، خصوصا انهم عمر ماهيخطر فى بالهم ابدا ان الولد مع شمس ، بس لازم تردوا عليا بسرعة ، لان الافضل ان الولد مايباتش فى المستشفى الليلة دى ، مش عاوزين نتفاجئ ان زيدان بيحط صباعنا تحت ضرسه او يفاجئنا بحاجة احنا مش عاملين حسابنا عليها
امجد : انا هتكلم مع شمس حالا ، و اشوف رأيها و هرد عليك خلال نص ساعة بالكتير
بعد ما امجد قفل مع وجيه ، كان هيتصل بشمس ، بس رشيد وقفه و قال : ده موضوع محتاج نقاش و ماينفعش فى التليفون ، انت تكلم شمس و تقول لها اننا عايزينها ضرورى و رايحين لها فى السكة
امجد : طب مانحكيلها اللى حصل و نقوللها فى التليفون على طول
رشيد بتصميم و هو بيشد امجد لبرة : اسمع الكلام ، ياللا بينا و كلمها و احنا فى السكة
و فعلا امجد اتصل بشمس و قال لها ان هو و رشيد رايحين لهم فى السكة و عاوزينهم ضرورى
وصلوا و كانت شيراز و شمس قاعدين فى الجنينة ، فرشيد و امجد راحوا عليهم و سلموا و قعدوا ، و شمس قالت بقلق : هو فى حاجة جديدة حصلت و اللا ايه
امجد : نهى و مامتها متراقبين
شيراز بحيرة : تقصد ان ممكن يكونوا متعرضين للخطر .. ده زمانهم مرعوبين
امجد : الحقيقة ماحدش فيهم قلقان غير على سالم الصغير
شمس : و ماله سالم الصغير
امجد : اللى وجيه قالهولى و اللى نهى لحد دلوقتى ماتعرفهوش .. ان كمان المستشفى اللى فيها الولد متراقبة
شيراز بحيرة : طب هيستفيدوا ايه من مراقبة المستشفى بس
رشيد : الحقيقة ده مالوش غير تفسير واحد بس .. انهم ممكن يفكروا يخط/فوا الولد الصغير و يسا/وموا جدته عليه
شمس بفزع : و العمل يا امجد ، احنا لازم نبلغ البوليس ، ماينفعش نسيب ابن سالم فى خطر ابدا مهما كان التمن
امجد : المباحث معانا ، بس برضة مانضمنش ، ممكن تحصل اى حاجة احنا ماكناش عاملين حسابها
شيراز : طب و العمل
رشيد : انا عندى اقتراح ، بس الاقتراح ده ماحدش هيقدر يساعدنا فى تنفيذه غيركم انتم الاتنين
شمس : انا مستعدة انى اعمل اى حاجة ممكن تحمى الولد و تخليه فى امان
امجد : طبعا الولد فى الحضانة و ماينفعش يخرج من الحضانة باى حال من الاحوال غير على حضانة تانية
شمس : ايوة طبعا
امجد : رشيد اقترح اننا نجيب حضانة نحطها فى مكان مجهز برة المستسفى و ممرضة مقيمة تحت اشراف دكتور اطفال متخصص
شمس : و ده ممكن
رشيد : ااه طبعا ممكن ، الحضانة ممكن تتدبر من المستلزمات الطبية و ان كان على الممرضة ، فممكن اى دكتور صاحبكم يرشحلكم حد كويس
شيراز : طب و المكان اللى الحضانة هتتحط فيه ، ممكن يبقى فين
رشيد و امجد بصوا لبعض ، و بعدين رشيد رجع بص لشيراز و قال لها : عندك هنا
شيراز بدون تفكير : انا ماعنديش مانع طبعا
رشيد بابتسامة : كنت عارف انك هتوافقى
شيراز باستغراب : و ايه اللى هيخلينى اعترض على حماية الولد ، مهما ان كان ده طفل صغير وواجب علينا كلنا نحميه و نقف جنبه
امجد بص لشمس و قال : و انتى رايك ايه يا شمس هانم
شمس باستغراب : و انا هقول رايى ليه ، انا هنا مجرد ضيفة .. ثم صاحبة البيت موافقة ، و حتى لو بيتى اكيد برضة ماكنتش هرفض حاجة زى كده
رشيد : حتى لو والدته كانت معاه
شمس بصت لرشيد باستفهام و قالت له: يعنى ايه مامته معاه ، هى نهى هتيجى مع الولد
رشيد : مش اقامة كاملة اكيد ، بس طبيعى انها هتيجى تشوفه من وقت للتانى
شيراز : طب ماهو كده اللى مراقبينها هيعرفوا مكان الولد
رشيد : لا فى دى ماتحمليش هم .. احنا عاملين حسابنا
شمس بحدة : يعنى ايه هتعملوا حسابكم ، انتو كده هتعرصوا حياة الولد للخطر
امجد : ياريت تهدى و تفهمى اللى هيحصل
شمس : فهمنى
امجد : اسمعى يا ستى
عند نهى .. لبست و نزلت راحت المستسفى عند سالم الصغير زى ما امجد فهمها ، و اللى كان مستنيها هناك ، و عملت كل اجراءات الخروج بتاعة الولد ، و سابت المستسفى و مشيت و اللى كان مراقبها راح وراها
و امجد و رشيد هم كمان نزلوا و ركبوا العربية و اتحركوا ببها لحد مكان معين عارفين ان عربية الاسعاف هتمشى منه و فى نفس الوقت يكشف المستسفى و اللى بيراقب المستسفى كمان ، لكن ماحدش يكشفهم ، و ادوا لوجيه التمام بالتليفون
وجيه وصل المستسفى و معاه عربية اسعاف مجهزة و فيها الحضانة اللى جابوها و الممرضة اللى هتبقى مسئولة عنه كمان ، و استلم الولد .. و وجيه اخد الولد بالاسعاف و راح على بيت شيراز
و كان امجد و رشيد ماشيين ورا الإسعاف من على بعد عشان يتاكدوا ان اللى بيراقب المستسفى ما لاحظش حاجة ، و انه مامشيش وراهم
الاسعاف وصلت عند شيراز ، و الممرضة اول ما دخلت المكان اللى شيراز خصصتهولها رتبت كل حاجة بخبرتها ، و قعدوا كلهم فى انتظار الدكتور اللى هيمر عليهم عشان يديهم كل التعليمات اللى محتاجينها
عند شوقى فى مكتبه .. كان زيدان عنده و فى ايده شوية ورق فيهم المعلومات اللى طلبها عن عنايات ، و بعد ما قرا الورق كله قال باستغراب : الموضوع ده فيه حاجة مش مفهومة
شوقى : تقصد ايه
زيدان : كل المعلومات بتقول ان اللى اسمها عنايات دى طيبة و مسالمة و مش بتاعة مشاكل ، يبقى اشمعنى دلوقتى بس ضوافرها طولت بالشكل ده
شوقى بتفكير : تقدر تقول ان فى احتمالين للحكاية دى .. اولهم انها ممكن تكون طمعانة ، فى يوم و ليلة لقت روحها بتملك ملايين عمر اهلها ماكانوا يحلموا بيها
زيدان : طب و الاحتمال التانى
شوقى : انها تكون شايفة ان ده يعتبر تعويض لبنتها انها فضلت مع المرحوم السنين دى كلها و هى فى الضل و ماحدش يعرف عنها اى حاجة
زيدان : مش عارف ، مش مستريح انا للحكاية دى
شوقى : ادينا هنقابلها و هنشوف
زيدان : حددت معاها معاد
شوقى : لأ .. انا شايف اننا نطب عليها على طول ، من غير استئذان
زيدان بتفكير : ماشى .. ياللا بينا
شوقى : هنروح لها دلوقتى
زيدان : ايوة دلوقتى ، احنا هنضيع وقت لحد امتى
عند عنايات ، كانت نهى وصلت و قعدت مع مامتها و نورا و حكتلهم اللى حصل و قالت لعنايات : على فكرة يا ماما ، استاذ امجد عاوزك تروحى المصنع بكرة
عنايات : اشمعنى
نهى : عاوز الناس اللى بتراقبنا توصل لزيدان انك ابتديتى تشوفى مالك و بتتابعيه
عنايات : طب و الناس اللى بيشتغلوا هناك
نهى : ماتقلقيش ، قاللى ان هو و شمس ظبطوا كل حاجة
عنايات : طب و انتى .. هتيجى معايا
نهى : مش عارفة .. خلينى اسأله
نورا : هتروحى تشوفى سالم الصغير امتى يا نهى
نهى : النهاردة ان شاء الله ، جيبتيلى الحاجات اللى قلتلك عليها
نورا : طلبت الاوردر من على النت ،  و يعتبر على وصول ان شاء الله
نهى : ماشى .. انا هقوم استريح سوية
عنايات : ماشى يا حبيبتى .. روحى انتى
لسه نهى هتتحرك جرس الباب رن ، فراحت تشوف مين ، و اول ما شافت شوقى من العين السحرية ، رجعت تجرى بقلق على عنايات و هى بتقول .. ده شوقى المحامى يا ماما و معاه واحد غالبا هيبقى زيدان
عنايات : انا هروح اغير هدومى بسرعة و انتى يانهى اعملى اللى قالك عليه امجد و ادخلى اوضتك على طول ، و انتى يا نورا .. افتحى لهم و حاولى تعطليهم على اد ما تقدرى و دخليهم الصالون و انا هاجى بسرعة
خلال دقيقة كان كل ده حصل ، و نورا فتحت الباب و قالت بابتسامة : ايوة .. مين حضراتكم
شوقى جه يتكلم ، قام زيدان زاحه من قدامه و قال بنظرة اعجاب : ده انا يا حلوة
نورا بحاجب مرفوع : حضرتك اسمك انا
زيدان ضحك و قال : لأ و كمان دمك خفيف
نورا بتكشيرة : واضح ان حضرتك غلطان فى العنوان و حاولت تقفل الباب ، بس زيدان مد ايده منع الباب انه يتقفل و قال : مش هى دى برضة شقة عنايات هانم
نورا : ايوة ، مامتى
زيدان : اهو انا بقى .. عاوز اقابل مامتك
نورا و هى بتبص له من فوق لتحت : و مش المفروض انى ابلغ مامتى باسم اللى عاوز يقابلها
زيدان : حقك يا امورة ، قوليلها زيدان .. زيدان العرابى
نورا بمرح : يااااه .. انت من ايام عرابى ، ده انت على كده قديم اوى .. على العموم اتفضلوا على ما ادى خبر لماما
نورا شاورت لهم على الصالون و دخلتهم و قفلت عليهم الباب و راحت على اوضة مامتها بسرعة و قالت لها : ياللا بسرعة انا عطلتهم بما فيه الكفاية
عنايات ظبطت نفسها قدام المراية و قالت : انا جهزت اهو .. ياللا اعملى اى حاجة و قدميهالهم
نورا بمرح : احطلهم الس/م دلوقتى و اللا استنى المرة الجاية
عنايات و هى رايحالهم : لو بايدى كنت سقيتهولهم كاسات
فى اوضة نهى .. كانت كلمت امجد و قالت له على اللى حصل ، و قال لها انه هيكلم وجيه و هو هيتصرف
عنايات فتحت باب الصالون و دخلت و قالت بترحيب : اهلا و سهلا
زيدان و شوقى قاموا سلموا عليها و شوقى قال و هو بيشاور على زيدان بتقخيم : اقدم لك زيدان باشا العرابى .. من اكبر رجال الاعمال فى مصر و الشرق الاوسط , و انا .. شوقى المنيسى .. من اكبر المحاميين فى مصر
عنايات : اهلا و سهلا .. اتفضلوا
زيدان : اسمحيلى الاول اقدم لك خالص تعازيا فى المرحوم سالم
عنايات بتنهيدة : الله يرحمه .. متشكرة ، بس .. هو حضرتك كنت تعرفه
شوقى : الا يعرفه .. ده كان حبيبه و صاحبه الروح بالروح
عنايات : غريبة .. رغم انى اول مرة اسمع اسمه
زيدان : و هو المرحوم كان متعود انه يحكيلك على اصحابه
عنايات : اكيد مش كل اصحابه ، بس يعنى .. عندى فكرة مش بطالة عن اصحابه القريبين منه ، و ما اذكرش انى سمعت اسمك من ضمنهم قبل كده ، لكن على العموم اهلا بيك
زيدان : اهلا بيكى يا هانم
قبل ما زيدان يكمل كلامه دخلت نورا و هى شايلة صينية عليها علبتين كانز و حطيتهم على ترابيزة الصالون و قالت : الحاجة الساقعة يا ماما
زيدان بص للصينية و بص لنورا و قال لها بنوع من المناكفة : تسلم ايديكى يا امورة ، بس هو انتو ماعندكمش كوبايات و اللا ايه
نورا عوجت شفايفها بامتعاض و قالت : احنا بنشرب الكانز من العلبة على طول عشان نرميها فى الزبالة بعد مانخلص .. مش هنقعد احنا نغسل كوبايات كل شوية
زيدان ضحك بصوته كله و قال لعنايات : احب اهنيكى على بنتك الامورة دى .. تجنن
عنايات غمزت لنورا عشان تخرج ، فخرجت على طول ، و عنايات التفتت لزيدان و قالت : ممكن اعرف سبب تشريفكم بالزيارة
شوقى : الحقيقة يا عنايات هانم الموضوع شائك حبتين و مش لطيف ابدا
عنايات : شائك لمين فينا بالظبط
زيدان : ليا انا و انتى مع بعض
عنايات بسخرية : الحقيقة انا ماعنديش حاجة بتشوكنى ، و لو انت عندك .. فده شئ مايخصنيش
زيدان : ماشاء الله ، واضح ان خفة دم الامورة الصغيرة دى واخداها وراثة من حضرتك
عنايات وقفت و قالت بجدية : ياريت لو عند حضراتكم حاجة مهمة تتكلموا فيها .. تتكلموا دوغرى من غير مقدمات ، انا ماعنديش وقت
زيدان : حيلك بس يا هانم ، انا كل الحكاية انى ماكنتش عاوز ادخل حامى مرة واحدة عشان بس ماتتخضيش
عنايات بترصد : قلتلك لو عندك حاجة تقولها اتكلم دوغرى
زيدان مد ايده فى جيبه طلع صورة الشيك اللى سبق وراه لشمس و قال : اتفضلى شوفى ده
عنايات مدت ايدها مسكت صورة الشيك بصت فيه و و كشرت و قالت : ده ايه مش فاهمة
زيدان مد ايده تانى اخد صورة الشيك و شالها فى جيبه و قال : بحكم صداقتى للمرحوم ، وقت ماكان بيعمل التجديدات بتاعة المصنع استلف منى المبلغ ده على وعد منه انه هيسدهملى فى اقرب فرصة او……
عنايات : او ايه
زيدان : او هيدخلنى شريك فى المصنع
عنايات : و بعدين
زيدان : و بعدين حصل اللى حصل ، و المبلغ اللى كنت مسلفهوله مش شوية ابدا عشان اتغاضى عن رده
عنايات سندت ضهرها و قالت بعدم اهتمام : و بعدين
زيدان و شوقى بصوا لبعض ، و شوقى قال : و بعدين الدين ده حاليا على المصنع و لازم يتسدد نقدى او عينى بان الشراكة اللى قال عليها المرحوم تتم
عنايات : و مين اللى قال الكلام ده
شوقى : الشيك اللى معانا و ….
عنايات : الشيك بامضة مين
زيدان : بامضة المرحوم
عنايات عقدت ايديها قدام صدرها و قالت : يبقى تطالبوا بيه المرحوم
زيدان بتكشيرة : مش فاهم
عنايات بابتسامة خبيثة : لا .. اعتقد انك فاهم كويس اوى
زيدان : بس الفلوس دى دين على المصنع ، و المصنع اتجدد بيه
عنايات بتساؤل : تفتكروا المرحوم باعلى المصنع ليه
شوقى : الحقيقة ده سؤال انا نفسى اعرف اجابته من يوم ماعرفت الحكاية دى
عنايات بضحك : و انا مش هحرمك من اللحظة دى ، احب اقوللكم ان تجديدات المصنع بالكامل انا اللى صارفة عليها
زيدان بحنق : ده اللى هو ازاى بقى ان شاء الله ، احنا سألنا عليكى و عرفنا عنك كل حاجة
عنايات : مش كل الحاجات بتبقى معلنة و دى احلى حاجة ، انك تبقى عايش وسط الناس و اقرب الناس اليك مايعرفوش عنك حاجة
شوقى : ممكن اعرف لو فعلا كلامك ده حقيقى .. جيبتى منين المبلغ الكبير ده
عنايات بتهكم : من نفس المكان اللى الباشا جاب منه فلوسه بالظبط
زيدان : حتى لو كان .. ده دخله ايه فى موضوع الشيك و ان ليا حق فى المصنع
عنايات بحدة : مافيش مخلوق له حق فى المصنع ، لولا فلوسى كان المصنع ده ضاع من سنتين ، انا اللى أنقذته و أنقذت سالم من الافلاس و لما باعلى المصنع اترجانى ان ماحدش يعرف ، و كان عنده امل ان المصنع يقدر يحقق المكاسب اللى تخليه بقدر يرجعه باسمه من تانى او على الاقل يدخل فيه شريك
فاما انت تيجى النهاردة و تورينى حتة ورقة و تقوللى ان سالم كان مديونلك عشان المصنع فهقول لك اسفة ، روح شوفه اخد منك الفلوس عشان ايه و وداها فين ، انما المصنع .. المصنع ده مصنعى و مصنع ولادى و لا يمكن اتخلى عنه ابدا
شوقى بمداهنة : ايوة يا هانم ، بس حتى لو كلام حضرتك ده صحيح ، لكن العرف بيقول ان لما حد بيموت و هو مديون ، اهل المرحوم هم اللى بيسدوا الدين بتاعه ده
عنايات بعدم اهتمام : بسيطة ، روحوا لاهل المرحوم و طالبوهم بسداد الدين ده
شوقى : طب ماهو حضرتك اهله
عنايات : انا حماته
شوقى : يعنى فى مقام والدته
عنايات بتفكير : الا هو لو المرحوم كان سايب تركة قبل ما يموت .. كان ممكن اورث فيه
شوقى بامتعاض و هو بيبص لزيدان : لا
عنايات : يبقى مش من اهلى يا متر
زيدان : ايوة ، بس لو كانت الاوضاع معكوسة كان المرحوم سدد دينك
عنايات بزعيق : انت بتبشر عليا
زيدان بلجلجة : انا اسف ماكنتش اقصد كده ابدا
عنايات و هى بتنفخ : و اللا تقصد .. الخلاصة ، ممكن حضراتكم تطلعوا دلوقتى على اقرب قسم بوليس و تعملوا اثبات حالة بالشيك اللى معاكم ده ، يمكن يعرفوا يلاقوا حاجة باسم المرحوم و تحجزوا عليها
زيدان وقف هو و شوقى و قال : ده اخر كلام عندك
عنايات : و مش هيتغير
زيدان : كان نفسى تتعاونى معايا بهدوء من غير ماتضطرينى اتعامل بطريقة تانية
عنايات : مهما كانت طريقتك ، فتأكد انى مش هغير رايى
زيدان بتوعد : هنشوف
و خرج هو و شوقى و لقوا نورا قاعدة فى الصالة ماسكة مجلة بتقرا فيها ، فزيدان ابتسم لها و قال : اتمنى اشوفك بخير يا امورة
نورا بسخرية : مش تتمنى الاول انك تشوف اصلا
زيدان فضل يضحك لحد ما مشى هو و شوقى و نورا راحت قفلت الباب وراهم
و اول مانهى عرفت انهم مشيوا ،  جريت على الصالون شالت جهاز التسجيل اللى زرعته بناء على تعليمات امجد و وجيه ، و مافيش دقيقتين و سمعوا جرس الباب ، و اول مانهى بصت من العين السحرية فتحت الباب بسرعة و ناولت الجهاز للى كان بيخبط ، و اللى ماكانس اكتر من معاون المباحث اللى وجيه عرفها عليه و هم فى المستشفى
و اللى عرفت انه مراقب البيت عندهم و انه هيفضل باستمرار قريب منها
نورا كانت راحت ناحية الشباك و طفت النور و فتحت الستارة حتة صغيرة ، و سافت زيدان و هو نازل مع شوقى و رايحين يركبوا العربية بتاعتهم ، و فى لحظة زيدان التفت ناحية بلكونتهم و ابتسم ابتسامة خليط من التهكم و الش/ر , و بعدين ركبوا و مشيوا
نورا رجعت لعنايات اللى كانت بتحكى لنهى على الحوار اللى حصل ما بينها و بينهم ، فنورا قالت لها : ماخفتيش منهم يا ماما
عنايات بزعل : كنت مرعوبة ، بس كل ما افتكر اللى عملوه فى سالم .. كنت بقوى و بشيل الخوف من جوايا ، سالم ماكانش بالنسبة لى جوز بنتى و بس ، يعلم ربنا معزته فى قلبى كانت ازاى .. كفاية الضحكة اللى ما غابتش عن وش اختك من يوم ما اتجوزوا .. اللهم الا بعد اللى حصل بينه و بين شمس ، و ماكانش ذنبه و لا بايده
نهى كانت عيونها ابتدوا يدمعوا بحزن و الم  فعنايات قالت لها بحزم : انا ما بقولش كده عشان تعيطى ، انا بقول كده عشان تقوى و تصممى على ان حق جوزك ما يضيعش
نهى : عمرى ما افرط فى حقه ابدا ، بس انا خايفة لا يأذوكى او يأذوا حد مننا
عنايات : ان شاء الله ربنا يحفظنا كلنا ، ماتقلقيش و سيبيها على ربنا
نهى : و نعم بالله
تليفون نورا رن ، و لما ردت لقت المندوب اللى جايب لها الاورد بيقول لها انه قدامه دقايق و يبقى عندها ، نهى قامت جابت فلوس و استنوه لحد ماجه و حاسبوه و اخدوا منه الاوردر اللى كان عبارة عن ملحفة و نقاب نهى كانت عاوزاهم عشان لما تنزل تروح تشوف سالم الصغير اللى بيراقبوا البيت مايمشوش وراها
عنايات : هو انتى هتروحيله امتى
نهى : كمان شوية عشان معاد الرضعة بتاعته
عنايات : و هتروحى ازاى ، اوعى تنسى و تروحى تاخدى عربيتك
نهى : لا .. انا اديت استاذ امجد مفتاح العربية بتاعة بابا الصبح ، و طلبت منه يشوف حد يطلعها من الجراج و بجيبهالى هنا ، و كلمت الجراج عشان ينضفوها و ينفخوا الكاوتش و استاذ امجد كلمنى من شوية و قاللى انها تحت
نورا : تصدقى شوفتها و انا ببص من الشباك و فكرتها عربية شبهها
نهى : لا هى
عنايات : طب كويس ، عشان ابقى متطمنة عليكى
نورا : كان نفسى اجى معاكى اشوف سالم
نهى : نبقى نشوف طريقة ان شاء الله ، انا هقوم اجهز عشان ما اتأخرش على سالم
فى عربية زيدان .. كان على اخره و عمال يبكت فى شوقى و يقول : بقى هى دى الست الجاهلة اللى كنت بتفول عليها ، بقى دى جهلة دى ، دى توديك البحر و ترجعك عطشان
سوقى : كل المعلومات بتاكد انها مالهاش فى اى حاجة
زيدان : و اهو طلع ليها و ليها كمان
سوقى : و اوامرك
زيدان بغل : ابن سالم مايباتش الليلة دى فى المستشفى
شوقى : بس الولد حالته يعنى ماتسمحش ، ده ممكن يموت
زيدان : بلاش غبا ، خلى اى حد من رجالتنا يطلع بيه على اى مستشفى استثمارى يحطه فيها باى اسم ، و هم فى المستشفى اكيد هيراعوه زى المستسفى اللى هو فيها دلوقتى و يمكن احسن كمان و حتى لو ماحصلش ، كده كده مش هيرجعلهم ، مايستاهلوهوش اصلا
شوقى باعجاب : من يوم ماعرفت جنابك و انا اعجابى بيزيد بيك يوم ورا التانى
زيدان بمكر : و لسه .. اعجابك بيا هيزيد ، بعد ماتجيبلى الامورة الصغيرة اخت ارملة المرحوم
شوقى باستنكار : و اجيبهالك ليه بقى دى كمان
زيدان بابتسامة شيط/انية : اصلها عجبتنى .. و ناوى انى استضيفها عندى شوية
شوقى : انت تقصد اننا نخط/فها
زيدان بضحك : بلاش المسميات اللى تخض دى يا شوقى ، اسمها هنستضيفها يومين استجمام 😏
…………….
كان زيدان و شوقى فى العربية بعد ما نزلوا من عند عنايات ، وشوقى قال لزيدان باعجاب : من يوم ماعرفت جنابك و انا اعجابى بيزيد بيك يوم ورا التانى
زيدان بمكر : و لسه .. اعجابك بيا هيزيد ، بعد ماتجيبلى الامورة الصغيرة اخت ارملة المرحوم
شوقى باستنكار : و اجيبهالك ليه بقى دى كمان
زيدان بابتسامة شيط/انية : اصلها عجبتنى .. و ناوى انى استضيفها عندى شوية
شوقى : انت تقصد اننا نخط/فها
زيدان بضحك : بلاش المسميات اللى تخض دى يا شوقى ، اسمها هنستضيفها يومين استجمام 😏
شوقى : دى لازم لها تكتيك مختلف تماما
زيدان : ماتشغلنيش بالامور السطحية دى .. نفذ ، بس اهم حاجة زى ماقلتلك ، الولد الصغير مايباتش الليلة دى فى المستشفى
شوقى بضحك : اوامر سعادتك يا باشا
شوقى طلع تليفونه و كلم الراجل بتاعهم اللى بيراقب المستسفى و قال له : معاك من هنا للفجر .. مش عاوز الولد يبات عندك ، و اول ماتخلص تكلمنى عشان اقول لك تعمل ايه بالظبط
فى فيلا شيراز .. جرس الباب رن و لما الشغالة فتحت .. كانت نهى و هى لابسة النقاب و معاها امجد و رشيد اللى كانوا مستنيينها بعربيتهم قدام الفيلا ، و دخلوا معاها ، فرشيد قال للشغالة بلغيهم اننا وصلنا
الشغالة دخلتهم و سابتهم و طلعت على فوق ، فنهى شالت النقاب من على وشها و قالت : هم عارفين انى جاية 
رشيد : اكيد
نهى بلخبطة : هو انا هقابل شمس
امجد بتعاطف : اهدى يا نهى ، شمس مش هتاكلك
نهى : انت مش فاهم
سمعوا صوت شمس و هى بتقول اثناء نزولها على السلم مع شيراز : طب مش يمكن انا افهم
شمس قربت لحد ما وقفت قدام نهى ، و الاتنين كانوا باصين لبعض اكنهم بيتأملوا فى بعض ، و اكن كل واحدة فيهم بتدور فى ملامح التانية على سبب حب سالم ليها ، و لما سكوتهم طول شيراز قربت من شمس و سحبتها بشويش و هى بتقول : اهلا وسهلا
شمس انتبهت على ايد شيراز ، و سابت نفسها ليها لحد ما قعدت جنبها ، بس رجعت بصت لنهى و قالت من تانى : قوليلى على اللى خفتى ان امجد ما يفهمهوش .. يمكن انا افهمه
نهى و هى بتحاول تتماسك بعد ما دموعها ابتدوا يبانوا فى عينيها من تانى : سالم الله يرحمه كان بيحبك اوى
شمس اتفاجئت من جملة نهى ، بس ماحاولتش ترد عليها و قررت تسيبها تتكلم و تقول كل اللى عندها ، فنهى مدت ايدها مسحت دمعة جريت على خدها و قالت : بس برضة كان بيحبنى اوى ، و انا عارفة انك مش مقتنعة بالكلام ده و لا مصدقاه ، بس هى دى الحقيقة ، سالم كأنه كان عنده قلبين بيحبنا احنا الاتنين بيهم زى بعض بالظبط ، ساعات كنت بحس انه بيحبك اكتر ، و ساعات ارجع احس ان مافيش فرق فى حبنا عنده
انا عارفة انه كان بيحبك و مايقدرش يتنفس و انتى بعيدة عنه ، و وقت ما طلبنى للجواز .. حاولت ارفض جوازى منه عشان كنت خايفة لا يوم يختارك انتى و ولاده و يسيبنى .. بس وقتها اقسم لى انه عمره ما هيقدر يعمل كده
طول ما كان بيحاول يقنعنى بالجواز عمره ماقال لحظة واحدة انه مابيحبكيش .. بالعكس ، حتى لما عرفتى بجوازنا و حصل اللى حصل ، كان كل جنانه بسبب بعدك عنه و انه خايف لا تقررى تسيبيه
كان بيحبك لدرجة ان انا كمان حبيتك من حبه ليكى ، تتصورى .. واحدة تحب ضرتها من حب جوزها ليها
بعد ما عرفتى بجوازنا ، كنتى بتتكلمى معاه على التليفون فى مرة و لما قال انه بيحبنا احنا الاتنين اتهمتيه بأنه مريض ، و انا بأكدلك ان سالم كان فعلا مريض ، كان مريض بيكى .. و بيا
من يوم ما اتجوزنا و انا كنت دايما خايفة من اليوم اللى تعرفى فيه بجوازنا ، و كنت من جوايا خايفة لا تطلبى منه انه يطلقنى
سالم حزن لما عرفتى عشان بعدتى عنه ، لكن انا اترعبت لانى حسيت ان معاد فراقنا قرب ، بس ماكنتش متخيلة ابدا ان الفراق هيبقى بالشكل ده ، ماتخيلتش ان اليوم اللى طول عمرى خايفة منه .. انى اقعد معاكى و اتكلم عن علاقتى و جوازى من الراجل اللى احنا الاتنين حبيناه و اللى برضة عشقنا احنا الاتنين بجنون .. انه يكون بعد رحيله عنى و عنك و عن الدنيا كلها
نهى خلصت كلامها و دخلت فى نوبة عياط اثرت فى الكل حتى شمس اللى كلام نهى خلاها اتعاطفت معاها اكنها بتحكى عن حد تانى غيرها ، لكن ماكانتش قادرة تتكلم و لا حتى قادرة تفكر لو ردت عليها ممكن ترد تقول ايه فنكست راسها و ما اتكلمتش ، فشيراز قامت و قعدت جنب نهى و حطت ايدها على رجلها و قالت : كفاية يا نهى ، خلاص .. كل الكلام ده مابقاش منه فايدة
نهى بتصميم : لا له ، لازم شمس هانم تصدق انى عمرى ما فكرت اسرق سالم منها و لا من ولاده ، بالعكس ، انا كنت كل ما اشوف الضحكة على وشه وكنت اعرف انه سعيد و مبسوط معاهم و كنت بفرح و انبسط لانبساطهم ده
لازم تقتنع ان سالم الصغير يبقى اخو يوسف و لولى ، و انى عاوزاه لما يكبر يبقى عارف ان له اخوات بيحبوه ، ماتتصوروش فرحتى بيوسف و لولى اد ايه لما جم عشان يتطمنوا على اخوهم ، يمكن تكون لولى كارهانى ، بس صدقونى حبهم لاخوهم بالنسبة لى اهم بكتير
شيراز : لولى لسه صغيرة ، و اكيد لما تكبر ممكن مفهومها للامور يتغير ، المهم انتى دلوقتى قومى اغسلى وشك كده و حاولى تفوقى شوية علشان تعرفى ترضعى ابنك
شيراز ندهت على الشغالة و خلتها تاخد نهى تطلعها تغسل وشها وبعدين توصلها عند الممرضة عشان تعقمها قبل ما تدخل لسالم الصغير
نهى بصت لشيراز و قالت بامتنان : انا بشكرك انك وفرتى الحماية لابنى
شيراز بابتسامة : ما تشغليش بالك ابدا بالكلام ده ، ابنك فى عنينا كلنا ماتقلقيش
نهى شكرتها و التفتت عشان تروح مع الشغالة ، بس سمعت شمس بتقول لها : انا مصدقاكى يا نهى ، و ماتقلقيش على سالم الصغير ، سالم وسط اخواته ، و مع امه التانية
نهى ابتسمت بامتنان و قالت : متشكرة ، و سابتهم و راحت مع الشغالة
بعد ما طلعت على فوق امجد حكالهم باختصار الكلام اللى عرفه من نهى عن اللى حصل بين عنايات و زيدان ، فشمس قالت : ربنا يستر ، انا قلقانة و حاسة ان الحكاية دى مش هترسى على خير
نهى كانت خلصت الرضاعة بتاعة ابنها و رجعته من تانى للممرضة و خرجت من الاوضة عشان تنزل فقابلت يوسف اللى سلم عليها بترحيب و قال : ايه ده .. طنط نهى ، ده انا ماعرفتكيش
نهى بابتسامة بسيطة : معلش بقى ، الظروف بتحكم ، ازيك يا يوسف
يوسف : انا الحمدلله تمام ، ازيك انتى
نهى : الحمدلله يا حبيبى
يوسف و هو بيشاور بعينه على الاوضة اللى فيها سالم الصغير : كنتى عند سالم
نهى : ايوة ، المفروض اجيله كذا مرة فى اليوم عشان الرضاعة
يوسف بامتعاض : يا بختك ، احنا بقى ممنوعين نشوفه اكتر من مرة
نهى : معلش ، ادعيله انه يتقدم بسرعة ان شاء الله و فترة الحضانة دى تنتهى على خير
يوسف : ان شاء الله
نهى : طب يا حبيبى ، انا همشى بقى عشان اتاخرت
يوسف شاور لها على تحت و قال : انا نازل مع حضرتك اتفضلى ، بس كنت عاوز اسالك الاول على حاجة كده
نهى وقفت تانى و سألته باهتمام : حاجة ايه .. اسأل
يوسف : انتى تعرفى اللى اسمه زيدان العرابى ده
نهى : اعرفه شكلا بس ، لكن عمرى ما اتعاملت معاه
يوسف : و بابا الله يرحمه عمره ما اتكلم معاكى عنه
نهى : الحقيقة مش كتير ، بس كل اللى فكراه انه ماكانش بيحبه و كان بيقول عليه انه ملتوى و مش دوغرى .. لكن ليه بتسال
يوسف : تفتكرى هو السبب فعلا ورا ق/تل بابا
نهى بحزن : لحد دلوقتى هو وشوقى المتهمين الوحيدين اللى قدامنا ، باباك كان طيب اوى يا يوسف و الكل كان و مازال بيحبه و بيجيب سيرته بكل خير
يوسف بغضب : اومال اشمعنى ده اللى ماحبهوش
نهى : لانه طمع فى اللى فى ايد باباك يا يوسف ، طمع فى تعبه و شقاه ، اللى زى زيدان دول بيبقوا عاملين زى الكائنات الطفيلية اللى بتتغذى على دم غيرها .. بس انا عندى امل كبير اوى ان ربنا يوقعه قى شر اعماله و نقدر اننا نثبت التهمة عليه
يوسف : انا مايهمنيش انى اثبت التهمة عليه اد ما يهمنى انى اتاكد ان هو اللى عملها
نهى : لازم تتاكد ان كلنا زيك كده ، بس احنا قدامنا حاجات كتير اوى بتشاور عليه هو لوحده دونا عن اى حد تانى
فى قصر كبير فخم .. لكن موحش فى نفس الوقت ، كان كأنه خالى من الناس .. رغم ان سكانه كانوا موجودين فيه … كان قصر زيدان العرابى
القصر كان دايما بيغلب عليه الصمت الشديد اللى لا يخلو من بعض الهمسات هنا و هناك
كانت هيا زوجة زيدان قاعدة فى بلكونة اوضة نومها باسدال الصلاة و بتشرب قهوتها لما لمحت عربية زيدان داخلة من البوابة العملاقة من على بعد ، فضلت فى مكانها ماتحركتش و لا رف لها جفن و هى بتقول للوصيفة اللى كانت واقفة جنبها و دى وصيفتها الخاصة و اسمها زينب : هولاكو وصل .. عرفيهم تحت قبل ما ياكل حد فيهم
زينب و اللى كانت لابسة حوالين جزمتها كيس من القطيفة السميك اتحركت بسرعة على جوة و نبهت زمايلها من خلال جهاز بيتواصوا بيه مع بعض ان زيدان وصل
زيدان قبل ما يوصل للباب كان واحدة من الخدم فتحت الباب بهدوء لحد مادخل و قفلته وراه برضة بهدوء شديد ، و طلع على فوق دخل اوصته و اخد شاور و غير هدومه ، و بعد كده راح على اوضة هيا و هو حافى ، و دى كانت عادته لانه مابيحبش يسمع اى صوت طول تواجده فى البيت حتى صوت رجليهم و هم بيتحركوا ، و عشان كده كان مخليهم دايما يلبسوا اكياس قطيفة فى رجلهم باستمرار عشان تكتم صوت حركتهم
لما دخل اوضة هيا و لقى باب بلكونتها مفتوح .. عرف انها قاعدة جوة ، فدخل بالراحة و شاور للوصيفة زينب بعنيه انها تخرج برة ، و اول ما زينب خرجت زيدان بص لهيا بسخرية و قال : ايه .. مستنية تسمعى نشرة الاخبار
هيا بصت له و رجعت بصت على الشجر قدامها من تانى من غير ما ترد عليه
زيدان بتهكم : افهم من سكاتك ده انك مش عاوزة تعرفى ابن سالم قدامه اد ايه و يحصل ابوه
هيا بصت له  و قالت له بصوت هامس لكن مليان بالحنق و الغضب : انت اللى مش عاوز تعرف و لا تفهم يا زيدان
زيدان : طب ماتعرفينى
هيا : مش عاوز تعرف ان سالم مالوش اى ذنب فى كل اللى حصل ، و انه حتى لو كان له ذنب ، اهله ذنبهم ايه  ، و ابنه اللى عمره ايام ده ذنبه ايه فى غلطة ابوه اصلا ماعملهاش
زيدان قرب بشر من هيا و مسكها جامد من دراعها و قال بغصب : انتى لسه ليكى عين تدافعى عنه لحد النهاردة
هيا بانتفاضة : بدافع عنه لانه برئ ، سالم برئ من دم ابنك ، ابنك انت اللى ق/تلته مش سالم ، انت ليه مش عاوز تفهم و لا تعترف باللى حصل
زيدان بغضب : انتى لسه بتحبيه بعد كل اللى حصل
هيا بانهيار : و هو ايه اللى حصل .. تقدر تقولى انت ، انت اللى ضر/بتنى مش سالم ، و انت اللى اتسببت فى اجهاضى مش سالم ، انا ماشفتش سالم من سنين
زيدان بحقد : لكن لسه بتحبيه ، بتحبيه رغم انه مات ، بتفكرى فيه حتى بعد مامحيته من على وش الارض ، و همحى ابنه زى ما محيته و زى ما محى ابنى
هيا بانهيار : حرام عليك ، ليه بتعمل كده ، ده لسه ماشافش حاجة من الدنيا
زيدان بعنف : و هو ابنى كان شاف حاجة
هيا بعياط : ماحدش قال لك تق/تله بايدك ، انت اللى قت/لته بقسوتك و عنفك ، حذرتك كتير و الدكتور حذرك اكتر و انت ماسمعتش كلام حد ، يا اخى سيبنى بقى و حل عنى حرام عليك
زيدان زقها و رماها من ايده و قال بتهكم : مش قبل ما اعمل كل اللى انا عاوزه ، وبعدين لما اسيبك هتروحى فين و لمين .. ما ابوكى قبض التمن و رماكى من زمان
هيا بعياط و هى واقعة على الارض : مش مسامحاك و لا مسامحاه ، مش مسامحاكم انتم الاتنين ، حسبى الله و نعم الوكيل فيكم
زيدان بحدة من بين سنانه : ما اسمعش صوتك .. انتى عارفة انى مابحبش الدوشة و لا الصوت العالى ، و غورى من قدامى دلوقتى روحى غيرى هدومك دى .. انتى عارفة انى ما بحبهاش
هيا و هى بتحط ايدها على على حرف الاسدال و قالت : و انت عاوزنى اغير هدومى  ليه
زيدان بقرف : اصلى بقرف من شكلك و انتى عاملالى فيها الطاهرة الشريفة و انتى الخيانة فى دمك
هيا بقهر : يا اخى حرام عليك ، انا عمرى ماخنتك
زيدان مد ايده شدها من الاسدال من فوق شعرها بع/نف قومها من على الارض و هو بيقول لها بغضب : لما تفكرى فى راجل تانى و انتى على ذمتى تبقى خاينة
هيا بصريخ و هى بتحاول تفلت من بين ايديه : ماحصلش ، انت اللى انسان مريض ، سيبنى بقى حرام عليك
و ابتدت وصلة العذاب اليومى لهيا .. ضر/ب مبرح فى كل جزء من جسمها و ما سابهاش غير لما اغمى عليها بعد ما قالت باعياء شديد : ياريت تفتكر ان دى نفس الطريقة اللى قت/لت بيها ابنك ، انت اللى قت/لته يا زيدان .. مش سالم
زيدان لما لقاها اغمى عليها شاطها برجلة و سابها و خرج ، كانت الوصيفة زينب واقفة قدام الاوضة و عينها فى الارض بر/عب ، و من غير ما يبصلها قال : كل حاجة ترجع زى ما كانت ، و راح على اوضته
زينب استدعت اتنين من زمايلها طلعولها بسرعة ، و اتعاونوا مع بعض انهم يشيلوا هيا و يحطوها فى سريرها ، و ابتدوا يفوقوها
هيا فاقت بعد شوية و هى بتتوجع جامد و كل ماتيجى تتوجع واحدة من الوصيفات تحط ايدها على بوقها بسرعها و هى بتهمس لها : ششششششسس بس لا يسمعك و يرجع لك تانى
هيا بتعب : انا خلاص مش قادرة .. انا عاوزة اموت
زينب : معلش يا هانم استحملى
هيا بعياط : جسمى كله بيوجعنى يا زينب ، هو انا مش صعبانة عليكم من اللى بيحصل فيا كل يوم ده
زينب : ربنا اللى عالم ان قلبى بيتقطع عشانك
هيا : ساعدونى اهرب من هنا ، عاوزة امشى من هنا
زينب برعب و هى عينها كل شوية تروح على الباب : مانتى عارفة ان لو حاجة زى دى حصلت هيبهدلنا كلنا ، احنا غلابة اوى يا هانم ، مش حمل غضبه علينا
هيا : اعمل ايه بس يا ربى ، دلنى .. ماليش غيرك
زينب شاورت للبنتين التانيين انهم ينزلوا ، و قالت لها: قومى معايا .. انا هملالك البانيو ماية سخنة  تضيعلك الوجع اللى فى جسمك ده
هيا قامت معاها باعياء شديد جدا ، و سابت لها نفسها و هى بتفتكر كل اللى حصل 
هيا خريجة حقوق ، كانت بنت وحيدة مالهاش اخوات ، اتربت مع باباها بعد موت امها و هى صغيرة ، وبعد ماخلصت الكلية بفترة .. ابتدت تنزل مع باباها مكتبه علشان تدرب و تشتغل معاه ، ماكانتش بتحب الشغل فى المحكمة ، فباباها اللى هو يبقى  شوقى المحامى 🥴 خلاها تشتغل معاه فى الشغل الخاص بالشركات والمصانع اللى ماسك شغلها ، و من هنا كان ليها تعامل مع سالم اللى اعجبت بشخصيته من اول مرة شافته فيها ، مش اعجاب حب ، لكن اعجاب انسانى ، كان بيعجبها طريقته فى التعامل مع الامور ، و انه دايما كان بيختار الحل السلمى للامور اللى متاح لها الحل من غير الدخول فى المحاكم و المشاكل ، و كانت دايما بتلمس احترام كل اللى حواليه لشخصيته
لحد ما فى يوم زيدان ابتدى يتعامل مع شوقى ، و اللى من اول يوم و هى حست بنظراته ليها ، نظرات كان ماليها الاعجاب اللى سرعان ما اتحول لنظرات عشق و وله ، و مافيش يومين و لقت باباها بيبلغها ان زيدان طلبها للجواز ، و لما طلبت مهلة للتفكير .. اتفاجئت انهم حددوا معاد الفرح ، و ماحدش ادالها اى فرصة للاعتراض و لما حاولت تعرف السبب من باباها ماقدرتش توصل لحاجة قدام تصميمه على انه يتمم الجواز فى اسرع وقت
و قد كان .. اتجوزت زيدان ، و ماتنكرش انها كانت سعيدة فى اول جوازهم لحد ماخلص شهر العسل و ابتدوا يعيشوا فى القصر بتاعه ، اكتشفت طباعه الجامدة و غيرته الشديدة و اللى احيانا كانت بتخوفها ، لدرجة انها تقريبا مابقيتش تخرج من القصر ، لكن شوية شوية ابتدت تتعود على طقوسه و عاداته ، و بعد مدة بسيطة عرفت بحملها اللى زيدان طار بيه من السعادة ، و كان موفر لها كل سبل الراحة
لحد ما فى يوم و هى فى الشهر السابع قالت له انها هتنزل مع زينب الوصيفة بتاعتها تشترى شوية مستلزمات للبيبى و بعد محايلات كتير .. اخيرا وافق ، و راحت فعلا مع زينب و اشتروا كل اللى هم عاوزينه ، و اثناء ماكانوا راجعين على القصر ، هيا حست انها محتاجة تدخل الحمام ، و انها مش هتقدر تستنى لما ترجع القصر ، و كانت قريبة من مكتب باباها فقررت تطلع عنده تدخل الحمام و تسلم عليه و تمشى
و فعلا طلعت و دخلت الحمام ، وبعد ما خرجت راحت على مكتب باباها و و لسه هتفتح الباب سمعت صوت زيدان عند شوقى فى مكتبه و هو بيقول : انا مايفرقش معايا كل اللى انت بتقوله ده ، انا بقول لك انى عاوز المصنع ده .. يبقى تتصرف
شوقى : بس ده العميل بتاعى و مهما ان كان يعنى ….
زيدان ضحك و قال بسخرية : يعنى بعتلى بنتك و مش هتقدر تبيع لى العميل بتاعك
شوقى : انا جوزتك بنتى مابعتهاش
زيدان : اسمع يا شوقى ، انا عاوز المصنع بتاع سالم باى شكل ، انا عرضت عليه الشراكة و هو العنطزة ركبته و رفض ، و بناء عليه انا هاخد المصنع كله منه و من غير ما ادفع فيه مليم واحد ، فزى ما كنت بتساعدنى قبل كده هتساعدنى برصة المرة دى
شوقى : بس اللى قبل كده ماكانوش عملا عندى
زيدان بمكر : طب لو زودتلك عمولتك مليون كمان
شوقى بضحك : يبقى سالم و عيلة الصواف كلها تحت رجليك ، رغم ان مراته الجديدة على وش ولادة ، بس ياللا.. شكل المولود الجديد مالوش نصيب فى العز ده كله
فى اللحظة دى هيا فتحت باب المكتب و بصت لهم بصدمة و قالت : ايه اللى انا سمعته ده
شوقى بلجلجة : هيا .. انتى جيتى امتى
زيدان باستنكار : اسمها ايه اللى جابك هنا ، انتى ماقلتيليش انك جاية هنا
هيا : ربنا بعتنى عشان اسمع كلامكم بودانى
زيدان بترصد : ايه ده اللى سمعتيه
هيا : ليه يا زيدان ، ليه يا بابا .. ليه عملتونى بيعة و شروة
شوقى : ايه الكلام اللى بتقوليه ده يا هيا
هيا : بقول اللى سمعته ، و انا اللى كنت مستغربة من سربعتك لدرجة انك حتى ماكنتش بتدينى فرصة اتكلم ، ليه يا بابا ، ده انت ماعندكش غيرى ، ليه تعمل كده
زيدان بعنجهية : و هو ابوكى عمل فيكى ايه يعنى مش فاهم ، كنتى هتلاقى حد زيى فين يعيشك العيشة اللى انتى عايشاها دى
هيا : العيشة اللى انا عايشاها دى ، ممكن يكون مراتات سالم الاتنين مبسوطين اكتر منى ، على الاقل متهنيبن بحبه و احترامه
زيدان بحدة : و انتى تعرفى سالم منين و ايه علاقتك بيه
شوقى و هو بيحاول يهدى زيدان : انت ناسى انها كانت بتشتغل معايا .. هى اللى كانت ماسكة شغل المصنع عنده
هيا : جالك قلب يا بابا تأذى سالم ، ده مافيش اطيب و لا احن منه
زيدان مد ايده شد هيا من دراعها و الشر بيتنطط من عينيه و سحبها وراه و مشى و ماردش على شوقى اللى حاول ينده عليه اكتر من مرة
فضل يجرها وراه لدرجة انها كانت هتقع اكتر من مرة و زينب عمالة تجرى وراهم لكن اول ما وصلوا الشارع ابتدى يمشيها جنبه بس برضة بالغصب و بص لزينب و قال لها : روحى انتى مع السواق و اخد هيا على عربيته و زقها جوة العربية و طلع بيها زى المجنون من غير ولا كلمة لحد ماوصلوا القصر
اول مانزل من العربية كان تقريبا بيشد هيا و هو ساحلها فى الارض لحد ما وصلوا البهو بتاع القصر راح رميها على الارض ، و لما اللى بيشتغلوا كلهم اتلموا على صريخ هيا ، صرخ فيهم كلهم انه مش عاوز يشوف حد قدامه
الشغالين جريوا بعيد عنه و هو وطى على هيا مسكها من شعرها و قال لها بصوت زى الرعد : قولتيلى بقى انك ماشفتيش فى حنية سالم و طيبته ، انا بقى عاوز اعرف حالا دلوقتى انتى شفتى حنيته دى و عرفتيها ازاى يا حرمنا المصون 😡
…………….
اول ما زيدان نزل من العربية كان تقريبا بيشد هيا و هو ساحلها فى الارض لحد ما وصلوا البهو بتاع القصر راح راميها على الارض ، و لما اللى بيشتغلوا كلهم اتلموا على صريخ هيا ، صرخ فيهم كلهم انه مش عاوز يشوف حد قدامه
الشغالين جريوا بعيد عنه و هو وطى على هيا مسكها من شعرها و قال لها بصوت زى الرعد : قولتيلى بقى انك ماشفتيش فى حنية سالم و طيبته ، انا بقى عاوز اعرف حالا دلوقتى انتى شفتى حنيته دى و عرفتيها ازاى يا حرمنا المصون
هيا و هى بتتوجع و ماسكة بطنها بايديها : انت ايه اللى انت بتعمله فيا ده .. انت اتجننت ، انت ناسى ان ابنك فى بطنى
زيدان و هو بيضر/بها فى كل حتة فى جسمها زى المجنون : ردى على سؤالى وقوليلى عرفتى حنينه امتى و ازاى
هيا بوجع : انت ناسى انى كنت بشتغل معاه
زيدان لحدة : انتى شغلك كان مع ابوكى
هيا و هى قربت يغمى عليها : و كنت بروح المصنع و الشركة ، و شفته بيتعامل ازاى مع الموظفين بتوعه
زيدان ميل عليها من تانى مسكها من شعرها و هو بيقول بوعيد : مع الموظفين بتوعه برضة و اللا معاكى ، ايه اللى يخليكى تقولى ان مراتاته الاتنين سعدا اكتر منك ، و اللا كان نفسك تبقى على ذمته انتى كمان ، ايه .. كان نفسك تقفى فى الدور و ماعرفتيش
هيا باشمئزاز : ايه التخريف اللى بتخرفه ده
زيدان شدها وقفها و قال لها : انا هوريكى ان كنت بخرف و اللا مابخرفش  ، و زقها قدامه على فوق و هى بتقول بتعب : حرام عليك .. انا بموت
زيدان بعزم مافيه زقها جامد و قال : مش هسمحلك تموتى قبل ما اربيكى 
هيا كانت قوتها وصلت لاخرها ، فاتطوحت و وقعت على السلم خدته كله لحد تحت و زيدان رغم انه كان وراها ، لكن ماعرفش يلحقها من المفاجأة
و كانت النتيجة انها فقدت جنينها و الرحم فى نفس الوقت نتيجة التهتك اللى حصل له من الوقعة و من الضر/ب اللى انضر/بته من زيدان و اللى قدر بعلاقاته ان الموضوع ما يوصلش للمسائلة القانونية
هيا لما زيدان خرجها من المستشفى حدد اقامتها فى اوضتها ، ممنوع تخرج منها ، و حذر كل اللى بيشتغلوا فى القصر انها بس تهوب ناحية باب اوضتها غير باذنه و بس
ولما شوقى زارها فى المستشفى رفضت تتكلم معاه ، و كانت معتقدة انها هتقدر تخرج من المستشفى بارادتها على المكان اللى هى عاوزاه ، بس اكتشفت انها متحاصرة برجالة زيدان اللى كانوا مانعين اى حد ييجى ناحيتها
و من يومها ماشافتش شوقى و لا كلمته و لا كلمها ، و ما تعرفش ان كان برغبته و اللا غصب عنه
حتى زيدان ، كان نادر لما بيروح عندها و تشوفه ، و لما كان ده بيحصل .. كان لازم مقابلتهم تنتهى نهاية كارثية زى النهاردة ، لكن اللى كانت اكثر كارثية على الاطلاق .. كان يوم ما جالها زيدان و قال لها : البقية فى حياتك
هيا بصت له بخضة و كل اللى جه على بالها ابوها ، فضلت بصاله مستنياه يكمل كلامه ، لقته بيقول لها بسخرية لاذعة : الحقيقة و انا جاى من برة ، كنت طول السكة بفكر انقل لك الخبر ازاى ، بس فى الاخر لقيت انى عاوز اتفرج على رد فعلك لما تعرفى خبر موته
هيا ببهوت : بابا ؟
زيدان بضحكة شيطانية : لااااا ، ابوكى ده شيطان و الشياطين مابتموتش بسهولة
هيا باستغراب : اومال بتعزينى فى مين
زيدان قرب منها و مال عليها وحط ايديه الاتنين حواليها و هى قاعدة و قال بشماته و هو عينه فى عينيها : فى حبيب القلب
هيا بدهشة : حبيب القلب مين ، ماتتكلم على طول و تقوللى تقصد مين
زيدان بسخرية : اللى كان نفسك تاخدى دورك معاه عند المأذون
هيا بزهق : انت مجنون ، و بعدين قالت باستدراك : انت تقصد سالم .. سالم مات
زيدان : تؤتؤ .. سالم ما ماتش .. سالم اتق/تل
هيا بشهقة رعب  وعينيها مبرقة بذهول : مين اللى قت/له ، مين جاله قلب يعمل فيه كده
زيدان بحاجب مرفوع بجبروت : انا اللى عملت كده
هيا بغضب : هو الاجرام وصل بيك لكده ، عمل لك ايه سالم حرام عليك
زيدان بعنف : بتفضليه عليا ، و اتسبب فى موت ابنى
هيا بقهر و الدموع ابتدت تملى عيونها : انت مريض ، انت قت/لت ابنك و قت/لت سالم ، هتقت/ل مين المرة الجاية ، و اللا يمكن انت اللى حد يقت/لك ، بس تعرف .. اوعدك انى اول ماهتجيلى الفرصة .. هقت/لك بايدى و اخلص الدنيا كلها من شرك 
زيدان بترصد : هتقت/لينى عشان قت/لت حبيب القلب
هيا بصريخ : عمرى ما حبيته اكتر من حبى للانسان المحترم ، الانسان اللى بيراعى ظروف اللى حواليه ، الانسان اللى ماعندوش الفلوس و الثروة اهم حاجة فى حياته و لا زى الغول زيك
زيدان بعزم مافيه لطشها بالقلم على وشها لدرجة ان اسنانها جابت دم ، بس ما استكفاش بكده و بس
زيدان يومها كان زى الوحش .. يومها فعليا مافيش حتة فى جسمها ماطالهاش بضربه ليها بايده و رجله و بعد ما قربت تموت فى ايده سابها و خرج و بعتلها زينب ترمم اللى عمله فيها كالعادة
هيا رجعت لحاضرها من تانى و هى نايمة فى البانيو  لما سمعت زينب بتقول لها : كفاية كده يا ست هيا ، قومى معايا ياللا لا تبردى
هيا قامت مع زينب اللى ساعدتها لحد ما دخلتها السرير و قعدت جنبها تعمل لها كمادات على وشها ، فهيا بصت لزينب و قالت لها بهدوء : صعبانة عليكى يا زينب
زينب بتأثر : ربنا وحده العالم باللى جوايا عشانك ، من يوم مادخلتى البيت ده و انتى زى النسمة و البلسم معانا كلنا ، و ياما شيلتى عنا و حميتينا
هيا : اومال ليه مش عاوزين تحمونى
زينب بصت لهيا بحزن و قالت لها : مانتى عارفة يا ست هيا اللى فيها ، لو حد فينا حاول يعمل اى حاجة و الباشا عرف ممكن عيالنا يتيتموا فى لحظة
هيا بتوسل : طب لو ساعدتينى من غير ماتخرجينى من القصر
زينب بانتباه : طب و دى تيجى ازاى
هيا مدت ايدها قلعت الحلق اللى هي لبساه و اديته لزينب و قالت لها : عاوزاكى تبيعى الحلق ده
زينب بخضة : يا لهوى يا ست هيا ، ده ممكن اتمسك بيه و انا ببيعه ، و كمان ماتنسيش ان الباشا بيخلينا نفتش بعض كل مرة نخرج او ندخل القصر
هيا بتصميم : ماحدش هيعرف يلاقيه معاكى لانك هتلبسيه فى ودنك و طرحتك هتخبيه ، و الحلق ده بتاعى انا مش زيدان اللى جايبهولى
زينب : طب و انتى عاوزانى ابيعهولك ليه بس
هيا : عاوزاكى تشتريلى موبايل
زينب برعب : يا لهوى ، انتى عاوزاه يقت/لني
هيا : ماتخافيش.. انا هعرف اخبيه كويس
زينب : طب ماهو اكيد هيعرف لما اللى هتكلميه يبلغه
هيا باستجداء : لا يمكن هيعرف صدقينى ، زيدان مالوش اى علاقة بالناس اللى هكلمهم و لا يمكن يقولوا له حاجة ، و كمان انا هقول لهم انه لو عرف انى كلمتهم هيقت/لنى فهيخافوا عليا .. ارجوكى تصدقينى و تساعدينى ، انتى الوحيدة هنا اللى اقدر اثق فيها و اسلمك حياتى كلها امانة فى ايديكى .. قلتى ايه يا زينب
زينب بقت تبص لهيا و تبص للحلق فى ايدها ، و بعدين قالت بتنهيدة : هقول ايه يا ست هيا غير .. لا إله إلا الله
هيا : محمد رسول الله ، هتساعدينى
زينب مدت ايدها لبست الحلق و قالت بقلة حيلة : هساعدك ، و ربنا ينجينا كلنا من شره
هيا : تليفون و خط ، و الخط هاتيه باسم اى حد غيرك و حطى عليه رصيد بكل الفلوس اللى هتتبقى معاكى .. فهمتى هتعملى ايه
زينب بهزار : هحط كفنى على ايدى
هيا : ان شاء الله ربنا هيحمينا
زيدان كان فى مكتبه بيراجع اوراق و شغل و هو مستنى تليفون من شوقى على احر من الجمر ، لحد ما اخيرا سمع تليفونه بيرن برقم شوقى ، فرد بسرعة و قال : اتأخرت اوى ليه كده
شوقى : الحقيقة الاخبار اللى وصلت لى كانت محتاجة انى اتأكد بنفسى ، و ما رضيتش اكلمك الا اما اعمل كده
زيدان بفضول : و ايه بقى الاخبار اللى وصلتلك دى
شوقى : الولد مش فى المستشفى
زيدان باستنكار : ايه الكلام الفارغ ده ، يعنى ايه مش فى المستشفى ، خرج امتى و ازاى و مين خرجه
شوقى : امه هى اللى عملت اجراءات خروجه
زيدان بغضب : ازاى ماحدش بلغنى بالكلام ده قبل كده
شوقى : لان ماحدش عرف اصلا
زيدان : اومال اللى واقفين عند بيتها و عند المستشفى دول بيهببوا ايه انا مش فاهم ، انت جايبلى رجالة نايمة يا شوقى و مش شايفة شغلها
شوقى : اللى حصل حصل ، المهم دلوقتى .. هنعمل ايه
زيدان بغل : انت جاى تسالنى هنعمل ايه بعد مابوظت كل حاجة ، الولد كان هو اللى هيبقى الورقة الرابحة و يقش كل حاجة
شوقى بحبث : بس انت لسه عندك ورقة تانية كسبانة و هتقش برضة و يمكن اكتر كمان من الولد الصغير
زيدان : تقصد ايه
شوقى بمرح : الامورة اللى قلت انك عاوز تستضيفها كام يوم
زيدان بغل و اصرار : عاوزها تبقى عندى بكرة .. هنا فى القصر ، انت فاهم
شوقى : اول ماتخرج من بيتهم هتبقى عندك .. ماتقلقش
زيدان بزهق : اتحرك يا شوقى انا ابتديت ازهق
شوقى : طلباتك اوامر يا باشا
تانى يوم الصبح .. عنايات نزلت من البيت و راحت على المصنع زى ما طلبوا منها و نورا صممت تروح معاها ، و ليلي استقبلتهم و دخلتهم مكتب سالم ، و بعد شوية .. عنايات نزلت بصت على المكن اللى شغال من بعيد اكنها بتراقب سير العمل و انتظامه
عند شمس .. كانت شيراز سابتها و خرجت عشان كان عندها معاد مع رشيد ، و يوسف و لولى كانوا فى المدرسة ، و كان معاد نهى انها تيجى عشان ترضع سالم الصغير ، فاما جت كانت شمس لوحدها ، فنهى قالت بهدوء: صباح الخير
شمس: صباح الخير .. اتفضلى
نهى : ده معاد الرضعة بتاعة سالم
شمس : ااه طبعا اطلعيله على طول ، ماحدش هنا غيرى ، و ياريت لما تخلصى نقعد نتكلم مع بعض شوية
نهى باستغراب : تتكلمى معايا انا
شمس : ايوة يا نهى ، روحى انتى بس شوفى سالم الصغير و اما تخلصى هتلاقينى مستنياكى
اما عند شيراز .. فراحت قابلت رشيد و قعدوا سوا و لاحظت ان رشيد شكله متغير .. فقالت له : مالك
رشيد : انا مسافر الليلة دى
شيراز : حصل حاجة جديدة
رشيد بحزن : الدكتور بتاع خليدة بعتلى عشان عاوزنى ، و لما كلمته قاللى ان خليدة دخلت فى غيبوبة ، و قاللى انها كده خلاص ، يعتبر باقيلها مجرد ساعات
شيراز بزعل : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، الاعمار بايد الله ، مش يمكن ربنا ينجيها .. ربنا كريم
رشيد : و نعم بالله
شيراز : خلى املك فى الله كبير و ان شاء الله تفوق و تبقى كويسة
رشيد بتنهيدة عميقة : الامل فى ربنا دايما موجود ، بس احيانا الموت بيبقى رحمة يا شيراز ، خليدة اتعذبت اوى الفترة الاخرانية دى ، حتى الدكتور بيقوللى ان الغيبوبة رحمة ليها ، على الاقل اترحمت من الالم اللى كانت حاسة بيه
شيراز و عيونها مليانة بالدموع : انا مش عارفة اقول لك ايه و لا عارفة ايه اللى ممكن اقدمهولك او اقدمهولها
رشيد : بالنسبة لها ادعيلها على اد ماتقدرى ، ادعيلها ربنا يأيدلها اللى فيه الخير سواء بالحياة او بالموت
اما بالنسبة لى ، فماتتخليش عنى يا شيراز ، انا بالنسبة لى اللى فات كله كوم ، و اللى جاى كوم تانى خالص ، عاوز احس انك جنبى
شيراز : عاوزنى اعمل ايه
رشيد : وقت ما اكلمك ردى عليا لان اكيد هبقى محتاج اسمع صوتك و احس بيكى جنبى و معايا
و لو غبت عنك اسالى عليا حتى و لو برسالة ، عاوز احس انك فاكرانى ، و انى على بالك و بتفكرى فيا
شيراز : حاضر يا رشيد ، هعمل كل اللى انت عاوزه ، تحب اوصلك المطار
رشيد : ياريت ، بس بلاش المرة دى ، هبقى قلقان عليكى و انتى راجعة لوحدك ، و عشان ماتقلقيش ، انا خليت وجيه حط حراسة من عنده على الفيلا عندك ، و ان شاء الله ما اتاخرش عليكوا .. ادعيلى
عند عنايات .. بعد ما فضلت فى المصنع فترة هى و نورا ، رجعت تانى على البيت ، بس قبل ما يرجعوا عدوا على سوبر ماركيت من الكبار عشان يجيبوا شوية طلبات للبيت ، و نورا سابت عنايات عند قسم اللحوم و قالت لها انها هتجيب شوية مقرمشات على ماحاجتهم اللى طلبوها تجهز 
عنايات بعد ما طلباتها جهزت و استلمتها حطتهم فى عربية التسوق اللى معاها و قعدت تبص على نورا بس ما لقيتهاش ، طلعت تليفونها و رنت عليها لقت تليفونها بيديها مغلق ، فكرت ان الشبكة وحشة فى الماركيت ، فقعدت تدور عليها و تبص عليها بين البارتشينات مالقيتهاش ، و بقت خايفة تبعد عن المكان اللى هى فيه لا نورا ترجع متلاقيهاش و يتوهوا من بعض ، لكن لما لقت ان الوقت بيعدى و نورا ما ظهرتش ابتدت تقلق ، حاولت تكلمها تانى برصة ماعرفتش
بعد شوية انتبهت انها تحاول تجرب تليفون حد تانى غير نورا ، فاول رقم جه قدامها كان رقم وجيه لانه كان لسه مكلمها و هى فى المصنع ، و اتفاجئت ان رقم وجيه جمع معاها و رد عليها كمان و قال : اهلا يا عنايات هانم ، ايه الاخبار
عنايات بامتعاض مخلوط بالحيرة و الاعتذار فى نفس الوقت : انا اسفة يا استاذ وجيه ، بس انا فى الماركيت بشترى حاجات و نورا كانت معايا ، و فجأة اختفت مش لاقياها ، و بحاول اكلمها تليفونها مابيجمعش معايا فقلت اجرب رقم تانى من نفس شبكتها كده اشوف الشبكة و طلع من نصيبك
وجيه بفضول : بقالها اد ايه غايبة عنك
عنايات بانزعاج : داخلة على ساعة اهو
وجيه و هو واصح من صوته انه بيتحرك : حضرتك فى انهى ماركيت
عنايات : انا فى ….
وجيه : انا جايلك حالا و لو لقيتيها قبل ما اوصللكم طمنينى على طول
وجيه نزل على طول و اخد معاه اتنين من رجالته و راحوا على الماركيت و اول ما دخلوا لقوا عنايات شبه منهارة و مش قادرة تقف و تعبت من الوقفة
وجية قرب منها بسرعة و قال لها : برصة ما رجعتش
عنايات و هى بتضرب كف بكف : ابدا
وجيه اخدها و راح على مكتب الامن بعد ما امر رجالته انهم يمسحوا الماركيت و الجراج بدقة
وجية اما وصل للامن حكالهم الموصوع باختصار و طلب منهم انه يشوف كاميرات المراقبة ، و بتوع الامن قالوا له ان ده لا يمكن يحصل غير بتصريح امنى
فوجيه قابل المسئول عن المول و مدير امن الماركيت و اللى اتعاونوا معاه و فعلا راحوا على الكاميرات و ابتدوا يرجعوها للحظة اللى نورا فارقت فيها عنايات ، و ابتدوا يتتبعوها فى تحركاتها لحد ما فجأة قدام بارتيشن المقرمشات و هى واقفة تختار من بين المنتجات لقوا اتنين رجالة جم وقفوا حواليها و هم بيتلفتوا يمين و شمال و فجأة قربوا منها اوى و واحد فيهم اتكلم معاها ، فحاولت ترجع لورا لقت التانى واقف وراها ، و قالوا لها حاجة خلوها مشيت معاهم و ملامحها واصح عليها الخوف
واحد من الامن : خرجت معاهم بمزاجها
زميل ليه : لا ابدا مش بمزاجها .. بصوا
بصوا على مطرح ما فرد الامن بيشاور ، لقوا شنطة نورا مرمية على الارض ، و لما اتنقلوا لكاميرا الجراج ، شافوا واحد من الاتنين ساحبها بالقوة و التانى مهددها بس/لاح
و هم واقفين قدام الكاميرات فجأة سمعوا صوت هابدة مكتومة ، و لما التفتوا اتفاجئوا بعنايات اغم عليها و وقعت على الارض
الدنيا اتقلبت فى دقايق ، وجيه بلغ الظابط اللى بيتعاون معاهم فى القضية ، و بلغ امجد و نهى اللى يا دوب كانت هتبتدى تقعد مع شمس و تشوفها عاوزاها ليه ، لكن سابتها و جريت عشان تشوف مامتها
امجد و نهى جم جرى و اخدوا عنايات نقلوها المستشفى اما حسوا انها داخلة على انهيار عصبى ، و الظابط حط حراسة على اوضتها كنوع من الحذر
امجد اتصل بشمس و حكالها على اللى حصل ، فشمس قالت بصدمة : اتخط/فت بسببى
امجد فى محاولة منه انه يهديها : و انتى دخلك ايه بس
شمس بعياط : عشان تحمونى اذيتوها هى
امجد : افهمى .. احنا ماعملناش كده عشان نحميكى و بس ، احنا عاوزين نحاكم االى قت/ل سالم و عاوز يستولى كمان على حق ولادك
شمس : و اخت نهى ذنبها ايه فى ده كله
امجد : ارجوكى اهدى ، انا مابقوللكيش عشان تنهارى بالشكل ده
سمس بعياط هيستيرى : اومال بتقولى عشان ايه يا امجد
امجد بتنهيدة حارة : عشان تاخدى بالك من سالم الصغير ، نهى مش هينفع تجيله النهاردة و تسيب والدتها
شمس بتوجس : حصل ايه تانى يا امجد ، ارجوك تقوللى و ماتخبيش عنى حاجة
امجد بتردد : عنايات هانم الدكتور شاكك ان جالها صدمة عصبية و نقلناها المستشفى
شمس ماقدرتش ترد على امجد من كتر العياط ، فامجد قلق عليها بزيادة و قعد ينده عليها و بقى يقوللها : شمس هانم ، من فضلك اللى بتعمليه ده مش هيفيد باى حاجة .. ارجوكى ردى عليا ، شمس هانم .. شمس هانم ارجوكى
و لما لقاها برصة مابتردش قاللها بحدة : ردى عليا يا شمس
شمس بانهيار : عاوزنى ارد اقول ايه ، الناس دى لو حصلها اى حاجة هيبقى ذنبهم فى رقبتى
امجد بغضب : الناس دى ماحدش غصبها على حاجة ، الناس دى اتوجعت و اتقهرت على قت/ل سالم زبنا بالظبط و حلفوا انهم يجيبوا حقه لان تا/رهم و تا/رنا واحد ، فواجبنا اننا نبقى معاهم و نقف جنبهم و نبقى ايد واحدة ، ماينفعش تبقى بالضعف ده
شمس و هى بتحاول تتماسك : طب هو ينفع اجيلكم
امجد اتنهد لما لقاها ابتدت تستوعب الوضع فقال لها : كان نفسى طبعا تبقى معاهم و اكيد هم كمان ، بس للاسف ممكن يكونوا متراقبين ، و مش عاوزين اى حد يعرف ان فى اى تواصل بيتم مابينكم
شمس : طب من فضلك ، ممكن تبعتلى رقم نهى عشان ماسجلتوش عندى ، عاوزة ابقى اكلمها عشان اقدر اطمنها على سالم الصغير
امجد برضوخ : حاضر .. هبعتلك الرقم ، محتاجة اى حاجة تانية
شمس بخوف : ابقى كلمنى كل شوية يا امجد عشان تطمنى ارجوك
امجد : حاضر .. مع السلامة
شمس طلعت تجرى على فوق و بلغت الممرضة ان نهى مش هتقدر تيجى تانى النهاردة  و طلبت منها تتصرف فى رضاعة الولد و الممرضة طمنتها و قالت لها انها هتتصرف
شمس كلمت يوسف و لولى اتطمنت عليهم و طلبت منهم يرجعوا البيت بسرعة و لسه هتكلم شيراز لقتها داخلة من برة ، و اول ما شافتها جريت عليها بخوف و قالت لها : الحقينى يا شيراز
شيراز بخضة : فى ايه .. ايه اللى حصل
شمس حكتلها كل اللى حصل ، و قالت لها انها ابتدت تخاف على الولاد ، فشيراز قالت لها ان رشيد طلب من وجيه انه يحط حراسة على الفيلا
شمس : هو رشيد عرف باللى حصل و اللا لسه
شيراز : مش عارفة ، بس رشيد المفروض انه مسافر بعد كام ساعة ، مراته تعتبر فى النزع الاخير و الدكتور بتاعها طلب منه انه يسافر باقصى سرعة
شمس بقلق : لا اله الا الله ، هى مالها اتدربكت كده مرة واحدة ، انا كنت ببقى متطمنة و رشيد مع امجد و وجيه
شيراز و هى بتخرج موبايلها من الشنطة : انا هكلمه اشوفه عرف و اللا لسه
و قبل ما تتصل بيه لقته بيتصل بيها ، فردت بسرعة و قالت : رشيد .. كنت لسه هكلمك ، عرفت اللى حصل
رشيد بصوت حزين : ايوة يا شيراز .. لسه قافلين معايا حالا و قايلين لى
شيراز : طب ناوى على ايه
رشيد : حاولت الاقى طيارة قبل اللى حاجز عليها مالقيتش
شيراز باحباط : يعنى برضة هتسافر
رشيد بخفوت حزين : ماينفعش ما ابقاش موجود و ما اودعهاش يا شيراز .. ما اقدرش اسيبها تمشى كده من غير ما ابقى جنبها حتى و ادعيلها
شيراز باستغراب : تودع مين ، انا حاسة انك بتتكلم على حاجة تانية غير اللى انا بتكلم عنها
رشيد بشجن : خليدة ماتت يا شيراز 😒
…………….
رشيد كان بيتكلم مع شيراز على التليفون و قال لها : ماينفعش ما ابقاش موجود و ما اودعهاش  يا شيراز .. ما اقدرش اسيبها تمشى كده من غير ما ابقى جنبها حتى و ادعيلها
شيراز باستغراب: تودع مين ، انا حاسة انك بتتكلم على حاجة تانية غير اللى انا بتكلم عنها
رشيد بشجن : خليدة ماتت يا شيراز 😒
شيراز بشهقة مكتومة : لا حول و لا قوة الا بالله ، البقية فى حياتك يا رشيد
رشيد بحزن : البقاء و الدوام لله ، انا مسافر و مش عارف هرجع امتى ، ماتسيبينيش يا شيراز ، اوعى تسيبينى انا محتاجلك اوى
شيراز : مش هسيبك يا رشيد ، صدقنى لو كان ينفع كنت جيت معاك ، بس انت عارف انه ما ينفعش
رشيد : انا اسف انى هسيبكم فى وسط كل اللى بيحصل ده ، بس غصب عنى
شيراز : ماتقولش كده
رشيد : انا قلت اكلمك قبل ما اجهز حاجتى و اطلع على المطار ، انا مارضيتش اقول لامجد عشان مايحاولش ييجى معايا ، مش عاوزة يتلخم عنكم
شيراز هنا فهمت ان رشيد ماعرفش حاجة عن موضوع نورا ، فهى كمان سكتت و فضلت انها ماتقوللهوش عشان ماتشيلهوش فوق طاقته
عند هيا .. كانت قاعدة فى اوضتها قريبة من البلكونة ، بحيث انها تكشف اللى برة ، لكن اللى برة مايكشفهاش ، و زينب واقفة جنبها و بتقول لها : انا خارجة النهاردة برة القصر عشان اجازتى ، و سلمى هى اللى هتبقى مكانى كالعادة لحد ما ارجع
هيا و هى عينها من بوابة القصر : ماشي يا زينب ، و ماتنسيش اللى اتفقنا عليه
زينب و هى بتعدل حجابها و بتتاكد فى المراية ان الحلق اللى لبسته فى ودانها مش باين : ربنا يستر و يعدى الليلة دى على خير
هيا بحرص : اوعى تقولى حاجة لاى مخلوق
زينب بخوف و هى بتبص ناحية الباب : اوعى انتى تقولى حاجة لسلمى
هيا بسخرية : اتطمنى ، اكيد مش هنطق بكلمة
زينب سابتها و خرجت و سلمى جت مكانها ، و فضلت هيا قاعدة زى ماهى لحد ما لمحت زينب و هى خارجة من البوابة ، فحست بالراحة شوية بعد ما قلبها كان عامل زى سبق الخيل ، و قبل ماتتلفت شافت عربية الحرس بتوع زيدان و هى داخلة من غير عربيته ، فقالت لسلمى بفضول : هو زيدان بيه هنا و اللا برة
سلمى : هنا يا هانم ، الباشا ماخرجش النهاردة
فى مكتب زيدان الحرس دخل عليه المكتب بعد ما استأذنوا ، و هم بيزقوا نورا قدامهم ، فزيدان قام من مكانه و قال بامر : بس ، ماحدش ييجى ناحيتها
نورا اول ما عينها وقعت على زيدان فهمت كل حاجة بس ما اتكلمتش و فضلت ساكتة مستنية تشوفه هيقول ايه
زيدان قرب منها و مد ايده طبطب على راسها و هو بيقول بسماجة : ازيك يا امورة .. تصدقى وحشتينى
نورا  بكره : بس انت ماوحشتنيش
زيدان ضحك ضحكة عالية مستفزة و قال و هو بيبص لرجالته : دمها شربات
و فجأة بطل ضحك و بصلها بشر و قال : انتى عارفة انتى هنا ليه
نورا بلماضة : ماحصلليش الشرف
زيدان : هيحصل لك .. ماتستعجليش ، انتى هتأنسينى هنا شوية لحد ما الست الوالدة تحط عقلها فى راسها
نورا بتصنع الاستغراب : وانت مالك و مال ماما .. عاوز منها ايه
زيدان : ده بيزنس بينى و بينها
نورا : ايه ده .. بزنس بس
زيدان : ااه بس ، اومال انتى كنتى فاكرة ايه
نورا بامتعاض : و لما هو بزنس و بس ، مالى انا .. ليه تجيبنى عندك بالطريقة الزبالة دى
واحد من الحرس قرب منها و كان هيضر/بها بس زيدان شاور له يبعد عنها و قال بضحك : ماقلتلك ان الست والدتك هى السبب
نورا راحت قعدت على كرسى من الكراسى اللى موجودة و قالت : طب انت فاشل و ماعرفتش تقنعها باللى انت عاوزه ، انا مالى
زيدان راح قعد قدامها و قال بتسلية : ماهى اما تعرف انك عندى و تحت ايدى هتوافق على كل طلباتى و اكتر كمان و من غير مناهدة
نورا : و هى ايه بقى طلباتك دى
زيدان : و عاوزة تعرفى ليه
نورا : على الاقل اعرف انا مخطو/فة عشان حاجة تستاهل و اللا لا
زيدان بضحك : لا اطمنى .. تستاهل ، تستاهل اوى
نورا : و يا ترى ناوى تقعدنى فى اوضة الفيران من غير اكل و لا شرب زى ما بنشوف فى الافلام ، و اللا هتضايفنى كويس
زيدان باستنكار : انا شايفك يعنى مش خايفة و لا قلقانة
نورا : و اخاف من ايه ، الرب واحد و العمر واحد ، و بعدين قالت له بصيغة تهد/يد .. بس يكون فى معلومك ، لو اذتنى انا مش هسكت
زيدان بترصد : و يا ترى بقى هتعملى ايه
نورا ببساطة شديدة ممزوجة بالثقة : هشتكيك لربنا .. و ربنا هيجيبلى حقى
زيدان بصلها بذهول ، و بقى حاسس انه زى ما يكون مش عارف يرد عليها ، بس فجأة قام من مكانه و راح ناحية الباب و قال لها : تعالى ورايا
نورا باعتراض : ايه حيلك .. اجى وراك فين
زيدان التفتلها و قال لها بتحذير : هتيجى ورايا بمزاجك و اللا اخليهم يجيبوكى غصب عنك
سلمى كانت بتتحايل على هيا انها تاكل او تشرب حاجة فقالت لها : ايه رايك يا هيا هانم ، انا هطلب لك عصير
هيا : لا يا سلمى ماليش نفس
سلمى بمحايلة : زينب قالتلى انك ماتغديتيش ، و كده ما ينفعش عشان العلاج بتاعك
و قبل ما هيا ترد كان باب الاوضة اتفتح و زيدان دخل و نورا فضلت واقفة على الباب من برة تشوف ايه اللى هيحصل
زيدان قرب من هيا و قال لها بتحذير : عرفت انك ما اتغديتيش و ما اخدتيش علاجك .. ممكن اعرف السبب
هيا بجفاء : متهيألى صحتى ماتهمكش لدرجة انك تهتم باكلى و علاجى و تيجى لحد عندى كمان عشان تنصحنى
زيدان مد ايده مسكها من شعرها فجأة لدرجة انها صرخت و قال لها بفحيح : انا مهتم ان كلامى يتنفذ و انتى عارفة ان يا ويله اللى يعصى كلامى
و زى ما مسكها فجأة سابها برضة فجأة و بص ناحية نورا اللى لسه واقفة فى مدخل الباب و اللى حس بالانتشاء لما شاف معالم الخوف على وشها ، فقال لها بصلف : تعالى يا امورة اما اعرفك على المدام بتاعتى
نورا انصدمت لما عرفت ان هيا تبقى مراته بعد ماشافت اللى عمله فيها ، فحست بالقلق ابتدى يسيطر عليها و بعد ما كانت بتحاول ترسم عليه الشجاعة حست بالخوف ، و فى لحظة زيدان لمح كل ده فى تعبيرات وشها فقال لها بتهكم مخلوط بالتحذير : انا قلت بلاش اوضة الفيران اللى قلتى عليها ، و قلت اجيبك اوضة النفى .. بس حسك عينك تحاولى تزعلينى .. عشان انا زعلى وحش .. بزيادة 🙄 ، و ضحك ضحكة عالية جسمها كله ارتجف منها ، و بعدها زيدان بص لسلمى و قال لها حذارى تتحركى من الاوضة هنا لحد ما زينب ترجع ، و عينك عليهم .. انتى فاهمة
سلمى : اوامرك يا باشا
زيدان سابهم و مشى فسلمى راحت قفلت الباب وراه و وقفت وراه و هى باصة على نورا بفضول بس ما اتكلمتش ، و نورا كانت عينها بتتنقل بحذر مابين هيا و ما بين سلمى ، و فى الاخر اختارت كرسى و راحت فعدت عليه من غير و لا كلمة
هيا من غير ماتتحرك من مكانها : انتى مين .. و ايه اللى جابك هنا
نورا بسخرية : جاية اتفسح
هيا و هى بتحاول تخليها تطمن لها عشان تتكلم معاها : عملتى له ايه خلاه جايبك نفس الزنزانة بتاعتى
نورا بفضول : هو انتى مراته بصحيح
هيا بتنهيدة اقرار : ايوة
نورا باستنكار : و ازاى تسمحيله يعمل كده فيكى
هيا بسخرية مماثلة : و انتى ازاى سمحتيله انه يخط/فك
نورا : تفتكرى اما اتنين زى ضلف الباب يهد/دوكى و يحطوا سل/اح فى جنبك هتعملى ايه
هيا بحزن : و لما يستقوى عليكى عشان عارف انك مالكيش ضهر يحميكى و يفضل يضر/بك لحد ما يق/تل ابنه اللى فى بطنك و بنفوذه و علاقاته يطرمخ على كل ده .. هتعملى ايه
نورا قامت من مكانها قعدت بالقرب من هيا و قالت لها باهتمام : انتى ايه حكايتك
هيا : تعرفى انك هتبقى اول حد يسمع منى حكايتى
هيا بصت على سلمى و شاورت عليها و قالت : و كل اللى بيحرسوكى دول هنا و فى كل البيت الطويل العريض ده ، مافيش و لا حد فيهم حكيتيله
هيا بسخرية : و احكيلهم ليه و هم اصلا شهود اثبات على كل اللى حصل لى
نورا باستنكار : و ماحدش فيهم حاول انه يتدخل و يحميكى
هيا : اللى يعمل كده يبقى ناوى على موته
نورا : الرب واحد و العمر واحد
هيا : بس لو بايدك تختارى نهايتك .. اكيد مش هتختارى انها تكون على ايد زيدان ابدا
نورا بصت لها و هى بتفكر فى كلامها و ما علقتش ، فهيا قالت لها : لسه عاوزة تعرفى حكايتى
نورا هزت لها راسها بمعنى الموافقة ، فهيا ابتدت تحكيلها حكايتها من يوم ماعرفت زيدان
عند عنايات فى المستشفى كانت ابتدت تفوق من المهدئ اللى حقنوها بيه ، و لما بصت حواليها لقت نهى اللى عينيها ماكانتش عارفة تفتحهم عدل من كتر العياط ، و كان امجد معاها ، و يوسف اللى صمم انه يروح لنهى و مايسيبهاش ، و وجيه سمحله انه يروحلهم ، و وصله بنفسه عشان يتأكد ان ماحدش وراه
عنايات بخفوت : نورا
نهى قامت تجرى عليها و هى بتقول بلهفة : ماما ، انتى سامعانى .. انا نهى جنبك اهو
عنايات بصعف : عرفتوا حاجة عن اختك
نهى نكست راسها و بصت فى الارض ، وهزت راسها برفض ، فامجد قام بسرعة وقف جنب عنايات و قال لها : انا مش عاوز حضرتك تقلقى ، احنا عارفين ان زيدان اللى وراها و عارفين كمان السبب ، و اكيد هو هيحاول يكلمك عشان يساومك
نهى باستجداء : بالراحة عليها يا استاذ امجد ، الدكتور قال مانضغطش على اعصابها كده
امجد باعتذار : انا اسف ، بس انا اقصد انها لازم تشد حيلها شوية عشان تبقى مستعدة لمكالمة زيدان ، عشان كل ما اتصرفنا بسرعة كل ما الوقت اللى نورا هتغيبه مش هيطول
عنايات و هى بتحاول تتعدل و تقوم : طب انا هقوم و قولولى اعمل ايه
يوسف قرب منها بسرعة عشان يساعدها انها تتعدل ، فعنايات بصت له باستغراب شوية و بعدين قالت : ابه اللى جايبك هنا يا يوسف
يوسف : ماقدرتش ما اجيش ابقى معاكى و مع طنط فى وقت زى كده
عنايات برفض : لا يا ابنى ، افرض شافوك و حبوا يأذوك انت كمان ، امشى يا يوسف ، روح يا حبيبى و خد بالك من مامتك و اخواتك ، و عشان مامتك ما تقلقش عليك
يوسف : ماما عارفة انى هنا ، و كانت عاوزة تيجى هى كمان بس عمو امجد مارضيش
عنايات بصت لامجد فقال لها : الكلام اللى يوسف بيقوله حقيقى ، خفت لا تيجى و حد منهم يشوفها و يبقى كل اللى عملناه راح بلاش
فى الوقت ده تليفون نهى رن ، و اما ردت كانت شمس اللى قالت : ازيك يا نهى انا شمس
نهى : اهلا يا شمس هانم ازيك
شمس بقلق : انا كويسة ، طمنينى عليكم انتى و مامتك عاملين ايه دلوقتى ، مامتك فاقت و اللا لسه
نهى : لسه فايقة مافيش دقايق
شمس : و حالتها ايه دلوقتى
نهى بتنهيدة : مش عارفة اقوللك ايه ، كل اللى اقدر اقوله الحمدلله
شمس : مافيش اخبار عن اختك ، ماحدش اتصل بيكم
نهى : لسه
شمس بقلق : لحد دلوقتى
نهى بغضب : اكيد بيحاول يلعب باعصابنا
شمس : نهى …
نهى : ايوة
شمس بتردد : انا اسفة
نهى باستغراب : على ايه
شمس : انا حاسة بالذنب فى اللى حصل النهاردة ده
نهى : و انتى ذنبك ايه ، لا انتى اللى قت/لتى سالم و لا انتى اللى عاوزة حق مش حقك ، و كفاية ان انتى و صاحبتك حميتوا سالم الصغير من اللى كانوا ناويبن يعملوه ، لاننا عرفنا انهم قلبوا المستسفى اللى كان فيها عليه ، و تقريبا حب يعوض اللى حصل بنورا
شمس بغضب : انا ماشفتش اجر/ام بالشكل ده
نهى : ربنا كريم ، خدى انتى بس بالك من نفسك و من الولاد
شمس : كنت عاوزة اطمنك على سالم الصغير ، الممرضة كلمت الدكتور و كتبله على نوع لبن معين جبناه و ابتدينا نرضعه منه
نهى : متشكرة اوى
شمس : انا اللى متشكرة ، و ان شاء الله هكلمك اتطمن عليكم تانى و طبعا لو احتاجتى اى حاجة كلمينى على طول
بعد ما شمس نهت المكالمة ، بتلتفت وراها لقت لولى واقفة و على وشها ملامح الذهول ، فشمس شاورتلها تروح تقعد جنبها ، و قالت لها : مالك يا حبيبتى
لولى : انتى كنتى بتتكلمى مع مين
شمس: مع نهى .. مامة سالم اخوكى
لولى باستنكار : ازاى بتتكلمى معاها بالبساطة دى بعد اللى عملته مع بابى
شمس بهدوء : بابى فين دلوقتى يا حبيبتى
لولى بزعل : مات
شمس : يعنى مابقاش موجود ، و احنا اللى موجودين ، احنا اللى بابى كان بيحبنا كلنا .. مش كده ، تفتكرى لو بابى حوالينا دلوقتى و لقانا بنتعامل وحش مع سالم او مامته مش هيزعل مننا
لولى : انا بحب سالم الصغير و عمرى ماهعامله وحش ، لكن مامته لأ
شمس : طبعا انتى عارفة تقريبا سبب وجود سالم الصغير هنا مش كده
لولى : ايوة
شمس : و عارفة ان مامة سالم الصغير و جدته بيساعدونا ان حقنا ما يضيعش مننا ، و كمان نعرف نلاقى اللى عمل الحادثة بتاعة بابى
لولى :  ايوة
شمس : كمان النهاردة اخت نهى اتخطفت
لولى بخضة و شهقة عالية : ايه.. يعنى ايه اتخطفت ، و مين اللى خطفها
شمس : لحد دلوقتى مش عارفين ، بس غالبا نفس الاسخاص اللى عاوزين ياخدوا حقنا ، يعنى اتخطفت بسببنا ، تفتكرى بعد ده كله ينفع انى اسيب كل اللى بيحصل ده و افتكر بس انها اتجوزت بابى ، ثم نهى ما اتجوزتش بابى غصب عنه يا لولى ، نهى اتجوزت بابى ، لان بابى كان عاوز يتجوزها يعنى لو كان جوازهم غلط .. فغلطتهم هم الاتنين مش غلطة نهى لوحدها ، و يمكن غلطة بابى اكبر بكتير لان هو اللى فكر فيها و طلبها للجواز ، مش هى اللى جريت وراه و طلبت منه الجواز
و بما اننا سامحنا بابى عشان مات ، فمش عدل اننا نفضل نعاقب نهى لوحدها على غلطة ما ارتكبتهاش لوحدها
لولى بفضول : يعنى انتى سامحتيها
شمس ضمت لولى تحت جناحها و باست راسها و قالت : بكرة ان شاء الله لما تكبرى هتقدرى تتعاملى مع حاجات كتير اوى بتحسى فى البداية انها مفروضة عليكى ، لكن شوية بشوية بتبتدى تتأقلمى معاها و بتبقى امر واقع ، بس كمان انا حسيت ان نهى بتحبك انتى و اخوكى
لولى : اخويا مين فيهم
شمس بابتسامة : صحيح انتى بقى عندك اخين ، بس انا بتكلم على اخوكى الكبير .. يوسف ، اما بقى اخوكى الصغير فهى اكيد بتحبه لانه ابنها
لولى : انا كمان حبيته ، اخر مرة شفت فيها بابى .. قلتله انى مش هحبه ، لكن لما يوسف جه و قاللى انه اتولد و انه فى المستشفى حسيت انى عاوزة اشوفه ، و اول ما شفته حبيته ، ايده الصغيره  كانت متوصلة بحاجات كتير ، و فجأة حسيت انه مد
ايده دى جوة صدرى و خد حتة من قلبى لدرجة انى ماكنتش عاوزة اسيبه و امشى
و فرحت لما عرفت انه جاى هنا معانا ، بس زعلت لما عرفت ان مش مسموحلنا نشوفه غير مرة واحدة بس فى اليوم
شمس : ده بس عشان التعقيم ، انما لما ان شاء الله الدكتور يطمننا انه خلاص بقى كويس ، هتقدرى تشوفيه فى وقت ما انتى عاوزة و تشيليه و تلعبى معاه كمان
لولى : ازاى بقى ، هى مامته هتسيبه معانا على طول ، و اللا هتيجى تعيش معانا
شمس : انا اقصد يعنى انك ممكن تشوفيه وقت ماتحبى
لولى : ياريته يا مامى يفضل معانا على طول ، حتى بابى اكيد هيبقى مبسوط
عند هيا كانت خلصت كلامها مع نورا اللى كانت قاعدة مبرقة عينيها من كتر المأساة اللى سمعتها ، و هيا و هى بتحكيلها ما قالتلهاش اسماء ، فنورا ما عرفتش الحقيقة كلها فقالت لها بتعاطف : ياعينى عليكى ، ده انتى اتبهدلتى ، و ازاى ابوكى ده يسيبك ليه بالشكل ده
هيا : انا اعتبرت ابويا مات من يوم ماجالى المستشفى و عرف باللى حصللى و ماحاولش حتى و لو من باب المجاملة ليا انه يعاتبه و لا حتى يسألنى ان كنت عاوزة اكمل معاه تانى و اللا لا ، انما انتى ماقلتيليش .. انتى ايه اللى جابك هنا و خطفك ليه
نورا بصت ناحية سلمى بحذر و هى قلقانة منها ، وبعدين بصت تانى لهيا و قالت : بيقول انه عاوز حاجة من ماما و ماما مش راضية فخطفنى عشان يهددها بيا فتوافق
هيا بفضول : و مامتك دى تبقى مين .. اسمها ايه
نورا : اسمها عنايات
هيا باستغراب : انا عمرى ما سمعت الاسم ده قبل كده ، بس هو ايه اللى عند مامتك مخليه طمعان فيها
نورا : عندها مصنع
هيا بغيظ : هو يعنى مش مكفيه كل اللى عنده ده
نورا فجأة مسكت بطنها بامتعاض و قالت : طب انا دلوقتى جعانة اوى ، انا حتى مافطرتش
هيا بصت لسلمى و قالت لها : مش كنتى عاوزة تغدينى و تجيبيلى عصير من شوية ، اطلبيلنا بقى الغدا و عصير ، و وصيهم على القهوة بتاعتى يبقوا يجيبوهالى
بعد يوم طويل عند رشيد .. كانت مراسم الدفن و العزا خلصوا و كان قاعد فى اوضة نوم خليدة على سريرها و هو حزين ، و سمع خبط على الباب ، و لما سمح بالدخول لقى مراة عمه اللى الحزن واكل معالم وشها
رشيد قام وقف و استقبلها و قال : تعالى يا مراة عمى .. اتفضلى
مامة خليدة اخدته فى حضنها و طبطبت على كتفه ، و بعدين اخدته وقعدته جنبها و قالت له : انا جاية اشكرك يا ابنى
رشيد باستغراب : تشكرينى انا .. على ايه
مامة خليدة : على وقفتك مع خليدة و جنبها ، على انك ما اتخليتش عنها فى محنتها ، على رفضك انك تتجوز عليها فى حياتها رغم ان كلنا عارفين حياتكم مع بعض كان شكلها ايه
رشيد بصلها باستغراب و قال : اولا ربنا العالم معزة خليدة فى قلبى كانت اد ايه و كان شكلها عامل ازاى
، و لو كانت واحدة غريبة مكانها ما اعتقدش انى كنت هتخلى عنها ، ما بالك خليدة اللى كانت بنت عمى و طول عمرها متربية معايا و كمان كانت على ذمتى و شايلة اسمى ، لكن موضوع الجواز ده مين اللى قال لك عليه
مامة خليدة و هى بتطبطب على ايده : خليدة يا ابنى ماكانتش بتخبى عنى حاجة ، و برغم انها طول عمرها بتحبك ، الا ان حبها ليك زاد اضعاف مضاعفة بعد مواقفك معاها من يوم ما عرفنا بمرضها ، رغم انها عارفة من اول يوم ان قلبك متعلق بغيرها
رشيد بص لها فكملت كلامها و قالت : ايوة .. قالتلى ، مانت عارف ماكنلناش سر غير بعض
رشيد نكس راسه بحزن و قال : القلوب سلطانها مش بايدينا
مامة خليدة بتنهيدة و هى بتحاول تحبس دموعها : ايوة .. كانت عارفة ده و عشان كده .. سايبالك معايا رسالة و وصتنى اوصلهالك ليلة موتها
رشيد بفضول : رسالة ايه دى
مامة خليدة مدت له ايدها بظرف كان معاها من ساعة مادخلت بس هو ماكانش واخد باله منه ، و اديتهوله و قالت له : الجواب ده كتبتهولك امبارح لما فاقت فجأة من الغيبوبة ، كانت بتضحك معايا و مبسوطة و بتقوللى انها خلاص تعبها كله هيروح ، و لما فرحت على فرحتها ، و فكرتها ابتدت تخف ، قالتلى انها حاسة انها خلاص ، و انها كتبتلك الجواب ده و وصيتنى اديهولك بعد ما العزا يخلص ، بعد ما كانت طلبت تقعد مع ابوك ، و بعد ما ابوك خرج من عندها و كتبت الجواب ده و اديتهولى ، رفضت تشوف اى حد تانى ، لحد ما اتفاجئنا قبل صلاة الضهر ان الممرضة استدعت الدكتور ، و عرفنا انها خلاص ماتت
خليدة ماتت و هى بتحبك يا رشيد ، و كانت ممنونة لك انك صنتها و صنت اسمها و كرامتها طول السنين دى ، و قالت لى اقول لك انها دعت لك كتير اوى ان ربنا يداوى قلبك باللى كنت دايما بتحلم بيه
…………….
اخر كلام مامة خليدة قالته لرشيد قبل ما تسيبه فى الاوضة لوحده و تخرج : خليدة ماتت و هى بتحبك يا رشيد ، و كانت ممنونة لك انك صنتها و صنت اسمها و كرامتها طول السنين دى ، و قالت لى اقول لك انها دعت لك كتير اوى ان ربنا يداوى قلبك باللى كنت دايما بتحلم بيه
بعد ما خرجت و سابته مسك الجواب فتحه و ابتدى يقراه و هو حاسس ان قلبه بيترعش جوه صدره ، و لقى مكتوب فيه
حبيبى رشيد .. اسمحلى اقولهالك لاول و اخر مرة ، و بقولهالك و قلبى بيدق من الرهبة و الخوف لانى بندهلك بيها لاول مرة ، و حاسة انى عاملة زى المراهقة اللى خايفة ابوها يكتشف انها بتحب
ايوة يا رشيد .. انت عارف انى بحبك و عمرى ما حبيت غيرك ، و فى قمة سعادتى انى هموت و انا زوجتك و اسمى مقرون باسمك ، و بدعى ربنا انه يجمعنى بيك فى الجنة .. لعلها تبقى عوض ليا عن الدنيا ، لكن اول مرة  اتجرأ و اندهلك بيها و انا عارفة ان عيوننا مش هتتلاقى بعد ماتقراها
و انت بتقرى جوابى ده .. هيكون القيد اللى مقيدك بيا خلاص انفك ، و بدعيلك انك تقدر تعوض و لو جزء من اللى فات ، زى ما بدعى انك تسامحنى انى كنت سبب فى حيرة قلبك و بعدك عن حبيبتك طول الفترة اللى فاتت
يمكن لما كنت بقرر انى اقفل على روحى و امنع ان اى حد يدخل عندى .. كان عشان ماكنتش عاوزاك انت بالذات تشوفنى و انا فى وجعى ، لانك كنت هتشوفنى من غير ما انا اقدر اشوفك ، عشان من كتر الوجع ما كنتش بقدر افتح عينى و لا اميز ملامح اللى قدامى ، حرمت نفسى من انى اشوفك فى ايامى الاخيرة ، عشان ماكنتش عاوزة اخر ذكرى ليا عندك و انا بشكلى ده ، رغم انى عارفة ان قلبك كان من نصيب غيرى ، لكن عمرى ما نسيت لما كنا صغيرين و كنت تقول لى .. عيونك صافية زى اللبن ، ماحبيتش تشوفنى بعد ما صفار المرض سكن فيهم ، يمكن صحيح ماسكنتش قلبك .. لكن كنت بلمح وجعك على وجعى يا ابن عمى و كل ماليا ، ماكنتش عاوزة ضعفى يسكن ذاكرتك .. عاوزاك تفتكر بس خليدة بنت عمك اللى كنتو بتلعبوا مع بعض و انتم صغيرين و كنت دايما تدافع عنها و تحميها من اى حد كان بيحاول يستقوى عليها .. يمكن امر فى ذكرياتك فى يوم من الايام 
و عاوزة ابشرك و اكون اول واحدة اقول لك مبروك  .. عمى وافق على جوازك من حبيبتك المصرية ، ايوة يارشيد زى ما بقول لك كده ، انا قعدت معاه النهاردة و اقنعته انه يسيبك تعوض و لو جزء من اللى فات ، و امنته انه ما يعملش حداد اكتر من تلت ايام و بعدها يسيبك تشوف حياتك زى ما انت عاوز و بالطريقة اللى تريحك و اللى تشوفها تناسبك
و اخيرا .. عاوزاك تسامحنى و تقبل اعتذارى انى ماقدرتش اكون لك بنت عم و اخت زى ما كنت عاوز ، زى ما بعتذر لنفسى انى ماقدرتش اكون لك الزوجة اللى كنت بتتمناها ، بس كمان هطلب منك طلب ، كل ماتفتكرنى او اجى على بالك .. ادعيلى
ادعى للبنت الصغيرة اللى كانت عيونها صافية زى اللبن .. و اللى كان اقصى طموحها ان اسمها يقترن باسمك و رغم كل الجروح الا انها حمدت ربنا انه حقق لها امنيتها دى.
                            خليدة
رشيد بعد ما قرى الجواب حس ان حزنه عليها زاد و اتفاجئ ان دموعه مغرقه وشه ، كان عارف انها بتحبه و كان متعاطف معاها عشان مرضها ، بس بعد كلامها اللى فى الجواب خلاه حس بالذنب من ناحيتها انه ماقدرش يبادلها و لو جزء بسيط ذمن مشاعرها دى ، و انه اتسبب لها فى حزن من نوع آخر
فضل على حاله ده لحد ما صلى الفجر ، و ماكانش قادر ينام و عمال يتقلب بارق 
شيراز فى الوقت ده زى ما تكون كانت حاسة بحزنه و وجعه فاتصلت بيه ، اول ما شاف اسمها على شاشة موبايله حس انه زى الغريق اللى ما صدق انه اتعلق بقشاية ، رد عليها بصوت غالبه الشجن و قال لها : شيراااااز .. جيتى فى وقتك
شيراز : عامل ايه
رشيد : تعباااااان ، و زعلاااان و موجووووووع ، موجوع اوى يا شيراز .. اوى
شيراز : ليه كل ده يا حبيبى
رشيد ابتسم بوجع على كلمة حبيبى اللى اول مرة يسمعها منها و اللى كان هيموت و يسمعها ، بس مش فى الظروف دى فقال لها : رغم انى كان نفسى ابقى شايف عينيكى و انتى بتقوليهالى لاول مرة ، و برغم رعشة قلبى لما سمعتها ، بس لسه موجووع
شيراز بقلق : طب قوللى مالك ، مش يمكن اقدر اخفف عنك الوجع ده و اشيله معاك
رشيد بتأثر لدرجة أن صوته اقترن برعشة اكنه بيعيط و هو بيتكلم : خليدة قبل ماتموت .. طلبت من والدى انه يوافق على جوازنا ، و وافق ، حتى و هى بتموت كانت بتفكر فيا و فى سعادتى ، سابتلى جواب تبشرنى بموافقة والدى و بتعتذر لى على الوقت اللى بعدنا عن بعض فيه بسببها
شيراز بتأثر : من وقت ماحكيت لى عنها .. حسيت هى اد ايه انسانة نبيلة
رشيد : كنت حزين على مرضها و بتمنى لها الراحة حتى لو بالموت ، بس مافكرتش لحظة انى هتوجع على موتها بالشكل ده ، حاسس ان حتة منى اندفنت معاها ، و حاسس بوجع انى ماقدرتش حتى انى اقوللها كلمة تريح قلبها حتى لو كانت بالكدب
شيراز حست بوجع على وجعه و غيرة من حزنه الشديد ده على خليدة ، و لقت نفسها بتسأله سؤال غبى .. مافكرتش لحظة واحدة قبل ما تسألهوله و لا عملت حساب رد فعله ، فقالت له : ياترى حزنك ده المفروض اننا نعتبره دليل على ان انت كمان كنت بتحبها و بتبادلها نفس المشاعر من غير ما تاخد بالك؟
رشيد اول ما سمع كلامها زى ما يكون حس بصدمة لدرجة انه قفل المكالمة مع شيراز من غير ما يحس و من غير مايرد عليها بولا كلمة
لكن فضل كلام شيراز يرن و يتردد فى ودنه بقوة بتكرار .. انت كمان كنت بتحبها و بتبادلها نفس المشاعر من غير ما تاخد بالك
رشيد قام من مكانه زى المغيب و اخد مفاتيحه و نزل ، ركب عربيته و مشى بيها من على غير هدى لحد ما لقى نفسه عند المقابر
بعد ما فضل واقف شوية ، كانت الشمس ابتدت تشرق و اشعتها تملا سما النهار ، نزل من العربية و اتقدم لحد ما وصل عند قبر خليدة
وقف قدام القبر .. قرالها الفاتحة ، و دعى لها كتير ، كل دعوة كانت تيجى على باله كان بيدعيهالها
لحد ما حس انه خلص كل الدعوات اللى يعرفها ، ففى الاخر فعد على الارض قدام المقبرة و قال : قريت جوابك ، و على اد ماحسيت فرحتك و انتى بتكتبيه ، على اد ماحسيت يوجعك ، من يوم ماعرفت بمرضك و انتى وجعك كان بيوجعنى ، بس موتك وجعنى اكتر ياخليدة ، من كام ساعة و انا بقرا جوابك كان نفسى ابص الاقيكى جنبى حتى لو برضة نايمة فى سريرك ، حتى لو فى اوضتك و قافلة عليكى و مانعة انى اشوفك ، بعد ما مشيتى بتمنى لو ترجعى ساعة واحدة بس .. اقدر اعوضك و لو بكلمة تطبطب على روحك ، طلبتى منى اسامحك ، و الحقيقة انا اللى طالب منك السماح ، رغم ان اوانه فات ، لكن انا مسامحك و بشهد ربى انك كنتى و نعم السند ليا طول السنين اللى فاتت .. ربنا يرحمك ويغفر لك و يلحقنى بيكى فى جناته
رشيد قرا الفاتحة من تانى ، و قام نفض هدومه و مشى
قعد قدام الدريكسيون على ما حس انه قدر يستعيد توازنه من تانى ، و رجع على البيت
و اول ما دخل .. لقى العيلة كلها متجمعة على الفطار ، و مامته اول ما شافته قامت بسرعة راحت ناحيته و هى بتقول بخضة : رشيد يا حبيبى .. انت كنت فين ، و مال هدومك متبهدلة كده ليه
رشيد باس راسها و قال لها : انا بخير يا ماما .. ماتقلقيش
مامته باصرار : طب ايه اللى بهدل هدومك بالشكل ده
رشيد : كنت عند خليدة
مامته ضمته و طبطبت على كتفه و قالت : ربنا يرحمها يا حبيبى ، فى الجنة ان شاء الله ، تعالى يا حبيبى كل لك لقمة معانا ، انت ما اكلتش من ساعة ماجيت من مصر
رشيد : اول ما اجوع هاكل يا ماما صدقينى ، هطلع بس اخد دش و اغير هدومى
شاكر قام من على الاكل و قال : تعالى معايا يا رشيد ، بدى اتكلم وياك كلمتين
رشيد راح ورا ابوه لحد ما دخلوا المكتب و ابوه قفل الباب وقعد و مدله ايده بشيك و قال له : خد ده
رشيد بص على اللى فى ايده لقاه شيك بمبلغ كبير جدا ، فقال : عشان ايه الفلوس دى
شاكر : المصنع اللى كنت ناوى تعمله هنا و تجيب صاحبك المصرى اللى مات عشان يديرهولك ، تقدر تعمله فى مصر
رشيد باستغراب : مش فاهم
شاكر : اسمع يا ابنى ، انا موافق على جوازك من المصرية اللى بتحبها ، و وقت ماتحب ، بس اكيد مش هنقدر نعلن الكلام ده دلوقتى عشان ذكرى خليدة
فانا عاوز دلوقتى يبقى فى ذريعة لوجودك فى مصر
و الذريعة دى هتبقى الشغل و المصنع اللى هنعمله هناك
رشيد بفضول : و بعدين
شاكر : و لا قبلين ، اتجوز و عيش حياتك ، و لما يبجى الاوان و تكون عدت فترة مناسبة على موت خليدة نبقى نعلن جوازك
رشيد مد ايده بالشيك من تانى لوالده و قال : بس الكلام ده ما يناسبنيش
شاكر : و ليه مايناسبكش
رشيد : لان اللى عاوز اتجوزها سبق و رفضتنى لما لقتنى هتجوزها بطولى من غيركم ، و مش شايف ان حصل اى تغيير يخليها تغير رايها
شاكر : ايوة بس حاليا مش هينفع ، مراة عمك و ولاد عمك لسه مجروحين عشان خليدة
رشيد : و انا
ساكر : انت ايه
رشيد : انا كمان لسه مجروح و موجوع ، اوعى تفكر انى مبسوط بموتها و اللا عادى بالنسبة لى ، بالعكس ، و ما اعتقدش ابدا ان انا كمان هفوق من اللى حصل بسرعة
شاكر : يعنى هتفضل هنا و اللا هترجع مصر
رشيد : هرجع مصر باذن الله ، لان امجد هناك محتاجنى و كمان فى اكتر من موضوع لسه متعلق هناك
شاكر : طب و فكرة المصنع اللى قلت لك عليها
رشيد : لو قدرت اقنع ارملة سالم الله يرحمه انها تدخلنى معاها شريك هكلمك تحوللى الفلوس اللى هحتاجها ، ما اقتنعتش .. يبقى سيب كل حاجة للظروف
شاكر : طب هتحجز انت الطيارة و اللا اخليهم يحجزولك
رشيد : لا متشغلش بالك ، انا هتصرف
لما رشيد قفل التليفون مع شيراز و هى بتكلمه و اخد مفاتيحه و نزل ، نسى ياخد معاه الموبايل بتاعه ، و اللى ابتدى يرن رنين متواصل من شيراز طبعا من غير اى رد
شيراز كانت حاسة انها هتتجنن ، و بقى سؤال واحد اللى عمال يلح عليها .. معقول بعد كل السنين دى و بعد كل اللى حصل ، و بعد ما رجعت من تانى سلمت قلبها و عقلها و رمت كل الظروف ورا صهرها ، يطلع رشيد بيحب خليدة ، فصلت تحاول تكلم رشيد من تانى لكن كل مرة التليفون كان بيفضل يرن لحد ما بيفصل و مافيش رد و بقى كل تفكيرها منصب انه فعلا اكتشف حبه لخليدة و مش قادر يواجهها و عشان كده ما بيردش
و لما لقت اعصابها اتشدت للدرجة دى ، قررت تنزل تعمل قهوة و تشربها يمكن الصداع اللى اكتسح راسها ده يخف شوية ، فعملت القهوة بنفسها لان الوقت كان لسه بدرى اوى و الشغالات لسه ماوصلوش ، و اخدت قهوتها و خرجت وقعدت تشربها فى الجنينة
شمس كانت صحيت و راحت ناحية شباكها تفتح الستارة ، فلمحت شيراز قاعدة فى الجنينة و هى عمالة تهز رجلها بعصبية ، ففهمت ان فى حاجة حصلت ، فغيرت هدومها و نزلت لها بسرعة ، و خرجت قعدت جنبها و قالت بترقب : صباح الخير .. مالك
شيراز : صباح الخير يا حبيبتى ، مافيش حاجة .. ماتشغليش بالك
شمس باصرار : مالك يا شيراز .. ايه اللى حصل اتكلمى على طول
شيراز حكت لها على اللى حصل بقلة حيلة ، فشمس قالت لها باستغراب : ليه يا شيراز
شيراز : هو ايه اللى ليه
شمس : ليه تسالى سؤال زى كده .. هتستفيدى ايه مهما كانت اجابته
شيراز بدموع و حيرة : كان بيحبها يا شمس .. كان بيحبها مش كده
شمس : و افرضى .. خليدة خلاص ماتت ، مابقيتش موجودة ، ليه توجعى روحك و توجعيه بسبب حاجة لا هتقدم و لا هتأخر 
شيراز : كان لازم اعرف
شمس: ربنا سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم  ..
(يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) صدق الله العظيم
لو انتى عرفتى دلوقتى ان اجابة سؤالك ده انه فعلا حبها .. تبقى استفدتى ايه غير وجع قلبك و مرارة ايامك ، و لو اجابة سؤالك ده انه لا ماحسش بيها و لا حبها .. هتستفيدى ايه برضة .. ولا حاجة
الحقيقة الاكيدة اللى كلنا عارفينها من زمان ان رشيد بيحبك
شيراز و دموعها مالية عيونها : و لو طلع انه كان بيحبها يبقى مابيحبنيش يا شمس ، هيبقى حبه ليا اللى بيحكى عنه طول السنين دى مش اكتر من وهم
شمس : خلينا نفترض ان رشيد فعلا حب خليدة ، طب ماهو ممكن يكون بيحبكم انتم الاتنين
لسه شيراز هتعارضها ، لقتها كملت كلامها و قالت لها : طالما صدقنا ان سالم حبنى و حب نهى ، يبقى اكيد ماكانش و لا هيكون الحالة الوحيدة اللى موجودة ، بس سالم فهم من الاول و اتصرف على الاساس ده ، لكن حب رشيد ليكى كان عاميه عن حبه لخليدة ، يعنى حبك فى قلبه كان اقوى لدرجة انه ما انتبهش من حبه التانى .. ده لو افترضنا انه فعلا كان بيحبها
شيراز: طب ليه قفل المكالمة و مش راضى يرد عليا من ساعتها
شمس : الله اعلم ، سيبيه شوية و حاولى تكلميه تانى
و فضلت شيراز تحاول تكلمه و برضة ما فيش فايدة لدرجة انها مبقتش عارفة هى كلمته كام مرة
رشيد ساب شاكر و طلع اوضته ، و يادوب بيقفل الباب سمع جرس تليفونه و اللى اكتشف انه سابه على السرير و ما كانش واخده معاه ، قرب من التليفون و بص عليه لقى امجد اللى بيكلمه ، فرد و قال : ايوة يا امجد
امجد : ازيك يا رشيد .. عامل ايه دلوقتى
رشيد بتنهيدة : الحمدلله .. ايه اللى فى ايدى اعمله
امجد : ادعيلها يارشيد ، و ما تنساش انها ارتاحت
رشيد بأسى : هو ده عزائى الوحيد
امجد : مطول عندك و اللا ايه النظام
رشيد : لا ان شاء الله هبقى عندكم على بعد بكرة بالكتير ، طمننى انتو ايه الاخبار عندكم
امجد بامتعاض : زيدان خطف نورا
رشيد بخضة : ايه .. ازاى الكلام ده
امجد حكى له على كل اللى حصل ، فرشيد قال : معنى كده ان الكلام ده حصل و انا لسه عندكم
امجد : ايوة
رشيد بعتاب : و ليه ماقلتليش
امجد : كنت هتعمل ايه يعنى ، ماكنتش هتسافر مثلا
رشيد سكت شوية و بعدين قال : طب ماقدرتوش توصلوا لمكانها او تعرفوا اى حاجة
امجد : لسه للاسف ، بس وجيه مش ساكت
رشيد : و عنايات هانم و نهى عاملين ايه
امجد : هيعملوا ايه .. الله يكون فى عونهم
رشيد بانتباه : انا كنت طلبت من وجيه يحط حراسة على الفيلا عند شيراز ، ماتعرفش عمل ايه
امجد : ماتقلقش .. البوليس اصلا من امبارح عامل حراسة علينا كلنا
رشيد : ربنا يستر و انا لولا الظروف كنت جيتلكم حالا
امجد : انا عارف ، بس ان شاء الله كله يبقى تمام
رشيد قفل مع امجد و بيبص على التليفون لقى ٥٦ ميسد كول ، و لما فتحهم لقاهم كلهم من شيراز ، و افتكر ان المكالمة لما قطعت ماكلمهاش تانى ، فقرر انه يكلمها
كانت شيراز بتحاول تشغل تفكيرها باى حاجة بعيد عن رشيد ، فقررت تروح تشوف الشغل ماشى ازاى فى واحد من الاوتيلات بتوعها ، و اثناء ما كانت فى الطريق سمعت تليفونها و عرفت انه رشيد فردت بلهفة و قالت : رشيد .. انت فين ، و مابتردش على تليفونك ليه
رشيد باعتذار : انا اسف ، بس نزلت و ما اخدتش بالى ان التليفون مش معايا
شيراز بفضول : نزلت امتى .. لما كنا بنتكلم
رشيد : ايوة
شيراز : روحت فين ، ده الوقت عندكم كان لسه بدرى اوى
رشيد : روحت لخليدة
شيراز فرملت العربية بسرعة لدرجة ان فى عربية كانت هتخبطها من ورا بس اللى سايقها لحق نفسه بسرعة ، و عدى من جنبها و هو بيلعنها و بيلعن سواقة الستات عموما 🤣
رشيد : ايه صوت الدوشة و الفرامل دى ، انتى فين
شيراز اتجاهلت سؤاله و دورت العربية من تانى و حاولت تسيطر على اعصابها و قالت له و الغيرة بتاكل فيها : طب يا رشيد ، انا بس كنت حابة اتطمن عليك ، و هقفل معاك عشان سايقة
رشيد بحدة : سايقة و رايحة فين ، هو انا مش منبه عليكى انكم تاخدوا بالكم من نفسكم ، و كمان كلمتينى و ماقلتيليش على موضوع نورا ، و بعد ده كله  كمان خارجة رايحة فين و لوحدك
شيراز و لا كان فى دماغها اى حاجة من كل ده غير انها حست بغيرة تانى من خليدة فقالت له بعند : نبقى نتكلم بعدين يا رشيد ، و راحت قافلة الخط ، و فورا عملت تليفونها وضع الطيران  و كملت طريقها على الاوتيل و هى مقررة انها تشغل وقتها باى طريقة
عند هيا .. كانت صحيت من النوم ، و نورا كمان كانت ابتدت تتقلب فى السرير بارق لانها ماعرفتش تنام اصلا كويس ، فبقت نعسانة لكن برضة مش قادرة تنام ، و لما لقت هيا قامت من السرير و راحت الحمام ، اتعدلت هى كمان و لمحت سلمى نايمة على الكنبة و رايحة فى النوم
قامت من السرير و راحت ناحية البلكونة ، فتحت الستارة بالراحة و دخلت البلكونة و شافت المنظر من فوق ، و لقت ان الشجر اللى جوة القصر ضخم جدا لدرجة انه حاجب تماما اى حاجة ممكن تشوفها برة
و لما بصت على الجنينة من تحت ، لمحت كذا واحد رايحين و جايين على البوابة ، و شوية و لمحت باب صغير فى قلب البوابة بيتفتح و بتدخل منه واحدة اول ما عدت من البوابة بصت على طول على البلكونة اللى نورا واقفة فيها ، و اول ما شافت نورا وقفت مرة واحدة باستغراب ، لحد ما سمعت حد من بتوع البوابة بيقول لها ماتقفش كده ، فكملت طريقها على جوة
نورا فضلت تتفرج شوية لحد ماسمعت صوت هيا و هى بتقول لها : صباح الخير .. ماعرفتيش تنامى كويس .. مش كده
نورا التفتت لها و قالت : صباح الخير ، فعلا
هيا : اكيد من تغيير المكان ، بس ماتقلقيش بكرة تتعودى
نورا بخضة : اتعود ده ايه ، لا هو انا هفضل هنا على طول و اللا ايه
هيا : الله اعلم هو ناويلك على ايه ، ربنا يستر
نورا بزعل : يارب
هيا بشرود : ربنا معانا ان شاء الله.. ماتقلقيش
و فجأة سمعوا صوت سلمى اللى كانت بتقول و هى بتتاوب : قالوا لى ان زينب وصلت ، اخليها تجيب الفطار معاها
هيا بفرحة حاولت تخبيها : ااه يا سلمى ، و عرفيها ان عندنا ضيفة عشان تعمل حسابها

سلمى سابتهم و رجعت على الاوضة عشان تبلغ زينب باللى هيا قالته ، وبعد حوالى نص ساعة باب الاوضة خبط و دخلت زينب و معاها بنت تانية كانت شايلة معاها الفطار ، و بعد ما حطوه على ترابيزة البلكونة ، خرجت  البنت اللى كانت مع زينب و سلمى حصلتها بعد ما بلغت زينب بكل تعليمات زيدان
و اول ما سلمى خرجت و قفلت الباب وراها ، زينب بصت لهيا بحيرة و بعدين قالت لها و هى بتبص بجنب عينها على نورا بتوجس : مش هتعرفينى على ضيفتك يا ست هيا
هيا : ماتقلقيش يا زينب ، نورا مش اكتر من رهينة جديدة عند زيدان
زينب : مش فاهمة
هيا و هى بتبص لنورا بتعاطف : زيدان خط/ف نورا امبارح ، و بدعى ربنا انه يخيب ظنى
نورا بقلق : و ايه بقى ظنك ده
هيا : اعتقد ان زيدان ناوى يحتفظ بيكى و مش هيرجعك لاهلك تانى حتى لو نفذوا له كل طلباته
نورا بهلع : يعنى ايه الكلام ده ، هفضل طول عمرى محبوسة معاكى هنا فى الاوضة دى
هيا : لا .. هو ممكن ينقلك اوضة تانية بصفة تانية
نورا : مش فاهمة
هيا : اعتقد ان زيدان ناوى يتجوزك 🙄
…………….
هيا كانت بتتكلم مع نورا بتعاطف بعد ما عرفتها على زينب و قالت لها : اعتقد ان زيدان ناوى يحتفظ بيكى و مش هيرجعك لاهلك تانى حتى لو نفذوا له كل طلباته
نورا بهلع : يعنى ايه الكلام ده ، هفضل طول عمرى محبوسة معاكى هنا فى الاوضة دى
هيا : لا .. هو ممكن ينقلك اوضة تانية بصفة تانية
نورا : مش فاهمة
هيا : اعتقد ان زيدان ناوى يتجوزك 🙄
نورا بعدم فهم : ممكن يتجوز مين ، انتى تقصدى مين
هيا : انتى و زيدان
نورا برفض و عيونها اتملوا بالدموع : ده لا يمكن يحصل ابدا ، نجوم السما اقرب له من انه يلمس شعرة واحدة منى ، و بعدين ماما زمانها قالبة الدنيا عليا دلوقتى و اكيد هتوصللى ، و حتى لو ماوصلتليش ، ده انا ممكن اق/تله و لا انه يعمل فيا كده
هيا ابتدت تفطر ، فقالت بهدوء : لأ .. خلى عنك انتى ، و ماتشغليش بالك ابدا بالحكاية دى ، زيدان لو ربنا اراد له ان عمره ينتهى على ايد حد ، فالحد ده هيبقى انا ، مش اى حد غيرى
نورا باستغراب : انتى ازاى بتتكلمى بالهدوء ده
هيا بابتسامة سخرية و هى بتعمل سندوتش و بتاكله ببطء شديد : لو شفتى جسمى من تحت الهدوم .. هتلاقيه بقى زى الخريطة و مشوه من كتر اللى زيدان عمله فيا ، من كتر ما ضر/بنى بالاقلام على وشى .. عمللى مشكلة فى حركة الفك عندى ، و اقصى حاجة كان بيعملها انه كان بيأمر زينب انها تعالجنى بطريقتها ، و زينب لا حول لها و لا قوة ، كبيرها تقعدنى فى شوية ماية سخنة و تحطلى مطهر على الجروح اللى عملهالى ، كل ده طبعا غير ابنى اللى مات على ايده ، و حرمنى طول عمرى انى ابقى ام بسببه
هيا بصت لنورا و قالت لها : تفتكرى بعد ده كله بقى فى حد فى الدنيا دى له تا/ر عنده ادى
نورا بتعاطف : يمكن مش بالظبط ، بس اكيد فى غيرك برضة اتأذى منه
هيا و هى بتكمل اكلها و عينها على بوابة القصر : ماهو انا بقى ناوية اخلص الكل من شره
نورا باستغراب : طب و انتى هتقدرى تعملى ايه بس لوحدك
هيا بثقة : بس انا مش لوحدى .. انا معايا ربنا ، حتة ان الفرصة لسه ماجاتليش انى اعمل اللى عاوزاه ، فده اكيد لحكمة يعلمها ربنا ، بس ان شاء الله هانت .. هانت اوى
مرة واحدة هيا قامت وقفت و هى باصة لبرا و عينها كانت على عربية زيدان و هى خارجة من القصر و وراه عربية الحرس ، و اول ما البوابة قفلت بصت لزينب و قالت لها بلهفة : طمنينى .. عملتى ايه
زينب بقت تبص لها و تبص لنورا بقلق ، فهيا قالت لزينب : اتكلمى يا زينب ماتقلقيش
زينب جريت على باب الاوضة قفلته بالترباس بشويش ، و رجعت وقفت قدام هيا ، و مدت ايدها
تحت حجابها قلعت الحلق بتاع هيا من ودانها و مدت ايدها اديتهولها و قالت : خدى الاول البسى الحلق بتاعك ، اصلى فكرت امبارح بعد ما روحت ، انهم اكيد هيلاقوا معايا التليفون ، اصلك ماتعرفيش بيفتشونا ازاى ، بس قلت ان احسن حاجه انى اديكى ده ، و مدت ايدها فى جيبها طلعت تليفون و قالت : ده تليفونى
هيا بامتعاض : و انا هعمل ايه بس بتليفونك يا زينب ، ماهو كده هيعرفوا انى اتكلمت من عندك
زينب مدت ايدها فى شعرها من تحت حجابها و طلعت منها شريحة موبايل و قالت : مانا عشان كده قلت اجيبلك شريحة جديدة تقدرى تتكلمى منها
هيا بتفكير : طب و انتى كده هتقفلى تليفونك ، افرضى زيدان كلمك و لقى تليفونك مقفول
زينب : مانتى ماتطوليش ، فكرى الاول هتكلمى مين و بعد كده نبقى نحط الشريحة فى التليفون و تعملى المكالمة و نرجع نشيلها و نرجع الشريحة بتاعتى على طول ، و لو صادفت انه كلمنى فى الدقيقتين دول ، هقول له ممكن الشبكة ، فكرى بس الاول هتكلمى مين
نورا : و هى دى محتاجة تفكير ، انتى تكلمى البوليس على طول
هيا : يوم ما اكلم البوليس .. هقوللهم ايه ، جوزى حابسنى فى البيت ، هيقول لهم مراتى و انا حر فيها
نورا : طب هتكلمى مين ، و هتخلينى اكلم ماما اطمنها عليا و اللا لا
هيا : سامحينى يا نورا ، لو كلمتى مامتك .. ممكن تتصرف اى تصرف يهد كل اللى عاوزة اعمله ، بس خلينى الاول احاول الحق الارواح اللى ناوى يأذيها
زينب : بسرعة بس يا ست هيا ، قبل ما حد فيهم ييجى ، زمانهم جايين ياخدوا الحاجة
هيا فتحت تليفون زينب و حطت فيه الشريحة و قالت لزينب : حطيتى في الشريحة رصيد كويس
زينب : ايوة ماتقلقيش
هيا اتصلت على الدليل و طلبت منهم ارقام مصنع الشمس للاستيل وسط استغراب نورا اللى فضلت ساكتة و ماعلقتش على اى حاجة
هيا اول ما الدليل ادالها نمر المصنع  كتبتهم بسرعة و قفلت و اتصلت على رقم منهم و هى بتقول : اعتقد هو ده الرقم بتاع ليلى ،  و فضلت مستنية شوية لحد ما  الرقم رد و اول ما الخط فتح هيا قالت بلهفة و هى موطية صوتها : ازيك يا ليلى .. انا هيا فاكرانى
ليلى : ازيك يا هيا فينك
هيا بسرعة : اسمعينى يا ليلى ارجوكى .. انا عاوزاكى فى مسألة حياة او موت
ليلى : خير يا هيا
هيا : انا عاوزاكى تجيبيلى نمرة اى حد من عيلة سالم الله يرحمه .. مراته الاولانية او التانية مش مشكلة
ليلى : سهلة اوى بس ليه
هيا : بعدين يا ليلى ، بس اوعى اى حد يعرف انى كلمتك حتى بابا .. انا بكلمك و انا حاطة كفنى على ايدى .. فاهمانى با ليلى
ليلى : فاهماكى .. طب تمام .. ادينى رقمك اكلمك اول ما اجيبه
هيا : لا .. مش هينفع .. انا هكلمك تانى بعد نص ساعة اخده منك
هيا قفلت بسرعة و شالت الشريحة و رجعت الشريحة بتاعة زينب و اديتلها التليفون و هى بتقول : هاخده منك تانى بعد نص ساعة
زينب بقلق : ليه قلتلها على اسمك ، مش خايفة لا تبلغ ابوكى و لا حد من طرف زيدان
هيا : ماتقلقيش يا زينب ، ليلى من زمان مابتحبش بابا ، حتى كانت بتقولهالى فى وشى
زينب : ربنا يستر
هيا قربت من زينب و حضنتها و قالت : عمرى ما هنسى جميلك ده ابدا
زينب طبطبت علبها و راحت بسرعة فتحت ترباس الباب و قالت : انا هكلمهم ييجوا ياخدوا الحاجة
و نورا كانت باصة لهيا من غير كلام لحد ما لقت هيا بتقول لها : ماتقلقيش ، ان شاء الله الناس اللى هكلمهم دول هيقدروا يقلبوا الدنيا على زيدان و اكيد لما ده يحصل هيقدروا ينقذوكى
نورا : انتى تعرفى سالم الله يرحمه منين ، و ايه علاقتك بالمصنع بتاعه
هيا : و هو انتى تعرفى الناس دى
نورا : مراة سالم التانية تبقى اختى الكبيرة
هيا بصدمة : انتى تبقى اخت نهى
نورا : ايوة
هيا بانزعاج : يا دى المصيبة .. يعنى برضة قدر انه يوصل لكم ، و بعدين بصت لنورا بتمعن و قالت : بس هو قال لى انه هيخ/طف الولد الصغير ، ايه اللى خلاه غير رأيه و خط/فك انتى
نورا : طب انتى كنتى عاوزة رقم اختى او شمس ليه
هيا : كنت عاوزة اعرفهم اللى هو ناوى عليه عشان يقدروا يتصرفوا و يحموا الولد الصغير ، و كنت هقول لهم بالمرة انه خاطف واحدة تانية عندى عشان  يتصرفوا و ينقذوكى
نورا : طب انا عندى اللى نقدر نكلمه و نقول له على كل ده و هو يتصرف
هيا بفضول : مين
نورا : امجد او وجيه
شيراز كانت راحت اوتيل من بتوعها و ابتدت تشرف على النظام و الشغل و هى لاغية تماما اى تفكير ممكن يخلى دماغها تروح لرشيد و خليدة ، لكن فى وسط مرورها على الاوتيل لقت حد من الريسبشن بيبلغها ان فى مكالمة عشانها ، راحت على مكتبها تستقبل المكالمة و اول ما حطت السماعة على ودنها و قالت الو .. سمعت صوت رشيد بيصرخ بغضب و بيقول : ممكن تفهمينى قافلة تليفونك ليه ، من امتى و انتى مستهترة كده يا شيراز
شيراز بذهول : انا مستهترة يا رشيد
رشيد : ايوة مستهترة ، لما تبقى عارفة ان حياتكم كلكم فى خطر ، و انا منبه عليكى قبل ما اسافر انك ما تخرجيش و قايل لك انى موصى وجيه يحط عليكم حراسة ، و اخت نهى تتخطف امبارح فى عز النهار ، تقومى تنزلى تروحى الاوتيل و كمان تقفلى تليفونك و تخلى اعصابى تتحرق اكتر ماهى محروقة  ، تبقى مستهترة و ستين مستهترة كمان
شيراز حست من نبرة رشيد انه فعلا قلقان عليها ، فسابته يخرج كل شحنة الغضب اللى جواه من غير ما ترد عليه ، و لما رشيد لقاها مابتردش قال لها بترصد : انتى مابترديش عليا ليه مش عاجبك كلامى
شيراز بتنهيدة : اسلوبك اللى مش عاجبنى يا رشيد ، مش كلامك
رشيد بحدة : انتى عارفة انتى عملتى فيا ايه طول الساعتين اللى فاتوا ، عارفة سالت عليكى فى كام مكان من وقتها ، عارفة انتى لو كنتى قدامى دلوقتى كنت عملت فيكى ايه
شيراز بتحدى : و لا كنت تقدر تعمل حاجة
رشيد : لا كنت اقدر يا شيراز .. كنت اقدر اوى كمان
شيراز بسخرية : و كنت هتعمل ايه بقى ان شاء الله
رشيد بحدة : كنت هاخدك و اطلع بيكى على اول مأذون و اكتب عليكى ، و بعدها كنت هعرفك بطريقتى ازاى ماتسمعيش كلامى
شيراز برقت عينها بصدمة من كلامه و سالت السماعة من على ودنها و راحت قافلة الخط بغيظ ، و بعدها ابتسمت و قعدت تضحك و هى بتقول : طب ابقى ورينى هتاخدنى عند المأذون ازاى يا سى رشيد
و اخدت شنطتها و خرجت تجرى على البيت
عند عنايات كانت صممت ترجع البيت و معاها نهى ، و وجيه كان معاهم لما جت مكالمة لعنايات من رقم مجهول ، و لما ردت ماسمعتش غير جملة واحدة : بنتك بخير لو سمعتى الكلام ، و حذارى تبلغى البوليس
عنايات بلهفة : عاوزة بنتى .. عاوزة اسمع صوتها
الشخص اللى بيكلمها : لو سمعتى الكلام و رديتى الدين لاصحابه
عنايات : قولى عاوزين ايه و انا اعمله
الشخص اللى بيكلمها : تمضى عقود بيع المصنع
عنايات : ابيعه لمين
الشخص اللى بيكلمها : للى حياة بنتك فى ايده
و الخط اتقفل بعدها ، فعنايات بصت لوجيه و قالت : بعد كل اللى عملناه ده و برضة هياخد المصنع
وجيه : مافيش اهم دلوقتى من سلامة نورا
عنايات بقلة حيلة : و هو المصنع كان ملكى عشان اتصرف فيه بمزاجى بالشكل ده
نهى : و احنا نضمن منين اصلا اننا لو اديناله المصنع انه يرجع لنا نورا بعد ما كشف نفسه
وجيه لسه هيرد لقى تليفونه رن برقم غريب ، فرد بتوجس و قال : الو
هيا : استاذ وجيه
وجيه : ايوة انا .. مين معايا
هيا : انا عندى ليك معلومات مهمة عن مكان نورا
وجيه وقف و قال باهتمام : هى فين
هيا : فى قصر العرابى فى المريوطية
وجيه : طب و انا ايه اللى يضمنلى صدق كلامك ،  انتى مين و مصلحتك ايه فى انك تقوليلى معلومة زى دى
فى الوقت ده نورا اخدت التليفون من هيا و قالت : انا نورا يا استاذ وجيه
وجيه بلهفة : نورا .. انتى بتكلمينى منين
عنايات و نهى قاموا وقفوا و عملوا دوشة و عاوزين ياخدوا منه التليفون ، و فعلا عنايات قدرت تاخد منه التليفون و قالت بلهفة : نورا يا حبيبتى انتى فين
نورا بسرعة : ماتقلقيش عليا يا ماما انا كويسة ، بس ادينى استاذ وجيه بسرعة قبل ما حد يطب علينا
عنايات رجعت التليفون لوجية اللى مسكه و قال : نورا فهمينى ايه اللى بيحصل
نورا حكت اللى بيحصل باختصار شديد جدا ، و قالت له : هيا عندها خطة و عاوزاك تساعدها فيها
وجيه بانتباه : تمام .. انا معاكم
شيراز كانت لسه فى مكتبها بعد ما خدت شنطتها و رايحة ناحية الباب عشان تمشى ، و كانت لسه بتضحك على كلام رشيد ، وفجأة اتخضت من صوت التليفون اللى رن تانى و لما رفعت السماعة بلغوها ان فى مكالمة تانية ، فقالت لهم يحولوها ، و اتكلمت بعد كده بشبه دلع و هى عارفة ان رشيد هو اللى بيكلمها فقالت : الو
لكن سمعت المرة دى صوت شمس و هى بتقول بلهفة : انتى فين يا شيراز
شيراز بقلق : مانا قلتلك انى نازلة الاوتيل .. مالك فيكى ايه
شمس : تليفونك مقفول من بدرى و الدنيا مقلوبة و مش لاقياكى
شيراز : ايه اللى حصل فى ايه
شمس : زيدان كلم مامة نهى و ساومها على المصنع مقابل انه يرجع لها نورا
شيراز : اقفلى انا جاية لك حالا
و خرجت تجرى من تانى و فتحت تليفونها و طارت على البيت
شمس فى البيت كانت هتتجنن من كل اللى بيحصل ، فبعد ما قفلت مع شيراز ، كلمت امجد اللى كانت طلبت منه يروح مدرسة الولاد و يجيبهم معاه بعد ما يفهمهم فى المدرسة ان فى ظروف هتجبر الولاد انهم يتغيبوا فترة مايعرفوش هتبقى اد ايه
و اول ما سمعت جرس الباب ، جريت تفتح بنفسها و اول ما شافت ولادها خدتهم فى حضنها برعب اتنقل للولاد اللى بصوا لبعض باستغراب و يوسف اتكلم و قال : ايه اللى حصل يا ماما
سمس و هى لسه واخداهم فى حضنها : فيه انى غلطت لما نزلتكم المدرسة النهاردة
يوسف باعتراض : يعنى واحد مجرم زى ده يحدد اقامتنا و يمنعنا اننا نمارس حياتنا زى ما احنا عاوزين
امجد : ادخلوا بس يا يوسف و اقعدوا و بعدين نتكلم بهدوء
يوسف دخل و قعد جنب شمس اللى لسه واخدة لولى فى حضنها و قال : انا عاوز افهم ايه لزمة اللى عملتوه فى المدرسة النهاردة ده ، احنا مافاتناش شوية من ساعة ما سافرنا مطروح لحد النهاردة ، و كل ما نقول هنلم اللى فاتنا نلاقى اللى بيضيع مننا بقى اكتر و اكتر ، و بالشكل ده السنة كلها ممكن تضيع علينا
شمس : حتى لو ضاعت .. مش مهم .. سلامتك انت و اخواتك اهم عندى من الدنيا و اللى فيها
امجد ابتسم لها بحب لما لقاها جمعت سالم الصغير مع ولادها فى الكلام ، فقال ليوسف : معلش يا يوسف ، مافيهاش حاجة لما نقعد يومين تلاتة كمان بالكتير عشان على الاقل نبقى متطمنين عليكم ، و ياسيدى كل المدرسين بتوعكم هيبقوا معاكم على التليفون و هنا و اون لاين كمان وقت ماتحبوا ، انا اتفقت معاهم على كده
لولى خرجت من حضن شمس و قالت : مامى .. هو ايه اللى حصل تانى لكل ده
يوسف : ايوة بقى .. ايه اللى جد
شمس : اللى جد ان اللعب ابتدى يبقى على المكشوف ، و زيدان شال برقع الحيا
يوسف : ايوة يعنى عمل ايه و ايه اللى حصل تانى
شمس بحزن : كلموا مامة نهى و ساوموها على نورا ، رجوع نورا قصاد المصنع
يوسف : و هتعملوا ايه
شمس : انا ما اقدرش ابدا اتحمل ذنب نورا و لا اشيله فى رقبتى ، لو رسيت انه ياخده و يسيبها .. ياخده
امجد : اومال فين شيراز هانم
شمس : جاية فى السكة .. انا كلمتها و قالتلى انها جاية على طول
امجد وقف و قال : طب انا مضطر امشى عشان عندى معاد مع وجيه ، ياريت لما شيراز هانم ترجع تنبهى عليها هى كمان انها تحاول ماتخرجش برصة اليومين دول
يوسف باعتراض : بس انا كنت عاوز اروح لطنط نهى
امجد : للاسف يا يوسف مش هينفع ، اكيد زيدان مراقب البيت عندها ، و اديك شايف اما كانت فى المستشفى عملنا ايه عشان ندخلك ليهم و نخرجك من عندهم من غير ماحد يحس بيك ، لكن فى البيت مش هينفع
يوسف : بس ماينفعش نسيبها لوحدها بالشكل ده
امجد : هى مش لوحدها ، انا و عمو وجيه و البوليس كمان معاها ، و بعدين انتو تقدروا تكلموها فى التليفون فى اى وقت ، و هى عارفة الكلام ده كويس ، ثم دلوقتى بالذات انت مكانك هنا مع مامتك ، و وسط اخواتك ، انت راجلهم دلوقتى و لازم تاخد بالك منهم و تحميهم .. و اللا ايه
يوسف بتسليم : حاضر
رشيد لما شيراز قفلت السكة فى وشه بقى هيتجنن و مش فاهم ايه اللى حصل لها و خلاها بتتعامل معاه بالشكل ده
اتصل بيها تانى قالوا له ان معاها مكالمة ، قفل و كلمها تانى بعد شوية قالوا له انها مشيت ، جرب موبايلها تانى لقاها فتحته و اداله جرس ، بس مارديتش عليه 🥴
بقى حاسس ان برج من عقله هيطير ، بس فى الاخر اتصل بامجد اللى كان خلاص هيسيب شمس و يمشى ، بس وقف و رد عليه فرشيد قال له : امجد انت فين
امجد : عند شمس هانم و ماشى حالا اهو
رشيد بلهفة : طب من فضلك ادينى شمس بسرعة .. عاوز اكلمها
امجد باستغراب : فى حاجة و اللا ايه
رشيد : هسالها بس على حاجة بسرعة كده
امجد رجع خطوتين و مد ايده بالموبايل لشمس و قال : رشيد عاوز يكلمك
شمس باستغراب و تحت مراقبة امجد اخدت الموبايل و قالت : الو .. ازيك يا استاذ رشيد .. البقاء لله
رشيد : متشكر يا شمس هانم ، معلش كنت عاوز اسالك على حاجة
شمس : خير
رشيد : شيراز
شمس : مالها شيراز
رشيد : انا اللى عاوز اعرف .. هى مالها .. ايه اللى حصل ، فى حاجة حصلت؟
شمس بتردد : مش عارفة ، بس انت ليه بتقول كده
رشيد بغضب : انا مش فاهم حاجة ، حاسس انها بتعاندنى و مش عاوزة تتكلم معايا ، و انا مافيش فى ايدى حاجة و احنا بيننا بلاد و سفر ، هى ليه مش عاوزة تقدر الوضع اللى انا فيه و تريحنى و تسمع الكلام
شمس : طب ماتفهمنى ايه بس اللى حصل
رشيد : ياريت تقوليلها ماتتحركش من البيت لحد ما ارجع من السفر ، انا جاى بعد بكرة الصبح ان شاء الله ، قوليلها تسمع الكلام و بلاش تعاندنى احسن لها و للكل
شمس : هبلغها حاضر
رشيد : انا متشكر اوى .. معلش قلقتك ، و بعد اذنك اكلم امجد
شمس رجعت الموبايل لامجد اللى اخده و خرج بعد ما شاور لهم بايده انه ماشى و بعد ما خرج قال و هو بيركب عربيته : افهم بقى .. ايه الحكاية
فرشيد حكى له اللى حصل من شيراز ، فامجد قال له : هى دى كانت اول مرة تتكلموا من ساعة ما سافرت
رشيد بتذكر : لا .. كانت مكلمانى الصبح بدرى و حصل ………
و بعد ما رشيد حكى له على مكالمته مع سيراز الصبح ابتسم بتهكم و قال : يا اخى مش عارف لازمته ايه التعليم اللى اتعلمته
رشيد : مش ناقصاك يا سى زفت انت كمان ، عندك حاجة بجد قولها ماعندكش نقطنى بسكاتك ، عشان انا الصداع هيفرتك دماغى من قلة النوم
امجد : ماهو يا اذكى اخواتك انت بعمايلك دى اكدتلها بكل بساطة انك كنت بتحب خليدة الله يرحمها
رشيد : يعنى
امجد بضحك : يعنى ممكن تكون غارت ، او يمكن بتعيد تفكيرها فى الحكاية كلها من تانى
رشيد بعدم اقتناع : مش شيراز اللى تفكيرها يبقى كده ، لا يمكن تغير من واحدة ماتت ، و كمان بعد كل اللى عملته عشانى و عشانها
امجد بسخرية : الانثى يا عزيزى .. الانثى ، و انا شايف انك تروح تنام عشان تقدر تصفى دماغك و تقدر تستمر ، و ماتتأخرش يا رشيد .. احنا فعلا محتاجينك معانا
عند شوقى كان قاعد فى مكتبه و معاه زيدان و واحد كمان ، و زيدان كان بيقول : و الخطوة الجاية هتبقى ايه
شوقى و هو بيبص للشخص اللى معاهم و قال : الخطوة الجاية على شيكو
شيكو بابتسامة : اوامركم يا بوص ، انا فى الخدمة
شوقى : المفروض ان انت اللى هتروح تقابل عنايات هانم و تخليها تمضى على الورق بتاع البيع
شيكو ببهجة : اوى اوى ، انا دايما احب لحظة التوقيعات دى .. بس قولوا لى امتى
زيدان : خلوها بكرة
شوقى: طب ماخير البر عاجله ، ليه مايبقاش النهاردة و نطرق على الحديد و هو سخن
زيدان : مافرقتش يا شوقى النهاردة من بكرة ، و بعدين بكرة هتبقى اتوجعت بزيادة على بعاد بنتها و التعامل معاها هيبقى اسهل ، المهم العقود تتمضى فى الاخر زى ما احنا عاوزين و خلاص
شيكو و هو بيفرك صوابعه ببعض : و عمولتى يا باشا
شوقى : عمولتك عندى يا شيكو
شيكو باعتراض : يوم الكبارية قولت كده ، و برضة يوم الحادثة قلت نفس الكلام ولحد دلوقتى ما اتحاسبناش
زيدان بص لشوقى و قال : مش هتبطل رمرمة ابدا ، انا مش سايبلك حسابه بالكامل فى العمليتين
شوقى بلجلجة : ايوة حصل ، بس يعنى
شيكو بترصد : بس ايه يا متر ، انت عارف انى مابحبش حقى يبات برة ، بس اللى سكتنى طول الوقت ده انى عارف ان زيدان باشا مش هينسانى ، عمره مابينسى رجالته ، و كمان عشان انا كنت مسافر
شوقى : انا بس خفت اسيب معاه مبلغ كبير لا يكون حد شافه يوم الحادثة و لما يلاقوا معاه الفلوس تبقى لابساه
شيكو بسخرية : طول عمرى بقول ان قلبك حنين ، ابجنى انت بس و ماتحملش هم ، انا فلوسى مابتباتش فى البلد اصلا
شوقى و هو بيطلع ظرف كبير مليان فلوس من الخزنة : اومال بتبيتهم فين يا فالح
شيكو بضحك : بيباتوا فى سويسرا يا باشا
كلهم ضحكوا و بعدين زيدان قام و قال لشوقى : انا ماشى ، جهز العقود و زى ما اتفقنا ، شيكو يروحلهم بكرة
…………….
شيكو بسخرية و هو بيكلم شوقى : طول عمرى بقول ان قلبك حنين ، ابجنى انت بس و ماتحملش هم ، انا فلوسى مابتباتش فى البلد اصلا
شوقى و هو بيطلع ظرف كبير مليان فلوس من الخزنة : اومال بتبيتهم فين يا فالح
شيكو بضحك : بيباتوا فى سويسرا يا باشا
كلهم ضحكوا و بعدين زيدان قام و قال لشوقى : انا ماشى ، جهز العقود و زى ما اتفقنا ، شيكو يروحلهم بكرة
كانت هيا قاعدة فى الاوضة بس قدام البلكونة و عينها من البوابة بتاعة القصر ، و اول ما لمحت البوابة بتنفتح و شافت عربية زيدان داخلة و الحرس وراه ، راقبتهم باهتمام و هى بتقول : دراكولا وصل .. زى ما اتفقنا
اما زيدان ، فلما وصل .. طلع على اوضته كالعادة و خد شاور و غير هدومه ، و كالعادة برضة راح حافى لحد اوضة هيا ، و بعد ما مد ايده عشان يفتح الباب ، رجع تانى ابتسم بمكر و خبط خبطتين على الباب و استنى لحد ما زينب فتحت الباب و شاف ملامح الاستغراب على وشها و هى بتوسع له عشان يدخل ، فدخل و هو بيقول بمرح : ايه يا زينب ، انتى ناسية ان عندنا ضيوف و اللا ايه ، يعنى لازم اخبط قبل ما ادخل
زينب باحترام : اوامرك يا باشا
زيدان بص لنورا و قال لها بابتسامة : عاملة ايه يا امورة ، اتمنى تكونى مبسوطة معانا
نورا بامتعاض : انت ليه محسسني انى طالعة رحلة عندكم .. انت مش واخد بالك انك خاط/فنى ، وجاى تسالنى لو مبسوطة و اللا لا ، تفتكر هرد عليك مثلا و اقول لك اااه مبسوطة
زيدان ربع ايديه حوالين صدره و قال بتسلية : و ليه لا .. انتى قاعدة فى مكانك ، و القصر كله بيخدم عليكى
نورا : بس محبوسة
زيدان و هو بيتصنع التفكير : ما هو حتة الحبسة دى .. ممكن نلاقى لها حل لو اتفقنا سوا
نورا : مين دول اللى يتفقوا
زيدان و هو بيشاور بصباعه عليه و عليها : انا .. و انتى
نورا بتهكم : و عاوزنى اتفق معاك على ايه بقى ان شاء الله
زيدان : كل شئ باوان يا امورة
نورا : يعنى ايه بقى ، انت ناوى تخلينى هنا لحد امتى
زيدان : تقصدى ايه بكلمة هنا .. الاوضة و اللا القصر
نورا بضجر : اقصد عندك مهما كان المكان اللى هبقى فيه
زيدان مد ايده ومسك دقنها و قال : انتى زهقتى مننا و اللا ايه يا امورة
نورا بعدت لورا و زقت ايده و قالت بتحذير : الكلام باللسان و بس ، و حذارى تمد ايدك عليا مرة تانية احسنلك .. انت فاهم
زيدان بص لها اوى و فجأة انف/جر من الضحك و قال بسخرية و هو بيغمز لها بوقاحة  : حلوة ضوافرك دى .. عاجبانى ، بس هقصهملك
و التفت لهيا اللى كانت بتتفرج  و هى ساكتة تماما و قال لها : ازيك يا زوجتى العزيزة
هيا باختصار و هدوء : عاوزة اتكلم معاك
زيدان باستغراب : ياااااه ، ايه التنازل الفظيع ده ، بقى اخيرا هتتكرمى و تتنازلى و تتكلمى معايا ، و انتى اللى بتطلبى كمان
هيا بحزم : عاوزة اتكلم معاك يا زيدان
زيدان بسخرية : اتكلمى يا قلب زيدان
هيا : لوحدنا
زيدان وطى قرب منها و قال بوقاحة : ايه .. وحشتك
هيا بصتله فى عينيه بتحدى و قالت و هى بتضغط على كل حرف بتنطقه : خلى زينب تاخدها بعيد على ما اخلص كلامى معاك
زيدان و هو بيغمز لها بوقاحة : طب و ليه ، ما تيجى انتى معايا اوضتنا ، و اللا ما وحشتكيش
هيا بتحدى و هى باصة فى عينيه و بتكلمه بهمس و هى جازة على اسنانها : ثانية كمان و هقول قدامها كل حاجة و يبقى اللعب كله على المكشوف يا زيدان .. قلت ايه
زيدان بصلها و هو بيحاول يقرى اللى فى دماغها ، و بعدين لما فشل اتعدل و قال لزينب و هو بيشاور لها على نورا : خديها واقعدوا فى الاوضة اللى جنبكم على ما اندهلك ، بس حذارى عينك تغيب عنها لحظة واحدة
زينب مدت ايدها لنورا اللى راحت مع زينب و هى باصة على هيا بقلق و اكنها بتوصيها على نفسها ، و اول ما زينب قفلت الباب ، زيدان التفت من تانى لهيا و قال لها : اديهم خرجوا .. خير
هيا : انت جايب البنت دى هنا ليه
زيدان : ده شئ ما يخصكيش
هيا : لما تبقى اخت نهى مراة سالم اللى انت قولتلى انك قت/لته ، و كمان خاط/فها و جايبهالى تقعد معايا فى نفس الاوضة اللى انت حابسنى فيها و موقف عليا السجانين بتوعك و انا مش عارفة انت ناويلها على ايه يبقى يخصنى يا زيدان
زيدان بتهكم : انا شايف انكو اتعرفتم كويس و اتكلمتم و حكيتم مع بعض
هيا بتحذير : بس لحد دلوقتى انا ماقولتلهاش على حاجة
زيدان بتهكم : ايه .. خايفة عليا
هيا : خايفة عليها
زيدان : منى
هيا : من اللى شفته فى عينيك ليها .. ابعد عن البنت دى يا زيدان ، البنت لسه صغيرة و مالهاش علاقة باللى انت عملته مع سالم و لا اللى ناوى تعمله مع عيلته
زيدان باهمال : انا لسه ما عملتش حاجة  
هيا : كل ده و ماعملتش حاجة .. اومال عاوز تعمل ايه تانى
زيدان بشر : لسه … لما امحى اسمه بالكامل من السجلات
هيا : هتمحيه ايه اكتر من كده ، ما انت قت/لته و مابقاش موجود اساسا
زيدان : مش كفاية .. قتل سالم مش كفاية
هيا : اومال ايه اللى كفاية بالنسبة لك
زيدان : ان نسله كمان يختفى من على وش الارض
هيا برعب : انت عاوز تأذى ولاده كمان
زيدان بتأكيد : ولاده التلاتة ، ليه يبقوا ولاده عايشين و هو اتسبب فى موت ابنى ، و اديكى اهو .. انتى كمان مابقيتيش تنفعى تخلفى تانى
هيا : لو انا ما انفعش غيرى تنفع ، اتجوز و هات بدل الولد عشرة
زيدان بغضب : هيحصل .. اوعى تفكرى انى مش هعمل كده ، بس ده هيتم بعد ما انتقم لابنى
هيا : هو موت سالم ماكفاكش
زيدان بغضب : قتله مش موته ، اوعى تقللى من اللى عملته ، اوعى تحسسينى انى لسه ما ابتديتش اخد ت/ار ابنى
هيا بنبرة سخرية : بس المفروض ان الت/ار ده بيتتاخد بالايد .. مش بالكرى يا زيدان
زيدان بحدة : سواء بايدى او كريت عليه برضة فى الاخر انا اللى قت/لته
هيا : بس اللى عرفته من نورا .. انك كدبت عليا .. سالم  مات فى حادثة ما اتقت/لش يا زيدان
زيدان ضحك اوى و قال : ماهى دى بقى الشطارة ، ان حتى البوليس .. مايقدرش يثبت انها متدبرة
هيا : مش عارفة ليه مش مصدقاك
زيدان بغضب : لا صدقى ، انا و ابوكى اللى خلينا شيكو يراقبه و يبقى زى ضله لحد ما جاتله الفرصة و ضر/ب ضر/بته
هيا بتذكر: شيكو
زيدان : اصلك لسه بدرى عليكى ، و للاسف ماعرفتيش تاخدى حاجة من ابوكى ، شيكو بقى هو المتعهد الرسمى لسالم و عيلته .. هو اللى اتصور الفيديو اللى بعتناه لمراته عشان ندق اول مسمار فى نعشهم ، و هو اللى عمل الحادثة بتاعة سالم و هو اللى هيروح يخلصلى ورق العقود بتاعة المصنع ، و هو برضة اللى هيخلص على ولاده واحد واحد
و بالمناسبة دى .. انا كنت جاى ابلغك ان خلاص .. بكرة المصنع هيبقى فى ايدى ، و كمان … هيجد جديد على اللقب بتاعك ، و مش هتبقى حرم زيدان العرابى
هيا : ايه نويت تفك اسرى و تطلقنى ، و الا هتقت/لنى انا كمان زى ماقت/لت سالم و ابقى المرحومة
زيدان : ماتستعجليش على موتك ، لسه الاوان ما جاش ، اما بقى سبب تغيير لقبك .. فده هيبقى لانك هتبقى الزوجة القديمة ، لانى هتجوز عليكى
هيا ابتسمت و قالت له : طب مش لما تشوف رايها ايه الاول و تاخد موافقتها ، ثم انت مش لسه كنت بتقول انك هتاخد بتا/رك بالكامل الاول
زيدان : هانت .. و ماتقلقيش من ناحية موافقتها ، اصل مش هيبقى فى ايديها حل تانى
هيا : ايه .. هتتجوزها تحت التهديد
زيدان : مش شغلك
هيا : طب و يا ترى هتعزمنى على الفرح
زيدان : لا فرح ايه بقى ، شطبنا ، هو مأذون واتنين شهود
هيا : و اهلها
زيدان ضحك و قال : يوم ما واحدة اسمها يقترن باسمى ، لازم تنسى كلمة الاهل دى تماما
هيا : دول اهلها
زيدان : و صلتهم بيها هتنتهى بعد توقيع العقود بتاعة بيع المصنع
هيا : بس دول اكيد وافقوا يمضوا العقود بس عشان بنتهم ترجع لهم
زيدان : كفاية عليهم انهم يعرفوا انها حية .. اكتر من كده مالهمش فيه
هيا : مش فاهمة .. ايه يعنى ، ناوى تشتريها من اهلها و اللا ايه
زيدان بكيد : تؤ .. و لا كل الاهل بيبعوا ، و لا الكل بيبقى للبيع يا بنت شوقى
هيا باحتقار : و لا الكل برضة بيقبل انه يفضل فى سوق النخاسة كتير
زيدان : سوق النخاسة ده انتى اللى دخلتيه برجليكى ، و انتى اللى حطيتى بسعرك الارض يوم ما فكرتى تخونينى و تتسببى مع الحيو/ان التانى فى موت ابنى
هيا بكيد : انت عارف كويس انى ماخنتكش ، و عارف برضة ان و لا انا و لا سالم لينا ايد فى موت ابنك ، و عارف كمان كويس اوى ان انت اللى قت/لت ابننا يا زيدان ، و عارف ان حقارتك بتزيد يوم بعد يوم و انت زى الفار ، ايوة مش هقول عليك غير فار ، شغلتك انك تسرق اللى مش ليك و انت مستخبى فى الضلمة واللى حظه يجيبه انه يحتك بيك تقضى عليه زى الطاعون ، يعنى انت مش اكتر من مجرد وبا يا زيدان
زيدان قرب من هيا و الشر بيرقص فى عينيه و مسكها من كتافها و قال لها بغل : هو انتى مابتحرميش ، انتى مابقاش فى جسمك حتة سليمة ، واحدة غيرك كان زمانها ماتت من كتر اللى عملته فيكى
هيا بعنف : و مين قال لك انى مامتش ، انا مت من زمان يا زيدان يا عرابى ، مت من يوم ما صحيت و قالولى ابنك مات ، من يوم ما الدكتور قاللى انتى مش هتقدرى تبقى ام تانى
مت يوم ما لقيتك داخل عليا ببرطمان و شاورت لى على اللى فيه و قلتلى بصى .. ده الرحم بتاعك بعد ما استأصلوه ، حبيت افرجك عليه قبل ما يندفن عشان تتحسرى على اللى عملتيه ، و مافهمتش انى اندفنت قبله
رغم ان المفروض انت اللى كنت تتحسر مش انا ، انت اللى قت/لت ابنك يا زيدان مش انا و مش سالم
زيدان بغل : كذب .. انتو السبب
هيا : انت اللى مريض و كان لازم تتعالج من زمان عشان ترحم الناس من اذاك
زيدان زق هيا رماها على الارض و انحنى عليها و ابتدى يضربها بعنف و يقطع لها فى هدومها و هو بيقول : انا هوريكى إذا كنت مريض و اللا لا ، طالما انى مريض .. يبقى ماحدش له عندى حاجة
و اعمل فيكى بقى اللى انا عاوزه
ابتدى يضر/بها فى كل حتة فى جسمها و هو بارك فوقيها ، و هى بتحاول تشد نفسها ناحية الكرسى اللى كانت قاعدة عليه ، و هو مش سايبها ، لحد ما قام من فوقيها و لف حواليها و شدها من شعرها وقفها معاه و هو بيقول لها : كان لازم اقت/لك من ساعتها زى ما قت/لت سالم ، بس كان ليكى نصيب تعيشى بعده الشوية دول ، لكن خلاص ، كفاية عليكى لحد كده ، عارفة ايه اللى هيحصل دلوقتى ، هرميكى من البلكونة دى و هتبقى انتحر/تى يا بنت شوقى
و فى وقت ما زيدان بيحاول يشيل هيا و يدخل بيها البلكونة ، هيا اتشبثت بالكرسى اللى كانت قاعدة عليه و مدت ايدها بصعوبة فى زاوية الكرسى و طلعت سك/ينة فاكهة كانت مخبياها و ضر/بت بيها زيدان فى رقبته بكل قوتها فى الشريان السباتى اللى جنب رقبته اللى خلاه سابها من ايده فجأة و هو مبرق عينيه و مذهول من اللى حصل و هو بيحاول يوقف نافورة الدم اللى انف/جرت و وقع على الارض فى ثوانى و هو بيفرفر و عينه مبرقة بصدمة  و فى لحظة فارق الحياة
هيا كانت بتاخد نفسها بالعافية بعد المجهود اللى عملته اثناء مقاومتها لزيدان ، و اول ما ابتدت تسيطر على تنفسها راحت ناحية الباب فتحته لقت زينب و نورا واقفين على بعد و الرعب ماليهم ، فهيا قالت بوجوم : خلاص
زينب و نورا قربوا من الاوضة بحذر و خوف بعد ما شافوا هيا و هى وشها و هدومها متبهدلين دم ، و اول ما بصوا فى الاوضة عينهم وقعت على زيدان و هو واقع فى الارض و غرقان فى دمه ، نورا جت تصرخ .. زينب حطت ايدها بسرعة على بقها و دخلتها الاوضة و قفلت الباب و قالت بتحذير : رجالته تحت لو حسوا بحاجة قبل ما البوليس يوصل ممكن يخلصوا علينا
هيا قعدت على الكرسى بتاعها و قالت لزينب : قوليلهم ييجوا بسرعة يا زينب
زينب جابت كرسى طلعت عليه و مدت ايدها فى النجفة و جابت التليفون بتاعها اللى كانوا حاطينه جوة النجفة و فيه مكالمة مفتوحة و بتسجل و فاتحين الاسبيكر ، و اول ما زينب مسكت التليفون قالت بلهفة : الو .. حد معايا
وجيه : ايوة يا زينب ماتقلقيش احنا فى الطريق .. طمنينى ايه اللى حصل ، و هيا راحت فين
زينب بصت لهيا و قالت : كان عاوز يرمى الست هيا من البلكونة
وجيه : ايوة و حصل ايه يعنى ، سكتوا فجأة ليه ، اوعى يكون قدر يعمل فيها حاجة فعلا
زينب و هى بتبلع ريقها بالعافية و بتبص على زيدان اللى مرمى قدامها : زيدان باشا .. مات
وجيه بترقب : مات ازاى .. انتى متأكدة ، اوعى يكون مغمى عليه و يقوم من تانى يأذيكم
زينب : ما اعتقدش انه يقدر يأذى حد تانى
وجيه : تمام ، خليكوا مكانكم و اوعوا حد يتحرك لحد ما نوصل
زينب راحت ناحية هيا و قالت لها : قومى معايا اغسل لك ايدك و وشك و اغير لك هدومك قبل ما يوصلوا
زينب اخدت هيا و راحت ناحية الحمام ، فنورا قالت لهم برعب : ماتسيبونيش معاه لوحدى
هيا بهدوء : ادخلى اقعدى فى البلكونة يا نورا عشان عينك ماتجيش عليه كل شوية
زينب اخدت هيا نضفت لها جسمها و غيرت لها هدومها بسرعة ، و اثناء ما كانت مخرجاها من الحمام سمعوا صوت سرينة البوليس و فى لحظات البوليس كان مالى المكان و حصل هرج و مرج
فضلت هيا و اللى معاها مكانهم ما اتحركوش لحد ما سمعوا صوت رجلين كتير و عرفوا انهم البوليس لان كل اللى فى القصر بيلبسوا اكياس قطيفة تكتم صوت حركة رجليهم ، فزينب قامت بسرعة راحت ناحية الباب و فتحته بشويش و لما لقتهم منتشرين فى المكان و واضح انهم بيفتشوا الاوض ، فتحت الباب و قالت : احنا هنا
وجيه و معاه نبيل الظابط المسئول عن القضية راحوا بسرعة على الاوضة اللى فيها زينب و اول ما دخلوا اتفاجئوا بالمنظر ، نبيل قرب بسرعة من زيدان و مد ايده جس نبضه و اتأكد انه فعلا فارق الحياة ، فراح ناحية هيا و قال لها : انتى مدام هيا
هيا بهدوء : ايوة انا
وجيه : اومال فين نورا
زينب شاورت على البلكونة و قالت : فى البلكونة ، خافت من المنظر
وجيه راح على البلكونة و اول ما نورا شافته انهارت من العياط و هى بتقول له : ليه اتأخرتوا كده
وجيه خدها تحت جناحه و قال لها : غمضى عينك و امشى معايا بالراحة ماتخافيش
نورا غمضت عينها و خرجت مع وجيه اللى اخدها معاه لحد ما خرجها برة الاوضة خالص ، و بعدين خلاها فتحت عينيها و اخدها نزلها قعدت فى الجنينة و ادالها تليفونه قال لها تكلم مامتها تطمنها ، على ما يطلع يشوف هيا و يرجع لها عشان يرجعها البيت
و رجع بسرعة عند هيا .. لقى بتوع المعمل الجنائى ابتدوا يشتغلوا ، و نبيل اخد هيا و نورا و نزلوا قعدوا  فى الريسبشن بتاع القصر ، و سمع هيا و هى بتقول بهدوء : انا اللى قت/لته ، كنت بدافع عن نفسى ، كان عاوز يق/تلنى
نبيل : و جيبتى السك/ينة اللى قتلتيه بيها منين  
هيا و هى بتبص لزينب : كانت مع طبق الفاكهة اللى فوق
وجيه : ماتقلقيش يا مدام هيا ، ده قت/ل دفاع عن النفس ، انتى بخير ماتخافيش
هيا : انا عاوزة اروح المستشفى
نبيل باهتمام : انتى فيكى اى اصابات
هيا : حاسة ان عندى ضلع مكسور
وجيه : طبعا من حقك ، و كمان عشان الطب الشرعى يقدر يثبت الاعتداء عليكى
نبيل استدعى عربية اسعاف تانية غير اللى نقلت زيدان عشان تنقل هيا للمستشفى ، و وصلت و ابتدوا ينقلوا هيا اللى نورا صممت انها تبقى معاها ، لكن هيا رفضت ، لكن لما زينب طلبت تبقى معاها سمحوا لها تروح معاها ، و وجيه قرب من هيا و قال لها بتعاطف : انا مش عاوزك تشيلى هم اى حاجة ، انا هفضل معاكى ، بس تحبى تشوفى محامى يبقى معاكى و اللا اشوف لك محامى بمعرفتى
هيا و هى الالم واضح على ملامح وشها : انا مش مش محتاجة محامى ، و بشكرك على وقفتك جنبى و جنب نورا
الاسعاف اخدت هيا و زينب و مشيت تحت عيون وجيه اللى فضلت متابعاها لحد ما خرجت من بوابة القصر و انتبه على صوت نورا و هى بتقول : حضرتك هتروحنى و اللا ايه
وجيه : ااه طبعا يالا بينا ، هناخد تاكسى عشان عربيتى عند المديرية
عند شوقى .. كان فى بيته و كان بيتكلم مع شيكو على التليفون و بيقول له : المرة دى حسابك هيبقى مع زيدان باشا ، انت كان ليك عندى تمن سهرة الكبارية اللى اتصورت فيها و تمن الحادثة و بس
شيكو : بس انت النهاردة قلتلى قدام زيدان باشا ان حساب الليلة بتاعة بكرة دى عندك
سوقى : خلاص بقى ماتوجعليش دماغى ، خلص و هشوف زيدان هيقول ايه و هحاسبك .. احنا هنروح من بعض فين ، ثم العملية لسه قدامها كام غرزة عشان تتلم ، اهم حاجة فى مشوار بكرة تنتبه كويس للورق اللى معاك ، و اول ما تمضيها تجينى فورا على المكتب عشان اظبط باقى البنود
بعد ما قفل مع شيكو ، فضل ماسك فى ايده اوراق كان بيراجعها و بعد شوية سمع صوت جرس الباب ، والشغالة بلغته ان فى ظابط برة عاوزه ، فشوقى خرج باستغراب للظابط اللى قال له : حضرتك مطلوب القبض عليك و لازم تيجى معانا حالا
شوقى باستغراب : تقبضوا عليا انا .. بتهمة ايه
الظابط : هتعرف اما تيجى معانا
شوقى : انت معاك امر من النيابة
الظابط طلع الامر من جيبه و قربه من وش شوقى و هو بيقول له : الامر اهو .. ياريت بقى تتفضل معانا من غير شوشرة
عند عنايات .. كانت واقفة فى البلكونة هى و نهى و عمالة تبص يمين و شمال و هى بتقول بقلق : اتأخروا اوى يا نهى ، كلمى وجيه يا بنتى و شوفيهم اتأخروا كده ليه
نهى و هى بتحاول تهديها : طب ممكن بس تقعدى خمس دقايق بس ، انا لسه مكلماهم من عشر دقايق يا ماما ، و استاذ وجيه قال ان قدامهم ربع ساعة كمان ، خمس دقايق بس لو ما وصلوش هكلمهم تانى ، بس حاولى تهدى شوية
فجأة عنايات شاورت على تاكسى بيركن و لمحت نورا نازلة منه ، فقالت بصريخ : نورا اهي يا نهى ، اختك جت
و جريت على باب الشقة و لسه هتنزل على السلم لقت نورا طالعة تجرى و رمت نفسها فى حضنها و هى بتعيط بهيستيريا و بتقول : وحشتينى يا ماما ، انا كنت بموت من غيركم
عنايات اخدتها و دخلت بيها على جوة و هى حاضناها و بتعيط على عياطها و هى عمالة تتمتم بالحمد لله
نهى مسحت دموعها و شاورت لوجيه انه يدخل باحراج و قالت له : ما تأخذناش يا استاذ وجيه ، اتفضل استريح
وجيه بتعاطف : ولا يهمك ، انا بس قلت اوصلها بنفسى و اتطمن عليها ، و كمان اوصل رسالة مهمة لعنايات هانم
عنايات مسحت دموعها و قالت باهتمام : رسالة ايه تانى ، هو مش خلاص كده
وجيه : لسه بكرة
نهى : فى ايه تانى بكرة
وجيه : بكرة القبض على القا/تل الفعلى لسالم الله يرحمه
نهى : مش فاهمة
وجيه : زيدان امر بق/تل  سالم و النهاردة خلاص مات ، و شوقي دبر و خلاص شوقى اتقبض عليه ، لكن شيكو هو اللى نفذ و شيكو لسه لحد دلوقتى حر
نهى : تقصد ان شيكو ده صاحب الموتوسيكل اللى اللى خبط سالم يوم الحادثة
وجيه : بالظبط كده
عنايات : و ده عرفتوا طريقه و اللا لسه
وجيه : للاسف مانعرفش طريقه ، لكن هيبقى عندك هنا بكرة
عنايات بقلق : و يجيني هنا ليه
وجبه : لان ده اللى شوقى و زيدان امروه انه بجيلك يمضيكى على العقود
نهى بتفكير : طب ماهو ممكن اما يعرف باللى حصل لزيدان و شوقى مايجيش
وجيه : ما هو عشان كده البوليس اتكتم على اللى حصل لزيدان ، و تم القبض على شوقى فى بيته مش فى المكتب عشان شيكو مايشمش خبر
نهى : يعنى تقصد هتعملوله كمين هنا و اول ما يوصل تقبضوا عليه
وجيه : مش بالظبط ، احنا لازم ناخد منه اعتراف كامل قبل مايتقبض عليه
عنايات : يعنى المفروض لما ييجى نتصرف معاه ازاى
وجيه : انا هفهمكم كل حاجة زى ما المقدم نبيل اتفق معايا
…………….
وجيه كان بيفهم عنايات و نهى اللى ورا الاحداث الى حصلت فقال لهم : ما هو عشان كده البوليس اتكتم على اللى حصل لزيدان ، و تم القبض على شوقى فى بيته مش فى المكتب عشان شيكو مايشمش خبر
نهى : يعنى تقصد هتعملوله كمين هنا و اول ما يوصل تقبضوا عليه
وجيه : مش بالظبط ، احنا لازم ناخد منه اعتراف كامل قبل مايتقبض عليه عشان مايرجعش ينكر تانى
عنايات : يعنى المفروض لما ييجى نتصرف معاه ازاى
وجيه : انا هفهمكم كل حاجة زى ما المقدم نبيل اتفق معايا ، و انتو و شطارتكم فى التنفيذ
عند شمس و شيراز اول ما امجد كلمها بشرها باللى حصل ، ندهت على ولادها بفرحة و هى بتقول : يا اولاد .. يا يوسف .. يا لولى
الولاد نزلوا يجروا من اوضهم ، حتى شيراز جت تجرى من اوضة المكتب و كلهم بيسألوا فى ايه
شمس بحماس : خلاص يا اولاد .. نورا رجعت البيت الحمدلله
شيراز بفضول : ازاى ده حصل .. احكيلنا
شمس قالت لهم بسعادة : انا ما اعرفش تفاصيل ، بس كل اللى امجد قالهولى .. ان نورا رجعت البيت ، و كمان زيدان مات
شيراز : لا إله إلا الله ، اهو مات و هو على معصيته دى ، هيستفيد ايه بقى من كل اللى كان بيعمله ده
يوسف باستغراب : بس مات ازاى ، البوليس كان بيطارده مثلا و اللا ايه
شمس : انا فرحتى بان الكابوس انزاح خلانى ما اسألش على اى حاجة
شيراز : يا خبر بفلوس .. بكرة يبقى ببلاش
شمس بصت للولى و لاحظت انها ساكتة خالص و مابتعلقش بولا كلمة ، فقالت لها باستغراب : مالك يا لولى .. مابتعلقيش يعنى ، انتى مش مبسوطة ان الحظر انفك من علينا
لولى بفضول : هو كده .. مامة سالم الصغير هتيجى تاخده تانى
شمس بابتسامة : ايه .. انتى مش عاوزاه يمشى
لولى هزت راسها برفض ، فشيراز قالت لها : اعتقد انه حاليا على الاقل هيفضل هنا لحد ما الدكتور يسمحله انه يخرج من الحضانة 
يوسف : طب ماهو ممكن تنقله بالحضانة عندها و اعتقد ان كده هيبقى اريح لها بكتير
شمس : و حتى لو سابته الفترة دى ، احنا مش معقول هنفضل هنا برضة طول الوقت ده ، اكيد هنرجع بيتنا
شيراز مسكت ايد شمس و قالت بتنطيط و بحركات طفولية : لا و النبى ماتسيبونيش دلوقتى .. خليكم معايا ، انا ماصدقت ان البيت بقى له حس
شمس حضنت شيراز بحب و قالت و هى ضمة صوابعها قدام وشها : طب هنقعد معاكى .. بس حبة صغننين اد كده ، و بعد كده لازم نرجع البيت عشان الولاد و مدرستهم و دروسهم
لولى : بس لو سالم فضل هنا .. انا كمان هفضل هنا مع طنط شيراز
شيراز : طب و لو طنط شيراز خلت سالم الصغير معاكى على طول تعملى ايه
لولى حضنت شيراز و قالت بحماس : اعمل لك كل اللى تقوليلى عليه وهتبقى احلى طنط شيراز فى الدنيا كلها
شمس بفضول: طب و دى هتعمليها ازاى دى كمان يا حلالة العقد
شيراز : نبقى نتكلم بعدين انا و انتى فى الموضوع ده على رواقة
يوسف : طب يا ماما هو انا ممكن اروح لطنط نهى دلوقتى اتطمن عليهم
شمس باعتراض : عمو امجد نبه عليا ان ده مايحصلش نهائى قبل ماهو يقول ، زى ما يكون عارف انك هتطلب كده
يوسف : طب ليه بقى مش خلاص كده
شمس : مانا قلتلكم انى ماعرفش تفاصيل ، بس هو قال ان اكيد نهى هتيجى هنا النهاردة عشان تشوف سالم الصغير
و اول ما شمس خلصت كلامها سمعوا صوت الجرس بتاع الباب ، و اول ما الشغالة فتحت اتفاجئوا برشيد داخل عليهم و الجمود و الغضب مرسومين على ملامحه ، و كانت شمس اول حد يتكلم فقالت : حمدالله على السلامة يا استاذ رشيد
رشيد بدماثة : الله يسلمك يا شمس هاتم
شيراز بدهشة : انت ازاى جيت النهاردة
رشيد التفت لشيرازو قال لها من تحت اسنانه : ممكن نتكلم شوية
شيراز بقلق من منظره : ااه طبعا .. اتفضل اتكلم
رشيد ابتسم ابتسامة صفرا للكل و بعدين قال بنبرة تهد/يد لشيراز و هو مصيق عينيه : لوحدنا .. حصلينى على الجنينة برة
و بعدين التفت لشمس و قالها بأدب : بعد اذنك يا شمس هانم
شمس و هى ماسكة نفسها من الضحك بالعافية : ااه طبعا .. اتفضل
رشيد عدل هدومه و خرج على الجنينة و اول ماخرج شمس انفجرت فى الضحك و هى بتقول لشيراز : اما انا فرحانة فيكى بشكل
شيراز بامتعاض : و نعم الصداقة الصراحة
شمس بتحذير : حاولى تمسكى لسانك شوية و تحافظى على اعصابك عشان الصراحة شكله يخوف
شيراز : انتى كده بتشجعينى يعنى
شمس : بصى .. روحيله و لو حسيتى بالخطر فى اى لحظة اندهيلى
شيراز بزهق : وسعى يا شمس عسان انتى موترانى بزيادة
شمس سابتها و هى عمالة تضحك ، وبعدين قالت للولاد : بقلكم ايه ، تعالوا نطلع نتطمن على سالم الصغير
لولى : مامى خلى الممرضة تسيبنى ادخل ابص عليه
شمس : هنستأذنها .. و لو وافقت تمام
شيراز خرجت ورا رشيد لقته قاعد فى الجنينة و قالع جاكت بدلته وحطه على رجله و هو باصص قدامه فى شرود ، فراحت قعدت قدامه و هى بتحاول تحافظ على جمود ملامحها هى كمان و قالت : خير يا رشيد ، ايه الموصوع اللى عاوزنى فيه لوحدى
رشيد بصلها و الشرار بيطق من عينيه و قال لها بترصد : فين تليفونك
شيراز : معايا ، خير .. ماله تليفونى
رشيد : عاوز اشوفه
شيراز بعند : و تشوفه بتاع ايه ، هو تليفونك و اللا تليفونى
رشيد طلع تليفونه و ضغط على حاجة و بعدها شيراز سمعت صوت التسجيل الآلى اللى بيقول ان الرقم ليس فى نطاق الخدمة
شيراز باستهبا/ل : مش فاهمة .. ايه ده
رشيد و هو بيجز على اسنانه : طلعى تليفونك و فكى الحظر اللى جنابك عاملاهولى من امبارح و انتى تفهمى
شيراز و هى عينها رايحة شمال و يمين : حظر ايه
رشيد بحدة : طلعى تليفونك قلت
شيراز اتخضت من صوته لدرجة انها اتنفضت فى مكانها ، و قالت له بزعيق : انت مش من حقك تزعقلى بالشكل ده
رشيد بغضب و هو بيحاول يحافظ على درجة صوته : و انتى مش من حقك انك تتصرفى تصرف زى كده من غير سبب ، و حتى لو فى سبب ، لازم تتكلمى معايا و تفهمينى ، لكن تعيشينى يوم بليلة بالقلق ده و انا هتجنن  و انا مش عارف ايه اللى حصل ، و اتكسفت اكلم شمس تانى عشان اتطمن عليكى
شيراز بوجوم : اللى حصل منك ماينفعش اناقشه معاك فى التليفون ، و لا كمان ينفع انى اتنقش معاك فيه فى التوقيت ده
رشيد فضل يبص لها اكنه بياكلها بعينيه و بعدين كلمها بنبرة مختلفة تماما عن اللى كان بيتكلم بيها لدرجة ان هى نفسها استغربت نبرته دى لما قال لها باحتواء : يوم ما تلاقينى عملت حاجة زعلتك منى ، ماينفعش تشتكى لغيرى لشيراز
شيراز : بس انا ما اشتكيتش .. لا ليك و لا غيرك
رشيد مرة واحدة اتكلم بحدة تانى و قال : و عشان ما اشتكيتيش اتصرفتى تصرفات غبية مش مسئولة ، امبارح تنزلى وسط كل الخطر اللى كان موجود و تختارى ابعد فرع للاوتيلات بتاعتك فى القاهرة عشان تروحيه ، و فى الاخر تعمليلى بلوك ، ده بدل ماتتكلمى معايا و تقوليلى ايه اللى زعلك
شيراز : لان اللى زعلنى وجعنى يا رشيد ، و انا ما اتعودتش انى اقول ااه لما اتوجع
رشيد بصلها و قال بشجن : انا ماحبيتش خليدة الحب اللى انتى متصوراه يا شيراز ، بس خليدة كانت بتحبنى من كل قلبها ، كانت بتتمنى لى اى حاجة تسعدنى و تخلينى مبسوط حتى لو الحاجة دى هتخلينى ابعد عنها ، كان حبها ليا حب كامل مش انانى ابدا ، و عشان كده من حقها عليا انى احزن عليها ، و من حقى انى اعبر عن حزنى ده ، و لو انتى ماتقدريش تستوعبينى فى وقت زى ده يبقى حبك ليا ناقص يا شيراز
شيراز بدفاع : حبى ليك ناقص عشان بغير عليك
رشيد : بتغيرى عليا من مين يا مجنونة انتى ، من انسانة مابقالهاش وجود فى الدنيا كلها
شيراز : بس كانت بتحبك يا رشيد ، و كلامك و تصرفاتك الاخرانية كلها بتقول ان انت كمان بتحبها
رشيد : و لو قلت انى مابحبهاش ابقى كداب ، بس حبى ليها حاجة و حبى ليكى حاجة تانية
حبى لخليدة .. كان حبى لبنت عمى اللى طول عمرها متربية معايا و كنت بعتبرها اختى حتى بعد ما كتبوا كتابنا ، حبى ليها كان تعاطف معاها وقت ماعرفت بمرضها و بوجعها اللى كانت دايما تخبيه و تكتمه قدامنا كلنا ، حبى ليها كان فخر و اعتزاز و هى بتحاول تسعد كل اللى حواليها و لو حتى على حسابها ، حبى ليها عرفان بالجميل لان هى الوحيدة اللى قدرت تقنع والدى اننا نتجوز و وصته انى يسيبنى انزل مصر وقت ما احب و وصته كمان مايطولش فترة الحداد عسان اقدر ارجعلك بسرعة
هو ده حبى لخليدة الله يرحمها ، و لو ماحبتهاش و احترمت سيرتها و ذكراها بعد كل ده ابقى ما استحقش لقب انسان
لكن انتى .. انتى حبى ليكى حاجة تانية
شيراز : حاجة تانية ازاى يعنى
رشيد : حبى ليكى حياة يا شيراز ، كون انك  موجودة قدامى  او حتى بسمع صوتك فى التليفون بحس انى عايش و ان قلبى بينبض ، من يوم ماقعدنا سوا و اتفقنا اننا نرجع اللى كان و انا حاسس انى صغرت من تانى السبع سنين اللى بعدناهم عن بعض ، موافقتك على انك تدينى فرصة تانية كان بالنسبة لى قبلة الحياة اللى ردت لى روحى من تانى
شيراز بصت فى الارض بخجل و هى راسمة ابتسامة صافية على وشها ، و بسرعة رهيبة لقت رشيد بيزعقلها تانى و بيقول : تقومى سعادتك فى لحظة تنسى كل ده ، و تخلينى اسيب كل حاجة و اجيلك على ملا وشى
شيراز بغيظ : هو انت مجنون ، بتقلب فى لحظة زى البحر
رشيد قرب وشه منها و قال لها بهيام : لو كنت مجنون .. هتبقى انتى سبب جنانى
شيراز رجعت راسها لورا بامتعاض و قالت : ابقى فكرنى احجزلك عند دكتور نفسانى
رشيد قام و لبس الجاكت بتاعه تانى و بص لها و قال بامر : طلعى تليفونك و فكى الحظر
شيراز : ماشى هبقى افكه
رشيد و هو بيخبط على الترابيزة : فكيه دلوقتى قبل ما امشى ، انا هتجنن و دماغى هتتفرتك من قلة النوم
شيراز نفخت و طلعت تليفونها من جيبها و فتحته فكت الحظر اللى كانت عملاهوله ، كل ده و هو مراقبها ، و لما رفعت راسها لقته بيبص لها بعشق و قال لها : ورينى كده تانى انتى مسميانى ايه
شيراز برقت و دارت ايدها اللى فيها التليفون ورا ضهرها و رجعت خطوتين لورا وقالت : هسميك ايه يعنى
رشيد : انا شفت خلاص بس عاوز اسمعها من شفايفك
شيراز بلجلجة : هو ايه ده اللى شفته
رشيد ضحك و قال لها : طب مش عاوزة تعرفى انا مسميكى ايه
شيراز بفضول : مسمينى ايه
رشيد : رنى عليا كده و انتى تشوفى بنفسك
شيراز فعلا رنت على رشيد اللى قرب التليفون قدام وشها ، و اول ما التليفون رن لقت قدامها .. نبض قلبى
شيراز وشها احمر بس كانت سعيدة جدا و سعادتها  زادت لما سمعت رشيد بيقول لها : لو كانت الحروف تكفى كل اللى عاوز اسميكى بيه .. كنت كتبت نبض قلبى و عمرى و كيانى كله
شيراز رنت من تانى على رشيد بس المرة دى هى اللى قربت تليفونها من وشه عشان يشوف الاسم اللى كتباه على رقمه و اللى كان : حب عمرى
رشيد بهمس : بحبك ، و بحاول اصبر نفسى لحد ما ربنا يأذن لنا بلم الشمل
شيراز ابتسمت و قالت له : طب امشى بقى عشان تلحق تنام
رشيد : ماشى ، مش عاوزة حاجة
شيراز بابتسامة واسعة : عاوزة سلامتك
شوقى لما اتقبض عليه راح على القسم اللى تابع ليه العنوان بتاعه ، و الظابط قال له انه هيتحط فى الحجز على ما يترحل تانى يوم للمديرية
شوقى حاول بكل الطرق انه يستخدم التليفون ماعرفش ابدا ، و كمان اتفاجئ انه اتحط فى حجز انفرادى ، و دى كانت اوامر المقدم نبيل عشان مايقدرش يتواصل مع اى حد برة يبوظلهم المخطط بتاعهم فى القبض على شيكو
شمس كانت واقفة مع الممرضة بتطمن منها على سالم لما سمعت صوت نهى بتقول : مساء الخير
شمس فجأة خدت نهى بالحضن و هى بتقول لها بسعادة : نهى .. حمدالله على سلامة نورا و سلامة مامتك ، ماتتخيليش انا انبسطت اد ايه لما عرفت ان نورا رجعت بالسلامة ، حتى يوسف كان عاوز يجيلك بس امجد اللى قال لا
نهى اتخطفت من استقبال شمس ليها فقالت بلجلجة و هى بتحاول تجمع الكلام : الله يسلمك .. احنننا الحمدلله كله تمام
شمس باستغراب : مالك ، هو فى حاجة حصلت تانى
نهى : لا لا لأ .. ابدا .. كله  تمام الحمدلله
شمس بفضول : نورا اما رجعت كانت كويسة و اللا فيها حاجة
نهى : لا الحمدلله كويسة خالص ، هو بس اعصابها طبعا كانت و مازالت تعبانة من المنظر اللى شافته ، بس ان شاء الله تقدر تعديه
شمس بفضول : منظر ايه
نهى : يعنى ، لما زيدان اتق/تل
شمس بخضة : ات ايه .. اتق/تل ، انا اعتقدت انه مات فى مطاردة مع البوليس
نهى برفض: لا .. مراته هى اللى قت/لته
و بعدين نهى بصت لشمس بفضول و قالت : هو انتى كنتى تعرفى ان مراة زيدان تبقى بنت المتر شوقى
سمس بذهول: لاااااا ، انتى تدخلى تطمنى على سالم الصغير و ترضعيه كويس ، و بعدين تيجى تحكيلنا كل اللى عرفتيه ، و اكون كمان عرفت الولاد انك هنا عشان كانوا عاوزين بتطمنوا عليكى
نهى بتمنى : حتى لولى
شمس ابتسمت و طبطبت على ايدها و سابتها و راحت ناحية اوض ولادها
بعد حوالى ساعة نهى نزلت لقت شمس و شيراز و الولاد مستنيينها ، و اول ما وصلت عندهم شمس قالت لها : تعالى بقى احكيلنا ايه اللى حصل بالظبط
نهى : طب مش لما اسلم على الولاد الاول ، انا سلمت على شيراز هانم اول ما وصلت
شيراز : شيراز بس يا نهى ، مافيش داعى ابدا للكلفة دى
نهى ابتسمت و قربت من يوسف اللى وقف و سلم عليها بترحاب و قال لها : ازيك يا طنط نهى و ياتري  والدة حضرتك عاملة ايه دلوقتى
نهى :  ازيك انت يا حبيبى ، احنا كلنا بخير الحمدلله
و بعدين قربت من لولى اللى وقفت قدامها بهدوء و مدت ايدها ليها بالسلام فى صمت شديد ، فنهى قربت منها و باستها مابين عينيها و بعدين راحت قعدت جنب يوسف
لولى قعدت و هى متلخبطة ، باباها هو اللى كان دايما يبوسها من بين عينيها ، و فضلت تبص على نهى و هى بتتكلم ، حست ان موقفها ناحيتها مابقاش زى الاول .. مابقيتش تكرهها ، يمكن برضة لسه مش بتحبها ، بس مابقيتش تكرهها ، و انتبهت من افكارها على صوت شمس اللى بتقول بفضول : احكيلنا بقى ايه اللى حصل
نهى و هى بتبص للولاد : احكى كده عادى قدام الولاد .. مش هيخافوا
لولى قربت من حضن شمس و قالت لنهى : هو انتى هتحكى عن العفاريت
نهى بضحك : عفاريت ايه دى اللى هحكى عنها ، لا طبعا
لولى : اومال هنخاف ليه
شمس : احكى يا نهى ماتقلقيش
نهى ابتدت تحكيلهم كل اللى نورا حكته و اللى عرفته كمان من وجيه بعد كده ، و بعدين قالت : بس كده .. هو ده كل اللى حصل و عرفته
شمس بتفكير : المتر شوقى
شيراز : طلع هو اللى ورا كل المصايب دى من الاول .. ده شيطان مش بنى ادم ابدا
نهى باستنكار : حتى بنته ماسلمتش منه
شمس : مسكينة
نهى : نورا حبتها اوى و بتقول فيها اشعار ، ماتستاهلش ابدا كل اللى عمله فيها
شمس : بس ياترى هى كانت بتحب سالم فعلا
نهى : الله اعلم ، بس الكلام اللى قالته انها كانت بتحترمه و بتعتبره اخ كبير ليها
شمس : سالم الله يرحمه كان مرة حكالى عليها ، و قال لى انها مختلفة تماما عن باباها
شيراز : مختلفة ازاى يعنى
شمس : بعنى .. برغم ان شوقى معانا من زمان اوى .. من ايام بابا الله يرحمه ، الا ان انا و سالم كنا ساعات مابيعجبناش طريقة حله للامور و كنا بنختلف معاه كتير ، لحد ما ابتدت هيا هى اللى تمسك الشغل بتاعنا ، و سالم قاللى انه مستريح معاها اكتر من باباها ، لحد ما عرف انها اتجوزت و رجعنا نتعامل مع شوقى تانى
شيراز : يعنى انتى ماتعاملتيش معاها بنفسك قبل كده
شمس : و لا عمرى شفتها
شمس بعد كده بصت لنهى و قالت : طب و انتو ناويين على ايه بكرة ان شاء الله
نهى بقلق : ناويبن نعمل اللى الاستاذ وجيه و المقدم نبيل قالوا عليه
نهى وقفت فشمس قالت لها : انتى هتمشى على طول كده
نهى : انا اتأخرت اوى على ماما و نورا و كمان محتاجة افعد مع نفسى شوية عشان اقدر افكر فى اللى ممكن يتم بكرة
يوسف : طب تحبى اوصل حضرتك
نهى : لا يا حبيبى انا معايا عربيتى ، و كمان لسه الحظر مستمر على مانشوف هترسى على ايه ، و اديك شايف .. انا برضة جاية بالنقاب
نهى سلمت عليهم و عدلت النقاب على وشها و خرجت ركبت عربيتها و مشيت
تانى يوم اول ما رجالة المباحث خلصوا شغلهم فى شقة عنايات و زرعوا ميكرفونات و كاميرات فى كذا مكان و طمنوهم انهم قريبين جدا منهم ، و المقدم نبيل قال لهم انه مش هيسيبهم ، و لما معاد شيكو قرب نورا دخلت اوصتها و قفلت على نفسها ، و عنايات و نهى فضلوا قاعدين على اعصابهم لحد ما سمعوا صوت جرس الباب ، فنهى راحت فتحت و كان شيكو اللى اول ما شافها ابتسم باستفزاز و قال : هاللو يا حلوة .. انا معايا العقود
نهى شاورت له على جوة و ما اتكلمتش ، فدخل
و وقف فى الصالة ، فنهى شاورت له من تانى على الصالون و قالت : ماما جوة .. اتفضل ادخل لها
شيكو : و انتى هتروحى فين .. مش هتتفضلى معانا
نهى : و هعمل معاكم ايه
شيكو طلع من جيبه حاجة زى سك/ينة صغيرة و شاور بيها لنهى و قال : قدامى
نهى دخلت قدامه و عنايات اول ماشافت المنظر قامت شدت نهى برعب وقفتها وراها و هى بتقول : انت عاوز ايه ، و ماسك البتاعة دى فى ايدك ليه
شيكو برزالة : اقعدوا .. انا مش فاضيلكم ، جهزتى الورق بتاعك
عنايات و نهى قعدوا و عنايات قالت : ورق ايه اللى جهزناه ، ماحدش قاللى اجهز حاجة ، قالولى همضى و بس
شيكو قعد و حط رجل على رجل و قال : مانتى هتمضى ، و هتجيبيلى العقود اللى عندك كمان
دولت بصت لنهى و قالت : العقود فى خزنة المصنع تروحى تجيبيها
شيكو : ماحدش هيخرج من هنا ، كلمى السكرتيرة تجيبها
عنايات : العقود فى الخزنة
شيكو : خلاص ماتشغليش بالك ، هاتى المفاتيح بتاعة الخزنة و انا هتصرف ، و ياللا امضى على العقود دى و تبصمى جنب امضتك
عنايات رمت مفتاح قدامه و قالت : المفتاح اهو
شيكو مد ايده ياخد المفتاح فنهى مدت ايدها مسكت كف ايده بسرعة و قالت : انت
شيكو باستغراب : انا ايه
نهى : الوشم اللى على ايدك ده اللى كان فى الفيديو اللى اتبعت لمراة سالم
شيكو ضحك باستفزاز و قال : ياااه ، ده انتى عندك قوة ملاحظة جامدة اوى ، رغم ان المتر شوقى قال ان ماحدش هياخد باله
نهى : و ليه عملتوا كده  .. استفادتوا ايه
شيكو : الحقيقة انا ماليش فيه ، انا مش اكتر من مخلصاتى ، الحاجة اللى بتعصلج بخلصها و بس
نهى بتريقة : صبى يعنى ، اومال فاتح صدرك علينا ليه كده ، انا فكرتك شريك زيدان باشا و اللا حتى المتر شوقى ، طلعت حتة صبى
شيكو : لا زيدان و لا شوقى اللى بتتكلمى عنهم دول يعرفوا يعملوا اللى انا بعمله
عنايات : و هم دول فى حاجة بتقف قدامهم ، خط/ف و سر/قة و قت/ل و ماخفى كان اعظم
شيكو بتباهى : و غلاوتك و لا يعرفوا بعملوا اى حاجة من دول من غيرى ، انتى فاكرة البدل دى تعرف تعمل اللى انا بعمله
نهى بسخرية : بس بس .. بلاش فشخرة كدابة ، زيدان لسه مكلمنا و قال لنا ان هو اللى خطف نورا بنفسه و هو برضة اللى قت/ل سالم جوزى .. رغم ان الكل قال انها مجرد حادثة ، ده غير المصنع اللى هينهبه عينى عينك عشان يرجعلنا اختى
شيكو بفخر : طب و لو قلتلك ان انا اللى سلمت على جوزك قبل مايموت
نهى : سلمت عليه ازاى .. انت سفته يومها
شيكو ضحك و قال بفخر : اصل محسوبك لولا بس ان كله بيبقى فى الخفى ، كان زمانهم نصبونى بطل العالم فى سبق الموتوسيكلات ، و الموتوسيكل بتاعى هو اللى كان له الشرف انه ياخد جوزك بالحضن قبل ما يودع
نهى بترصد : يعنى انت اللى عملت الحادثة مع سالم
شيكو باجر/ام : انا اللى اخدت روح سالم
نهى بغضب و هى بتمسك فى شيكو : ااه يا مجرم ، انت ليه عملت كده ، منك لله
شيكو مسك نهى من شعرها و حط السلاح على رقبتها و قال لها بشر : كلمة زيادة ، و انتى و امك هتحصلوه طالما وحشك كده 🙄
…………….
نهى كانت بتبص لشيكو بترصد و هى بتحاول تاخد منه اعتراف كامل : يعنى انت اللى عملت الحادثة مع سالم
شيكو باجر/ام : تقصدى ان انا اللى اخدت روح سالم
نهى بغضب و هى بتمسك فى شيكو : ااه يا مجر/م ، انت ليه عملت كده ، منك لله
شيكو مسك نهى من شعرها و حط السلا/ح على رقبتها و قال لها بشر : كلمة زيادة ، و انتى و امك هتحصلوه طالما وحشك اوى كده 🙄
نهى بعياط : انت كداب ، انت بس بتحاول تخوفنا .. مش كده ، انا جوزى مات فى حادثة ، يبقى ازاى انت و اللى مشغلك بتقولوا انكم قت/لتوه
شيكو زقها و قعدها جنب عنايات و هو بيقول باعتزاز : تحبى تعرفى جوزك مات ازى
نهى : فى موتوسيكل خبط فيه
شيكو و هو بيشاور على نفسه : اهو انا بقى اللى كنت سايق الموتوسيكل ده
عنايات : و ليه تسوق بسرعة كده و تعرض حياتك و حياة الناس للخطر
شيكو بسخرية : لا يا طنط ، انا كنت قاصد انى اخد المرحوم بالحضن ، و كنت ناوى اخده بالحضن هنا قدام بيتكم لما يوصل و ينزل من العربية ، بس هو اللى ملتزم اوى بتعليمات المرور و ركن على جنب عشان يتكلم فى التليفون
نهى بصت لشيكو بغل و قالت له : و ياترى بقى لما عملت كده كنت واخد الاوامر من الباشا بتاعك
شيكو : و يخصك فى ايه
نهى : عاوز اعرف دم جوزى محنى كف مين تانى معاك
شيكو قرب من نهى و هو بيشاور بالس/لاح اللى فى ايده عليها باستخفاف و قال : و انتى بقى عاوزة تعرفى ليه .. ايه ناوية تاخدى بتارك مننا
نهى : عشان اما ادعى ربنا انه ينتقملى من اللى قت/ل جوزى .. ادعى عليك و عليه
شيكو : و ابقى ادعيله عشان دى كمان ، وفى لحظة غفلة من نهى و عنايات نزل بالس/لاح اللى فى ايده على دراع نهى قطع لها كم الفستان بتاعها و جرحها جرح كبير فى دراعها خلى نهى صرخت صرخة عالية من الوجع و قالت : ااه .. يا مجر/م
عنايات خدت نهى فى حضنها و هى بتداريها من شيكو و قالت برعب : انت عاوز ايه تانى ، انا خلاص مضيت لك على كل اللى انت عاوزه ، خد الورق ياللا و امشى و سيبنا فى حالنا
نهى بعياط : لا يا ماما ، لازم يقوللى مين اللى اداله الامر بقت/ل جوزى ، زيدان و اللا شوقى
شيكو بسخرية و هو بيبص فى الورق اللى عنايات مضت عليه : الللا .. مانتى حلوة اهو و بتعرفى تفكرى
نهى : تقصد ان شوقى هو اللى خلاك تعمل كده ، و اللا برضة الباشا بتاعك
شيكو بشر و هو بيهددها بسلا/حه من تانى : هو انتى برضة ماحرمتيش ، ايه .. ناوية على موتك انتى كمان
نهى ابتسمت بانتصار مخلوط بالوجع و قالت له و الشماتة مالية وشها : لا .. ناوية على موتك انت يا ديل اسيادك
شيكو رفع ايده لفوق بالسلا/ح اللى معاه و نزل بيها بكل قوته ناحية نهى لكن اتفاجئ باللى بيكتفه من وراه ، و اللى ماكانش غير المقدم نبيل اللى كان موجود معاهم فى الشقة و كان مستخبى فى المطبخ من قبل وصول شيكو ، و لما كتف شيكو و شيكو شافه الصدمة خلته عمال يتلفت حواليه و فى لحظات كانت باقى القوة اقتحمت المكان ، فشيكو قال بصريخ : انتو عاوزين منى ايه بتمسكونى ليه ، انا ماعملتش حاجة
المقدم نبيل باستهزاء و هو بيحط الكلبشات فى ايدين شيكو : يا راجل قول كلام غير ده ، هى حاجة واحدة بس ، دول حاجات .. بتعرف تعد لحد كام يا شيكو و اللا انت بتعرف تق/تل و تسرق بس
شيكو : قت/ل ايه و سرقة ايه بس يا باشا ، انا طول عمرى ماشى فى السليم
المقدم نبيل و هو بيشاور للعسكرى ياخده : انت هتقولى ، ياللا يا حبيبى و نبقى نشوف السليم بتاعك ده بعدين
المقدم نبيل التفت لنهى اللى ماسكه دراعها اللى انجرح و قال : انا طلبت الاسعاف و زمانها على وصول ، و اللا تحبى انزل اوديكى اقرب مستشفى
نهى و هى بتلف الشال بتاعها حوالين دراعها : لا .. انا هستنى الإسعاف عادى
نورا اللى كانت خرجت من اوضتها على صوت الكبسة بتاعة البوليس : دراعك بينزف جامد يا نهى ، قومى و انا اوديكى انا المستشفى طيب
كان المقدم نبيل سمع إشارة جاية له على الجهاز بتاعه و بص لهم و قال : الإسعاف وصلت و الدكتور والمسعفين طالعين على السلم ، و ان شاء الله سليمة
و بعدين بص لعنايات و قال : طبعا حمدالله على سلامتكم و سلامة الانسة نورا ، بس معلش استحملونا شوية كمان .. لانكم هتضطروا تشرفونا عشان ناخد اقوالكم
عنايات و هى بتوسع السكة للمسعفين اللى دخلوا و نورا شاورت لهم على نهى : حاضر يا ابنى ، اتطمن بس على بنتى ، و وقت ماتحتاجونا اكيد هتلاقونا معاكم
كان الدكتور كشف على دراع نهى و قال انه محتاج يتخيط ، و نهى طلبت منه يخيطهولها فى البيت من غير ما تروح المستشفى ، و فعلا الدكتور عمل كده لانه لقى ان الموضوع مايستدعيش القلق
بعد العصر عند شوقى اللى كان هيتجنن من حبسته و هو مش عارف ايه اللى بيحصل برة ، اخيرا العسكرى دخل عنده و قال له انهم طالبينه
شوقى : طالبينى هنا و اللا فى المديرية زى ما قالولى امبارح
العسكرى : هتترحل دلوقتى ياللا
شوقى ركب عربية الترحيلات اللى ودته على المديرية و اخدوه منها دخلوه على النيابة فورا ، و كان وكيل النيابة قاعد مستنيه و اول ما شافه شاور للعسكرى يفك له الكلبشات و هو بيقول لشوقى : اسمك و سنك و عنوانك
شوقى باعتراض : مش لما اعرف الاول انا هنا ليه و بتهمة ايه
وكيل النيابة : متهيألى انت محامى و عارف واجباتك كويس زى ما انت عارف حقوقك ، فياريت ترد على اسئلتى اللى سألتها و بعد كده هتفهم كل حاجة .. اسمك و سنك و عنوانك
شوقى : طب يا ترى ممكن اقعد
وكيل النيابة شاور له انه يقعد
فشوقى ابتدى يتكلم و قال : شوقى سليمان المنيسى .. ٥٧ سنة .. ٩ شارع وهران فى المعادى
وكيل النيابة : ماهو قولك فى التهم المنسوبة اليك من التآمر و الاتفاق على قت/ل المرحوم سالم الصواف ، و الاتفاق على نهب الاموال الخاصة بالقتيل ، و الاستيلاء على اوراق ومستندات مالية هامة من خزينة مصنعه دون وجه حق و الاشتراك فى غسيل اموال منظم مع المدعو زيدان العرابى الذى تم قت/له بفيلته ليلة امس
شوقى كان بيسمع التهم و هو مش مصدق انه بيتحقق معاه فى كل التهم دى ، بس اول ما سمع اخر جملة قال بذهول : هو مين ده اللى اتقت/ل
وكيل النيابة : زيدان العرابى .. شريكك
شوقى بعدم تصديق : مش ممكن .. مش معقول .. مين ده اللى اتجرئ و قدر يعمل كده
وكيل النيابة : هتعرف بعد شوية ، بس بعد ما ترد على اسئلتى و التهم اللى متوجهة لك
شوقى : انا بنفى كل التهم دى ، ماحصلش ابدا ، و اتحدى ان يبقى فى دليل واحد عليا
وكيل النيابة : طب ايه رأيك فى شهادة الشهود
شوقى : شهود مين دول اللى بتتكلم عنهم سعادتك ، الكلام ده مش حقيقى ، و لو حقيقى يبقوا شهود زور
وكيل النيابة : ما اعتقدش ابدا انك تقدر تكدب الشهود الموجودين
شوق. بتصميم : انا اقدر اكدب اى حد ، لانى متاكد من موقفى
وكيل النيابة رن الجرس اللى جنبه و قال : هنشوف
العسكرى خبط و دخل ، فوكيل النيابة قال له دخل الشاهدة اللى عندك
شوقى رجع ضهرة لورا و حط رجل على رجل و هو باصص على الباب بسخرية و هو متوقع انه يشوف نهى او شمس ، لكن اتفاجئ ان هيا بنته هى اللى داخلة و اتفاجئ بشكلها الباهت و بدراعها متعلق على حامل على صدرها فقام وقف بسرعة و قال بذهول: هيا .. انتى ايه اللى جابك هنا
هيا اتجاهلته تماما و قربت من وكيل النيابة و قالت بثبات : تحت امر حضرتك
وكيل النيابة شاور لها على الكرسى اللى قدام شوقى و قال لها : اتفضلى استريحى ، الحقيقة انا كنت ناوى ااجل شهادتك لحد ما تتعافى تماما ، بس المباحث بلغتنى انك صممتى ماتقعديش فى المستشفى و صممتى تدلى بشهادتك من اول يوم
هيا : الحقيقة انا عاوزة اخلص من الكابوس اللى كاتم على صدرى
وكيل النيابة بعد ما ملى بياناتها للمساعد بتاعه قال لهيا و هو بيشاور على شوقى : تعرفيه
هيا : ايوة .. شوقى سليمان المنيسى المحامى
وكيل النيابة : صلتك بيه ايه
هيا : فى الاوراق الرسمية .. للاسف ابويا ، لكن على ارض الواقع .. فده النخاس اللى باعنى لزيدان فى سوق النخاسة
شوقى بحدة : انتى ايه الجنان و التخريف اللى بتخرفيهم دول
وكيل النيابة بامر : مش عاوزك تتكلم الا لو انا وجهتلك الكلام
شوقى : دى مجنونة
وكيل النيابة : انا اللى اقول ان كانت مجنونة و اللا لا ، و بعدين التفت لهيا و قال لها : ايه المعلومات اللى عندك عن قت/ل سالم الصواف
هيا ابتدت تحكى و تحكى و تحكى من غير توقف ، قالت على كل حاجة من غير حتى وكيل النيابة مايسألها غير اسئلة بسيطة جدا ، و شوقى كان بيسمع بذهول و هو باصص لهيا و هو مش مصدق ان بنته هى اللى بتوديه بايديها لاقصى احكام العقوبة
و بعد ما هيا خلصت كلام وكيل النيابة قال لها : ياترى ممكن يبقى فى اى مستندات تثبت الكلام ده
هيا و هى بتفتح شنطتها : الحقيقة المستندات دى هى اللى خلتنى صممت اخرج من المستشفى و اجى النهاردة ، المستندات دى كانت فى خزنة زيدان فى مكتب القصر و خزنته اللى فى اوضة النوم ، انا سهرت طول الليل امبارح افرز فى الورق اللى فى الخزن دى عشان اقدر اجيبلكم المستندات دى
وكيل النيابة و هو بيبص فى الاوراق : الاوراق دى فيها ايه
هيا : الاوراق دى اللى بتثبت عمليات غسيل الاموال اللى عملها زيدان و اللى ساعده فيها المتر شوقى ، و كمان المستندات اللى تثبت تزويرهم فى عمليات النصب و الاحتيال اللى عملوها على ضحاياهم
شوقى بغضب : انتى ليه بتعملى كده يا غبية
هيا بصت له باحتقار و هى بتمد ايدها فى شنطتها و بتطلع جهاز كاسيت صغير و بتناوله لوكيل النيابة و بتقول : واضح كمان ان زيدان ما كانش عنده ثقة فيه و عشان كده هتلاقى على الشريط الموجود فى الكاسيت ده اتفاقات كتير مابينهم على كذا جريمة و منهم مكالمة كان زيدان بيعاتبه انهم ماعرفوش يخط/فوا ابن سالم الصغير اللى لسه مولود
شوقى بغضب : التسجيلات دى لا يعتد بيها فى التحقيقات لانها تم الحصول عليها من غير اذن النيابة
هيا ابتسمت بسخرية مرة و قالت لوكيل النيابة : اتمنى اكون سهلت مأمورية حضرتك فى التحقيق فى التهم المنسوبة اليه
وكيل النيابة : انا متشكر جدا يا مدام هيا و اكيد هنحتاجلك تانى
هيا : و انا تحت امر حضرتك ، بس يا ترى انا ممكن اتكلم معاه خمس دقايق قبل ما امشى
وكيل النيابة : انتى عارفة انك شاهده رئيسية فى القضية و هو متهم و يعنى
هيا : انا مش عاوزاه على انفراد ، انا بس عاوزة افهم
وكيل النيابة : تمام .. اتفضلى بس للاسف هو فعلا زى ما قلتى .. انا مش هقدر اسيبكم لوحدكم
هيا هزت راسها بشكر و بصت لشوقى اللى الغضب كان بيرقص على ملامحه و قالت له : عارف زيدان مات ازاى
شوقى بتفكير : الوكيل بيقول انه اتقت/ل
هيا بتشفى : و مش عاوز تعرف مين اللى قت/له
شوقي بفضول : مين
هيا بترصد و بتضغط على مخارج الفاظها و هى بتدرس رد فعله زى القط اللى بيلعب باعصاب الفار اللى اصطاده قبل ما ياكله : انا اللى قت/لت زيدان
شوقى بصدمة و هو بيحط ايده على بقه بيكتم شهقة رعب : انتى
هيا بفخر : ايوة انا ، و اما تاخد حكم نهائى هبقى اطلع إذن بالزيارة و احكيلك التفاصيل
و بعدين قالت له بكيد : و عاوزة ابلغك حاجة كمان ، انا هفضى المكتب من كل القضايا اللى فيه و هرمى كل حاجة فيه ممكن تفكرنى بيك ، و هفتح مكتب جديد على نضافة ادافع فيه عن المظلومين و بس
و بعدين قالت باستدراك : اااه .. كنت هنسى .. سألتنى من شوية انا ليه بعمل كده ، و انا هقول لك .. انا بنتقم لعمرى و شبابى اللى سلمته بايدك لشريكك النصاب و انت عارف انه لص و مريض و سيبتنى فريسة ليه ، حتى لما ضر/بنى و قت/ل ابنى اللى كنت مستنياه و حرمنى من انى ابقى ام طول عمرى ، ما اتهزتش فيك شعرة واحدة عشان تنقذني من تحت ايده ، و لا حتى تطمن عليا مرة واحدة
و ااه .. انا كمان مقدمة فيك بلاغ انك كنت متطلع و عارف كل اللى زيدان كان بيعمله فيا و كنت ساكت ، يعنى مشترك فى الجريمة معاه
هيا التفتت لوكيل النيابة و قالت له : انا بشكر حضرتك .. بعد اذنك ، و خرجت تحت عيون شوقى اللى مصدوم من كل اللى سمعه ، بس اول ما ابتدى يركز قال : انا بطعن فى كل الكلام ده ، دى بس بتنتقم منى عشان جوزتها زيدان غصب عنها
وكيل النيابة : و دى جريمة تانية تنضاف على جرايمك السابقة
هيا خرجت و كانت زينب برة مستنياها ، و لسه هيمشوا لقت اللى بينده عليها و بيقول : هيا هانم .. لحظة من فضلك
و لما التفتت لقت وجيه اللى وقف قدامها و قال و هو بيبص على دراعها المتعلق : حمدالله على السلامه
هيا : الله يسلمك ، شكرا
وجيه : ليه ماحاولتيش ترتاحى شوية
هيا : محتاجة انظم حياتى بسرعة ، مش عاوزة اضيع وقتي اكتر من كده
وجيه باعجاب : اسمحيلى اعبر لك عن اعجابى بشجاعتك ، يمكن اللى حصل كان بالاتفاق معانا بس ماكنتش متوقع انك هتنجحى بالفعل انك تقدرى تطلعى كل الاعترافات دى من زيدان
زينب بحسرة : و هى يعنى سلمت ، ما ضلعها اتكسر اهو يا حبة عينى ، قال يعنى ماكانش كفاية كل العذاب اللى شافته على ايديه قبل كده ، و اخرة المتمة كان عاوز يرميها من البلكونة ، ياللا اهو غار .. الهى يجحمه مطرح ما راح
وجيه باستغراب : اللا .. و لما انتى كارهاه بالشكل ده ، ليه فضلتى تشتغلى عنده لحد دلوقتى
زينب بحسرة : لو كنت اعرف اللى فيها ماكنتش هوبت ناحية القصر من اصله ، بس اللى ماحدش يعرفه ان كل اللى فى القصر جم يشتغلوا و هم فاكرين انهم داخلين الجنة ، لكن لقوا نفسهم جوا جهنم الحمرا اللى ممنوع علينا اصلا نخرج منها تانى الا بالدم
وجيه : مش فاهم .. ازاى يعنى
زينب بتوضيح : يعنى طالما دخلت القصر الامر بيخلاش من كلمة تسمعها كده او حاجة تشوفها كده ، و يا ويلك لو فكرت تتكلم او تحاول تهرب بجلدك ، يا اما ما نرجعش لعيالنا من تانى ، يا اما عيالنا نفسهم يتتاخدوا من حضننا
وجيه باشمئزاز : للدرجة دى
زينب : و العن بكتير
وجيه بص لهيا و قال لتخفيف حدة الموقف : على كده انتى المفروض يتعمل لك تمثال
هيا كانت بتسمعه و عينها رايحة فى الممر من بعيد و هى بتراقب واحد من العساكر جايب شيكو و جاى ناحية اوضة وكيل النيابة ، و اول ما شيكو قرب من مكان هيا و شافها قال لها بلهفة : استاذة هيا ، كلميلى المتر شوقى يجينى بسرعة ، حاولت اكلمه تليفونه مقفول
و دى كانت اول مرة هيا تضحك فيها ، ضحكت جامد لدرجة ان عيونها دمعوا ، فشيكو قال لها باستغراب : انتى بتضحكى على ايه يا استاذة
هيا شاورت على اوصة وكيل النيابة و قالت : انت عاوز المتر شوقى يلحقك ازاى و هو اللى مبلغ عنك بنفسه و معترف كمان
شيكو سمع كده اتجنن و قعد يزعق انه مش هيسكت و مش هيشيل الليلة لوحده و انه و انه ، لحد ما وكيل النيابة خرج من مكتبه يشوف ايه الدوشة دى فهيا قالت له بصوت واطى و هى بتشاور على شيكو : قلت له ان المتر هو بنفسه اللى مبلغ عنه ماعجبهوش ، بس انا اسفة .. انا ماشية
وكيل النيابة ابتسم و هو بيراقبها و هى ماشية و بعدين بص لشيكو و قال له بتهد/يد : لو سمعت صوتك تانى قبل ما استدعيك هخليهم يرموك فى الحبس الانفرادى انت فاهم
وجيه خرج بسرعة ورا هيا و سألها: انتى معاكى عربية
هيا : لا .. ما كانش ينفع اسوق بدراعى كده ، فجينا فى تاكسى
وجيه : طب اسمحيلى اوصلكم
هيا جت تعتذر فزينب قالت لها : ياللا يا ست هيا الدنيا قربت تليل
وجيه اخدهم ركبهم عربيته و ابتدى يتحرك و سأل هيا و قال : يا ترى فكرتى هتعملى ايه بعد كده
هيا : الحقيقة لسه مش عارفة بالظبط
وجيه : بما انك اصلا محامية فاعتقد انك عارفة ان ممتلكات زيدان هتتصادر كلها
هيا : ايوة عارفة
هيا : و هتقعدى فين بعد ما يصادروا القصر كمان
هيا ببساطة : هرجع بيتى اللى عيشت فيه طول عمرى
وجيه بتردد : بس ممكن كمان يصادروا اموال والدك
هيا : عادى
وجيه باستغراب : طب هتفعدى فين و هتعيشى ازاى
هيا : البيت اللى كنت عايشة فيه طول عمرى بتاع والدتى الله يرحمها ورثته من ابوها ، يعنى شوقى مالوش دخل بيه
و كمان المكتب ، المكتب ايجار قديم و برضة باسم والدتى الله يرحمها
و لو تقصد الفلوس ، فاعتقد انى هقدر ادبر حالى
وجيه : هتشغلى المكتب
هيا : الحقيقة و برغم انى قلت كده لشوقى بس عشان اضايقه ، لكن لسه مش عارفة ، بس لو شغلته ما اعتقدش انى هرجع للمحاماة من تانى بعد اللى حصل
هيا ضحكت و كملت كلامها و قالت .. و ده مين المجنون اللى هييجى يوكل بنت شوقى الحرامى فى قضية ، ثم انا اصلا مابحبش المحاكم و المرافعات
وجيه باحراج : هو انا ابقى اتجاوزت حدودى لو سألتك اتجوزتى زيدان ليه
هيا : يمكن ماكانليش راى ، و يمكن ماكنتش شايفة اللى شفته بعد كده
وجيه وصل القصر و دخل بيهم لحد جوة و نزل من العربية ، و كانت زينب نزلت و فتحت الباب لهيا
زينب سابتهم و دخلت على طول و هيا قالت لوجيه : انا متشكرة اوى ، اتفضل اشرب فنجان قهوة
وجية : متشكر اوى ، انا لازم ارجع النيابة تانى
هيا : يا خبر .. طب ليه تعبت نفسك كده
وجيه بابتسامة و تردد : يا ستى لا تعب و لا حاجة ، ياللا همشى انا
هيا : انت عاوز تسال على حاجة و متردد ، عاوز تسال على ايه
وجيه : الحقيقة مش عارف بس ..
هيا : بس ايه
وجيه و هو باصص فى عيون هيا : ظابط المباحث لما عاينوا الاوضة اللى اتقت/ل فيها زيدان لقوا طبق فاكهة فيه عنب
هيا : و ايه المشكلة
وجيه : السكينة كانت بتعمل ايه مع العنب
هيا ابتسمت و قالت : لما هيسالونى او يسالوا زينب هنقول انى بحب انضف العنب بالسكينة
وجيه بفضول : افهم من كلامك ده ان مش دى الحقيقة
هيا بصت له و قالت له : شرفت القصر كله يا استاذ وجيه ، و بشكرك مرة تانية
و سابته و دخلت و هو بيراقبها بفضول شديد جدا ، و هو حاسس من جواه بمشاعر و انطباعات كتير ناحية هيا بس كلها متلخبطة
تعاطف معاها على كل اللى حصل لها على اعجاب بصمودها و قوتها ، على حزن على اللى وصلت له على شك انها اتعمدت تقت/ل زيدان
وكيل النيابة بعد ما حقق مع شوقى امر بحبسه اربع ايام على ذمة التحقيق و خلى العسكرى ياخده على الحجز و يدخل له شيكو
و اثناء ما كان شوقى خارج من عند وكيل النيابة كان واضح عليه الارهاق الشديد و كان باصص فى الارض ، فشيكو بص له بغضب و هجم عليه و كان هيضر/به لولا العساكر حشوهم عن بعض بس طول الوقت شيكو كان عمال يقول له : بعتنى يا شوقى ، بقى بتبلغ عنى ، طب انا بقى هقول على كل حاجة و اوديك قى ستين داهية ، مانا مش هشيل الليلة لوحدى ابدا يا متر و هعلقك معايا على حبل المشنقة
اثناء ما كان شوقى خارج من عند وكيل النيابة كان واضح عليه الارهاق الشديد و كان باصص فى الارض ، فشيكو بص له بغضب و هجم عليه و كان هيضر/به لولا العساكر حشوهم عن بعض بس طول الوقت شيكو كان عمال يقول له : بعتنى يا شوقى ، بقى بتبلغ عنى ، طب انا بقى هقول على كل حاجة و اوديك قى ستين داهية ، مانا مش هشيل الليلة لوحدى ابدا يا متر و هعلقك معايا على حبل المشنقة
وكيل النيابة زعق لشيكو تانى و قال له انه مش عاوز يسمع صوته قبل ما يوجه له الكلام ، فشيكو سكت و فضل يفرك طول ما هو واقف ، و وكيل النيابة اتعمد انه يتجاهله شوية ، و فضل سايبه و هو هيموت من الغيظ لحد ما وكيل النيابة قال له بهدوء: اسمك و سنك و عنوانك
شيكو : اسمى شيكو و سنى…
وكيل النيابة : اسمك من البطاقة
شيكو باستدراك : شكرى على حسنين ، عندى ٣٨ سنة ، و ماليش عنوان ثابت
وكيل النيابة : اومال عايش فين
شيكو : حاليا قاعد فى شقة مفروشة فى شارع الهرم
وكيل النيابة : بتشتغل ايه
شيكو : عندى صالة ديسكو
وكيل النيابة ابتسم بسخرية و بعدين قال له : ما قولك فيما هو منسوب اليك  بقت/ل المدعو سالم الصواف
شيكو بتردد : دى كانت حادثة
وكيل النيابة : مش ده اللى قلته لمراته
شيكو: ده كان مجرد كلام بس بخوفها بيه
وكيل النيابة : بس برضة مش ده الكلام اللى قالوه الشهود
شيكو بحدة و غضب : لو شوقي قال لك انى عملت اى حاجة فلازم تعرف انه شريكى فى كل حاجة ، و انى ماعملتش اى حاجة بمزاجى ، كل حاجة كانت بتخطيطه و اوامره هو و زيدان باشا
وكيل النيابة : اثبت
شيكو : و دى بقى اثبتها ازاى
وكيل النيابة : طب ماتحكيلى كده من الاول ، مش يمكن اصدق و احاول اساعدك و اثبت اللى هتقوله
شيكو : ماشى ، انا هقول على كل حاجة
وكيل النيابة : و من الاول ، و تقوللى ايه اللى لمك اصلا عليه
شيكو : انا بدخل سباقات بالموتوسيكل بتاعى ، و عشان كده دايما بحب اجيب احدث ماركات ، و اخر واحد جيبته كان متهرب من الجمارك و ورقه مضروب ، و اتمسكت بيه
وكيل النيابة : و انت كنت عارف ان ورقه مضروب
شيكو : الكدب خيبة .. ايوة كنت عارف ، و سافرت بيه البحر الاحمر عشان كان عندى سبق هناك ، و اتقفشت بيه فى الكمين و الظابط اما شاف الورق عرف انه مضروب ، و انا كمان ماكنتش لسه رخصته ، ماهو اصله بيترخص برضه ، بيبقى له طريقة بيترخص بيها ، بس وقتها .. ماكنتش لحقت اعملها ، لما الظابط قاللى انه مضروب أنكرت و كنت واقف قدام الظابط فى كمين السخنة وانا عمال اقول له .. طب و انا هعرف منين ان اوراقه مضروبه ، ده انا منصوب عليا
فجأة لقيت حد بيحط ايده على كتفى و بيقوللى : انت بتعمل ايه هنا يا سالم بية ، و لما التفت كان شوقى اللى اما شاف وشى قاللى .. لامؤاخذة فكرتك حد تانى
وكيل النيابة : طب و هو كان بيعمل ايه فى الكمين
شيكو : كان يعرف حد من ظباط الكمين ، و نزل سلم عليه و شرب معاه قهوة ، و لما شافنى و فكرنى سالم كان ماشى
وكيل النيابة : طب و بعدين
شيكو : سمعت الظابط صاحبه بيهزر معاه و بيقول له  .. ماتبقاش تحرمنا من زياراتك يا متر ، فندهت عليه و قلت له .. هو انت محامى
قاللى .. اى خدمة ، فحكيت له باختصار عن اللى حصل من غير ما اقول له انى عارف ان الموتوسيكل متهرب ، و طلبت منه يساعدنى
وكيل النيابة : و ساعدك
فلاش باك
شوقى : ورينى الاول الماكنة اللى بتقول عليها دى
شيكو شاور له علي الموتوسيكل
فشوقى ضحك جامد  و قال له : انت بقى دافع فيه كام
شيكو : يعنى ..  دافع فيه سبعين الف جنية 
شوقى  ضحك  تانى برضة و قرب من ودن شيكو  و قال :  تبقى عارف انه متهرب يا نمس ، دى الماكنة دى فى اى معرض ماتقلش عن مية و عشرين الف جنية
شيكو بص له بقلق و قال له : يعنى هتساعدنى و اللا ايه
شوقى : وهاخدك معايا و انا ماشى كمان و كمان هرخصلك الماكنة دى  فى اربعة و عشرين ساعة
شيكو : انت بتتكلم جد و اللا بتشتغلنى
شوقى : و هشتغلك ليه بس ، بزنس از بزنس
شيكو باستيعاب: اااااه .. طلباتك
شوقى : عشرين الف جنية
شيكو بانزعاج : ايه المبلغ ده
شوقى : عشرين على السبعين اللى دفعتهم فى تمنها و هحولهالك قانونية و برضة هتبقى موفر من تمنها تلاتين الف جنية ، و هاخدك معايا و هتمشى و انت راكبها كمان
عودة من الفلاش باك
و من وقتها و علاقتنا ببعض ما اتقطعتش
وكيل النيابة : الكلام ده كان من امتى
شيكو : من خمس سنين ، و ابتدينا نتعرف اكتر و كنت بروح له المكتب كتير عشان مشاكل الديسكو ، لحد ما فى مرة كنت عنده و لقيته بيعرفنى بزيدان باشا و لقيته بيقول له
فلاش باك
شوقى : اهو يا سيدى .. شيكو اللى حكيتلك عنه
زيدان باعجاب : انت شيطان يا شوقى ، لقيته فين ده
شيكو : بامتعاض هو ايه الحكاية بالظبط يا متر
شوقى : اقعد يا شيكو و هفهمك
فى الوقت ده زيدان كان عمال يلف حوالين شيكو و يبص على ملامحه من كل زاوية ، و قبل ما شيكو يقعد كان قال : هو فعلا واخد نفس جسمه ، و البروفايل كمان من الجنب ، لكن اللى يشوف وشه يعرف طبعا الحقيقة
شيكو باستهزاء : بروفايل ايه .. انتو ناويين تدونى بطولة فيلم بطله الحقيقى مات و اللا ايه
زيدان : لسه هيموت
شيكو : مش فاهم
شوقى : اصل فى واحد مضايقنا حبتين و مستقوى علينا و عاوزين نهده
شيكو بانتباه : و بعدين
شوقى : الشخص ده فيك منه كتير اوى ، لدرجة ان اللى مايشوفكش من وشك يفكرك هو
شيكو بفضول و هو باصص لشوقى : ده يبقى نفس الشخص اللى فكرتنى هو فى الكمين
شوقى : هو بعينه
سيكو : على ما اتذكر كان اسمه سالم
شوقى بمديح : ذاكرتك زى البرلنت
شيكو : و المطلوب
فيديو صغير يتصور لك و انت بترقص فى صالة الديسكو بتاعتك و معاك كام بنت من اياهم ، بس حذارى وشك يطلع فى التصوير
شيكو بتفكير : انتو عاوزين تهدوه و اللا تخربوا بيته
زيدان : ماهو بيته ده هو اللى مقويه ، و الحكمة بتقول ايه
شيكو : ايه
شوقى بضحك : فرق .. تسد
شيكو : طب و ما ممكن مراته تعرف انى مش هو
شوقى : لا ماتقلقش ، ما احنا هنبعتلها دليل تانى حقيقى .. قسيمة جوازه من ضرتها
شيكو : مضروبة برضة
شوقى : لااااا .. المواضيع دى لازم تبقى جد ، عشان لما تفرقع .. تفرقع على حق
عودة من الفلاش باك
شيكو : و عملتلهم الفيديو و بعتته ، و رغم ان الوشم اللى فى ايدى ظهر فى لقطة صغيرة اوى و قلتلهم ان الفيديو محتاج يتمنتچ ، لكن شوقى ما رضيش و قال انه مش باين
وكيل النيابة : و بعدين
شيكو : و بعدين اشتريت ماكنة جديدة ، احدث موديل ، و روحت بيها عند شوقى برضة عشان يخلصلى اوراقها ، و شافنى من شباك مكتبه و انا نازل من عليها ، فلما طلعت له ، وبعد ما خلصت معاه الموضوع اللى كنت رايح له عشانه .. لقيته بيقوللى  
فلاش باك
شوقى : لو جيبتلك شغلانة تكسب من وراها مية الف جنية .. تقول ايه
شيكو : اقول لك لايمنى عليها
شوقى : مش تعرف الاول هتعمل ايه
شيكو : اكيد شقاوة
شوقى : قت/ل
شيكو بضحك : اتعلق عند عشماوى بمية الف جنية ، ده كلام برضة يا متر
شوقى : اومال عاوز كام
شيكو : مية الف برضة ، بس اخضر
شوقى باعتراض : ماتشطحش اوى كده ، ثم انت حتى لو اتمسكت ، هتبقى مجرد حادثة ، و ديتها قتل خطأ تلت سنين حبس و شكرا
شيكو: لو رسيت زى ما بتقول كده يبقى برضة مش اقل من خمسين الف اخضر
شوقى بابتسامة : اتفقنا ، اسمع يا سيدى
عودة من الفلاش باك
شيكو : و حطلى خطة انى اراقب سالم و انتهز اقرب فرصة و اخب/طة بالماكنة و هى على اعلى سرعة بحيث انه مايقمش منها ابدا تانى
و فعلا .. حطيت ارقام مضر/وبة على الماكنة عشان لو اى حد صورنى ماحدش يقدر يوصل لى ، و راقبته  لحد يوم الحادثة ، فضلت وراه من البيت اللى كان بايت فيه مع مراته الجديدة ،  لحد بيت مراته القديمة و فضلت مستنيه لحد ما خرج و ركب عربيته و مشى ، كنت ناوى اخلص لما ينزل من العربية فى اى وقت ، لكن و هو ماشى لقيته دخل من شارع جانبى و ركن على جنب و هو بيتكلم فى التليفون ، وقتها جاتلى فكرة انى اخش فى العربية و هو قاعد مكانه ، و فعلا بعد ما كنت ركنت وراه ، رجعت طلعت من تانى على قدام مسافة تلتمية متر تقريبا ، و عكست اتجاهى و سقت ناحيته باقصى سرعة لحد ما حصل اللى حصل ، و اول ما عدلت نفسى و نزلت بالماكنة من تانى على الارض هربت على طول ، و كلمت شوقى بلغته باللى حصل و طلبت منه الفلوس ، فقاللى ان الفلوس عنده ، بس انا لازم اختفى كام يوم على ما الدنيا تهدى و يعرف ان كان سالم مات فعلا خلاص واللا لا
وكيل النيابة : و بعدين ، ايه اللى خلاك تظهر فى الصورة من تانى و تروح لمراة سالم و حماته
شيكو : لما شوقى قاللى اتدارى كام يوم .. سافرت قبرص ، و مارجعتش غير لما كلمت شوقى من خمس ايام و قاللى ان الدنيا امان ، و ان هو و زيدان محتاجيننى تانى ، و لسه راجع اول امبارح
و رحت لشوقى المكتب امبارح و كان زيدان موجود ، و كلفنى انى اروح بالعقود لحماة سالم امضيها عليها
وكيل النيابة : و اشمعنى انت ، ليه زيدان ما راحش هو او شوقى مثلا بما انه المحامى بتاعه
شيكو : الصراحة ما حاولتش اسال ، انا كان كل اللى يهمنى وقتها انى اخد فلوسى ، لانى صرفت كتير فى قبرص و كنت محتاج فلوس باى طريقة
وكيل النيابة : يعنى انت كده بتقول ان شوقى هو اللى مدبر لكل حاجة و انت بس نفذت
شيكو : ايوة
عند شيراز .. كانت نهى وصلت عندها عشان تشوف سالم الصغير و ترضعه ، و بعد ما خلصت و نزلت .. شمس قالت لها : تعالى يا نهى اقعدى معايا شوية محتاجة اتكلم معاكى ، مالحقناش نتكلم النوبة اللى فاتت
نهى قعدت جنبها و قالت لها : خير يا ترى
شمس : اكيد خير ان شاء الله ، بس كنت عاوزة اعرف انتى ناوية على ايه الفترة اللى جاية
نهى : تقصدى بخصوص سالم الصغير
شمس : لااا ، سالم الصغير ده تنسيه خالص على ما الدكتور يقوللنا كله تمام ، و انتى كمان دراعك يخف و تقدرى تحركيه من غير وجع ، على الاقل تقدرى تراعيه
نهى بامتنان : انا متشكرة اوى يا شمس على وقفتك جنبى و جنب ابنى فى الظروف دى
شمس : الحقيقة انا كمان ما اقدرش انكر وقفتك انتى و مامتك معايا و حمايتكم ليا و لولادى
نهى : انا ممكن ابيع عمرى كله عشان خاطر حبايب سالم
شمس : الله يرحمه و يغفر له
نهى : اللهم امين
شمس : برضة ماقلتيليش ناوية على ايه
نهى : فى ايه بالظبط
شمس : هتقعدى فين مثلا
نهى : انا عارفة ان الشقة اللى انا قاعدة فيها بتاعة مامة سالم و اللى تبقى خالتك الله يرحمهم جميعا ، و عارفة ان انتى و الولاد ليكم ميراث فيها و عارفة كمان …
شمس : حيلك حيلك ، انا الموضوع ده ماخطرش فى بالى اصلا
سمس بتنهيدة : بس ده حق
شمس : ان جيتى للحق ، انتى و سالم الصغيرين اللى ليكم حق عندى
نهى باستغراب : انا و ابنى لينا حق وعندك انتى  ، حق ايه ده بقى
شمس : ليكم نصيب فى نص المصنع و الشركة
نهى برفض : لا طبعا مش حقيقى
شمس باصرار : لا حقيقى
نهى : ازاى بقى الكلام ده
شمس بنبرة حزينة و هى بتفتكر اللى حصل : انا يمكن لحد دلوقتى ماقدرتش انسى لسالم الله يرحمه  جوازه عليا
نهى برجاء : ارجوكى تسامحيه ، ده خلاص بقى بين ايدين ربنا ، بلاش تشيليه ذنب انتى تقدرى تشيليه من على اكتافه
شمس بتنهيدة : اسمعى يا نهى ، انا لما عرفت بجوازك من سالم .. عمر ماخطر على بالى ابدا اننا ممكن نقعد مع بعض  و كمان نتكلم باريحية كده زى ما احنا قاعدين دلوقتى ، ما انكرش ان اللى حصل هو اللى  قلب كل الموازين و قربنا من بعض
نهى بتنهيدة : ايوة ، و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم
شمس : لما عرفت ان سالم متجوز عليا و شفت كمان الفيديو اللى شوقى بعتهولى .. شكيت ان حد مفبرك الكلام ده عشان يوقع بينى و بين سالم ، و كنت محتاجة حد عنده خبرة عشان يقدر يدلنى على الصح ، و للاسف لجأت لاخر شخص كان المفروض انى الجأ له
نهى : مين
شمس بخجل : المتر شوقي .. اللى نفخ فى الشك اللى كان جوايا خلاه مهرجان شكوك و نار قايدة جوايا ، و بقى يدينى اقتراحات و انا من غضبى وقتها .. كنت ماشية وراه زى العامية و بنفذ من غير تفكير
شككنى فى ذمة سالم ، و اقنعنى انه طمعان فيا و انه كمان ما سددش تمن نصيبه فى المصنع
و فى وسط كلامه نسيت اصلا ان سالم ماعندوش حسابات شخصية من الاساس ، وأن حتى الحساب اللى بعيد عن حسابات المصنع و الشركة انا شريكة فيه معاه ، يعنى فلوسه اصلا اللى كان بيحولها على الحساب من تمن المصنع زى ما اتفق معايا .. كانت تحت ايدى طول الوقت 
و لما هاجمت سالم و اتهمته أنه سرقنى .. اتفاجئت بيه و هو محول لى ملايين
نهى : تمانية مليون
شمس باستغراب : انتى كنتى عارفة
نهى : ايوة ، كان حزين انه ما انتبهش انك ما اخدتيش الفلوس بتاعة المصنع ، قاللى ان دوامة الحياة خدته و هو متطمن انك اصلا معاه فى الحساب و ان كل مليم تحت ايدك ، و لما قاللى انه هيردلك تمن الشقة اللى اشتراها عشان جوازنا ، قلتله يديكى الباقى كله
شمس : هو فعلا قاللى ان انتى اللى اقترحتى عليه ده ، بس مافهمتش ليه
نهى : عشان يستريح ، كان مد/بوح و انتى شايفاه طمعان فيكى ، او انه بياخد و بيعبى من وراكى
شمس : طب كنتم هتعيشوا ازاى
نهى ببساطة : كنا هنبتدى من جديد ، و على اد ما كان زعلان على فراقكم ، على اد ما كان مبسوط بالشغل مع رشيد ، و قلنا ان يمكن يكون ربنا رايدله خير
شمس : الفلوس اللى حولهالى سالم تعتبر اكتر من تمن نص المصنع وقت ما عملنا العقود
و عشان كده نص المصنع يبقى من نصيبه هو ، و انا كنت عاوزة اقول له الكلام ده يوم الحادثة بس مش عارفة ليه لسانى اتربط ، يمكن لانى وقتها كنت فى قمة وجعى من اللى حصل
نهى : ايوة .. بس نص المصنع دلوقتى يساوي اضعاف مضاعفة من المبلغ اللى سالم حولهولك
شمس : ابقى جاحدة لو انكرت ان المصنع بيساوى دلوقتى الاضعاف دى بمجهود سالم و تعبه ، و زى ما يوسف و لولى ولاده و من حقهم يتنعموا بشقى ابوهم ، سالم الصغير كمان من حقه ده زيهم
نهى برفض : بس انا مش عاوزة حاجة
شمس: من حقك ترفضى تاخدى حاجة لنفسك ، بس مش من حقك ترفضى ان سالم الصغير ياخد حقه
لسه نهى هتتكلم ، شمس قالت لها بحزم : بلاش تتسرعى و تاخدى قرار تندمى عليه بعدين ، سيبينى ارضى ضميرى ، على الاقل ابقى عارفة انى ما اكلتش مال يتيم
نهى : انا مش عارفة اقول لك ايه
شمس : ماتقوليش حاجة ، و ان شاء الله هيبقى لينا قاعدة تانية لما دراعك يخف و نتطمن على سالم الصغير
بعد ما نهى مشيت ، شمس قعدت تفتكر اللى حصل بينها و بين شيراز اليوم اللى قبله
فلاش باك
شيراز اخدت شمس على الجنينة بعد ما نهى مشيت و يوسف و لولى رجعوا اوضهم ، و شيراز قالت باستفسار : ناوية على ايه
شمس : فى ايه بالظبط
شيراز : فى علاقتك بنهى و ابنها
شمس : ابنها يبقى ابن سالم يا شيراز ، يعنى اخو ولادى 🙄 ، و ما ينفعش انكر ده مهما حصل ، و لا ينفع اقلبهم على بعض
شيراز : طب ماتجمعيهم مع بعض
شمس : ازاى يا ترى
شيراز بتردد : انا عاوزة انبهك لحاجة ، بس مش عارفة هتفهمينى صح و اللا لا
شمس : حاجة ايه
شيراز : الفلوس اللى سالم الله يرحمه حولها لك قبل ما يموت
شمس : من غير ما تكملى …  انا ناوية ارجعهم لنهى
شيراز : بدل ماترجعى الفلوس ، لمى ولاد سالم التلاتة تحت جناحك
شمس : ازاى
شيراز : سالم حول لك كل اللى حيلته ، و قال لك ان من ضمنهم ، حق الشقة اللى اخدها لنهى و اللى تمنها مش اكتر من نص مليون
شمس : ايوة فعلا
شيراز : و الفلوس دى كانت فى البنك من سنين ، و انتى اللى سيبتيها و ما اخدتيهاش
شمس : انتى تقصدى ايه من ورا كل ده
شيراز : اقصد ان كده يعتبر سالم دافعلك تمن نص المصنع و الشركة من زمان ، يعنى نهى و ابنها ليهم حق فى نصيب سالم ده
انا ما اعرفش ان كان الكلام ده صح و اللا لا ، و لا اعرف كمان نية سالم الله يرحمه كانت ايه ، بس اللى اعرفه ان ولاد سالم التلاتة اتيتموا ، بس ولادك ماشاءالله كبروا و فهموا وعرفوا ابوهم و اتهنوا بحبه و حنانه ، لكن ابن نهى اتحرم من كل حاجة
و ما تزعليش منى .. انتى عارفة انك صاحبتى العمر كله و بحبك اد روحى ، بس مش هقدر انكر ابدا انى حبيت نهى ، و انى شايفاها انسانة جميلة و طيبة .. حاولى تقربى منها و تحبيها زى ما هى بتحبك
شمس بصت لشيراز باستغراب ، فشيراز قالت : لما نهى اتكلمت معاكى اول مرة جتلك و قالت انها حبتك انتى و الولاد من حب سالم ليكم .. كانت صادقة يا شمس ، انتى عارفة انى بقدر اعرف الناس و افهمها حتى لو ما اتعاملتش معاهم
و يمكن لو قربتى منها و حبتيها .. تقدر هى كمان تشيل خوفها و حذرها فى التعامل معاكى و تفضلوا قريبين من بعض و الاخوات يتربوا مع بعض
شمس : تقصدى انها تيجى تعيش معانا
شيراز : انا ما اقصدش بصفة دايمة لان هى نفسها اكيد مش هتوافق ، بس حتى لو كان من وقت للتانى ، او تتفقوا انها تبقى مثلا كل ويك اند عشان الولاد يبقوا مع بعض … قلتى ايه
شمس قامت حضنت شيراز و قالت لها بحب : طول عمرك مرايتى اللى ما استغناش عنها
شيراز بفرحة : يعنى موافقة
سمس : طبعا موافقة
عودة من الفلاش باك
هيا كانت قاعدة فى جنينة القصر و هى شاردة و مستنية زينب والشغالين يقفلوا القصر بعد ما جهزوا شنطها ، و هيا حاسبت كل الشغالين من الفلوس اللى لقتها فى الخزن بتاعة زيدان ، و ادت للبواب مرتب شهرين مقدم لانها مش عارفة هم هيعملوا ايه بالظبط فى القصر ، و قررت تسيب كل المفاتيح مع البواب
بس اتفاجئت بوجيه جايلها الصبح و قال لها ان فى قرار بيتجهز بالتحفظ على كل ممتلكات زيدان و انه فى طريقه للتنفيذ خلال ساعات ، فقررت ان اللجنة لما توصل تلاقيها سابت القصر بالفعل
و اثناء ما هى قاعدة .. افتكرت يوم الحادثة بعد الغدا .. لما طلبت من زينب تجيبلها طبق فاكهة و سك/ينة فاكهة معاها ، فزينب قالت لها
فلاش باك
زينب : انا شايفاهم جايبين عنب و كريز ، هجيبلك سك/ينة معاهم ليه
هيا : هنضف بيها العنب
زينب بدهشة : و هو العنب بيتنضف بالسكا/كين الايام دى
هيا : ده الاتيكيت ، و انا بحب اكله كده ، هاتيها انتى بس و مالكيش دعوة
و فعلا زينب جابت اللى هيا قالت عليه ، و اول ما نورا سابتهم و دخلت الحمام ، هيا سحبت السك/ينة خبتها فى زاوية الكرسى اللى قاعدة عليه
زينب بذهول : و ده ليه بقى
هيا : اسمعينى كويس .. النهاردة زى ما هخلى زيدان يعترف بكل جرايمة و اسجلهاله ، هيبقى كمان اخر يوم فى عمره
زينب برعب : ايه اللى انتى بتقوليه ده .. انتى اتجننتى ، انتى عاوزة تودى روحك فى داهية
هيا : انتى اللى ناسية انى اصلا محامية و دارسة قانون ، و اعرف ابعد نفسى عن اى مسئولية
زينب : و هو انتى هتقدرى عليه ، ده ممكن هو اللى يق/تلك فى لحظة واحدة
هيا : الليلة دى بالذات يا قا/تل .. يا مق/تول
زينب بخوف : انا ما اقدرش اساعدك فى حاجة زى كده
هيا : انتى مالكيش دعوة باى حاجة ، انتى كل اللى عليكى انك تنفذى اللى هقوللك عليه و بس
عودة من الفلاش باك
هيا افتكرت كمان لما اتعمدت انها تستفز زيدان عشان يتهور عليها و يمد ايده عليها و يضر/بها ، و كان كل ما يضر/بها تستفزه بزيادة و هى متعمدة تستدرجه انه يوصل لمرحلة معينة تقدر فيها تنفذ خطتها و تبان على انها دفاع عن النفس 😒
…………….
هيا كانت قاعدة فى جنينة القصر ، و هى بتفتكر لما اتعمدت انها تستفز زيدان عشان يتهور عليها و يمد ايده عليها و يضر/بها ، و كان كل ما يضر/بها تستفزه بزيادة و هى متعمدة تستدرجه انه يوصل لمرحلة معينة تقدر فيها تنفذ خطتها و تبان على انها دفاع عن النفس 😒
كانت شاردة و هى بتكلم نفسها بهمس و هى بتبص لكل ركن من القصر و بتقول : مين كان يصدق انى بعد ده كله اقدر اخرج منك على رجلى ، غريب يا زمن ، خليت هيا الضعيفة النكرة تقدر على زيدان باشا اللى كان ماشى نافش ريشه و مستقوى على خلق الله بالباطل
مين قال انك نكرة
هيا اتنفضت من مكانها على صوت وجيه و هو بيكلمها باستغراب ، و لما لاحظ انها اتخضت قال باعتذار : انا اسف لو كنت خضيتك ، بس ماعجبنيش وصفك لنفسك ابدا
هيا بتنهيدة و هى بتحاول تسيطر على انفاسها : كنت كده فى عينيه
وجيه : هو اللى قال لك كده
هيا : ايوة
وجيه بحزم : كداب
هيا بصت له باستغراب فرجع قال لها : اصل واحد زى زيدان .. يوم ما يفكر يتجوز .. لا يمكن ابدا يختار نكرة عشان يتجوزها ، اراهن انه لما قال لك كده ، كنتى فى حالة شديدة من حالات التمرد عليه ، زى ما حصل ليلة الحادثة كده
هيا باقرار : مانكرش ان استفزازه كان متعتى الوحيدة بعد اللى حصل لى بسببه
وجيه : ليه اتجوزتيه
هيا : تفتكر ليه
وجيه : انا بسألك
هيا بامتعاض : طمع
وجيه و هو بيدرس ملامحها بفضول شديد : ما اصدقش
هيا : اشمعنى
وجيه قعد قدامها و قال : الوش البرئ اللى مليان فهر ده .. ما يطمعش ابدا
هيا : مش يمكن بمثل
وجيه و هو بيبص فى عينيها : زى مامثلتى انك بتحبى تاكلى العنب بالسك/ينة كده
هيا بصت له شوية و بعدين قالت : ايه .. جاى تاخد منى اعتراف ان اللى عملته كان متخطط له
وجيه : بالعكس .. انا بحاول اساعدك انك تخرجى من كل ده و تنسيه
هيا باستغراب : و هتساعدنى ازاى بقى
وجيه : انا عندى ليكى عرض ، و عاوزك تفكرى فيه كويس و تردى عليا على مهلك
هيا : عرض ايه ده
وجيه : يمكن ماجاتش الفرصة انى اعرفك علي نفسى كويس .. انا عندى مكتب حراسات خاصة ، عملته بعد ما اتحولت للتقاعد من شغلى فى الشرطة بعد اصابتى فى عملية مطاردة مع تنظيم ار/هابى ، و اصابتى كانت كفيلة انها خلتنى فقدت مشط رجلى اليمين
هيا عينها جريت بسرعة على رجله فقال لها : اللى انتى شايفاه ده جهاز تعويضى
هيا باعتذار : انا اسفة ، بس اتفاجئت ، ما اخدتش بالى خالص
وجيه : ده لانى صممت اخضع لدورة تأهيلية و تدريبية مكثفة خدت منى مجهود جبار عشان ابقى بالشكل ده
هيا باستغراب : و هو المظهر يفرق معاك بالشكل ده
وجيه بلمحة حزن فى عينيه : مش معايا انا ، مع طليقتى
هيا : ليه يعنى ، ما كلنا متعرضين للحوادث اللى بالشكل ده ، قضاء ربنا و لازم نرضى بيه
وجيه : تصدقى ان بعد كل اللى عملته ده و برضه مارضيتش
هيا بتعاطف : اسمحلى .. ماتستاهلكش
وجيه بمرح : ما انا قلت كده برضة ، و خليت سبيلها
هيا عشان تغير الموضوع : طب و يا ترى موضوع الحراسات الخاصة ده ايه علاقته بالعرض اللى بتقول انك عاوز تعرضه عليا
وجيه باستدراك : كنت من فترة عاوز اعمل فيه شق استشارات قانونية ، و الحقيقة لما عرفت انك كنتى اصلا محامية ، قلت ليه ما اعرضش عليكى تشتغلى معايا و تتولى انتى الجزء ده ، لانى الصراحة معجب بتفكيرك و بطريقتك فى التعامل مع الامور
هيا : بس انت ماتعرفنيش كويس و لا اتعاملت معايا قبل كده
وجيه بابتسامة : فى حاجات مابتبقاش محتاجة تعامل مباشر .. بتتفهم بالخبرة
هيا : ايوة .. بس …
وجيه : قلتلك فكرى و ردى عليا على مهلك ، انا مش مستعجل
فى الوقت ده جت زينب عليهم و سلمت على وجيه و بعدين قالت لهيا : كله تمام يا ست هيا
هيا بصت لوجبه و قالت له : انا مش عاوزة احضر شغل اللجنة ، القصر قدامهم يعملوا فيه اللى هم عاوزينه ، و العربيات كلها موجودة ، حتى العربية اللى كان جايبهالى برضة سيبتها
وجيه : اكيد بعد فترة لما هيحصروا و يراجعوا كل حاجة هيجنبوا الحاجات اللى مافيهاش شبهة و هيبلغوكى
هيا وقفت و قالت : كله شبهة ، حتى الهوا اللى فى المكان شبهة ، زيدان خرب بيوت كتير ، اسألوا عنها المتر شوقى ، اكيد هتلاقوه عارف حاجات كتير و بلاوى اكتر ، و حتى لو طلع حاجة مافيهاش شبهة .. انا مش عاوزة اى حاجة من ريحته ممكن تفكرنى بيه
وجيه : بالمناسبة .. والدك طالب يشوفك
هيا بصت له باستنكار و قالت : يبقى بيحلم
وجيه : يعنى ابلغه رفضك
هيا : بلغه ان هيا ماتت من زمان فى الحبس الانفرادى اللى كان عاملهولها زيدان بعلمه  و تحت نظره
وجيه : ايوة .. بس مهما ان كان ده …
هيا بحزم : قبل ما تكمل .. انا ابويا مات من زمان ، من يوم ما وقف يتفرج عليا و انا و ابنى بنموت قدامه و ما حاولش يمدلنا ايده حتى يطبطب علينا
وجيه بأسى : اللى يريحك ، و لو تسمحيلى اوصلك
هيا : ماتتعبش نفسك ، انا طلبت عربية كبيرة عشان الشنط بتاعتى
وجيه باصرار : و ماله .. زينب تركب مع الشنط فى العربية اللى طلبتيها ، و انتى تركبى معايا و اوصلكم ، على الاقل اتطمن ان كله تمام و انك مش محتاجة حاجة
و فعلا .. زبنب ركبت مع الشنط فى العربية الاجرة ، و هيا ركبت مع وجيه اللى اول ما ابتدوا يتحركوا قال لها : ماجاوبتينيش على سؤالى
هيا : انهى سؤال فيهم
وجيه : اتجوزتى زيدان ليه
هيا : مش يمكن اجابتى ماتعجبكش
وجيه : مايهمنيش انها تعجبنى اد ما يهمني انها تبقى الحقيقة
هيا : و يهمك فى ايه انك تعرف الحقيقة
وجبه : تقدرى تقولى كده .. انى بحب ابقى فاهم الناس اللى بتعامل معاهم
هيا : فاهمهم ازاى يعنى
وجيه : فاهم طريقة تفكيرهم .. توجهاتهم .. تطلعاتهم .. كده يعنى ، ها هتقوليلى
هيا : تقدر تقول انى ما اخدتش خوانة
وجبه بصلها باستفهام فكملت كلامها و قالت : يعنى اكيد زيدان ماجاش قاللى انا نصاب و حرامى و بعمل غسيل اموال بمساعدة ابوكى اتجوزينى
زيدان كان مقدم لى نفسه فى صورة رجل الاعمال العصامى اللى نسى نفسه و هو بيكون روحه لحد ما قابلنى .. فافتكر انه لسه ماكونش عيلة و اسرة تحتويه ، و طبعا المتر شوقى كان بيقول لى فيه اشعار و صورهولى على انه بطل من الابطال ، و بما انى كنت فاكرة ان المفروض إن ابويا يبقى اقرب الناس وأكترهم حرص على مصلحتى .. صدقتهم و وافقت
وجيه : حبتيه
هيا بتنهيدة : حاولت و فشلت
وجيه : ليه
هيا : ليه حاولت و اللا ليه فشلت
وجيه : الاتنين
هيا : حاولت لانى وافقت اتجوزه ، و اخلصت النية انى ابنى معاه اسرة تبقى امتداد لينا احنا الاتنين ، و فشلت لانى ماقدرتش افضل مخدوعة كتير ، العشرة ابتدت تكشف لى جزء بجزء من اللى مستخبى ورا الاوت لوك ، لما كنت بشوف الشغالين و هم بيترعبوا اول مايسمعوا و اللا يلمحوا عربيته داخلة القصر ، لما كنت المح نظرة عينيه لاى حد عمل اى صوت من غير قصد ، حتى لو صوت شوكة خبطت فى طبق و هم بيحضروا السفرة
فى الاول فكرتهم بيهزروا او بيبالغوا ، لكن يوم بعد يوم حسيت انه بيحول القصر لسجن كبير مهجور و هو سجانه بمجرد وصوله
هيا التفتت لوجبه و قالت له : تفتكر شخصية زى دى تستاهل انها تتحب
وجيه : الحقيقة لا .. شخصية زى دى تستاهل الق/تل
هيا بصت لوجيه للحظات و رجعت بصت قدامها فى رباطة جأش تتحسد عليها
عند شيراز كانت بتجهز و خارجة تقابل رشيد اللى قال لها انه عاوزها فى موضوع مهم ، و شمس دخلت عليها و قالت : هتتأخرى
شيراز : مش عارفة ، بس غالبا لا ، هشوف بس رشيد عاوز يتكلم معايا فى ايه و هاجى على طول
شمس بشقاوة : و هو يعنى هيبقى عاوز يقول لك ايه غير انه من حبك ما بينامش الليل
شيراز بضحك : اكيد طبعا ، بس اعتقد المرة دى فى حاجة زيادة ، و كمان عاوزة اعدى على الاوتيل .. فى الفرع بتاع الزمالك اشوف الدنيا هناك فيها ايه
شمس : ماشى حبيبتى ، ربنا معاكى
شيراز جهزت و التفتت لشمس و قالت : انا عاوزاكى انتى كمان تبتدى تلتفتى للمصنع و الشركة ، المال السايب بيعلم السرقة حبيبتى
شمس : انا بس مستنية اشوف نهى هترد عليا تقوللى ايه ، عشان اعرف راسى من رجلى
شيراز و هى بتشاور لها : ادى راسك و ادى رجلك ، و مافيهاش حاجة لو روحتيلهم المصنع ساعة زمن يشوفوكى و تشوفى الدنيا ماشية ازاى ، او ممكن تطلبى من امجد انه يروح يبصلك هو
شمس : امجد كفاية عليه العطلة اللى اتعطلها معانا الايام اللى فاتت دى كلها ، انا لازم اعتمد على نفسى
شيراز راحت قعدت مع رشيد اللى اول ما شافها قال لها بشغف : وحشتينى
شيراز بابتسامة خجولة : و انت كمان
رشيد : احكيلى اخباركم ايه
شيراز : الحمدلله احسن كتير خصوصا بعد ما الحظر انفك ، انما قوللى .. كنت بتقول عاوزنى فى موضوع مهم .. خير
رشيد : كنت عاوز اخد رايك فى موضوع كده بخصوص شغلى
شيراز باستغراب : تاخد رايى انا فى شغلك
رشيد : ايوة طبعا .. مش هتبقى شريكة حياتى و لازم تبقى عارفة عنى كل حاجة
شيراز : ماشى يا سيدى .. كلى آذان صاغية .. اتفضل اتكلم
رشيد : انتى عارفة انى كنت ناوى اعمل مصنع هناك فى الكويت فى نفس المجال بتاع سالم الله يرحمه
شيراز : ايوة عارفة
رشيد : والدى اقترح عليا .. انى بدل ما اعمل ده .. اشارك شمس
شيراز : يعنى انت لما قلت لشوقى انك كنت هتشارك سالم كنت بتتكلم بجد
رشيد : لا طبعا ، انا وقتها كنت بحاول بس اخليهم يتوهوا  شوية ، لكن والدى اقترح عليا الاقتراح ده بعد وفاة خليدة الله يرحمها
بس انا عاوز الشراكة دى تبقى باسلوب مختلف شوية عن اللى والدى اقترحه
شيراز : ازاى
رشيد : انا كنت جهزت المبانى بتاعة المصنع هناك بالكامل ، ماكانش فاضل غير المكن و المواد الخام و نبتدى شغل على طول ، ففكرت انى اشارك شمس هنا و هى تشاركني برضة هناك و اكننا بنعمل فرع جديد للمصنع بتاع مصر فى الكويت و يبقى المصنعين امتداد لبعض .. ايه رايك
شيراز : طب و ليه ، ماتعمل المصنع بتاعك هناك على طول و خلاص
رشيد : اولا ممكن او اكيد هستفيد من خبرات الناس اللى بتشتغل فى المصنع هنا ، ثانيا لما يبقى مصنع و له فرع فى دولة تانية هيبقى افخم بكتير و مكسب كبير ليا و لشمس و الاسم كمان بتاع المصنع و اللى هيبقى واحد هنا و هناك هيبقى له وزنه اكتر
شيراز بتفكير : هى طبعا فكرة جامدة و تستاهل الدراسة ، بس برضة انا طبعا ما اعرفش شمس ممكن توافق و اللا لا خصوصا ان لسه مش عارفين هيبقى موقف نهى ايه
رشيد : انتى اتكلمتى معاها فى الحكاية دى
شمس : ايوة ، و لقيتها هى من نفسها كان عندها نفس التفكير ، و اتكلمت بالفعل مع نهى ، بس نهى طبعا مش مقتنعة و لسه ماردتش على شمس
رشيد : تعرفى لو كل ستات الدنيا زيك انتى و شمس و نهى كده
شيراز بفضول : كان هيحصل ايه
رشيد : اكيد كانت الدنيا فرقت بكتير ، بعيد عن الغيرة و الحقد و الحسد
عند نهى كانت قاعدة مع عنايات و نورا ، و كانت نهى حكتلهم على اللى شمس عاوزاه ، فنورا قالت : ايه ده .. دى طلعت طيبة اوى ، انا ما كنتش فاكراها كده خالص الصراحة
نهى : ليه يعنى
نورا : يعنى .. قلت هتعمل بقى شغل ضراير و تكره ولادها فيكى و فى ابنك
عنايات : طب ازاى بقى و هى واخدة ابن اختك عندها و بتهتم بيه من وقت ماحصل اللى حصل
نورا : ايوة بس انتى كمان شيلتى شيلة مش بتاعتك خالص عشان خاطرهم ، فقلت يعنى نظام من قدم السبت لقى الحد قدامه
نهى : ابدا يا نورا ، بدليل انها قبل ما يحصل اى حاجة .. كانت سايبة يوسف و لولى ييجوا المستشفى يزوروا اخوهم
نورا بفضول : الا بصحيح .. هى لولى لسه عاملة عليكى حما
نهى بحزن : تصدقى ان لولى دى اكتر حد صعبان عليا
عنايات : ليه .. مالها بعد الشر
نهى : اصلكم ماتعرفوش هى كانت متعلقة بسالم اد ايه ، و كمان مأثر فيها اوى انه لما مات كانوا زعلانين مع بعض ، ساعات بحسها بتحاول تدى سالم الصغير اللى ماعرفتش تديه لابوها قبل ما يموت
نورا بتعاطف : تقصدى انها حاسة بالذنب
نهى : لا مش قصدى كده ، انا اقصد انها موجوعة من علاقتهم وقتها
عنايات : طب و انتى قررتى ايه فى الحكاية اللى شمس قالت لك عليها
نهى : مش عارفة يا ماما ، حاسة انه مش حقى
عنايات : بصى يا بنتى .. انا رايى من راى شمس الاخرانى
نهى : يعنى اعمل ايه
عنايات : يعنى فعلا سالم الله يرحمه يعتبر كان دافع حق نص المصنع من زمان ، بس هى اللى ما اخدتهوش ، و ده شمس و سالم الاتنين اكدوه
نهى : بس سالم ساب لها كل حاجة بارادته حتى البيت ، فمش من حقى انى ارجع بعد ده كله اشاركهم فى حاجة
عنايات : ده بس عشان كرامته كانت ناقحة عليه بعد اللى حصل ، و بعدين هو سابلها تمن نصيبه فى المصنع و تمن شقتك كمان ، لكن ما سابلهاش نصيبه فى المصنع ، هى اللى عملت كده بس لما الشيطان اللى اسمه شوقى ده كان لاعب فى دماغها ، و عشان كده انا شايفة ان انتى و ابنك ليكم نصيب فى نص المصنع ، لكن لو انتى مش عاوزة حاجة ليكى ، فانتى حرة ، لكن حق ابنك ليه تضيعيه و تطلعيه قليل وسط اخواته
نهى : اصلا هو كده كده حتى لو سيبته يورث معاهم فى نصيب ابوهم ، برضة هيبقى قليل عنهم
عنايات : بس مش معدم يا بنتى ، سيبى ابنك ياخد حقه و يكبر مع اخواته و وسطهم ، يمكن حبهم ليه يعوضه عن يتمه و حرمانه من ابوه العمر كله
بالليل  كان رشيد و وجيه و امجد قاعدين مع بعض فى الكوفى شوب بتاع امجد ، و وجيه كان بيحكيلهم على هيا ، فامجد قال له : انت ايه سر اهتمامك بالست دى يا وجيه
وجيه : مش عارف ، بس فيها حاجة بتشدنى ليها
رشيد : ماتنساش ان على حسب احساسك اللى انت بتقول عليه انها اتعمدت تق/تل جوزها
وجيه : ده مش مجرد احساس ، انا شبه متأكد ان ده اللى حصل ، بس …
امجد : بس ايه ، ما تخلينا نفكر معاك
وجيه : لو حد فينا اتعرض للى اتعرضت له هيا على ايد اى حد ، كان هيبقى رد فعلنا ايه
امجد : هندافع عن نفسنا
رشيد : بس يا ترى دفاعنا ده ممكن يوصل للق/تل
وجيه : يا روح مابعدك روح ، يوم الحادثة .. زيدان كان فعلا ناوى ير/ميها من البلكونة
رشيد : بس هى كانت مخططة للى عملته من قبلها .. انت قلت كده
وجيه : و قلت كمان ان التقرير الطبى بيقول انها اتعرضت للضر/ب بقسوة لمرات متتالية ادت لاصابات قد تكون مالهاش علاج
رشيد: بس لازم تفهم انها دبرت و خططت و نفذت ببرود اعصاب تتحسد عليه
وجيه : عارف كل ده و برضة عازرها
رشيد : حبيتها
وجيه بحيرة : مش عارف ، بس فيها حاجة بتشدنى ليها بقوة غير عادية
رشيد : يعنى ممكن تطلبها للجواز مثلا
وجيه : تفتكروا ممكن توافق على واحد فى ظروفى
امجد : و مالها ظروفك ، قلت لك مية مرة .. بطل تبص لروحك بالدونية دى
وجيه : انا مابعملش كده
رشيد : سؤالك ده يا وجيه مالوش معنى غير كده ، انت انسان محترم و وسيم و على خلق و عندك عملك الخاص اللى ناجح فيه غير معاش كبير ، يعنى اى بنت بكر تتمنى واحد فى ظروفك دى
امجد بهزار : انوى انت بس و انا اخلى خالتى تنزل من الكويت مخصوص و تروح تخطبهالك مع خالتى ام وجيه
وجيه : طب و انت
امجد : انا ايه
وجيه : ما انش الاوان بقى انك تفك الحظر من حواليك
امجد بابتسامة متهكمة : اهو انا بالذات اللى الحظر معمول على مقاسى
رشيد : و ليه يا امجد ، صحيح المرحوم كان صاحبنا كلنا و كنا كلنا بنحبه ، بس الحى ابقى من الميت
امجد : فى حالة سالم بالذات الميت ابقى يا رشيد ، لا هى هتقدر تنساه ، و لا انا هقدر انساه
وجيه : الزمن بينسى يا امجد ، مافيش حاجة بتفضل ابدا على حالها
عدت الايام ، و استدعوا هيا لتمثيل الحادثة ، و اتفاجئت ان وجيه كان معاها ، و ما سابهاش ، و استمرت التحقيقات مع شوقى و شيكو ، اللى هم الاتنين اعترفوا على بعض بعد ما وكيل النيابة عمل مابينهم مواجهة
شوقى جاتله حالة اكتئاب شديدة جدا و خصوصا كمان لما عرف ان هيا رافضة تزوره تماما ، و كمان عرف ان كل املاكه اتصادرت
و اتحولت القضايا للمحكمة ، اللى استمرت تنظر فيها وقت مش قليل ابدا وصل لسنة كاملة ، و كانت النتيجة ان الاحكام اللى اتحكم بيها على شوقى وصلت لخمسة و تلاتين سنة ، و الاحكام اللى على شيكو وصلت لخمسة و عشرين سنة غير تحويل اوراقه للمفتى فى قضية قت/ل سالم لانها مع سبق الاصرار و الترصد
فى الفترة دى كانت هيا وافقت انها تشتغل مع وجيه ، و كانوا قربوا من بعض بدرجة معقولة نتيجة اختلاطهم اليومى ببعض
لحد ما هيا اتفاجئت فى يوم بوجيه داخل عليها و الوجوم مالى وشه و قال لها : عندى ليكى خبر وحش
هيا : خير .. ايه اللى حصل
وجيه : ادارة السجن بلغونى انهم لقوا والدك الصبح منتحر فى الزنزانة بتاعته
الوجوم اعتلى ملامح هيا لثوانى وبعدين اتنهدت و قالت : و هم بيبلغوك ليه
وجيه : عشان نستلم الجثة و ندفنها
هيا : انا مش هستلم حد ، و لا هدفن حد
وجيه : اسمعى يا هيا ، انا ايدتك فى كل اللى حصل قبل كده ، بس مهما ان كان الموت له حرمته
هيا : و ان كان اللى مات ده ما احترمش اى حرمة لاى حد ، كلام نهائى يا وجيه ، انا مش هستلمه ، خليهم يدفنوه بمعرفتهم
وجيه : متأكدة من قرارك ده
هيا : ايوة .. و جدا كمان
عند شيراز .. كانت فى اكبر سويت فى فرع من فروع الاوتيلات بتاعتها ، و كان معاها شمس و لولى و نهى ، و كمان خبيرة التجميل اللى بتحط اللمسات الاخيرة للعروسة شيراز ، و سمعوا صوت خبط على الباب ، فشمس راحت تفتح لقتها مامة رشيد اللى اول ماعينها وقعت على شيراز قعدت تزغرد بفرحة و قالت : اللهم صل على النبي .. ايه الجمال ده كله
شيراز بخجل : من بعض ما عندكم يا طنط
مامة رشيد بمرح : عندنا ايه بقى يا شيراز ، البركة فيكى انتى و رشيد يا حبيبتى ، ياللا خلصوا بسرعة احسن رشيد خلاص هيتجنن و مش صابر
خبيرة التجميل : خلاص يا فندم .. بلغيه ان خمس دقايق و يشرف عشان يخط/ف عروسته زى ماهو عاوز
كان فرح بيضم نخبة من اكبر رجال الاعمال فى مصر و الكويت ، و كان شاكر والد رشيد هو اللى واقف بيستقبل الضيوف مع وجيه و امجد و يوسف اللى كان امجد دايما مخليه جنبه اكنه بيحاول يوصل له انه لسه مافقدش ابوه
و كانت نورا و عنايات موجودين فى القاعة وسط الضيوف و معاهم سالم الصغير و اللى كل شوية كان يوسف بيروح يتطمن عليهم و يرجع من تانى عند وجيه و امجد
رشيد اول ما مامته قالتله ان خلاص شيراز جاهزة ، طلع بسرعة وقف قدام اوصتها و هو بينهج من السرعة و التوتر ، و اول ما ابتدى يحافظ على سرعة تنفسه و دقات قلبه ، خبط على الباب ، فلولى فتحت بسرعة و هى بتقول بمرح : عمو رشيد وصل يا أنطى
رشيد دخل و هو بيدور بعنيه على شيراز اللى لقاها واقفة بضهرها ، و شمس و نهى بيحاولوا يعاكسوه و يمنعوه يدخل لها و نهى بتقول له : هو بالساهل كده ، يعنى احنا محبوسين معاها طول النهار و تبجى انت تاخدها مننا كده على الجاهز
رشيد بتحذير : لو ماوسعتوش كلكم انا ممكن ارتكب جنا/ية ، و اول ما عرف يعدى منهم ، قرب علي شيراز بسرعة و لفها ليه و قال لها بحب : مش بعد كل السنين دى تدينى ضهرك ، اوعى تبعدى وشك و لا عيونك الحلوين دول عنى تانى
بعد شوية .. اخدها و نزلوا القاعة وسط تهليل و فرحة من كل اصحابهم اللى بيحبوهم ، و زغاريد نهى اللى ما انتهتش لحد ما وصلوا الكوشة و قعدوا و ابتدت فقرات الفرح
شمس و نهى و لولى راحوا قعدوا مع عنايات و نورا ، و انضملهم بعد كده امجد و يوسف
عنايات : عقبال مانفرح بيك يا امجد يا ابنى
امجد بود و هو عينه من شمس : كبرت بقى خلاص على الكلام ده
نهى : فشر .. شاور انت بس على اللى تملى عينيك و احنا نجيبهالك هوا
امجد ابتسم و بص لشمس اللى كانت عمالة تلاعب سالم الصغير هى و لولى و مش منتبهالهم من الاساس
شوية و لقوا وجيه بيقرب عليهم و معاه هيا اللى سلمت عليهم كلهم و قعدت معاهم بعد ما باركت للعرسان ، و وجيه قال لهم : عندى ليكم خبر حلو
و اما كلهم انتبهوا له قال .. هيا وافقت على جوازنا 💃💃💃💃💃
……………..
فى فرح شيراز و رشيد .. كان الكل متجمع على ترابيزة واحدة ، شمس و لولى اللى كانت واخدة سالم الصغير مقعداه على الترابيزة قدامها و بتلاعبه و هو كل شويه يضحك لها و يبوسها و هى طايرة من الفرحة ، و كانت معاهم نهى و عنايات و نورا ، و امجد كمان قاعد معاهم و هو كل شوية يبص بحذر ناحية شمس و هو بيحاول يدارى مشاعره من ناحيتها و اللى كل يوم كانت بتزيد عن اليوم اللى قبله
وجيه قرب عليهم و معاه هيا اللى سلمت عليهم كلهم و قعدت معاهم بعد ما كانت باركت للعرسان ، و وجيه قال لهم : عندى ليكم خبر حلو
و اما كلهم انتبهوا له قال .. هيا وافقت على جوازنا 💃💃💃💃💃
كلهم هيصوا و امجد و يوسف باركوا له بحرارة ، و طبعا الستات ماصدقوا و حضنوا هيا و باسوها و باركولها ، فعنايات قالت لامجد : كده ما فاضلش غيرك .. اتجدعن بقى احسن شكلك بقى وحش و انت عانس كده وسط اصحابك
امجد باعتراض : انا عانس
نهى بضحك : خد بالك لو اعترصت زيادة هتبقى عانز مش عانس
امجد : ليه ان شاء الله.. هو انا ست و اللا ايه عشان اعنس ، انا راجل
عنايات بامتعاض : برضة عنست
كلهم صحكوا على مناغشة عنايات لامجد اللى علاقته قويت بالكل من وقت وقفته معاهم فى احلك مواقف حياتهم
و مش امجد بس .. رشيد و وجيه كمان .. حتى هيا ، اللى اعتبروها بطلة حكايتهم اللى خلصتهم من الاشكيف 🥴
الفرح فضل لقرب الفجر ، و شمس و نهى كانوا كل شوية يروحوا لشيراز يتأكدوا انها مش محتاجة حاجة ، و طبعا رشيد ما كانش بيسلم من مرازيتهم فيه كل شوية
بعد ما رشيد اخد عروسته على جناحهم و المعازيم ابتدوا يمشوا .. شمس و نهى و و ولادهم و كمان عنايات و نورا ، راحوا كلهم على فيلا شمس اللى اتفقوا انهم هيباتوا فيها كلهم الليلة دى
و كالعادة امجد مشى وراهم بعربيته لحد ما اتطمن انهم كلهم دخلوا الفيلا بالسلامة
اما وجيه .. فصمم ان هيا تسيب عربيتها عند الاوتيل و تركب معاه عشان يوصلها ، و بعد ما وصلها .. سابته و طلعت شقتها اللى هى فى الاساس طول عمرها كانت متربية فيها ، و لقت زينب نامت ، فراحت على اوضتها على طول عشان تغير هدومها ، و اما وقفت قدام المراية و ابتدت تخلع الاكسسوارات بتاعتها و تشيل مكياچها .. افتكرت وجيه يوم ما طلبها للجواز ، لما دخل عليها المكتب اثناء ما كان عندها عميل عنده استشارة غير قانونية 🥴 ، هى فعلا ماكانلهاش اى علاقة لا بالاستشارات و لا بالقانون ، كان ليها علاقة بالحب ، العميل ده كان واقع لشوشته فى هيا من اول ما اتعرف عليها وقت ماجه لوجيه عشان يطلب منه طقم حراسة لضيف مهم عنده ، و لما شاف هيا و عرف نشاطها ، ابتدى ينط لها كل شوية بحجج واهية و مكشوفة للكل ، لحد آخر مرة راح فيها لهيا ، و وجيه عرف انه عندها ، فقام بسرعة راح لمكتب هيا و دخل من غير ما يخبط و اول ما دخل قال : جرى ايه يا هيا .. مش كفاية كده
هيا من غير فهم : كفاية ايه
وجيه بص للعميل و قال بنص ابتسامة : اهلا يا شريف بية ، لا مؤاخذة .. ماكنتش اعرف انك موجود ، اصل النهاردة عقبال عندك انا و هيا نازلين نشترى الشبكة
هيا : شبكة ….
وجيه بمقاطعة : شبكتنا هتيجى النهاردة و اكيد وقت ماهنحدد معاد الفرح حضرتك هتبقى من اول المدعوين و اللا ايه ياحبيبتى
هيا فهمت ان وجيه بيطفش شريف فقالت : ااه طبعا
شريف بضيق : مبرووك ، طب بما انكم بقى مستعجلين كده ، اسمحولي انا 
هيا : طب و الاستشارة بتاعة حضرتك
شريف : لا مش مشكلة ، خليها وقت تانى
بعد ما شريف خرج ، وجيه بضيق : بنى آدم متصابى
هيا : ممكن افهم بقى ايه اللى حصل ده
وجيه بنزق : يعنى عاجبك تنطيطه هنا كل ساعة و التانية بحجج عبيطة زى المراهقين
هيا بعدم مبالاة : وارد اننا فى شغلنا يعدى علينا كل الاشكال دى
وجية بحزم : بس مش وارد اننا نديله وش و نبتسم فى وشه و كأنه مترحب بيه
هيا بهدوء : ده شغل يا  وجيه
وجيه بحده : و الشغل مافيهوش نحنحة يا هيا
هيا بصدمة : انت بتتهمنى انى بتعامل مع العملا بتوعنا باسلوب غير لائق
وجيه : انتى عارفة كويس اوى ان مش ده قصدى
هيا : اومال قصدك ايه من ورا الكلام اللى انت قلته دلوقتى ده انا مش فاهمة
وجيه سكت شوية و هو بيدور فى دماغه على اى تبرير يقولهولها يغطى بيه اندفاعه بس مالقاش و لما سكاته طول .. هيا قالت باحباط .. شفت  بقى انى حللت كلامك صح ، بس طالما وصلت لكده ، فاسمحلى .. انا مش هقدر اكمل شغل معاك
قالت كده و مدت ايدها سحبت الشنطة بتاعتها و راحت ناحية الباب عشان تمشى .. بس فجأة لقت وجيه بيشدها من دراعها يرجعها لدرجة انها كانت هتقع فبصت له بحده ، فرفع ايديه الاتنين لفوق و هو بيقول : انا اسف ، ماكنتش اقصد
هيا : ماكنتس تقصد ايه بالظبط يا وجيه ، كلامك اللى قلته ، و اللا مسكتك لدراعى دلوقتى بالشكل ده
وجيه بضيق : الاتنين يا هيا .. اسف على الاتنين
هيا : بس اسفك ده مش هيمحى ابدا التهمة الشنيعة اللى اتهمتنى بيها
وجيه بغضب : انا ما اتهمتكيش
هيا بغضب مماثل : اومال كلامك ده معناه ايه لو ماكانش اتهام لسلوكى
وجيه باندفاع : معناه انى بغير عليكى ، و من زمان ، من اول مرة شفتك فيها و حبيتك .. المفروض كنتى فهمتى ده و حسيتيه من وقتها
هيا : اللى بيحب حد مابيجرحوش يا وجيه
وجيه بحدة : بس انا كلامى كله كان على الزفت شريف مش عليكى انتى ، من يوم ما شفتك و عرفتك عمرى ما صدر منى اى كلمة ممكن تضايقك ولا تجرحك
هيا بهدوء : ما اقدرش انكر ده ، و لا اقدر انكر وقفتك جنبى طول المدة اللى فاتت
وجيه قرب من هيا و قال : هيا .. انا فعلا بحبك ، و لولا ظروف رجلى كنت صرحتلك بحبى ده من اول دقيقة شفتك فيها
هيا بتردد : عمر ما كانت رجلك هى العائق اللى بينى و بينك يا وجيه
وجيه : افهم من كلامك ده ان فى عائق تانى بيننا و بين بعض
هيا : هو عائق واحد بس
وجيه بلهفة : قوليلى على العائق ده و انا امحيه من الوجود طالما ان مش رجلى هى السبب
هيا : وجيه .. انا فى سر كبير فى حياتى ، ما اعتقدش ابدا انك لو عرفته .. هتفضل على حبك ليا
وجيه بفضول : سر ايه ده
هيا : بلاش يا وجيه ، الافضل ان ماحدش يعرفه و خصوصا انت ، على الاقل نفضل زملا و اصدقاء
وجيه بحزم : بس انا من حقى اعرف ايه اللى ممكن يمنعك عنى
هيا : حتى لو معرفتك للسر ده هتبقى السبب فى انك ماتشوفنيش تانى لانك هتكرهنى بعدها
وجيه باصرار : ده بس فى خيالك .. مافيش اى حاجة مهما كانت هى ايه ممكن تخلينى اشيل حبك من جوايا
هيا اديتله ضهرها و راحت وقفت قدام شباك مكتبها و قالت : فاكر وقت موت زيدان  لما سألتنى عن السك/ينة اللى قت/لت بيها زيدان ، لما قلتلى .. سك/ينة الفاكهة كانت بتعمل عندك ايه و طبق الفاكهة اللى عندك ماكانش فيه غير عنب
وجية : ايوة فاكر
هيا : السك/ينة دى انا اللى اخدتها و خبيتها عندى ، و فضلت يومها انرفز فى زيدان و اضايقه و انا متعمدة اعمل كده عشان يبتدى يضر/بنى زى كل مرة و يبقى عندى الذريعة انى اقت/له و تبان على انها دفاع عن النفس
هيا التفتت ببطء ناحية وجيه و هى بتراقب انطباعه عن الكلام اللى قالته ، لقت وشه جامد ما عليهوش اى تعبير فقالت له : انا قت/لت زيدان مع سبق الاصرار و الترصد ، بس صدقنى يا وجيه .. انا مش وحشة ، زيدان هو اللى كان وحش ، زيدان اذانى كتير اوى ، و لو كان فضل عايش كان هيأذينى  اكتر و اكتر ، ده كمان كان بيخطط انه يقت/ل ولاد سالم التلاتة ، و كان لازم اخلص نفسى و اخلص الدنيا كلها من شره
هيا قربت من وجيه ببطء و قالت بنبرة انكسارلاول مرة يسمعها وجيه : مش رجلك ابدا اللى مانعانا عن بعض يا وجيه ، ضياع رجلك شرف ليك و لكل اللى يقترن بيك ، لكن انا ….
وجيه : انتى بطلة ، و اشجع بطلة شفتها و عرفتها فى حياتى
هيا بذهول : انت بتقول ايه ، انت سمعت اللى انا قلته كويس
وجيه : سمعته و فهمته ، و حبى و تقديرى ليكى زاد و انتى بتصارحينى بحاجة زى دى لمجرد انك ماتبقيش غشتينى ، بس اللى انتى ماتعرفيهوش ، انى عارف الكلام ده من اول يوم
هيا : انا عارفة انك كنت شاكك ، بس ماكانش عندك دليل ، لكن انا اهو بعترفلك بنفسى
وجيه : وقت ما شفت تقرير الطب الشرعى اللى كشف عليكى وقت الحادثة ، اتكلمت مع الدكتورة اللى عملت التقرير ، يومها قالت لى ان اى واحدة تانية فى مكانك يحصل لها كل ده .. كان المفروض اتدغدغت و ماتت من زمان ، و بقت مستغرباكى و مستغربة القوة اللى جواكى
انا وقت ما كنت بسمع حوارك مع زيدان من التليفون قبل ما يحصل اللى حصل .. كنت حاسس ان كلامك كله استفزاز ، حسيت انك بتستدرجيه لحاجة معينة ، بس ماكنتس متخيل انها توصل لكده ، بس بصراحة لانى كنت حاسس انك اصعف منه بكتير
كل اللى جه فى بالى ساعتها انك بتستدرجيه انه يقت/لك ، لكن اتفاجئت بالعكس ، وقتها حطيت نفسى مكانك ، لقيت انى كنت هتصرف نفس تصرفك ، يمكن دماغى ماكانتش هتجيبنى لنفس التكتيك ده ، لكن اكيد كنت هبقى عاوز انتقم لنفسى باى طريقة
و عشان كده ابهرتينى وقتها ، و ابهرتينى بزيادة لما شفتك وشفت حجمك و قارنت حجمك بحجم زيدان اللى كان ادك مرتين ، و مع ذلك قدرتى تغلبيه و تتغلبى عليه بعقلك
هيا بذهول : و رغم كل ده عاوز تتجوزنى
وجيه : و برغم كل شئ ، بحبك و عاوز اقضى باقى عمرى معاكى
هيا بتردد : مش ممكن ييجى يوم و تخاف منى
وجيه بتأكيد : اليوم ده لا يمكن ييجى ابدا .. اوعدك
هيا : بس انا كمان عمرى ما هقدر ابدا انى اخليك اب ، و انت اكيد عارف حاجة زى دى
وجيه : و مين قال لك انى مش هبقى اب ، انا هبقى اب ليكى و انتى هتبقى ام ليا ، صدقينى ده غاية منايا
هيا : بس اكيد هييجى يوم تشتاق ان يبقى لك ابن او بنت من صلبك
وجيه : صدقينى انا مكتفى بيكى عن الدنيا واللى فيها … ها .. موافقة نعلن خطوبتنا بكرة فى فرح رشيد و شيراز
هيا هزت راسها بالموافقة بابتسامة تمنى ان اللى جاى يبقى احلى من كل اللى فات
عودة من الفلاش باك
فى فيلا شمس اول ما دخلوا كان يوسف شايل سالم الصغير و بيلعب معاه ، و سالم عمال يضحك ، فنهى قالت : ايوة .. العبوا انتو و اضحكوا ، و اول ما بنرجع البيت بيقلبهالى نواح و مابيبطلش عياط مهما عملنا
شمس بشماتة : تستاهلى ، ما قلتلك خليكى هنا انتى و هو و انتى اللى غاوية تنطيط
نهى بامتعاض : اللا .. يعنى اسيب بيتى 
لولى : هناك بيتك و هنا بيتك برضة انتى و سالم ، بس زى ما مامى قالت بالظبط ، انتى اللى غاوية وجع قلب
لولى طول ما كانت بتتكلم كانت عمالة تعمل حركات بوشها قدام سالم الصغير اللى ماكانش مبطل ضحك عليها و هو كل شوية يتأتأ بحروف مكسرة و يقول : لولوى
فلولى ضحكت جامد و خط/فت سالم من يوسف و حضنته بحب و مرح و هى بتقول : حبيب قلب لولوى من جوة اللى هينام فى حضنها الليلة دى
نهى : يا بنتى هو احتلال ، هو انا كل ما اجى هنا تحطى ايدك عليه و تحتليه
لولى : روحى نامى يا انطى ، المفروض تشكرينى انى بديكى فرصة تنامى
نهى : يا حبيبتى هيتعبك
لولى : مين ده .. ده عندك انتى الكلام ده ، انما انا وسلومتى حبيبى بنقعد نتفرج سوا على الكرتون لحد ما بيغمى علينا و بنفضل نايمين للصبح
لولى بمرح و هى طالعة اوضتها بسرعة و حاضنة سالم الصغير جامد اكن حد هياخده منها : اجرى يا مجدى .. ياللا يا سلومتى قبل ما يقفشونا ، الكرتون فوق مستنينا
نهى بصت ليوسف بقلة حيلة و قالت : و انت يا باشمهندس ناوى على ايه
يوسف : ناوي انااام لانى من الصبح مع عمو راشد كنت بعمله مشاوير عشان باباه و تعبان جدا ، بس اعملى حسابك بكرة هتقعدى معايا عشان فى كام مسألة تفاضل مش عارف احلهم
عنايات اللى كانت قاعدة جنب شمس و نورا و مستنية تشوف هترسى على ايه : جدع يا يوسف ، مافيش دلوقتى احلى من النوم
شمس : يا خبر .. هو حضرتك محتاجة تنامى اوى كده
عنايات : لو سيبتونى دقيقتين كمان هنام مكانى زى ما انا كده
نهى بضحك : طب ياللا يا ماما صحى نورا و ياللاا كلنا نطلع ننام
كلهم بصوا على نورا لقوها فى سابع نومة ، صحوها و هم بيضحكوا و طلعوا كلهم عشان يناموا
تانى يوم معظمهم صحيوا متأخرين بسبب سهرهم ، و لما شمس نزلت تحت .. لقت نهى قاعدة هى و يوسف بيذاكروا على الارض و حواليهم ورق كتير اوى ، فشمس قالت : صباح الخير
نهى و يوسف : صباح الخير
شمس قعدت على كرسى جنبهم و قالت ليوسف : انا دلوقتى بس عرفت انت جبت العادة دى منين
نهى و هى بتدور على حاجة فى الورق : انهى عادة
شمس بعدم الرضا : عادة الورق اللى انتو منتورينه حواليكم على الارض ده ، مش فاهمة بتعرفوا ازاى تنظموه من تانى
نهى و هى لسه بتدور فى الورق : ياعزيزتى دى امكانيات خاصة ، و بعدين صرخت مرة واحدة و قالت : لقيتها .. اهى .. انا قلتلك انا متأكدة انى شفتها
و قعدت ترفع ايديها بانتصار و مرح و هى بتقول : عيب عليك يا ابنى .. طب و الله انا المفروض يتعمل لى تمثال
يوسف : هبقى اعمل لك ، بس عاوز افهم النتيجة دى طلعت ازاى
قبل ما نهى تبتدى تشرح ليوسف من تانى قامت شمس راحت ناحية المطبخ و قالت : انا هقول لهم يعملوا لى قهوة .. انتو فطرتو
نهى : انا فطرت يوسف قبل ما نقعد نذاكر و عملت لنفسى شاى وشربته ، بس خليهم يعملوا لى قهوة معاكى على ما الباقى يصحوا نفطر كلنا سوا
شمس راحت قالت لهم على القهوة ، و اثناء ما كانت راجعة لقت يوسف بيتنطط بفرحة و نهى عمالة تضحك عليه ، وسمعت يوسف و هو بيقول لنهى : طب تصدقى انى مابفهمش من المدرس بتاعى زى ما بفهم منك ، خليكى جدعة بقى ، و اقعدى معانا لغاية ما اخلص امتحانات
نهى : يا حبيبى سالم بيعمل دوشة و شقاوة و مش هيخليك تركز ، و انت ثانوية عامة و محتاج تركز كل ثانية
يوسف : و الله هركز ، بس عشان تبقى قريبة منى و لو احتاجت حاجة تلحقينى على طول .. عشان خاطرى .. و رحمة بابا
نهى بابتسامة حزينة : استغفر الله العظيم .. مش اتفقنا مانقولش كده تانى
يوسف : استغفر الله العظيم ..حقك عليا .. غلطة لسان .. ها .. هتفضلى معايا
نهى : حاضر يا يوسف هفضل معاك على ماتخلص امتحانات .. بس على شرط
يوسف بحماس : اللى انتى عاوزاه
نهى : توعدنى انك تبذل اقصى جهدك انك تحقق حلم باباك الله يرحمه
يوسف : من غير ما تقولى .. انا بعمل كده
نهى مدت ايدها ضمت راس يوسف فى حضنها ثوانى وبعدين بعدته تانى و قالت : محتاجين نحل مسألتين كمان زى اللى فاتت دى عشان الطريقة تثبت فى دماغنا
يوسف ناولها كتاب الامتحانات و قال لها : خدى علميلى على اللى عاوزانى احله
فى الوقت ده كانت الشغالة عملت القهوة و خارجة بيها مع كوباية عصير ، فشمس اخدت منها الصينية و قربت من مكانهم من تانى و فعدت جنبهم المرة دى على الارض ، و ناولت يوسف العصير اللى طلبتهوله و لما قال لها مش عاوز ، شمس بصت لنهى و قالت لها : قولى لابنك يشرب العصير من سكات و انتى كمان خدى قهوتك اشربيها قبل ما تبرد
نهى بصت لشمس و هى معتقدة انها غلطة لسان ، لقت شمس بتبتسم لها و بتقول : هو مش ابنك زى ما هو ابنى و اللا ايه
نهى بتأثر و عيونها بتطل منها الدموع : ربنا اللى عالم باللى فى قلبى
شمس بابتسامة : و نعم بالله ، بس انا كمان عارفة اللى فى قلبك يا نهى .. ياللا اشربى القهوة
و عدت ايام و سنين كتير ، اكتر من سبع سنين مروا عليهم كلهم مابين تغييرات لناس و ثبات احوال لناس
نهى كانت بتدير المصنع بعد ما شمس صممت انها تسلمها نصيبها و نصيب سالم الصغير من ميراث سالم ، و كمان اكتشفت ان نهى تقدر تدير المصنع اكتر منها نظرا لفهمها لطريقة شغل المكن و احتياجاته ، لكن برضة شمس ما سابتهاش ، فصلت قريبة منها و جنبها بتتعلم اللى بتقدر تتعلمه ، و كمان بتدير الشركة  فقدروا انهم يكملوا بعض
ورشيد بعد ما اقنع نهى و شمس بالشراكة فى مصنع مصر و كمان الفرع اللى عمله فى الكويت ، بقى معظم وقته بيقضيه فى الكويت ، لكن كان برضة بينزل مصر من وقت للتانى لما شيراز كانت بتحب تتطمن هى كمان على اعمالها و تحب تشوف اصحابها ، و كل يوم عن يوم عشق رشيد لشيراز بيزيد اكتر و اكتر ، و هى كمان كان حبها ليه بيمتزج بالاحترام و هى بتشوف اد ايه كل اللى حواليه بيحبوه و بيحترموه لشخصه و لطيبته و احترامه لظروف كل اللى حواليه ،  و من عشرة شيراز لاهل رشيد حبوها و حبيتهم و خصوصا بعد ماجابت لشاكر حفيدين زى القمر .. الكبير عدنان و الصغير فهد
اما هيا و وجيه فدول كانوا زى عصافير الكناريا اللى على طول ايدهم فى ايدين بعض ، خصوصا لما وجيه اتعرض لازمة صحية شديدة و كانت هيا جانبه و نعم الزوجة اللى لازمته طول تعبه و رفضت بشدة انها تسيبه لحظة واحدة ، و ده خلى وجيه يتشبث بيها زيادة
اما امجد .. فمابطلش لحظة واحدة انه يحب شمس ، و مابطلش لحظة واحدة يناديها بلقب هانم مشبوك مع اسمها ، و مانسيش لما  حاول انه يجس نبض شمس فى مرة .. ان كانت ممكن تدى لنفسها فرصة تانية انها تعيش حياتها من تانى .. خصوصا انها لسه صغيرة و جميلة و تعتبر فى عز شبابها ، و اللى ردها عليه خلاه قفل اخر باب للامل كان موجود جواه .. لما قالت له .. انا اما اتجوزت سالم .. ماكنتش لسه حبيته ، بس لما اتعلمت يعني ايه حب ، كان على ايديه هو ، و رغم انه حب غيرى الا انى صدقته لما حلفلى ان حب نهى مانقصش من حبه ليا ، و لو هو قدر انه يشارك غيرى فى قلبه ، الا انى ما اقدرش اشارك حد معاه فى قلبى و لا حبى غير ولادى اللى غانيينى عن اى حاجة تانية 
امجد بعدها قرر انه يفضل مخبى حبه جواه علشان مايخسرش علاقته بشمس اللى كانت بتعتبره اخ اكتر من صديق وكمان علاقته بولاد سالم اللى كانوا بيعتبروه واحد من عيلتهم و مكان ابوهم
فى شقة نهى .. كانوا كلهم متجمعين و بيحتفلوا بقراية الفاتحة بتاعة نورا على زميلها فى الشغل ،
و بعد ما العريس و اهله مشيوا ، شمس قالت لنورا : مبروك يا قلبى .. رغم انى لحد دلوقتى مش فاهمة سر اصرارك ان الفاتحة ما تبقاش فى الفيلا
نورا : يا شموسة يا حبيبتى ، الفاتحة لو اتقرت عندك ، ممكن اهل على يفكروا انى عندى ورث و اللا حاجة و يشطحوا لبعيد ، فكده احسن
شمس : طب ما هو على جه الفيلا قبل كده و شافها
نورا : ده على .. مش ام على و ابو على و اخوات على و قرايب على و جيران على
وجيه بمرح : من يوم ما شفت البنت دى و انا بقول عليها دماغها  عالية
نورا بانتصار : مش بذمتك عندى حق
وجيه بمرح : بذمتى و ذمة هيا كمان
رشيد : طب ايه .. انتو ناويبن تباتو هنا و اللا ايه .. مش ياللا
عنايات : ياللا ده ايه .. اقعدوا معانا شوية
يوسف : كفاية كده يا تيتا .. انا عندى شغل بدرى
عنايات بغمزة : اقعد و انا اكلملك المديرة بتاعتك تديك اجازة بكرة
نهى قامت وقفت و هى بتقول : لاااا.. مافيش اجازات تانى .. مش كفاية النهاردة ، و بعدين احنا عندنا طلبية كبيرة و عاوزين نسلمها فى معادها ، ياللا يا باشمهندس يوسف انده على اخواتك خلينا نمشى
نورا : هو انتى كمان هتمشى معاهم
لولى و هى بتبوس نورا : يعنى يرضيكى يبقى عندى امتحانات البكالوريوس وماتذاكرش معايا
و انتى عارفة ان انطى هى اللى بتذاكر معايا الديناميكا و الميكانيكا
نورا : و هو انتو يعنى هتذاكروا النهاردة
لولى : لا .. بس انا اتفقت مع سالم اننا هنبات سوا النهاردة
عنايات : طب ماتخليكم هنا و نبات سوا كلنا 
نهى : معلش يا ماما .. مش هينفع ، و انا وعدت لولى و سالم
شيراز : خلاص يا طنط ، سيبوهم براحتهم النهاردة على ما المهندسة لولى تخلص امتحانات
و فى يوم كانت شمس ماعندهاش شغل فى الشركة ، و كان فاضل يومين على السنوية بتاعة سالم ، بس حست انها عاوزة تروح تزوره ، فنزلت اخدت عربيتها و راحت على المقابر ، و لما وصلت لقت الحارس قاعد برة و البوابة مفتوحة و عرفت منه ان نهى جوة ، استغربت لان نهى ما قالتلهاش انها رايحة تزور سالم ، بس مافكرتش كتير ، و دخلت بشويش و هى بتسمى الله و اول ما قربت من نهى اللى ماحسيتش بيها ، سمعتها بتقول برعشة من اثر دموعها : النهاردة لولى اتخرجت يا سالم ، اول ما عرفت النتيجة بتاعتها جيتلك افرحك زى يوم نتيجة يوسف ، لسه ماحدش يعرف خالص
ولادك الاتنين ماشاء الله بقوا مهندسين اد الدنيا ، حلمك اتحقق يا سالم ، اتطمن عليهم انا و شمس هنفضل فى ضهرهم طول مافينا نفس ، و اتطمن على سالم الصغير كمان .. بيحب اخواته اوى ، و اخواته كمان بيحبوه اوى و بيعشقوه عشق السنين ، كان نفسى تكون معانا ، بس اكيد انت حاسس بينا ، و متطمن من لمتنا حوالين بعض انت عارف من زمان انى بحب شمس من حبك ليها ، لكن دلوقتى انا بحب شمس عشان هى شمس ، و هى كمان يا سالم ، هى كمان بتحبنى و عايشين زى الاخوات ،  يمكن رحيلك هو اللى جمعنا  .. لكن وجعنا اوى يا سالم
هنا شمس ماقدرتش تفضل بعيد ، فقربت من نهى بعد ما ندهت عليها بالراحة عشان ماتخضهاش ، و اخدتها فى حضنها بحب حقيقى و قاالت .. سالم لما اتجوزك .. اكيد عمره ما خطر على باله اننا نتجمع هنا بعد رحيله و احنا علاقتنا بالشكل ده
نهى و هى بتمسح دموعها : جيت اطمنه علينا بعد رحيله
شمس بصت على قبر سالم و قالت : احيانا الرحيل بيبقى بداية اكتر ما بيبقى نهاية ، بعد رحيل سالم .. كانت بدايتنا كلنا .. يمكن لسه واخده على خاطرى منه بسبب اللى عمله ، و لسه فى حتة جوايا موجوعة منه
شمس بصت ناحية قبر سالم و قالت : يمكن لو كنت صارحتنى من البداية كانت حاجات كتير اتغيرت ، و يمكن لو كنت لسه عايش مابيننا ماكنتش سامحتك ابدا ، بس رحيلك فعلا غير كل الموازين
ربنا يرحمك و يسامحك
💫💫💫💫💫💫💫💫
الزواج التانى حق ربنا مشرعه للرجل .. و ده اكيد له حكمة عند ربنا سبحانه و تعالى
بس زى ما الراجل من حقه يتجوز .. مراته من حقها تعرف و تختار الاستمرارية من عدمها ، و طبعا انا عارفة ان عدم ابلاغ الزوجة الاولى بالزواج التانى لاينقص من شرعية الزواج التانى بشئ ، بس انسانيا من حقها تعرف و تقرر
سالم شاف انه بيحبهم هم الاتنين زى بعض بالظبط و مايقدرش يستغنى عن حد منهم و شايف انه ماغلطش .. رغم انه ظلم شمس زى برضة ما ظلم نهى رغم انها متجوزاه بمزاجها و هى عارفة كل ظروفه و ظلم ولاده كمان ، يعنى سالم ظلم الكل و اولهم نفسه بأنانيته ، بس كان شايف ان ده حقه
شمس اخدت ولادها و اختفت من حياة سالم و هى شايفة ان ده حقها و مش غلطانة .. و نسيت انها بترتكب جريمة و ذنب لما تحرم الاب من ولاده و ان مش من حقها ابدا انها تعمل كده ، بس هى كانت شايفة ان ده حقها
حاولت تقنع شيراز تتجوز رشيد و هى عارفة انه كاتب كتابه على واحدة تانية ، و كان رايها ان شيراز تدور على سعادتها ، و لما اتحطت فى نفس الموقف و بقت هى الزوجة الاولى استنكرت ده و ماصدقتش انها ممن ينطبق عليهم قوله تعالى ،، الا تطغوا فى الميزان ،، .. و قوله تعالى ،، كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون ،،
نهى اتجوزت راجل متجوز و هى عارفة ده من اول يوم و رضيت انها تعيش فى الضل بحجة انها بتحبه لكن اول ماحصلت المشكلة حبت توقع بين سالم و شمس بزيادة اما شارت عليه ياخد الولاد منها و هى قاصدة بده انها تزود الفجوة بينهم ، بحجة خوفها ان سالم يطلقها و وقتها برضة كانت شايفة ان ده حقها
شيراز .. كانت مراية صاحبتها طول الوقت و هى بتحكم ضميرها و عقلها ، لكن لما جت لحد عندها كل مقاييسها و قوانينها اختفوا من قدامها ، و غارت من واحدة فارقت الدنيا بعد ما رسمتلها طريق السعادة مع رشيد و برضة كانت شايفة ان ده حقها
زيدان مريض نفسى و ادى لنفسه الحق انه ينتقم من سالم عن جريمة سالم اصلا ما ارتكبهاش من الاساس ، و دمر نفسه و دمر هيا معاه و هو برضة شايف ان ده حقه
مش هتكلم عن شوقى عشان ده عاوز كتاب لوحده 🥴
طب انا قلت فى مرة من المرات انى مش بناقش هنا الزواج التانى .. اومال بناقش ايه 🥴🤔
انا هنا بناقش الانانية المطلقة لينا كلنا مع اختلاف الاشخاص و المسميات و المواقف
بناقش ان كل واحد فينا مدى لنفسه كل الحق فى كل تصرفاته من غير ماحتى يفكر فى انعكاسات تصرفاته دى على اللى حواليه ، و يوم مابيفكر .. اقصى حاجة بيعملها انه ممكن يخبى اللى بيعمله
لو كل واحد قبل ماياخد حق مكتسب لنفسه فكر لحظة واحدة فى تأثير الحق ده على اللى حواليه كانت فرقت كتير
لو كل واحد فكر فى سعادة اللى حواليه زى ما بيفكر فى سعادته الشخصية كانت فرقت كتير
لو كل واحد قدر يعمل بالثقة اللى محطوطة فيه من اللى حواليه كانت فرقت كتير
لو كل واحد فكر فى كل خطوة بيخطيها فى سلبياتها و ايجابياتها على المدى الطويل من غير ما يبص تحت رجليه و بس .. كانت اكيد هتفرق كتير
لو كل واحد استعمل ميزان واحد لتصرفاته و تصرفات اللى حواليه اكيد برضة كانت فرقت كتير
كلنا بنغلط ، بس فينا اللى بيغلط و هو مش فاهم و اما بيفهم بيحاول يصلح الغلط ده زى ما عملت شمس و نهى كده ، و اللى المفروض الكل يعمله
لكن برضة فيه اللى بيغلط و بيصر على غلطة مهما اللى حواليه قالوا له انه غلطان و بيصمم انه هو اللى صح مهما شاف وجع اللى حواليه و اذيته ليهم زى شوقى و زيدان كده
ناس كتير من اللي بيأذوا غيرهم بيبقوا مش مُدركين هما قد إيه أشخاص مؤذية ..
مش مُدركين أن تصرفاتهم المؤذية دى بتغير حياة ناس للأسوأ ..
مش مُدركين إن التصرفات المؤذية ممكن تسبب مشاكل نفسية و صحية لغيرهم ..

إنك تستغل إن حد محتاجلك أو محتاج حاجة منك ده أذى.. زيدان و شوقى
إنك تضغط حد نفسيا ده أذى .. زيدان
إنك تستغل طيبة حد و حبه ليك ده أذى .. سالم
إنك تكدب علي حد مديك الأمان ده أذى .. سالم
إنك تستهين بزعل حد و تسيبه يتفلق ده أذى .. سالم و شمس
عدم التقدير أذى ..
الكلمة السخيفة أذى ..
عدم الإلتزام بالوعود أذى ..

الأذى له أنواع و أشكال كتير ..
و الشخص المؤذي مش لازم يبان على وشه أنه شخص مؤذي ..
و الشخص اللي بيتأذي مش لازم يبان علي ملامحه إنه موجوع و اتعرّض للأذى ..

جرّب الكلام على نفسك يمكن تعرف احساسه في نفوس الآخرين 😑
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، محتاجين نطهر قلولنا و نوايانا عشان دنيتنا تبقى احسن
تمت بحمدلله

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات